سمير فرج: حروب الجيل الرابع والخامس تعتمد على بث الشائعات
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
أكد اللواء دكتور سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، أن دوائر الأمن القومي في أي دولة مفتاح وجهتها و بوصلتها عند إتخاذ القرارات الإستراتيجية، وتحديد السياسات المستقبلية المتعلقة بالأمن القومي لتلك الدولة.
وأشار إلى أنه مع توتر الأحداث في المنطقة يصبح لزاماً علينا دراسة ورصد ومتابعة الأحداث في المنطقة، وما لها من تأثير في الأمن القومي المصري، لافتاً إلى أن دوائر الأمن القومي المصري القريبة تتكون من خمس دوائر رئيسية تشمل " الدائرة العربية، الدائرة الأفريقية، دائرة حوض نهر النيل، دائرة البحر الأحمر،
جاي ذلك خلال الندوة التي نظمتها أسرة طلاب من أجل مصر بجامعة دمنهور "تحديات الأمن القومي المصري وحروب الجيل الرابع والخامس
وعن حروب الجيل الرابع والخامس، أكد فرج أن طبيعة الحروب حالياً تختلف عن الماضي، حيث لم تعد تقتصر على المجال العسكري وإستخدام الدبابة أو السلاح، بل أصبح يوجد ما يعرف بحروب الجيل الرابع والخامس، التي تعتمد على بث الشائعات و نشر المعلومات الكاذبة و إفقاد المواطن الثقة في قيادته ودولته؛ وتستهدف في المقام الأول الشباب، مؤكداً ضرورة التصدي لها.
وأوضح أن خطورتها و أثرها على مكتسبات ومقدرات الدول، وكذا أثرها على مفاهيم الشباب بصفتهم أهم ركائز النهوض بالدول، مؤكداً ضرورة التصدي لهؤلاء المتربصين من خلال تكاتف الجميع سواء وسائل الإعلام المختلفة، أو رجال الدين الإسلامي والمسيحي، بالإضافة إلى القوة الناعمة المتمثلة في الثقافة والدراما من مسلسلات وأفلام كأحد أدوات مواجهة حروب الجيل الرابع والخامس مع اختلاف مسمياتها أنواعها وأساليبها.
وأوضح اللواء دكتور سمير فرج، ضرورة توعية الشباب من مختلف الأعمار والمراحل التعليمية حتى لا يكونوا فريسة سهلة لأدوات حروب الجيل الرابع والخامس، مشيراً إلى أن عماد أي دولة هو العنصر البشري (الشباب) لأنهم هم قاطرة النهوض بالدول لذا لابد من زيادة وعي الشباب وثقل الملكات الشخصية لهم؛ حتي يكونوا قادرين على مواجهة كافة التحديات التي تواجه وطننا الغالي ومساندة القيادة السياسية في التصدي لكافة أنواع تلك الحروب باختلاف مسمياتها.
وإستهل الدكتور إلهامي ترابيس - رئيس جامعة دمنهور، كلمته بالترحيب باللواء دكتور سمير فرج و الحضور الكريم، معرباً عن بالغ سعادته بإستضافة قيمة فكرية وإستراتيجية كبيرة مثل اللواء دكتور سمير فرج، نظراً لما يمتلكه من أفكار ورؤى هامة و ثرية ترشد الشباب و توجههم للتحديات التي تواجه الدولة المصرية، لافتاً إلى أن التحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة تحتم علينا جميعاً أن نكون على دراية بأحدث التهديدات التي تواجه أمننا الوطني، وتتطلب إستراتيجيات فعالة للتعامل معها داخليا وخارجيا.
وأكد أن تلك الندوة تأتي في إطار سعي جامعتنا الحثيث لتشكيل وعي وطني عميق لمنتسبيها، لافتاً إلى أن ندوة اليوم يشارك بها الكادر الأكاديمي والإداري والطلاب؛ لأننا جميعاً نحتاج إلى توعية لمواجهة التحديات التي تواجه وطننا.
وفى ختام الندوة أهدى رئيس جامعة دمنهور ،درعاً تذكارياً للواء دكتور سمير فرج؛ تكريماً و تقديراً لمجهوداته ودوره في تقديم الدعم لجامعة دمنهور وطلابها.
شهدت الندوة حضور نواب رئيس الجامعة، وعمداء ووكلاء الكليات، و مدير إدارة التربية العسكرية بجامعة دمنهور، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة وعدد كبير من الطلاب وطلاب أسرة من أجل مصر، الذين أعربوا عن سعادتهم بالندوة و فخرهم و اعتزازهم بوطنهم، موجهين جزيل الشكر لرئيس الجامعة على إتاحة الفرصة لهم للاستماع والمشاركة في هذه الندوة القيمة من شخصية عسكرية بارزة لها تاريخ طويل ومشرف عسكريا و مدنيا، و إستفادتهم من المعلومات القيمة التي تلقوها أثناء الندوة.
جدير بالذكر أن تلك الندوة التثقيفية تأتي في إطار حرص جامعة دمنهور على المشاركة بالمشروع القومي للتنمية البشرية"بداية جديدة لبناء الإنسان"، لتحقيق التنمية المستدامة ورؤية مصر2030 انطلاقا من دور جامعة دمنهور كصرحاً للعلم والمعرفة، تحمل على عاتقها مسئولية توعية الشباب بأهمية الأمن القومي، ودور كل فرد في حماية وطنه.
وإيمانها الشديد بضرورة الاستعانة بالنماذج القومية المشرفة والتي لها الأثر الإيجابي في رفع الوعي الثقافي والحفاظ على الهوية الوطنية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سمير فرج حروب الجيل الرابع والخامس تعتمد علي بث الشائعات حروب الجیل الرابع والخامس الأمن القومی جامعة دمنهور التی تواجه سمیر فرج إلى أن
إقرأ أيضاً:
حجم خسائر الطيران التجسسي (إم كيو9) في اليمن.. وانعكاسه على حروب أمريكا مستقبلًا
يمانيون../
كان اسمُها كافيًا ليثير الرعب لدى من يخشى قوة أمريكا ذات يوم، لكن “الصياد القاتل”، التي تباهت به واشنطن، قد سقط في اليمن، وتعفَّرَ بالتُّراب صريعًا. فالطائرةُ التي اغتالت قادةً، وأمراء حرب، لقيت حتفَها مرةً بعد أُخرى في أجواء اليمنِ الغامضة، كما الأرض المليئة بالتعقيدات الدقيقة للبشر والجغرافية.
منذ دخول اليمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” المساندة لغزة، تفوقت دفاعات اليمن على تعقيدات تكنولوجيا تصنيع الطيران المسير الأمريكي، وهكذا بدا الأمر، ففي أقل من ستة عشر شهرًا، تُسقِطُ القوة العسكرية اليمنية ثلاثًا وعشرينَ طائرةً من نوع “إم كيو 9” بصواريخ أرض جو محلية الصنع، أربع منها، سجلت ضمن سنوات العدوان السعوديّ الأمريكي على اليمن منذ مارس 2015م.
مع إسقاط اليمن لهذا الكم الكبير من طائرات “إم كيو9″، المحرج للصناعة العسكرية الأمريكية، فنحن نشير إلى مسألتَينِ هامَّتَينِ:- الأولى أن اليمن أسقط الدعاية الأمريكية التي تعتمد (التضخيم)، والتي رافقت هذه الصناعةَ العسكريةَ الأمريكية؛ بغرضِ التسويق، حَيثُ لم يعد هذا النوعُ رائجًا لجذب المشترين الأجانب للمسيَّرات الأمريكية. يمكن أن نتذكر أن الهند ألغت صفقة كانت قد عقدتها مع الولايات المتحدة لشراء هذا النوع من الطائرة (30 طائرة)، بعد سلسلة إخفاقات لـ “إم كيو 9” في أجواء اليمن لأكثر من مرة. وهناك دول أُخرى ألغت أَو علَّقت عقودَ شراء طائرات MQ-9، كألمانيا وأستراليا ومصر.
المسألة الثانية أن ما خسرته الولايات المتحدة بعد إسقاط اليمن لتسعَ عشرةَ طائرةَ تجسُّسٍ من هذا النوع منذ الإسناد اليمني لطوفان الأقصى، وصل إلى 570 مليون دولار. إضافة إلى 120 مليون دولار قيمة الأربع طائرات من هذا النوع أسقطتها اليمن منذ بدء العدوان على اليمن؛ أي قرابة 700 مليون دولار كخسائر لإجمالي 23 طائرة إم كيو9. تبلغ قيمةُ الطائرة مع غُرفة التحكم والأجهزة الأُخرى بين 30-33 مليون دولار. غير أن هذه الخسائر لا تشمل تكاليفَ عمل هذه الطائرات الحسَّاسة.
خسائرُ ونفقات مصاحبة:
هناك التكاليف التشغيلية لهذه الطائرة التي تسافر لمسافات طويلة، بحسب أرقام الشركة المصنَّعة (جنرال أتوميكس)، هناك نفقات مصاحبة لعمل هذه الطائرة التي تشمل أجور المشغلين “مشغلي الاستشعار”، والطيارين، وضابط العملية وفريق التجهيز والصيانة وغيرهم من طاقم العمل، وتكاليف البنية التحتية المرتبطة بهذه الطائرات، كمحطة التحكم الأرضية، ومركز العمليات، حَيثُ يتم فيه تنسيق العمليات الجوية وتحليل البيانات، ومدرج الطائرات ومنشآت الصيانة وعمليات النقل. إضافة إلى بنية تكنولوجية تشمل أنظمة اتصالات وملاحة واستشعار.
بحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” فَــإنَّ تشغيلَ هذه الطائرة يتمُّ عن بُعد بواسطة فريقَينِ في نحوِ 20 قاعدة منتشرة في 17 ولاية أمريكية، ويقود أحدُ الفريقين المهمة ويتحكمُ في الطائرة، بينما يشغِّلُ الآخرُ أجهزةَ الاستشعار ويوجِّهُ الأسلحةَ. وليس محدّدًا ما إذَا كانت حمولةُ الطائرة الـ إم كيو 9، من الصواريخ والقنابل الموجَّهة بالليزر، هي من ضمن تكلفتِها (تصل إلى 30 مليون دولار). منها 8 صواريخ موجَّهة بالليزر، و16 صاروخًا من طراز هيلفاير (Hellfire) وما يصلُ إلى 600 كيلوغرام من الوقود. يمكن ملاحظةُ بقاءِ هذه الطائرة في الجو لمسافة 1150 ميلًا، على ارتفاع يصل إلى 50 ألف قدم، والتحليق في الظروف الجوية القاسية لفترة زمنية تتجاوزُ 40 ساعةً متواصلة؛ ولأَنَّها -كما جاء في تعليقٍ لرئيسِ هيئة الأركان الأمريكية الأسبق، مارتن ديمبسي-: “ليست “طائرة بدون طيار”، بل طائرةٌ يتم التحكم بها عن بُعد بواسطة طيارين. هذه المعطيات تشير إلى نفقات تشغيل “عالية”. تقدر تكلفة الساعة الواحدة لتشغيل الطائرة MQ-9، بحوالي 1000 دولار، وتزيد التكلفة مع زيادة مدة وتعقيد المهمة التي ستقوم بها، والمنطقة التي تتم فيها. هذه الكلفة تفترض حسابات أكبرَ إذَا ما استغرَقَ عملُ هذه الطائرة المعادية ساعاتٍ طوالًا في أجواء اليمن. إذَا ما كان هذا الرقمُ دقيقًا فماذا يعني أن تبقى هذه الطائرات لعشر ساعات في الجو.. فكم ستكون تكلفة مثل هذه العملية؟
ماذا يعني لجوءَ واشنطن لهذه الطائرة رغم تكرار إسقاطِها في أجواء اليمن؟
تشير طلبات الجيش الأمريكي من شركة “جنرال أتوميكس” المصنِّعة أن يكون عددُ هذه الطائرات قد وصل إلى 360 طائرة حتى العام 2020م. وبحسب تقرير لـ “المنتدى العربي للدفاع والتسليح”، أغسطُس 2024، فقد حصلت القواتُ الأمريكيةُ على عدةِ مئاتٍ من هذه الطائرات، مع نية القواتِ الجوية الأمريكية زيادةَ أسطولها إلى 327 طائرة من هذا النوع، وهي أرقام متقاربة. ووَفْــقًا لشركة “جنرال أتوميكس” تمتلك القوات الجوية الأمريكية 300 طائرة من هذا الطراز.. وهي الأكثرُ كفاءةً للجغرافية اليمنية المعقَّدة. لذا تواصل استخدامُها في عمليات جمع المعلومات والتجسُّس في أجواء اليمن، حَيثُ هي الخيارُ الأولُ للتجسُّس ضد اليمن في الوقت الراهن، بعد نجاح اليمن في إضعاف نشاط وفاعلية العناصر والخلايا التجسسية والعملاء المرتبطين بالعدوّ.
في العام 2015م، كان قد ذكر تقرير صدر عن مكتب الميزانية في الكونغرس، أنه سيتم إنفاق 36.9 مليار دولار حتى عام 2020؛ مِن أجلِ الطائرات بدون طيار، وتطوير مواصفاتها التكنولوجية، علمًا أن الطائرةَ الواحدةَ منها تكلِّفُ الجيش الأمريكي 56 مليون دولار. ما تعتبره واشنطن فخرًا لصناعة الدرونز العالمية قد سقط بامتيَاز في اليمن رغم ما أُجرِيَ على هذا الطراز المتفوِّق من تعديلٍ على يدِ خُبَرَاءِ الشركة المصنِّعة مؤخّرًا، هذا في حَــدِّ ذاته شكَّلَ صدمةً لخبراء تصنيع الطيران المسيَّر في أمريكا.
من منظور استراتيجي، فَــإنَّ التكنولوجيا الأمريكية العسكرية كما هي في تكنولوجيا MQ-9 Reaper (الحاصدة) التي تعتمد عليها واشنطن وحلفاؤها ستصبح أقلَّ فعاليةً في المناطق التي تتواجد فيها قواتها أَو تعمل فيها بالتعاون مع شركائها. فنجاح صنعاء في إسقاط هذا الطراز المتقدم جِـدًّا يجعل من الممكن نقل هذه التقنيات وأسرارها إلى دول معادية للولايات المتحدة. كما أن إسقاط هذه الطائرة يُعَزِّزُ سُمعةَ الجيش اليمني كقوةٍ يُعتمَدُ عليها في مواجهة مشروع الهيمنة، وكجهة قادرة على تطوير تقنيات دفاعية فعالة يمكن تصديرها إلى أطراف أُخرى تبحث عن أنظمة قادرة على مواجهة التفوُّق الجوي الذي تمتلكُه القوى الكبرى (أمريكا على رأسها). فالأنظمةُ الدفاعية المتطورة التي كانت حكرًا على الدول الكبرى أَو القوى العالمية التي تمتلكُ تكنولوجيا متقدمةً مثل روسيا، الصين، والولايات المتحدة، ثم إيران وتركيا لم تَعُــد كذلك؛ فهناك تصديرٌ لكثيرٍ من أسرار التفوق الغربي إلى بقية العالم، هذا سيكونُ له كبيرُ الأثر في مواجهة مشاريع الهيمنة (للغرب) التي كانت تراهنُ على تفوُّقِها العسكري لإخضاع الشعوب والأمم.
دلالات سقوط “الصياد” المتكرّر:
للسقوط المتكرّر لطائرات إم كيو 9 في أجواء اليمن عدة دلالات عسكرية، منها أن قدرةً متطورةً للدفاعات الجوية اليمنية على رصد وتتبع وتدمير الطائرات التجسسية. هذا السقوط المتكرّر يمثل تحديًا للولايات المتحدة الأمريكية، ويظهر أن قدراتها الجوية (أمريكا) ليست محصَّنةً في المنطقة، مما يضطرها إلى إعادة تقييم استراتيجياتها وتكتيكاتها.. مع الأخذ في الاعتبار أن اليمن مُستمرّة في تحسين قدراتها الدفاعية وتطوير استراتيجياتها، حَيثُ التطلع والطموح لتحييد أَو إسقاط طائرات مقاتلة من طراز F-16 وF-35 والتي تمثل تحديًا أكبر بكثير للدفاعات اليمنية، فيما يبدو أن اليمن تسير نحو هذا الهدف الكبير، وإن استغرق كثيرًا من الوقت.
إبراهيم العنسي| المسيرة