مجلة ناشيونال جيوغرافيك تسلط الضوء على مدينة شبام بحضرموت.. مانهاتن الصحراء وناطحات السحاب الترابية
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
في قلب وادي حضرموت في اليمن، ترتفع مدينة من ناطحات السحاب فوق أرضية الصحراء، وهي نموذج لقدرة الإنسان على التكيف مع أكثر البيئات استثنائية.
على حافة مساحة صحراوية مقفرة تُعرف باسم الربع الخالي، تظل شبام، المدينة المحصنة التي يعود تاريخها إلى القرن السابع عشر، أقدم مدينة مبنية عموديًا في العالم. وفي عام 1930، أطلقت المستكشفة البريطانية فريا ستارك على المدينة اسم "مانهاتن الصحراء" خلال رحلة قوافلها على طريق التوابل والبخور إلى شمال شبه الجزيرة العربية.
شبام، العاصمة التجارية القديمة للجزء اليمني من صحراء الربع الخالي. تم بناء أبراجها الصالحة للسكن بالكامل من مواد تقليدية مثل الطين وخشب النخيل، مع طبقة رقيقة من الجص المصنوعة من الحجر الجيري المستخرج في المنطقة المحيطة.
يعتبر كل جانب من جوانب الهندسة المعمارية في شبام استراتيجيًا. تقع على نتوء صخري محاط بقاع وادي ضخم غمرته المياه، ويحميها موقعها المرتفع من الفيضانات مع الحفاظ على قربها من مصدرها الرئيسي للمياه والزراعة. تأسست المدينة على شبكة مستطيلة خلف جدار محصن، وهو بناء دفاعي يحمي سكانها من القبائل المتنافسة ويوفر نقطة مراقبة عالية يمكن من خلالها رؤية الأعداء يقتربون.
تم بناء هذه المباني الكبيرة، التي يصل ارتفاعها إلى سبعة طوابق، من التربة الخصبة المحيطة بالمدينة. كان الطوب مصنوعًا من خليط من الأرض والقش والماء ثم يُخبز في الشمس لعدة أيام. تم استخدام الطوابق الأرضية التي لا تحتوي على نوافذ لتخزين الماشية والحبوب، في حين كانت الطوابق العليا بشكل عام بمثابة مساحات مشتركة للتواصل الاجتماعي. تم تصميم الممرات والأبواب التي تربط بين المباني للسماح بالإخلاء السريع، وهي إحدى ميزات الدفاع المثيرة للإعجاب في المدينة.
تتعرض الهياكل لتهديد مستمر من الرياح والأمطار والتآكل الحراري وتتطلب صيانة دورية. وفي عام 2008، غمر إعصار استوائي مدينة شبام، مما أدى إلى إتلاف العديد من المباني وتهديد بإسقاط أبراجها الأرضية.
المدينة مهددة أيضًا من قبل الإنسان. وفي عام 2015، أضيفت شبام إلى قائمة التراث العالمي المعرض للخطر إلى جانب موقعين آخرين عندما اندلعت الحرب الأهلية في اليمن، مما أدى إلى إغراق البلاد في كارثة إنسانية لا تزال مستعرة حتى اليوم. تعرضت المباني التاريخية لأضرار جسيمة خلال القصف العنيف في صنعاء ولا تزال مهددة بالنزاع المسلح.
"بالإضافة إلى التسبب في معاناة كبيرة للسكان المدنيين، فإن هذه الهجمات تدمر التراث الثقافي الفريد لليمن، والذي بالإضافة إلى كونه مستودعًا للهوية الوطنية والتاريخ وذاكرة الشعب، فهو أيضًا شهادة استثنائية على إنجازات الحضارة الإسلامية". وقالت إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، في بيان صحفي:
شبام ليست الممتلكات التراثية الأولى أو الوحيدة المعرضة للتهديد. وفي عام 1954، تم اعتماد اتفاقية لاهاي لحماية الملكية الثقافية في حالة النزاع المسلح بعد التدمير الشامل للممتلكات الثقافية خلال الحرب العالمية الثانية، وهي أول معاهدة دولية من نوعها. وتنص الاتفاقية على أن "الهجمات على الممتلكات الثقافية، أيا كان الأشخاص الذين تنتمي إليها، تشكل هجمات على التراث الثقافي للإنسانية" وبالتالي تستحق حماية المجتمع الدولي.
*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: حضرموت ناطحات السحاب شبام ناشيونال جيوغرافيك تراث وفی عام
إقرأ أيضاً:
“ناشيونال إنترست” لـ ترامب: احذر فخ اليمن
يمانيون../
قدمت مجلة “ناشيونال إنترست” نصيحة سياسية لـ الرئيس ترامب عبر رسالة إعلامية كُتبت بهذه الصيغة : “سيدي رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، تذكَّر تعهدك في الحملة الانتخابية بتجنَّب الحروب، خاصة حروب منطقة الشرق الأوسط ، وأعلم جيداً أن قرار التدخل العسكري في اليمن سيكون مغامرة مكلفة وثمنه باهظاً.. فعد إلى رشدك وأوفي بوعدك”.
رسالة النصح والتذكير والتحذير من المجلة الأمريكية لإدارة الرئيس دونالد ترامب، جاءت عقب تقديم قادة سياسيين وعسكريين أمريكيين مقترحات لصقور المكتب البيضاوي، بالتدخل العسكري في اليمن باستخدام أدوات ومرتزقة واشنطن، ما تسمى بحكومة المرتزقة للسيطرة العسكرية على محافظة الحديدة الساحلية (غرب اليمن) وفرض حصار على مينائها الذي يمثل شريان حياة اليمنيين.
يشار إلى إن قوات دول التحالف العدواني العربي – العبري بقيادة السعودية، شنت حرب عدوانية على اليمن استمرت 9 سنوات، في ظل استمرار حصار اقتصادي جائر مفروض على مواطني المحافظات المحررة الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء مُنذ يوم 26 مارس 2015، إلى يومنا هذا.
المؤكد وفق المنظور العسكري لـ”ناشيونال إنترست”، “إن الانجرار وراء أي دعوات تقود للتدخل العسكري الأمريكي المباشر في اليمن إنتقاماً لموقف اليمن في دعم غزة ومحاولات الضغط على حكومة صنعاء لوقف العمليات العسكرية المساندة لغزة والقضية الفلسطينية، بمثابة الفخ الذي سيكلف الولايات المتحدة مخاطر جسيمة، وقد أثبت التاريخ إن نتائج التدخلات العسكرية في اليمن تنتهي بتكبّد خسائر فادحة دون أي نتائج حاسمة”.
الوهم الخطير
تقول المجلة: “إن الشرق الأوسط يمثل رمالاً متحركة جيوسياسية، تسببت التدخلات السابقة في استنزاف تريليونات الدولارات وآلاف الأرواح؛ كون أن فكرة احتلال ميناء في اليمن لمواجهة فصيل محلي ليست سوى وهم استراتيجي خطير”.
وتؤكد: “أي وجود أمريكي مباشر في محافظة الحديدة اليمنية سيجعل القوات الأمريكية هدفاً سهلاً، لذا يجب على واشنطن تجنب التورط في صراع جديد لن يخدم مصالحها”.
المحسوم برأي معهد “الدراسات الاستراتيجية” في واشنطن، أن القوات اليمنية تمتلك قدرات تكتيكية عالية ألحقت أضراراً عسكرية واقتصادية في تشكيلات القوات الأمريكية والبريطانية و”الإسرائيلية” والغربية في معركة البحر الأحمر، ما يجعلها تحدياً استراتيجيا للقوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
“اختبار الضغط”
وقال: “إن القوات اليمنية باتت تشكل تحدياً كبيراً للولايات المتحدة بتبنيها استراتيجيات قتالية وعسكرية فعالة في معركة البحر الأحمر، أربكت وكبدت قوات واشنطن حليفاتها خسائر كبيرة في القِطع البحرية الحربية ومخزون الذخائر”.
وأعلنت القوات المسلحة اليمنية، في نوفمبر 2023، إسناد غزة عسكرياً، وأطلقت أكثر من ألف و255 عملية عسكرية بحرية بالصواريخ الباليستية والفرط صوتية والمسيّرات، استهدفت 220 قِطعة بحريَّة تجارية وحربية لدول العدوان الأمريكي – البريطاني – “الإسرائيلي”، وفرَضت حظراً بحرياً على سفن الكيان وحلفائه، وأطلقت 1165 صاروخا ومسيّرة، إلى عُمق الكيان.
وفي وقت سابق، أعتبر ضباط في البحرية الأمريكية، لموقع “ذا وور زون” العسكري، المواجهات العسكرية مع القوات اليمنية في معركة البحر الأحمر، كانت بمثابة “اختبار ضغط” حقيقي لقواتهم وأساطيلهم البحرية، وميدان لاستنزاف الذخائر الدقيقة وكشف قصور القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية.
صنعاء لم تنسَ الحرب
وحذَّرت منصة “لويدز ليست” البريطانية، المتخصصة بشؤون الملاحة البحرية، من أن أي مشاركة أمريكية في تعطيل اتفاق وقف إطلاق النار غزة قد تسبب استئناف الحظر البحري والهجمات البحرية للقوات اليمنية على السفن في البحر الأحمر، التي توقفت بعد أيام من دخول وقف إطلاق النار في غزة حيَّز التنفيذ في 19 يناير.
وقالت “جيروزاليم بوست” : “إن قوات صنعاء لم تنسَ الحرب مع “إسرائيل” بعد وقف إطلاق النار في غزة، وتستعد للمواجهة في الجوالات القادمة، في ظل فشل عمليات الردع الجوية التي شنتها طائرات العدو الصهيو – أمريكي – بريطاني على اليمن مُنذ مطلع يناير 2024.
وأضافت الصحيفة العِبرية، في تقرير بعنوان “ربما أوقف الحوثيون الهجمات لكنهم لم ينسوا الحرب”: “سعى الحوثيون مُنذ نوفمبر 2023 إلى يناير 2025، لتحويل أنفسهم جبهة رئيسة بتكثيف هجمات الصواريخ الباليستية والمسيّرات بشكل شبه يومي إلى عُمق “إسرائيل”؛ لإثارة ذعر ملايين المستوطنين الذين لجأوا للملاجئ منتصف كل ليلة”.
قرار لن يغير شيء
وأكد مركز “ستراتفور” الاستخباراتي الأمريكي للدراسات أن “انهيار اتفاق إطلاق النار في غزة سيقود إلى سلسلة من الهجمات من الجيش اليمني، وهو ما سيزيد من قوة الأخيرة بالنظر إلى صعوبة ردعها”.
وأعتبر المحلل السابق في الاستخبارات الأمريكية، روس ريدل لموقع “Drop Site News”، تصنيف واشنطن “أنصار الله” بالإرهاب هدف غير واقعي وغير قابل للتحقيق، قائلاً: “التصنيف لن يغير سياسة اليمنيين أو قدراتهم”.
أما الخبر السار بالنسبة لريدل، هو توقف هجمات اليمنيين في البحر الأحمر عقب إتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
هنا ينتهي الكلام عند تأكيد السطر الأول في الفقرة الأولى من رأي المعهد الأمريكي للسلام في أن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تصنيف حركة “أنصار الله” كمنظمة إرهابية، لن يغير شيئا في موقف الحركة تجاه نصرة القضية الفلسطينية، ولن يردعها عن استئناف هجماتها في البحر الأحمر.
السياســـية – صادق سريع