لجريدة عمان:
2025-04-11@10:40:51 GMT

البودكاست.. صوت الإعلام الجديد

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

لفت انتباهي عنوان نشرة بريدية من إذاعة ثمانية عنونته «كيف أطاح البودكاست بالصحافة التقليدية» ونظرا لبعض الخبرات البسيطة فـي تمييز العناوين البراقة عن غيرها من العناوين التقليدية أو ما يطلق عليه بلغة اليوم «المقدمة الهوك» والتي هي المقدمات التي تهدف إلى جذب انتباه القارئ من اللحظة الأولى وحثه على مواصلة القراءة، فإنني توقفت مليًّا مع استخدام كلمة إطاحة عند المقارنة بين البودكاست والصحافة التقليدية.

قد تكون الإذاعة هي من يمكن مقارنته بالبودكاست وليست الصحافة التقليدية، هذا إذا ما سلمنا جدلا ببقاء وسائل الإعلام التقليدية على حالها من دون تأثرها بمختلف أشكال الإعلام الجديد وإلا فإن الوضع يبدو أقرب إلى تداخل كل الأجناس الإعلامية لإنتاج شكل جديد من أشكال الإعلام يمزج بين التقليدي والحديث، فلم تعد الإذاعة على سبيل المثال مجرد ناقل للصوت وأثيرا يبث فـي الهواء وإنما تطورت تقنياتها لتصبح أساسها المايكرفون ودعاماتها قنوات على منصات التواصل الاجتماعي، مع بودكاست مسموع، وموقع إلكتروني تفاعلي، وهذا ما ينطبق على الصحافة والتلفزيون اللذين طورا من تقنياتهما الإعلامية الحديثة وربما بات بعض من قنواتهما الاجتماعية أكثر شهرة ورواجا من قناتهما التقليدية التي انحسرت عنها موجات المد الحديثة.

عموما، ليس هذا محور الحديث وإنما هو ما يمكن اعتباره مقدمة للعنوان الجذاب الذي اتهم البودكاست بالإجهاز على الصحافة التقليدية، وهذا ما يمكن الاتفاق معه إلى حد كبير خصوصا مع التسليم بأن أعداد المستمعين إلى منصات البودكاست فـي العالم اليوم يزيد عددهم عن مستمعي الإذاعات التقليدية حيث تشير الأرقام إلى أن عدد مستمعي البودكاست عالميا يصل إلى 700 مليون مستمع بعد أن كان الرقم لا يتجاوز الـ500 مليون قبل عامين وهذا ما يمكن أن يعزى إلى تطور تطبيقات الإنتاج والاستماع وصناعة المحتوى فـي برامج البودكاست والتي اجتذبت إليها الكثير من المستمعين لسهولة الوصول والاستماع إليها فـي كل وقت وحين ومن كل أجهزة الاتصال الحديثة، فكسرت بذلك قاعدة الوقت والزمان والمكان.

البودكاست أو ما يترجم بالتدوين الصوتي يعد وسيلة إعلامية جديدة ظهرت قبل 20 عاما فقط بتدوينات من بعض الإعلاميين والهواة وساعد على سرعة انتشاره اللغة الشعبية السهلة المستخدمة والتي اختلفت بعض الشيء عن اللغة الإعلامية شبه الرسمية المستخدمة فـي وسائل الإعلام التقليدية عززها التنوع الكبير فـي المضمون والمحتوى الذي يناقش التفاصيل الدقيقة لمختلف مناحي الحياة من الكوميديا والطبخ والموسيقى والقراءة والفلسفة والعلوم والاقتصاد والسفر وغيرها الكثير من الموضوعات التي لم يكن لوسائل الإعلام التقليدية أن تفرد لها مساحات واسعة لضيق الوقت أو المساحة المخصصة والوقت المحدد، وهذا ما عزز من الحضور الكبير للتدوينات الصوتية التي باتت تشكل نمطا من أنماط الحياة العصرية لكثير من الشباب وحتى كبار السن فبرامج البودكاست استطاعت مخاطبة كافة شرائح المجتمع نظرا لاهتماماتهم المتنوعة.

تدهشني فـي كثير من الأحيان الأرقام الفلكية والخيالية فـي مشاهدات حلقات البودكاست سواء المسموعة أو المرئية وقد تكون هذه الأرقام ضربًا من الخيال فـي بعض الأحيان عندما تصل إلى 12 مليون مشاهدة لحلقة واحدة فقط من حلقات برنامج فنجان الذي تخطى عدد من حلقاته المشاهدات المليونية حتى إنها تجاوزت بعض الحلقات العالمية التي انتجت مع إيلون ماسك ودونالد ترامب، ولدينا هنا فـي سلطنة عمان بعض النماذج الناجحة فـي البودكسات مثل جلسة كرك التي وصلت مشاهدة بعض حلقاتها على اليوتيوب أكثر من 725 ألف مشاهدة وأيضا بودكاست مصعد وبودكاست قفـير وغيرها من برامج التدوين الصوتي التي تحقق مشاهدات واستماعات عالية والتي يمكن الاهتمام بها ودعم أصحابها لتعظيم الفائدة من البودكاست العماني.

مما قاله أحد المهتمين بالمقارنات الإعلامية: السبب الرئيس وراء نجاح البودكاست وبرامج الإعلام الجديد هو غياب هيمنة السلطات عليها وعدم خضوعها لرقابة أو تمويل أو إشراف من أي جهة رسمية أو شبه رسمية وهذا هو سبب الطفرة الحقيقية فـي ارتفاع نسب المشاهدة والاستماع والقراءة، ولكن وكما أوضح ذلك المهتم بالمقارنات الإعلامية من أن الوضع لن يدوم طويلا خصوصا عندما تبدأ المؤسسات الرسمية الحكومية والشعبية بدس أنفها والتحكم فـي عمل تلك الوسائل وأيضا امتلاك البعض منها أو تمويلها فإن بريق وشهرة الكثير منها سوف يخفت على مر السنوات وسيظهر شكل جديد من أشكال الإعلام الذي يحاول الهروب من سيطرة المال والسلطة عليه.

حتى يحين ذلك اليوم فإن البوصلة لا تزال تشير إلى تقدم الإعلام الحديث وإن حاولت بعض مؤسسات الإعلام التقليدي اللحاق بالركب إلا أن ذلك يثبت أن دخول وسيلة إعلامية جديدة على الساحة لا يلغي الوسائل السابقة لها بل هي خيارات جديدة وعديدة تصب فـي مصلحة الجمهور الباحث عن المحتوى والمضمون عبر القنوات متعددة الأشكال والألوان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وهذا ما

إقرأ أيضاً:

الرئيس بزشكيان: لا يمكن لأي قوة أن تمنع الشعب الإيراني من التقدم

 

الثورة نت/

أكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، مسعود بزشكيان، انه لا يمكن لأي قوة أن تمنع الشعب الإيراني من التقدم.

ونقلت وكالة مهر للأنباء، اليوم الخميس ، عن الرئيس بزشكيان، قوله خلال لقاء مع المدراء والنشطاء في محافظة البرز الايرانية: “إسرائيل وأوروبا وأمريكا يعتقدون أن إيران أصبحت ضعيفة ويعتقدون أنهم قادرون على التسبب في الصراع والخلاف في البلاد’.

ونفى الرئيس بزشكيان ان يكون ايران اصحبت ضعيفة مؤكدا: “لا يمكن لأي قوة أن تمنع الشعب الإيراني من المضي قدمًا والتقدم من خلال مؤامراتها”.

هذا وشارك الرئيس الايراني، في اجتماع لمدراء محافظة البرز (غربي طهران) ليقول ان لدينا خطة لمعالجة النقص بمساعدة الشعب الايراني.

واضاف الرئيس بزشكيان انه يؤمن ان بالامكان انجاز اعمال ضخمة بدعم واسناد من الشعب الايراني.

مقالات مشابهة

  • دراسة: البنوك التقليدية في أوروبا تواجه أوقاتا عصيبة
  • في العراق.. مدير عام الأمن العام التي رئيس الحكومة العراقي وهذا ما تم بحثه
  • رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يُصادق على فصل الجنود المحتجين: لا يمكن رفض القتال والعودة إلى الخدمة
  • الرئيس بزشكيان: لا يمكن لأي قوة أن تمنع الشعب الإيراني من التقدم
  • هل يمكن للحكومات التنبؤ بجرائم القتل؟ بريطانيا تختبر برنامجاً تجريبياً مثيراً للجدل
  • «الشارقة للتراث».. دورات متخصصة لتعزيز الحرف التقليدية
  • الحرب التجارية الأميركية الصينية يمكن أن تخفض الى 80% تجارة السلع بين البلدين
  • أمازون العالمية تعتزم دعم دمج المتاجر التقليدية الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد الرقمي بمصر
  • الخارجية الأمريكية: لا يمكن استمرار وجود حماس بغزة
  • عيش الكيزر في المنزل.. أسرار الوصفة التقليدية والخطوات البسيطة