افتتاح المؤتمر الـ35 للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
*غسان مراد: الرقمنة لا تلغي الثقافة العربية والاعتماد على الغرب في نشر الثقافات يخفي ما قدمته ثقافتنا
* الاتحاد يدشن ٥ كتب في مجال المعلومات والأرشيف وحفظ التراث
* قطر تستضيف النسخة الـ36 من المؤتمر
* 54 ورقة علمية وحلقة عمل وجلسات حوارية
افتتحت وزارة الثقافة والرياضة والشباب بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس والاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات صباح اليوم المؤتمر الخامس والثلاثين للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات بفندق جراند ميلينيوم مسقط، تحت عنوان «المكتبات ومؤسسات الأرشيف العربية ودورها في تعزيز الهوية والمواطنة الرقمية»، بمشاركة واسعة من الأكاديميين والمتخصصين في قطاع المكتبات والمعلومات، وافتتح المؤتمر الذي استمر ثلاثة أيام برعاية صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد، رئيس جامعة السلطان قابوس.
وفي كلمة وزارة الثقافة والرياضة والشباب أشار أحمد بن سعود الرواحي المدير العام المساعد بالمديرية العامة للمعرفة والتنمية الثقافية بالوزارة أن المؤتمر يمثل مناسبة فريدة تجمع بين أروقتها نخبة من المختصين والخبراء في مجال المكتبات والمعلومات من مختلف أرجاء الوطن العربي.
وقال: «إنه لشرف كبير لنا أن نستضيف هذا المؤتمر للمرة الأولى في سلطنة عُمان هذه الأرض التي جمعت بين الأصالة والحداثة، حيث يمتزج عبق التاريخ برؤية المستقبل»، مؤكدا على التزام السلطنة الراسخ بدعم وتعزيز قطاع المكتبات والمعلومات، ودعم كافة الجهود الرامية إلى نشر الثقافة والمعرفة في مجتمعنا العربيز
ولفت إلى أن المكتبات اليوم لم تعد تقتصر على دورها التقليدي، بل أصبحت مراكز للتعليم المستمر، والتفاعل المجتمعي، والابتكار التكنولوجي، متطلعًا إلى أن يكون هذا الحدث منصة رائدة لتبادل الأفكار والخبرات، وبحث المستجدات والتحديات التي تواجه قطاع المكتبات والمعلومات في عالمنا العربي، وأن يفتح آفاقًا جديدة للتعاون والشراكات بين مؤسساتنا العربية.
وأضاف: إن هذا المؤتمر يأتي في وقت حاسم حيث تواجه المكتبات ومؤسسات الأرشيف تحديات جديدة وفرصا هائلة في عصر الرقمنة والتحولات الثقافية السريعة، ونحن هنا اليوم لتبادل الرؤى والخبرات حول كيف يمكن لهذه المؤسسات أن تسهم بشكل فعال في الحفاظ على تراثنا الثقافي وتعزيز الهوية الرقمية لأجيالنا القادمة.
وتابع قائلًا: إن المكتبات ومؤسسات الأرشيف تلعبان دورا محوريا في تعزيز الهوية الثقافية من خلال جمع وحفظ ونشر المعرفة، كما أنها تساهم في بناء مواطنة رقمية واعية من خلال توفير الوصول إلى المعلومات والخدمات الرقمية، مما يتيح للأفراد تعزيز مهاراتهم وتفاعلهم مع المجتمع الرقمي.
وفي كلمة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات واللجنة المنظمة التي ألقاها الدكتور نبهان بن حارث الحراصي رئيس الاتحاد العربي للمكتبات وعميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس أكد فيها أهمية موضوع الهوية والمواطنة الرقمية، وأهمية دور المكتبات ومؤسسات المعلومات في تعزيز الأمر لتوفيرها بيئة تعليمية وتثقيفية تسهم في تنمية الوعي بمخاطر وأخلاقيات التعامل مع المعلومات على الإنترنت.
وقال: يشهد المؤتمر مشاركة واسعة تضم أكثر من 100 باحث وخبير في مجال المكتبات والمعلومات والأرشيف يناقشون التحديات والفرص التي تواجه المؤسسات المعلوماتية.
وأعلن «الحراصي» عن تلقي الاتحاد ردا رسميا من دولة قطر لاستضافة النسخة الـ36 من المؤتمر برعاية كريمة من حكومة قطر ممثلة في مكتبة قطر الوطنية.
تدشين خمسة كتب
ودشن الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات خلال الحفل خمسة كتب كان أولها كتاب «الدليل الاسترشادي للمهارات في الذكاء الاصطناعي للمتخصصين في مؤسسات المعلومات» للأستاذ الدكتور ناجية قموح والأستاذ الدكتور سوهام بادي والدكتور بدر الدين عطية والدكتور رميساء سدوس، والكتاب الثاني بعنوان «الدليل العربي لتكامل مؤسسات ذاكرة المجتمعات: المكتبات والأرشيفات والمتاحف ومتطلبات التحول الرقمي»، وكتاب «المعيار المرجعي العربي للابتكار في المؤسسات الثقافية» للباحثين الأستاذ الدكتور أسامة غريب، والأستاذ الدكتور محمود شريف، وكتاب «السياسات والاستراتيجيات الوطنية للمعلومات وتقنياتها في الدول العربية» للكاتب الأستاذ الدكتور محمود يوسف مراد، والكتاب الخامس حمل عنوان «الدليل العربي لحفظ وصيانة مجموعات التراث الثقافي بالمكتبات والأرشيفات والمتاحف» للمؤلف الدكتور محمود عبدالناصر.
جوائز الاتحاد
وكرّم الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات خلال الحفل الفائزين بجوائز الاتحاد لعاد 2024، حيث حصلت المكتبة الرقمية التي نفذتها مكتبة قطر الوطنية على جائزة أفضل مبادرة عربية، في حين كرّمت مكتبة محمد بن راشد للتميز في استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ونال الدكتور مصطفى محمد إبراهيم الهلالي من جامعة القاهرة جائزة الاتحاد لأفضل رسالة دكتوراه، ونال الدكتور مصطفى عطية من السودان على جائزة أفضل ورقة علمية للمؤتمر.
أما عن جائزة أكاديمية نسيج للرواد فقد فاز المكرم الأستاذ الدكتور محمد بن ناصر الصقري من جامعة السلطان قابوس بجائزة التميز العلمي، فيما ذهبت جائزة التميز المهني لمكتبات دبي العامة.
وكرّم المؤتمر المتحدث الرئيسي للمؤتمر الأستاذ الدكتور غسان مراد، بالإضافة إلى الرعاة: أكاديمية نسيج للرواد، ودار المنظومة، وإيبسكو.
إشكاليات المحتوى
وتناولت جلسة المتحدث الرئيسي الأستاذ الدكتور غسان مراد موضوع «التقنيات..إشكاليات المحتوى والقيم والهوية» أدارها الأستاذ الدكتور حسن السريحي، وناقش مراد خلال الجلسة الرقميات الإنسانية والإحصاءات عن الحالة العربية والنظريات المرتبطة بالجينات والهوية وعرج إلى القيم العربية ثم قدّم الاقتراحات والحلول الممكن تطبيقها.
ووصف مراد إشكالية المحتوى والقيم والهوية بالمعقدة التي تتداخل فيها كل النظريات القديمة والحديثة وكل المجالات البحثية بدءًا بالتراث والثقافة وصولًا إلى السيبورج (تداخل الآلة مع الإنسان).
ولفت إلى مصطلح المجتمع «المشبوك»، وقال: «يبدو أننا في حالة تأرجح في هذا المجتمع المشبوك، بين التركيز على الطابع الحاسم لتكنولوجيا المعلومات في هيكلة المجتمع الجديدة، وبين التوجس منه بشكل متوازٍ للحتمية التكنولوجية البحتة»، واعتبر أن التنقية باتت من الأساسيات في مجتمعاتنا لكن علينا النظر في الآثار المترتبة عليها بشكل لا لبس فيه.
وفي حديثه عن التقارب بين الآلة والإنسان أكد على ضرورة أنسنة الآلة من جهة وتطويع الإنسان نحو الآلة من جهة ثانية، وأشار إلى أننا من المحتمل في مرحلة بناء حضارة نسميها «الإنسانية الرقمية»، ولفهمها نحتاج إلى الإنسانيات الرقمية جراء التداخل بين الثقافة بمفهومها الواسع والتكنولوجي وأشار إلى أنه على الرغم من أن التقنيات باتت في كل مكان، فإننا ما زلنا في مرحلة انتقالية بين ثقافة المطبوع والثقافة الرقمية، أي أننا نرتكز في أفكارنا على المفاهيم السابقة ونحاول تطويعها لتتناسب مع الحاضر والمستقبل.
وناقش مراد المحتوى العربي من ناحية تضمنه للقيم والموروث الثقافي والخوف من ضياع الهوية التي من الممكن أن تتأثر من هذه الشبكات وخاصة الجيلين زد وألفا.
وتناول مراد أسباب ضآلة المحتوى الرقمي العربي، وتأرجح الهوية الحاصل جراء التقنيات، كما تناول الهوية الرقمية أو الحمض النووي الرقمي الذي يحدد بعدة أمور تعتمد على ماذا تقول وماذا تعلن وماذا تشتري وغيرها، وأشار إلى أن دخول التقنيات إلى المجتمعات سيؤثر على الهوية ما لم نأخذ في الاعتبار منظومة القيم الاجتماعية السائدة في المجتمع.
وعدّد مراد العقبات التي أمام المحتوى الرقمي المتعارض مع منظومة القيم والمعتقدات العربية، وأكد على الرقمنة لا تلغي الثقافة العربية قيما وعادات، ومثلما نستخدم الشبكة للاطلاع على ثقافة الآخرين علينا استخدامها لنشر ما عندنا لنؤثر في الآخرين ونعرف بقيمنا وتقاليدنا، وأن الاعتماد على الغرب فقط في نشر الثقافات يخفي ما قدّمته الثقافة العربية إلى العالم، لذلك حسب مراد من المفترض بنا رقمنة المخزون الثقافي العربي من ناحية ونشر إنتاجنا الثقافي باللغة العربية أولًا وباللغات الأجنبية تاليًا.
وفي عرضه للحلول ذكر إعطاء الأهمية لعلم المنطق والتحليلات المنطقية للقضايا والمفاهيم العلمية، إلى جانب تدريس المعلوماتية كعلم وليس كأدوات طباعية.
وتضمن اليوم الأول للمؤتمر جلسة نقاشية رئيسية بعنوان «المكتبات الوطنية والعامة ومجامع اللغة ودورها في تعزيز المحتوى الرقمي»، حيث تتضمن أربع أوراق عمل، تشمل الورقة الأولى بعنوان «دائرة المكتبة الوطنية الأردنية ودورها في حفظ الذاكرة الوطنية وتعزيزها في ظل التطورات العلمية والتكنولوجية» يقدمها الأستاذ الدكتور نضال إبراهيم الأحمد، والورقة الثانية بعنوان «مجامع اللغة ودورها في تعزيز الهوية والمحتوى الرقمي: مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية أنموذجا» قدّمها الدكتور علي الأكلبي، والورقة الثالثة بعنوان «إنتاج الكتب الصوتية متعددة اللغات باستخدام الذكاء الاصطناعي: تجربة مكتبة محمد بن راشد» قدمها الدكتور علي كمال شاكر، والورقة الرابعة بعنوان «تسخير أدوات الذكاء الاصطناعي لتحويل البحث ودعم المعلمين» يقدّمها البروفيسور حبيب الله خان باللغة الإنجليزية.
أما الجلسة الأولى فجاءت بعنوان «دور المكتبات الوطنية في تعزيز الهوية الثقافية والمواطنة الرقمية في العالم»، وأدارتها مهرة عيلان العميمي وعليا بنت أحمد الحبسية، وتضمنت أربع أوراق علمية هي: الورقة الأولى بعنوان «الدور المنوط بالمكتبة الوطنية الفلسطينية لتعزيز المواطنة الرقمية في المجتمع الفلسطيني» يقدمها إبراهيم ياسر أبو الوفا، والورقة الثانية بعنوان «دور المكتبة الوطنية بالجزائر في تعزيز الهوية والثقافة العربية - دراسة ميدانية» يقدمها عيسى أحمد قراقع، والورقة الثالثة بعنوان «دور مكتبة الأسد الوطنية في تعزيز الهوية الرقمية للتراث الثقافي الوثائقي» قدّمتها الدكتورة بن عيدة فوزية، والورقة الرابعة بعنوان «التمكين الرقمي ودور مراكز مصادر التعلم في تعزيز المواطنة الرقمية في سلطنة عُمان» قدّمها عبدالله الهنائي.
وتشمل الجلسة الثانية أربع أوراق عمل وتأتي تحت عنوان «دور الأرشيف الرقمي والمؤسسات الوثائقية في حفظ التراث وتعزيز الهوية الوطنية في العالم العربي»، أدارها الدكتور حسين فولاذ.
وتناولت الورقة الأولى «دور المؤسسات العمانية في حفظ التراث الرقمي وتعزيز الهوية الرقمية: الخزانة العمانية لمركز ذاكرة عُمان أنموذجًا» قدّمتها جميلة العامرية وجوخة الشيبانية وسالمة الريامية، والورقة الثانية بعنوان «مكانة الأرشيف الرقمي في بناء الهوية الوطنية وتوطيد الديمقراطية التشاركية: الأرشيف الوطني الجزائري أنموذجا» يقدمها صلاح خيراني ومبارك حشاني، والورقة الثالثة بعنوان «تجربة هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في توثيق التاريخ الشفهي الرقمي في سلطنة عُمان» قدّمتها ابتسام الشهومية وسمية المقبالية، والورقة الرابعة بعنوان «دراسة واقع جهود مركز ذاكرة عُمان لتعزيز الهوية العمانية رقميًا» قدّمها سليمان الراشدي.
الجدير بالذكر أن المؤتمر يقدم 54 ورقة علمية وحلقة عمل وجلسات حوارية موزعة على عشر جلسات، تركز على دور المكتبات في تعزيز الهوية الوطنية ومواجهة التحديات التي تواجه المكتبات في بناء بيئة رقمية تساهم في تعزيز المواطنة.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على أهمية المكتبات ومؤسسات الأرشيف في دعم المجتمع وتطوير الهوية الوطنية والمواطنة الرقمية، وتعزيز التعاون بين الدول العربية في هذا المجال الحيوي.
ويقام على هامش المؤتمر معرض مصاحب للتعريف بالمؤسسات العربية الرائدة في مجال قواعد المعلومات والفهرسة والمكتبات الافتراضية وقواعد البيانات بالإضافة إلى بعض المكتبات ودور النشر.
ويختتم المؤتمر مساء اليوم بعد ثلاث جلسات بالإضافة إلى الاجتماع العمومي وعرض التقرير السنوي للاتحاد وقراءة التوصيات الختامية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاتحاد العربی للمکتبات والمعلومات المکتبات والمعلومات جامعة السلطان قابوس الذکاء الاصطناعی الأستاذ الدکتور الثقافة العربیة فی تعزیز الهویة الهویة الرقمیة المحتوى الرقمی الهویة الوطنیة الهویة الرقمی الوطنیة فی ودورها فی فی مجال إلى أن
إقرأ أيضاً:
جامعة الشارقة تحتفل باليوم العالمي للغة العربية وتستعرض تطبيقات الذكاء الاصطناعي
نظمت جامعة الشارقة من خلال قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية احتفالاً افتراضيًا بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، الذي يصادف 18 ديسمبر من كل عام بعنوان: “اللغة العربية والذكاء الاصطناعي: تعزيز الابتكار مع الحفاظ على التراث الثقافي”، وذلك بهدف تسليط الضوء على أهمية دمج تطبيقات الذكاء الاصطناعي مع اللغة العربية لتطوير أدوات مبتكرة تعزز من استخدامها في مختلف المجالات، مع الحفاظ على خصوصيتها الثقافية والتراثية.
بدأ الاحتفال بكلمة سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، الذي أكد على أهمية الحفاظ على اللغة العربية في تعزيز التواصل الحضاري ونقل الثقافة بين الأمم والشعوب، مشيراً إلى أن الجامعة تعمل على التحولات الرقمية واستخدام التقنيات الحديثة لتطوير برامج تدريسية تواكب متطلبات العصر الحالي، وخاصة تلك التي تساعد على تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، التي تمكنهم من الاطلاع على الثقافة العربية بعوالمها المتعددة من خلال الروافد والمصادر المعرفية التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، موضحاً أن الاحتفال يدعم عجلة الابتكار في مجال تعليم اللغة العربية، إضافة إلى الحفاظ على التراث الثقافي العربي وتعزيز مكانة اللغة العربية على الساحة العالمية بطرق مبتكرة.
ومن جانبها، أكدت الأستاذة الدكتورة زاهية إسماعيل صالحي القائم بأعمال عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، على أن الكلية تحتفل سنويًا بهذه المناسبة من خلال قسم اللغة العربية وآدابها الذي يمتلك الإمكانات والقدرات لمواكبة التحديات الرقمية الحديثة، سواء باستحداث برامج تدريسية جديدة، أو بتوظيف برامج الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته لتعزيز استخدام اللغة العربية وتسهيل تعلمها ونشرها على الصعيدين العربي والدولي، ويسهم أيضاً في نقل التراث اللغوي إلى الأجيال القادمة.
وأوضحت الدكتورة مريم بالعجيد رئيس قسم اللغة العربية وآدابها، أن القسم يسعى دائماً إلى تقديم أنشطة وبرامج أكاديمية متطورة ومتنوعة تتماشى مع متطلبات العصر وتواكب التحديات الحديثة، مؤكدة أن القسم يفتح أبوابه للتعاون البحثي والمجتمعي مع جميع المبادرات المحلية والدولية التي تسهم في تطوير مجالات اللغة العربية ودفع عجلة الابتكار والتطوير في هذا المجال الهام. كما وجهتْ دعوة لكل محبٍّ للعربية من أساتذة الهندسة والحاسوب واللسانيات التطبيقية، وعلماء الشريعة والتاريخ والتربية، وأهل الإعلام والفنون وغيرهم- ليتشارك الجميع التجارب والأبحاث العلمية والابتكارية والتقنية في خدمة لغتِنا العربية.
تم خلال الاحتفال تقديم عدد من القصائد الشعرية، قدمها أمير الشعراء الشاعر الإماراتي كريم معتوق، والشاعرة حمدة العوضي باحثة دكتوراه في الجامعة، بالإضافة إلى قصيدة شعرية للشاعر الأستاذ الدكتور خليفة بوجادي، وقصيدة للطالب مصطفى سال. تخلل ذلك عرضاً مرئيًا لجهود قسم اللغة العربية في خدمة اللغة العربية. ومشاركة بعنوان “لغتي هويتي” من تقديم طالبات مدرسة الصباحية.
وتضمن برنامج الاحتفال تقديم عدد من الأوراق العلمية التي تناقش تأثير الذكاء الاصطناعي على اللغة العربية قدمها نخبة من الخبراء والمتخصصين، حيث جاءت الجلسة الأولى بعنوان “اللغة العربية واستثمار الذكاء الاصطناعي”، والتي أدارتها الأستاذة بدرية المرزوقي باحثة دكتوراة في جامعة الشارقة، نوقش خلالها عدد من الموضوعات منها “المخطوط العربي والذكاء الاصطناعي” قدمها الأستاذ الدكتور مصطفى طوبي من جامعة محمد الخامس، وقدم الأستاذ الدكتور خليفة بوجادي من جامعة الوصل ورقته البحثية بعنوان “الشعر والذكاء الاصطناعي”، أما الدكتور عارف مقصود من جامعة الشارقة فقد قدم ورقته بعنوان “الخط العربي في الهندسة المعمارية والذكاء الاصطناعي”، وتناولت الباحثة هاجر الكبيسي من جامعة الشارقة في ورقتها موضوع “الذكاء الاصطناعي وتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها”.
أما الجلسة الثانية فقد جاءت بعنوان “المجموعات البحثية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في خدمة اللغة العربية”، والتي أدارتها الأستاذة أمل الشامسي باحثة ماجستير في جامعة الشارقة، استعرض خلالها نخبة من أساتذة جامعة الشارقة، منهم الأستاذ الدكتور حسين ياغي موضوعه “الإعراب الاصطناعي”، بينما قدم الأستاذ الدكتور سيف الدين الفقراء عنوان “توظيف الذكاء الاصطناعي في تصميم دروس اللغة العربية”، أما الدكتورة مريم بالعجيد فقد قدمت ورقتها البحثية بعنوان “الترقيم الآلي للنص في اللغة العربية”.