بلينكن يتوجه إلى بروكسل مع تأهب الأوروبيين لأربع سنوات أخرى من حكم ترامب
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
(CNN)-- يتوجه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن إلى بروكسل، الثلاثاء، حيث تثير التحركات المحتملة للرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب بشأن دعم أوكرانيا، وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتعريفات الجمركية تساؤلات ومخاوف جدية بين المسؤولين الأوروبيين.
وتأتي الرحلة بعد أسبوع من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يستعد القادة الأوروبيون لأربع سنوات أخرى من حكم ترامب.
وقال ماكرون الخميس: "كانت هناك صحوة استراتيجية يجب كأوروبيين أن نتبناها. لا يمكننا أن نعهد بأمننا إلى الأمريكيين إلى الأبد".
وألقى ترامب ونائبه، جيه دي فانس، بشكوك قوية حول استمرار التزام الولايات المتحدة بدعم كييف مع استمرار الحرب لأكثر من عامين ونصف بعد غزو القوات الروسية. إضافة إلى ذلك، أدلى ترامب بتعليقات تظهر أن الولايات المتحدة قد تضغط على أوكرانيا لإبرام هدنة غير مريحة مع روسيا. وخلال حملته، أشار ترامب أيضا إلى أنه لن يمتثل إلا بالالتزام الدفاعي المتبادل لدول "الناتو" التي تساهم بما يكفي من ميزانياتها الدفاعية السنوية.
وخلال الحملة الانتخابية، قال ترامب إن "رئيس إحدى الدول الكبيرة" سأله ذات مرة عما عما إذا كانت الولايات المتحدة ستظل تدافع عن بلاده إذا غزتها روسيا حتى لو "لم تدفع".
وتذكر ترامب أنه رد على هذا الرئيس: "لا، لن أحميك. في الواقع، كنت سأشجعهم على فعل أي شيء يريدونه. عليكم أن تدفعوا. عليكم أن تدفعوا فواتيركم".
عندما يتعلق الأمر بالقضايا الاقتصادية، استخدم ترامب مسار الحملة لفرض تعريفة جمركية على المستوى العالمي بنسبة 10%، والتي وضعت الحلفاء الأوروبيين على المحك، بعد تجربة تركيز ترامب على فرض التعريفات الجمركية خلال ولايته الأولى.
وقد شجع الدبلوماسيون الأمريكيون الحاليون زملاءهم الأوروبيين بشكل خاص، على استغلال ما قد يكون الاجتماع الأخير مع أنتوني بلينكن لإثارة بعض المنغصات الموجودة في العلاقات الأمريكية-الأوروبية، مثل التعريفات الجمركية على الألومنيوم التي دخلت حيز التنفيذ خلال ولاية ترامب الأولى، ليتمكنوا من بحث هذه القضايا قبل أن يتولي ترامب منصبه.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، أن بلينكن سيجتمع، الأربعاء، مع "نظرائه في دول حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي لمناقشة دعم أوكرانيا في دفاعها ضد العدوان الروسي".
وفيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي، تتوقع الدول المشاركة في التحالف الدفاعي أن يتجدد ضغط ترامب بشأن زيادة على الإنفاق ــ ولكن لا يتوقع جميعهم أن يتحول ذلك إلى أزمة.
واستذكر دبلوماسي أمريكي سابق حالة الذعر التي أصابت الحلفاء الأوروبيين خلال ولاية ترامب الأولى، وأشار إلى أن سياسة ترامب الخارجية يُرجح أن تظل قائمة على التعاملات. كما يتوقع استمرار الخطاب الحاد للرئيس القادم بشأن الإنفاق الدفاعي، والذي أثار قلق العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين. وفي الوقت نفسه، أشار الدبلوماسي إلى أنه انتهى الأمر بتلك الدول لزيادة إنفاقها الدفاعي.
وقال هذا الدبلوماسي إن رحلة بلينكن إلى حلف الناتو كانت متوقعة بعد الانتخابات، نظرا لشعار السياسة الخارجية الأساسي لإدارة بايدن بشأن إعادة بناء التحالفات.
وخلال إدارة بايدن، قدمت الولايات المتحدة عشرات مليارات الدولارات مساعدات لأوكرانيا، على شكل أسلحة ودعما للموازنة. وتخطط الإدارة لمواصلة زيادة الدعم بأكبر قدر ممكن لكييف قبل أن يتولي ترامب منصبه، ووضع الناتو إجراءات جديدة لضمان المساعدة طويلة الأجل لأوكرانيا عبر الحلف الدفاعي.
وتحدث ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هاتفيا، الأربعاء الماضي، واتفق الجانبان على "الحفاظ على حوار وثيق وتعزيز التعاون"، بحسب ما ذكره زيلينسكي. وفي تصريحات في اليوم التالي، وصف الرئيس الأوكراني المحادثة بأنها "مثمرة"، وأشار إلى أنه "لا يمكننا بعد معرفة ما ستكون عليه أفعاله بالتحديد. ولكننا نأمل أن تصبح أمريكا أقوى".
وأضاف زيلينسكي: "الأمر يعود لأوكرانيا لكي تقرر ما ينبغي وما لا ينبغي أن يكون على جدول الأعمال لإنهاء هذه الحرب، ويجب على أي دولة وأي زعيم يحترم القانون الدولي ويجلس على هذه الطاولة أن يفهم أن المفترسين يطالبون دائما بالمزيد والمزيد"، حسب وصفه.
ويشعر الأوروبيون بقلق من أن تخفيض الولايات المتحدة لدعمها لأوكرانيا، فإن العبء سيقع عليهم لمواصلة تقديم دعم كبير، وهو ما قد يكون أمرا صعبا، خاصة إذا تأثرت اقتصاداتهم بأي تعريفات جمركية يفرضها ترامب.
وقال دبلوماسيون أمريكيون إنه قبل الانتخابات، وبشكل متزايد في الأيام التي أعقبت الانتخابات، كان المسؤولون الأوروبيون منشغلين بتبادل الأفكار حول ما ستفعله بلدانهم بالفعل وما يمكنهم عرضه لإقناع ترامب.
وتخطط بعض الدول لتسليط الضوء على علاقاتها التجارية الحالية مع الولايات المتحدة، وعلى عدد الوظائف التي يمكن أن توفرها تلك التجارة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الإدارة الأمريكية الاتحاد الأوروبي الناتو جو بايدن دونالد ترامب الولایات المتحدة إلى أن
إقرأ أيضاً:
فاينانشيال تايمز: على حلفاء الولايات المتحدة في آسيا إعادة التفكير في سياساتهم الدفاعية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أنه يتعين على حلفاء الولايات المتحدة، إعادة التفكير في سياستهم الدفاعية، قائلة إن قيام الرئيس دونالد ترامب بتحويل الولايات المتحدة إلى شريك غير موثوق به دفع إلى إعادة نظر جذرية في سياسات الدفاع بين أعضاء حلف الناتو، ورغم أن تداعيات ذلك على حلفاء واشنطن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لم تحظ باهتمام يُذكر، إلا أنها لا تقل عمقا. إذ يشكل صعود الصين تحديا واسع النطاق للديمقراطيات في المنطقة التي اعتمدت طويلا على القوة الأمريكية للحفاظ على أمنها.
وذكرت الصحيفة في مقال افتتاحي اليوم الأحد أن هذا الأمر يشكل تحديا قويا بشكل خاص بالنسبة لليابان وكوريا الجنوبية. فلطالما كان التحالف مع الولايات المتحدة الركيزة الأساسية لأمنهما منذ خمسينيات القرن الماضي. ويتمركز حوالي 60 ألف جندي أمريكي في اليابان، في حين ويتمركز ما يقرب من 30 ألف جندي أمريكي في كوريا الجنوبية.
وأضافت الصحيفة أنه ظاهريا، تبدو علاقاتهما مع الولايات المتحدة متينة. فبعد اجتماع ودي مع ترامب في البيت الأبيض الشهر الماضي، تحدث رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا عن "عصرٍ ذهبي جديد" في العلاقات الثنائية. ويأمل صقور إدارة ترامب المتشددون تجاه الصين أن يقدر ترامب حلفائه الآسيويين مع تحول واشنطن نحو المحيط الهادئ، مشيرة إلى أنه تمت طمأنة البعض في طوكيو من خلال تحذير ترامب وإيشيبا المشترك من أي محاولة صينية لاستخدام "القوة أو الإكراه" لتغيير الوضع الراهن في بحر الصين الشرقي، وتأكيدهما أهمية الاستقرار في مضيق تايوان.
وأشارت إلى أنه رغم ذلك، فإن هناك سببا وجيها للتشكك في التزام ترامب تجاه تايوان. فالرئيس الأمريكي لا يبدي أي استعداد للتضحية بالدماء أو المال الأمريكي من أجل جزيرة يتهمها بـ"سرقة" صناعة أشباه الموصلات الأمريكية. لكن استيلاء الصين على تايوان سينهي "السلام الأمريكي" في آسيا، ويسمح لبكين بالهيمنة على ممرات الشحن الحيوية لاقتصادي اليابان وكوريا الجنوبية.
ومضت الصحيفة تقول إن تجنب الوقوع تحت سيطرة الصين سيتطلب إنفاقا أكبر على الدفاع. فقد زادت اليابان ميزانيتها الدفاعية بشكل كبير، لكن من المستهدف أن تصل إلى 2% فقط من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027. ورغم تهديد كوريا الشمالية النووية، لا تنفق كوريا الجنوبية سوى حوالي 2.8%.
ورأت الصحيفة أنه من أجل تحقيق أقصى استفادة من أموالهما - وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة - ينبغي على كليهما التعاون بشكل أوثق مع الديمقراطيات في جميع أنحاء المنطقة وخارجها. ويعد اتفاق اليابان مع المملكة المتحدة وإيطاليا على تطوير مقاتلة جديدة بشكل مشترك خطوة جيدة في هذا الشأن. كما أن إقامة تحالفات جديدة بين حلفاء المنطقة الطبيعيين من شأنه أن يسهم في تحقيق ذلك. وقد تحدث إيشيبا عن إنشاء "حلف ناتو آسيوي". ولكن ينبغي أن يتم منح الأولوية لتوثيق العلاقات بين طوكيو وول، الجارتين المتوترتين اللتين اضطر رؤساء الولايات المتحدة السابقون إلى إقناعهما بالعمل معا في القضايا الأمنية.
ولفتت الصحيفة إلى أن تراجع الثقة بالمظلة النووية الأمريكية من شأنه أن يدفع بعض الحلفاء حتما إلى التفكير في إنشاء قوات ردع خاصة بهم، وهو خيار يناقش على نطاق واسع في كوريا الجنوبية. أما اليابان -التي لا تزال تعاني من آثار القصف النووي على هيروشيما وناجازاكي- فهي أكثر تحفظا.
واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إنه لم يتضح بعد ما إذا كان السياسيون في طوكيو وسول مستعدين للتعامل مع مثل هذه القضايا الجسيمة، مشيرة إلى أن الاستياء الكوري الجنوبي من الحكم الاستعماري الياباني السابق من شأنه أن يعقد بناء تحالف ثنائي. وقد أثار فشل محاولة الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول لفرض الأحكام العرفية شكوكا حول تقارب سول الأخير مع طوكيو. ورغم أنه لا يبدو أن أيا من البلدين مستعد لإعادة النظر في استراتيجيته الأمنية برمتها، إلا أن هذا الأمر تحديدا هو ما يجب عليهما البدء به.