قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان كثير من الناس يقلل من شأن هذه الفضيلة التي حث عليها ربنا في كتابه، ودعا إليها رسولنا ﷺ في سنته، ألا وهي فضيلة إطعام الطعام، بل أصبح كثير من الناس لا يجعلها خالصة لوجه الله تعالى، فترى منهم من يعد الطعام لإقناع عميل بشراء سلع، ويسميه (عشاء عمل) كما شاع بين طبقة رجال الأعمال، بل ترى آخرين يعدون الطعام ويضعون فيه السم القاتل لاغتيال الناس، كما حاولت المرأة اليهودية فعل ذلك مع رسول الله ﷺ، وكما ذكر لنا التاريخ ذلك في بعض المذابح.

 واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان كل تلك الصور تعتبر خروجًا عن مراد الله من إطعام الطعام، فالله أمرنا أن نطعم الطعام للناس لوجهه تعالى، وقال تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا).

وأشار إلى أن أطعام الطعام لا يقتصر على الفقير والمحتاج والمسكين والأسير -وإن كانوا هم أولى من غيرهم- بل يمتد ليكون سلوكًا اجتماعيًا يشيع في المجتمع فتكثر المودة والمحبة والترابط بين أفراده، وقد أكد رسول الله ﷺ على هذا السلوك فور وصوله المدينة، حيث قال : (يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام) [رواه ابن حبان، وأخرجه الحاكم في المستدرك وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه].

ونوه بأن تلك النصوص توضح أهمية الطعام في الإسلام، ولا يخفى أن قصة آدم عليه السلام في القرآن بينت نكد أكل الطعام المخالف وجعلته سببًا للطرد من الجنة قال تعالى : (فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ) ، وقال الحسن البصري رضي الله تعالى عنه : «كانت بلية أبيكم آدم أكله، وهي بليتكم إلى يوم القيامة».

وقال إن الطعام الحلال في نفسه، الذي جاء بطريق حلال يؤهل صاحبه أن يكون من الصالحين، وأن يكون ممن يستجاب دعاؤه، يقول النبي ﷺ : (أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء) [رواه الطبراني في الأوسط]، فتحري الطعام الطيب في نفسه بأن يكون ممن أباحه الله، وكذلك يكون طعمه طيب، ويكون قد وصل إلى الناس من طريق حلال (الكسب المشروع). 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اطعام الطعام فضل إطعام الطعام

إقرأ أيضاً:

صفات الملائكة وأعمالهم في حياة الإنسان

الإيمان بالملائكة يُعتبر أحد أركان الإيمان الستة التي لا يكتمل إيمان المسلم إلا بها. فالملائكة مخلوقاتٌ نورانية خلقها الله لعبادته وتنفيذ أوامره، وقد أوكل إليهم مهامًا عظيمة تتجلى في آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.

صفات الملائكة وأعمالهم

الملائكة مخلوقات طاهرة لا تعصي الله ما أمرها وتفعل ما تُؤمر، هم وسطاء بين الله وعباده في كثير من الأمور، كإنزال الوحي، وتسجيل الأعمال، وحفظ الإنسان، وتنفيذ الأوامر الإلهية.

 ورد ذكر أسمائهم وصفاتهم في القرآن الكريم والسنة النبوية، مما يجعل الإيمان بهم جزءًا لا يتجزأ من عقيدة المسلم.

من أشهر الملائكة المذكورين في القرآن الكريم:جبريل عليه السلام: وهو الملك الموكل بنقل الوحي إلى الأنبياء. قال الله تعالى: "قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ" [البقرة: 97].ميكائيل عليه السلام: الموكل بالرزق ونزول المطر.ملك الموت: الموكل بقبض الأرواح، كما قال تعالى: "قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ" [السجدة: 11].مالك: خازن النار، وقد ذُكر في قوله تعالى: "وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ" [الزخرف: 77].الملائكة في حياة الإنسان

يشمل دور الملائكة في حياة الإنسان الحفظ والرعاية وتسجيل الأعمال. فقد أوكل الله لكل إنسان ملائكة تُحصي أفعاله وأقواله، كما قال تعالى: "وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ" [الانفطار: 10-11].

ومن مهامهم أيضًا الحفظ، كما جاء في قوله سبحانه: "لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ" [الرعد: 11].

الإيمان بالملائكة وأثره في حياة المسلم

الإيمان بالملائكة يُعزز في قلب المسلم شعور المراقبة المستمرة، مما يدفعه إلى تحسين أعماله وتجنب المعاصي. كما يُرسّخ في قلبه الطمأنينة بأنه في حفظ الله ورعايته من خلال ملائكته.

الملائكة في يوم القيامة

للملائكة دورٌ بارز يوم القيامة، حيث يُحضرون الإنسان للحساب، كما قال الله تعالى: "وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ" [ق: 21].

 

الإيمان بملائكة الله الكرام يُظهر عظمة الخالق في تنظيم هذا الكون وإدارته. فمن خلال أدوارهم المختلفة، نُدرك الحكمة الإلهية في خلقهم وتكليفهم بالمهام التي تؤثر في حياتنا اليومية. على المسلم أن يُدرك أهمية هذا الركن وأن يعمّق إيمانه بمخلوقات الله التي تعمل ليل نهار في طاعة تامة لخالقها.

مقالات مشابهة

  • حكم الإيمان بالغيبيات بالشرع الشريف والسنة
  • المقصود من الليلة في قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}
  • آيات قرآنية عن شكر الله عز وجل
  • الفرق بين سجود الشكر وصلاة الشكر
  • بوتين: أي تفاوض مع أوكرانيا الآن لن يكون شرعيا وعلى كييف إلغاء المرسوم حول حظر التفاوض
  • ما هي أنواع الملائكة وحكم الإيمان بهم؟ علي جمعة يكشف
  • لماذا خلق الله البعض فقراء والآخر أغنياء؟.. الأطفال يسألون الإمام بمعرض الكتاب
  • الإسراء والمعراج
  • صفات الملائكة وأعمالهم في حياة الإنسان
  • علي جمعة يعلن رفضه تهجير الفلسطينيين: مراد منه تدمير الأمم