لجريدة عمان:
2025-03-15@09:01:44 GMT

البودكاست.. صوت الإعلام الجديد

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

لفت انتباهي عنوان نشرة بريدية من إذاعة ثمانية عنونته «كيف أطاح البودكاست بالصحافة التقليدية» ونظرا لبعض الخبرات البسيطة فـي تمييز العناوين البراقة عن غيرها من العناوين التقليدية أو ما يطلق عليه بلغة اليوم «المقدمة الهوك» والتي هي المقدمات التي تهدف إلى جذب انتباه القارئ من اللحظة الأولى وحثه على مواصلة القراءة، فإنني توقفت مليًّا مع استخدام كلمة إطاحة عند المقارنة بين البودكاست والصحافة التقليدية.

قد تكون الإذاعة هي من يمكن مقارنته بالبودكاست وليست الصحافة التقليدية، هذا إذا ما سلمنا جدلا ببقاء وسائل الإعلام التقليدية على حالها من دون تأثرها بمختلف أشكال الإعلام الجديد وإلا فإن الوضع يبدو أقرب إلى تداخل كل الأجناس الإعلامية لإنتاج شكل جديد من أشكال الإعلام يمزج بين التقليدي والحديث، فلم تعد الإذاعة على سبيل المثال مجرد ناقل للصوت وأثيرا يبث فـي الهواء وإنما تطورت تقنياتها لتصبح أساسها المايكرفون ودعاماتها قنوات على منصات التواصل الاجتماعي، مع بودكاست مسموع، وموقع إلكتروني تفاعلي، وهذا ما ينطبق على الصحافة والتلفزيون اللذين طورا من تقنياتهما الإعلامية الحديثة وربما بات بعض من قنواتهما الاجتماعية أكثر شهرة ورواجا من قناتهما التقليدية التي انحسرت عنها موجات المد الحديثة.

عموما، ليس هذا محور الحديث وإنما هو ما يمكن اعتباره مقدمة للعنوان الجذاب الذي اتهم البودكاست بالإجهاز على الصحافة التقليدية، وهذا ما يمكن الاتفاق معه إلى حد كبير خصوصا مع التسليم بأن أعداد المستمعين إلى منصات البودكاست فـي العالم اليوم يزيد عددهم عن مستمعي الإذاعات التقليدية حيث تشير الأرقام إلى أن عدد مستمعي البودكاست عالميا يصل إلى 700 مليون مستمع بعد أن كان الرقم لا يتجاوز الـ500 مليون قبل عامين وهذا ما يمكن أن يعزى إلى تطور تطبيقات الإنتاج والاستماع وصناعة المحتوى فـي برامج البودكاست والتي اجتذبت إليها الكثير من المستمعين لسهولة الوصول والاستماع إليها فـي كل وقت وحين ومن كل أجهزة الاتصال الحديثة، فكسرت بذلك قاعدة الوقت والزمان والمكان.

البودكاست أو ما يترجم بالتدوين الصوتي يعد وسيلة إعلامية جديدة ظهرت قبل 20 عاما فقط بتدوينات من بعض الإعلاميين والهواة وساعد على سرعة انتشاره اللغة الشعبية السهلة المستخدمة والتي اختلفت بعض الشيء عن اللغة الإعلامية شبه الرسمية المستخدمة فـي وسائل الإعلام التقليدية عززها التنوع الكبير فـي المضمون والمحتوى الذي يناقش التفاصيل الدقيقة لمختلف مناحي الحياة من الكوميديا والطبخ والموسيقى والقراءة والفلسفة والعلوم والاقتصاد والسفر وغيرها الكثير من الموضوعات التي لم يكن لوسائل الإعلام التقليدية أن تفرد لها مساحات واسعة لضيق الوقت أو المساحة المخصصة والوقت المحدد، وهذا ما عزز من الحضور الكبير للتدوينات الصوتية التي باتت تشكل نمطا من أنماط الحياة العصرية لكثير من الشباب وحتى كبار السن فبرامج البودكاست استطاعت مخاطبة كافة شرائح المجتمع نظرا لاهتماماتهم المتنوعة.

تدهشني فـي كثير من الأحيان الأرقام الفلكية والخيالية فـي مشاهدات حلقات البودكاست سواء المسموعة أو المرئية وقد تكون هذه الأرقام ضربًا من الخيال فـي بعض الأحيان عندما تصل إلى 12 مليون مشاهدة لحلقة واحدة فقط من حلقات برنامج فنجان الذي تخطى عدد من حلقاته المشاهدات المليونية حتى إنها تجاوزت بعض الحلقات العالمية التي انتجت مع إيلون ماسك ودونالد ترامب، ولدينا هنا فـي سلطنة عمان بعض النماذج الناجحة فـي البودكسات مثل جلسة كرك التي وصلت مشاهدة بعض حلقاتها على اليوتيوب أكثر من 725 ألف مشاهدة وأيضا بودكاست مصعد وبودكاست قفـير وغيرها من برامج التدوين الصوتي التي تحقق مشاهدات واستماعات عالية والتي يمكن الاهتمام بها ودعم أصحابها لتعظيم الفائدة من البودكاست العماني.

مما قاله أحد المهتمين بالمقارنات الإعلامية: السبب الرئيس وراء نجاح البودكاست وبرامج الإعلام الجديد هو غياب هيمنة السلطات عليها وعدم خضوعها لرقابة أو تمويل أو إشراف من أي جهة رسمية أو شبه رسمية وهذا هو سبب الطفرة الحقيقية فـي ارتفاع نسب المشاهدة والاستماع والقراءة، ولكن وكما أوضح ذلك المهتم بالمقارنات الإعلامية من أن الوضع لن يدوم طويلا خصوصا عندما تبدأ المؤسسات الرسمية الحكومية والشعبية بدس أنفها والتحكم فـي عمل تلك الوسائل وأيضا امتلاك البعض منها أو تمويلها فإن بريق وشهرة الكثير منها سوف يخفت على مر السنوات وسيظهر شكل جديد من أشكال الإعلام الذي يحاول الهروب من سيطرة المال والسلطة عليه.

حتى يحين ذلك اليوم فإن البوصلة لا تزال تشير إلى تقدم الإعلام الحديث وإن حاولت بعض مؤسسات الإعلام التقليدي اللحاق بالركب إلا أن ذلك يثبت أن دخول وسيلة إعلامية جديدة على الساحة لا يلغي الوسائل السابقة لها بل هي خيارات جديدة وعديدة تصب فـي مصلحة الجمهور الباحث عن المحتوى والمضمون عبر القنوات متعددة الأشكال والألوان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وهذا ما

إقرأ أيضاً:

بتسوانا تدخل سباق الفضاء بإطلاق أول قمر صناعي

في خطوة تعكس طموحها لترسيخ مكانتها في مجالي التكنولوجيا والاتصالات، أعلنت بتسوانا رسميا دخولها سباق الفضاء بإطلاق أول قمر صناعي لها، بوتسات-1.

ويمثل هذا الإنجاز محطة فارقة في مسيرة البلاد نحو تطوير بنيتها التحتية الرقمية وتعزيز استقلاليتها في قطاع الاتصالات، وهذا يضعها بين الدول الأفريقية المستثمرة في التقنيات الفضائية.

إنجاز تاريخي

وأطلق القمر الصناعي بنجاح الأسبوع الماضي على متن صاروخ تابع لشركة "سبيس إكس" من ولاية كاليفورنيا.

وقد شهد الرئيس دوما بوكو الحدث، مشيدا بدور القمر في دعم مراقبة البيئة، وتعزيز الإنتاج الزراعي، وتحسين الاستجابة للكوارث، إضافة إلى التخطيط الحضري، وهذا يرسخ مكانة بتسوانا كلاعب ناشئ في تكنولوجيا الفضاء.

أهداف القمر وتأثيره

يهدف القمر الصناعي الجديد إلى دعم عدة مجالات حيوية، من بينها تحسين الاتصالات في المناطق الريفية، وتعزيز البحث العلمي، ومراقبة التغيرات البيئية والمناخية.

خريطة بتسوانا (الجزيرة)

وتسعى بتسوانا، من خلال هذا المشروع، إلى الانضمام إلى قائمة الدول الأفريقية التي توظف تكنولوجيا الفضاء لتحقيق التنمية المستدامة، مثل جنوب أفريقيا ونيجيريا.

كما يؤكد الخبراء أن إطلاق القمر الاصطناعي سيسهم في تحسين الوصول إلى الإنترنت، خاصة في المناطق النائية، بالإضافة إلى تعزيز قدرات البلاد في مراقبة البيئة والتنبؤ بالكوارث الطبيعية.

إعلان

ومن خلال هذه التقنيات، ستكون بتسوانا قادرة على تطوير حلول مبتكرة لمواجهة تحديات مثل الأمن الغذائي والتغير المناخي.

دعم دولي وتعاون فضائي

تحقق هذا الإنجاز بفضل شراكات إستراتيجية جمعت بين الحكومة البتسوانية ومؤسسات بحثية دولية، إلى جانب دعم تقني من جهات متخصصة في تكنولوجيا الأقمار الصناعية.

ويعكس هذا التعاون التوجه المتزايد في أفريقيا نحو الاستثمار في التكنولوجيا الفضائية كوسيلة لدعم التنمية الاقتصادية وتعزيز البنية التحتية الرقمية.

بتسوانا ومستقبل الفضاء

يمثل إطلاق بوتسات 1 مجرد بداية لطموحات بتسوانا الفضائية، إذ تخطط البلاد لتوسيع استثماراتها في هذا القطاع من خلال برامج بحث وتطوير جديدة، بالإضافة إلى إنشاء مراكز تدريب متخصصة تهدف إلى تأهيل المهندسين والعلماء المحليين في مجال الفضاء.

ويعد هذا الإنجاز خطوة نوعية تضع بتسوانا ضمن الدول الأفريقية الساعية إلى ترسيخ وجودها في قطاع الفضاء، وهذا يعزز مكانتها في المشهد الفضائي العالمي ويدعم بناء اقتصاد قائم على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة.

مقالات مشابهة

  • فاسدة وغسر شرعية..ترامب يهاجم ووسائل الإعلام التي تنتقده
  • مختص: التهاب الأعصاب لدى مرضى السكري لا يمكن الشفاء منه
  • بتسوانا تدخل سباق الفضاء بإطلاق أول قمر صناعي
  • كيف يمكن لكيان سياسي الفوز بالانتخابات؟
  • الصين تبني شريحة جديدة خالية من السيليكون تتفوق على الشرائح التقليدية
  • محافظة الوادي الجديد: نسعى لتنفيذ المبادرات التي تمس احتياجات المواطنين اليومية
  • وزير الإعلام اللبناني: تشكيل لجنة لمتابعة النقاط التي عرضها صندوق النقد الدولي
  • وزير الزراعة: نسعى إلى إعادة النظر في الأساليب التقليدية والتفكير خارج الصندوق
  • التفكير في المستقبل
  • ترامب: الناتو يمكن أن يكون قوة من أجل الخير