لجريدة عمان:
2024-11-14@02:04:00 GMT

البودكاست.. صوت الإعلام الجديد

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

لفت انتباهي عنوان نشرة بريدية من إذاعة ثمانية عنونته «كيف أطاح البودكاست بالصحافة التقليدية» ونظرا لبعض الخبرات البسيطة فـي تمييز العناوين البراقة عن غيرها من العناوين التقليدية أو ما يطلق عليه بلغة اليوم «المقدمة الهوك» والتي هي المقدمات التي تهدف إلى جذب انتباه القارئ من اللحظة الأولى وحثه على مواصلة القراءة، فإنني توقفت مليًّا مع استخدام كلمة إطاحة عند المقارنة بين البودكاست والصحافة التقليدية.

قد تكون الإذاعة هي من يمكن مقارنته بالبودكاست وليست الصحافة التقليدية، هذا إذا ما سلمنا جدلا ببقاء وسائل الإعلام التقليدية على حالها من دون تأثرها بمختلف أشكال الإعلام الجديد وإلا فإن الوضع يبدو أقرب إلى تداخل كل الأجناس الإعلامية لإنتاج شكل جديد من أشكال الإعلام يمزج بين التقليدي والحديث، فلم تعد الإذاعة على سبيل المثال مجرد ناقل للصوت وأثيرا يبث فـي الهواء وإنما تطورت تقنياتها لتصبح أساسها المايكرفون ودعاماتها قنوات على منصات التواصل الاجتماعي، مع بودكاست مسموع، وموقع إلكتروني تفاعلي، وهذا ما ينطبق على الصحافة والتلفزيون اللذين طورا من تقنياتهما الإعلامية الحديثة وربما بات بعض من قنواتهما الاجتماعية أكثر شهرة ورواجا من قناتهما التقليدية التي انحسرت عنها موجات المد الحديثة.

عموما، ليس هذا محور الحديث وإنما هو ما يمكن اعتباره مقدمة للعنوان الجذاب الذي اتهم البودكاست بالإجهاز على الصحافة التقليدية، وهذا ما يمكن الاتفاق معه إلى حد كبير خصوصا مع التسليم بأن أعداد المستمعين إلى منصات البودكاست فـي العالم اليوم يزيد عددهم عن مستمعي الإذاعات التقليدية حيث تشير الأرقام إلى أن عدد مستمعي البودكاست عالميا يصل إلى 700 مليون مستمع بعد أن كان الرقم لا يتجاوز الـ500 مليون قبل عامين وهذا ما يمكن أن يعزى إلى تطور تطبيقات الإنتاج والاستماع وصناعة المحتوى فـي برامج البودكاست والتي اجتذبت إليها الكثير من المستمعين لسهولة الوصول والاستماع إليها فـي كل وقت وحين ومن كل أجهزة الاتصال الحديثة، فكسرت بذلك قاعدة الوقت والزمان والمكان.

البودكاست أو ما يترجم بالتدوين الصوتي يعد وسيلة إعلامية جديدة ظهرت قبل 20 عاما فقط بتدوينات من بعض الإعلاميين والهواة وساعد على سرعة انتشاره اللغة الشعبية السهلة المستخدمة والتي اختلفت بعض الشيء عن اللغة الإعلامية شبه الرسمية المستخدمة فـي وسائل الإعلام التقليدية عززها التنوع الكبير فـي المضمون والمحتوى الذي يناقش التفاصيل الدقيقة لمختلف مناحي الحياة من الكوميديا والطبخ والموسيقى والقراءة والفلسفة والعلوم والاقتصاد والسفر وغيرها الكثير من الموضوعات التي لم يكن لوسائل الإعلام التقليدية أن تفرد لها مساحات واسعة لضيق الوقت أو المساحة المخصصة والوقت المحدد، وهذا ما عزز من الحضور الكبير للتدوينات الصوتية التي باتت تشكل نمطا من أنماط الحياة العصرية لكثير من الشباب وحتى كبار السن فبرامج البودكاست استطاعت مخاطبة كافة شرائح المجتمع نظرا لاهتماماتهم المتنوعة.

تدهشني فـي كثير من الأحيان الأرقام الفلكية والخيالية فـي مشاهدات حلقات البودكاست سواء المسموعة أو المرئية وقد تكون هذه الأرقام ضربًا من الخيال فـي بعض الأحيان عندما تصل إلى 12 مليون مشاهدة لحلقة واحدة فقط من حلقات برنامج فنجان الذي تخطى عدد من حلقاته المشاهدات المليونية حتى إنها تجاوزت بعض الحلقات العالمية التي انتجت مع إيلون ماسك ودونالد ترامب، ولدينا هنا فـي سلطنة عمان بعض النماذج الناجحة فـي البودكسات مثل جلسة كرك التي وصلت مشاهدة بعض حلقاتها على اليوتيوب أكثر من 725 ألف مشاهدة وأيضا بودكاست مصعد وبودكاست قفـير وغيرها من برامج التدوين الصوتي التي تحقق مشاهدات واستماعات عالية والتي يمكن الاهتمام بها ودعم أصحابها لتعظيم الفائدة من البودكاست العماني.

مما قاله أحد المهتمين بالمقارنات الإعلامية: السبب الرئيس وراء نجاح البودكاست وبرامج الإعلام الجديد هو غياب هيمنة السلطات عليها وعدم خضوعها لرقابة أو تمويل أو إشراف من أي جهة رسمية أو شبه رسمية وهذا هو سبب الطفرة الحقيقية فـي ارتفاع نسب المشاهدة والاستماع والقراءة، ولكن وكما أوضح ذلك المهتم بالمقارنات الإعلامية من أن الوضع لن يدوم طويلا خصوصا عندما تبدأ المؤسسات الرسمية الحكومية والشعبية بدس أنفها والتحكم فـي عمل تلك الوسائل وأيضا امتلاك البعض منها أو تمويلها فإن بريق وشهرة الكثير منها سوف يخفت على مر السنوات وسيظهر شكل جديد من أشكال الإعلام الذي يحاول الهروب من سيطرة المال والسلطة عليه.

حتى يحين ذلك اليوم فإن البوصلة لا تزال تشير إلى تقدم الإعلام الحديث وإن حاولت بعض مؤسسات الإعلام التقليدي اللحاق بالركب إلا أن ذلك يثبت أن دخول وسيلة إعلامية جديدة على الساحة لا يلغي الوسائل السابقة لها بل هي خيارات جديدة وعديدة تصب فـي مصلحة الجمهور الباحث عن المحتوى والمضمون عبر القنوات متعددة الأشكال والألوان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وهذا ما

إقرأ أيضاً:

مشروع مانهاتن الجديد.. ما هي الإدارة التي سيقودها ماسك وراماسوامي؟

في خطوة تهدف للحد من النفقات الفيدرالية، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن نيته إنشاء "إدارة الكفاءة الحكومية" على أن تكون تحت قيادة الملياردير إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم بالإضافة لرجل الأعمال فيفيك راماسوامي.

وقال ترامب في بيان نشره الثلاثاء إن الخطوة تهدف "لتفكيك البيروقراطية الحكومية وتقليص الإجراءات التنظيمية الزائدة وخفض الهدر في النفقات وإعادة هيكلة الوكالات الاتحادية".

أعطى ترامب، ماسك وراماسوامي، مهلة حتى الرابع من يوليو 2026 لتحقيق "حكومة أصغر" للقوة العظمى تكون بمثابة "هدية مثالية لأميركا في الذكرى الـ250 لإعلان الاستقلال" في 4 يوليو 1776.

يهدف رجال الأعمال الثلاثة الأثرياء ترامب وماسك وراماسوامي في حال توافقهم إلى إجراء خفض بقيمة 2 تريليون دولار في ميزانية الحكومة الفدرالية البالغة ما بين 6,5 إلى 7 تريليون.

"دي أو جي إي"

ستتم الإشارة للإدارة الجديدة اختصارا بالأحرف "دي أو جي إي" وستعمل خارج حدود الحكومة، حسبما أكد ترامب.

وصف ترامب هذه الإدارة الجديدة بأنها "مشروع مانهاتن في عصرنا الحالي"، في إشارة إلى برنامج بناء قنبلة نووية أميركية خلال الحرب العالمية الثانية.

وستباشر الهيئة الجديدة عملها بالتواصل مع البيت الأبيض ومكتب الإدارة والميزانية "لدفع الإصلاح الهيكلي على نطاق واسع ووضع نهج رائد للحكومة لم نشهده من قبل" وفقا لترامب.

وهذا يعني أن المؤسسة الجديدة لن تكون إدارة حكومية يتطلب إنشاؤها تفويضا من الكونغرس، بل ستكون بمثابة هيئة استشارية تعمل خارج الحكومة، وهي خطوة تسمح لماسك بتجنب الكشف عن ثروته.

لا يزال من غير الواضح كيف سيتم تمويل الهيئة الجديدة وهل سيلتقى موظفوها رواتب جراء عملهم.

وينظم قانون اللجنة الاستشارية الفيدرالية عمل نحو 1000 هيئة استشارية تضم على الأقل عضوا واحدا لا يتمتع بمنصب حكومي.

ويسمح هذا القانون للوكالة أو المؤسسة الحكومية التي تتلقى المشورة من هذه الهيئات بتعويض أعضائها، ولكنه لا يلزمها بذلك.

في تصريحات سابقة، أعلن ماسك أنه يرغب في تقليص عدد الوكالات الاتحادية من أكثر من 400 إلى 99 وكالة كحد أقصى.

بالمقابل وعد راماسوامي بإغلاق وزارة التعليم وغيرها من الوكالات الحكومية، بالإضافة إلى تقليص صلاحيات الاحتياطي الفيدرالي.

وراماسوامي هو مؤسس شركة أدوية تنافس ضد ترامب للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري له لخوض سباق الرئاسة قبل أن يعلن دعمه للرئيس المنتخب بعد انسحابه.

مقالات مشابهة

  • مشروع مانهاتن الجديد.. ما هي الإدارة التي سيقودها ماسك وراماسوامي؟
  • قانون الإعلام الجديد وحرية الصحافة
  • قانون الإعلام الجديد .. قراءة أولية
  • محنة الإعلام الجديد
  • إعلاميون وأكاديميون: قانون الإعلام العماني الجديد يواكب التحولات ويتواءم مع المستجدات
  • إعلاميون وأكاديميون: قانون الإعلام العماني الجديد يواكب التحولات ويتواءم مع المستجداتمتابعة
  • إصدار قانون الإعلام الجديد
  • قانون الإعلام الجديد.. نحو إعلام مسؤول يواكب العصر
  • الحراصي: قانون الإعلام الجديد يعكس الحرص السامي ويؤسس لمرحلة جديدة لرسالة عُمان الوطنية والحضارية