منذ اندلاع حرب السودان في أبريل 2023، نظمت العديد من المبادرات النسوية والمجموعات الشبابية والمنصات التي هدفت لوقف الحرب ومساعدة النازحات والمعنفات داخل وخارج البلاد.

التغيير: مركز الألق

وبحسب نتائج مسح لفريق مركز الألق للخدمات الصحفية، كشفت النتائج أن معظم التغطيات الإعلامية تركزت على أوضاع النازحين واللاجئين داخل وخارج السودان، غير أن غالبية المصادر والإفادات التي استندت إليها التقارير جاءت من رجال، فيما لم تُجرَ سوى مقابلات محدودة مع النازحات واللاجئات.

وقد انتظمت العديد من المبادرات النسوية منذ اندلاع حرب أبريل في تقديم الدعم الإنساني والنفسي للنازحات والمعنفات، وتطالب المبادرات بإشراك النساء في عمليات السلام ونقاشاته، للمساهمة في وقف الحرب.

كما انخرطت بعض الأجسام النسوية في مبادرات لمجابهة حرب 15 أبريل، رغم أنها كانت تعمل قبيل اندلاع الصراع، ونتيجة لمتطلبات المرحلة الجديدة الحساسة، تغيرت أهدافها وظهرت مجموعات جديدة استجابة للنداء الإنساني.

تنسيقية المرأة لوقف الحرب

نشأت آلية تنسيقية المرأة السودانية لوقف الحرب في السودان بعد اندلاع الحرب في أبريل 2023 بمبادرة من مركز الجندر للدراسات والبحوث ومركز بادية، وضمّت 28 منظمة ومركزًا نسويًّا.

وتهدف الآلية إلى تضمين القرارات والقوانين الدولية والإقليمية والمحلية المتعلقة بحقوق المرأة وضرورة تمثيلها في المناصب السياسية والاقتصادية، مثل قرار الأمم المتحدة رقم 1325، لمشاركة المرأة في السلام والأمن.

تركز آلية التنسيقية على إيجاد أجندة مشتركة وأساليب لكيفية وقف الحرب، وتنمية الثقة بين هذه المجموعات مع تشكيل آلية تنسيق تساعد النساء على التجمع، وتشدد على تمثيل النساء السودانيات برؤية مشتركة، وترسيخها وتضافرها، بحيث تكون جميع المبادرات النسائية بصوت واحد.

كما تنادي بضرورة توفير التدريب وبناء القدرات في مجال الحكم الرشيد وحقوق المرأة من وجهات نظر متعددة ومفاهيم موضوعية. وتدعو أيضًا إلى معالجة خلق الملكية وضمان استدامة النشاط بين مجموعات النساء السودانيات والجيل الشاب النشط لإنهاء الحرب الحالية.

اتحاد النساء السوداني

تأسس الاتحاد النسائي السوداني عام 1952 أثناء النضال ضد الاستعمار البريطاني، وهو منظمة سودانية لحقوق المرأة وواحدة من أكبر منظمات حقوق المرأة بعد أن نال السودان استقلاله في أفريقيا.

ومع بدايات انتهاك حق المرأة في التنظيم والعمل السياسي، تم حل الاتحاد بقرار عسكري ومنع عن العمل عام 1964.

من أهم إنجازات الاتحاد تاريخيًّا تنظيم حملة لصالح تعليم الفتيات خلال فترة الاستعمار البريطاني، حيث كان التعليم يقتصر على أقلية صغيرة من الأولاد فيما عارضت السلطات البريطانية التعليم الرسمي للفتيات.

مبادرة لا لقهر النساء

وقد أسس مدارس للفتيات في الخرطوم وأم درمان، وفي عام 1970 نظم مؤتمر دولي لمكافحة أمية المرأة حضرته العديد من المنظمات النسائية من جميع أنحاء أفريقيا. كما أقام وقتذاك فصولًا مسائية للنساء البالغات لتشجيع محو الأمية والتثقيف الصحي للمرأة ومعارضة زواج القاصرات والزواج القسري.

نظم الاتحاد كذلك حملة من أجل تنظيم تعدد الزوجات، ومنح النساء حق الموافقة على الزواج، ومعارضة القوانين التي تلزم النساء المعتدى عليهن بالعودة إلى أزواجهن. وحقق الاتحاد حق توظيف النساء والحصول على أجر متساوٍ، ومكافحة التمييز العرقي والعنصرية.

نساء مفكرات

تأسست المبادرة مباشرة عقب اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، وتتكون المجموعة من 14 خبيرة سودانية متواجدات في القاهرة ودول أخرى، ينتمين إلى مؤسسات أكاديمية ومنظمات مجتمع مدني وخبراء سابقين في هيئات الأمم المتحدة.

يقوم الهدف العام للمجموعة على “دعوة الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لوقف الحرب ودعم استراتيجيات بناء السلام الحساسة للنوع الاجتماعي”.

تتمثل الأهداف المحددة في تقديم المساعدة الفنية لمبادرات ومجموعات النساء من أجل المناصرة الفعالة لوقف الحرب، وتشمل الأهداف الأخرى ضمان أن تكون عمليات بناء السلام حساسة للنوع الاجتماعي، مع مراعاة مشاركة المرأة على قدم المساواة في جميع العمليات، والحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي، والتعافي، والوصول إلى المساعدات الإنسانية.

تدعو مبادرة نساء مفكرات إلى إنشاء قنوات اتصال مع مبادرات المجتمع المدني العاملة على إنهاء الحرب والشراكة معها لبناء السلام والديمقراطية الحساسة للنوع الاجتماعي. وتعمل المبادرة على التواصل مع الأطراف والمؤسسات والأفراد المعنيين على المستويين الإقليمي والدولي لوقف الحرب.

وتواصلت عضوات المبادرة مع هيئات إقليمية وعالمية لأجل المناصرة لإيقاف الحرب على مستويات عليا، حيث سعت إلى مناصرة قضية وقف حرب 15 أبريل على المستوى الإقليمي والعالمي والتواصل مع المبادرات النسائية الأخرى.

وقد سبق أن عقدت المجموعة لقاءات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية ومع مفوضي القرن الأفريقي والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والعديد من هيئات الأمم المتحدة.

وأصدرت المجموعة بيانات خاطبت فيها هذه الأطراف برسائل مناصرة خلال المؤتمرات والقمم التي عقدت، مثل قمة دول الجوار التي نظمتها مصر. وكانت أهم المطالب وقف الحرب، استعادة الحكم المدني، إشراك المرأة في كافة العمليات السياسية، وفتح مسارات الدعم الإنساني للمتضررين من الحرب داخل السودان وقضايا اللاجئين في الشتات.

الوسومالمجموعات النسوية المدافعات عن النساء حماية النساء في السودان نساء السودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: المدافعات عن النساء حماية النساء في السودان نساء السودان لوقف الحرب وقف الحرب المرأة فی

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: حقوق المرأة تراجعت عام 2024 في واحد من كل أربعة بلدان 

تراجعت حقوق المرأة في العام 2024 في واحد من كل أربعة بلدان وفقا لتقرير نشرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة الخميس، أفاد بأن إضعاف المؤسسات الديموقراطية، والتقنيات الجديدة، وتغير المناخ هي من العوامل التي ساهمت في ذلك.

وقالت الوكالة « ترافق إضعاف المؤسسات الديموقراطية مع تراجع في المساواة بين الرجال والنساء »، معتبرة أن « جهات مناهضة للحقوق تعمل بشكل نشط على تقويض الإجماع بشأن القضايا الرئيسية المتعلقة بحقوق المرأة ».

وأضاف التقرير أن « بلدا من كل أربعة تقريبا أظهر تراجعا في المساواة بين الجنسين ما يعيق تنفيذ برنامج العمل » المنبثق عن « المؤتمر العالمي المعني بالمرأة » الذي تم التوصل إليه في بكين عام 1995.

وبعد مرور ثلاثين عاما على هذا المؤتمر، تلاحظ الأمم المتحدة تقدما متباينا. فقد تضاعف تمثيل المرأة في البرلمانات منذ العام 1995، لكن ثلاثة أرباع البرلمانيين ما زالوا رجالا.

وارتفع العدد الإجمالي للنساء المستفيدات من الحماية الاجتماعية بمقدار الثلث بين عام ي 2010 و2023، لكن ما زال هناك مليارا امرأة وفتاة محرومات من حماية مماثلة. كما أن فجوات التوظيف « راكدة منذ عقود »: حوالى 63 % من النساء بين 25 و54 عاما يعملن مقابل أجر، مقارنة ب92 % من الرجال.

وأظهر التقرير أن أزمة كوفيد-19 والصراعات وتغير المناخ والتكنولوجيات الجديدة كلها تمثل تهديدات.

ووفقا لأرقام هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ازدادت حالات العنف الجنسي المرتبط بالصراعات بنسبة 50 % خلال عشر سنوات، و95 % من الضحايا كانوا من الأطفال أو الفتيات الصغيرات. وفي عام 2023، عاشت 612 مليون امرأة على مسافة 50 كيلومترا من نزاع مسلح واحد على الأقل، بزيادة مقدارها 54 % منذ العام 2010.

في 12 دولة في أوروبا وآسيا الوسطى، تعرضت 53 % من النساء لشكل واحد على الأقل من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي عبر الإنترنت.

وقالت الأمم المتحدة « على الصعيد العالمي، ما زال العنف ضد النساء والفتيات مستمرا بمعدلات مقلقة. فقد تعرضت 736 مليون امرأة، أو واحدة من كل ثلاث نساء، مرة واحدة في حياتهن لعنف جسدي أو جنسي على يد شريك، أو لعنف جنسي على يد معتد آخر ».

ويحدد التقرير خارطة طريق تتناول العديد من المجالات للمستقبل. الوصول العادل إلى التكنولوجيات الجديدة، خصوصا الذكاء الاصطناعي، والاستثمارات لمكافحة الفقر، ومكافحة العنف، وتحسين المشاركة في الشؤون العامة وتدابير للعدالة المناخية.

كلمات دلالية الأمم المتحدة حقوق نساء

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: حقوق المرأة تراجعت عام 2024 في واحد من كل أربعة بلدان 
  • تحركات في 3 مسارات لوقف الحرب المتصاعدة
  • مؤتمر دولي بلندن منتصف أبريل لـ«السلام وحماية المدنيين» في السودان .. وزير الخارجية السوداني لـ«الشرق الأوسط»: زيارة وفد بريطاني للتشاور
  • البرهان يلتقي المدير العام لشؤون افريقيا بوزارة الخارجية والتنمية البريطانية
  • جنوب السودان..اعتقال وزير النفط وضباط موالين لنائب الرئيس
  • الحكومة البريطانية تحسم موقفها من الحكومة الموازية وتبعث برسائل إلى البرهان
  • جنوب السودان.. الجيش يحاصر منزل نائب الرئيس ويعتقل حلفاءه
  • حمدوك يطلق نداء عاجل لوقف الحرب وعقد اجتماع بين مجلس الأمن و السلم الأفريقي
  • المجلس الأوروبي يدعو للحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة
  • الحكومة العراقية تستحدث مركزاً لتطوير المرأة في سنجار وبرنامجاً لتدريب النساء صحفياً وإعلامياً