(CNN)-- يتوجه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن إلى بروكسل، الثلاثاء، حيث تثير التحركات المحتملة للرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب بشأن دعم أوكرانيا، وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتعريفات الجمركية تساؤلات ومخاوف جدية بين المسؤولين الأوروبيين.

وتأتي الرحلة بعد أسبوع من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث يستعد القادة الأوروبيون لأربع سنوات أخرى من حكم ترامب.

وفي أعقاب الانتخابات الأمريكية، تعهد زعماء أوروبيون، مثل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون "بأوروبا أكثر اتحادًا وقوة وسيادة"، حتى مع اقتراب حكومات مثل حكومة المستشار الألماني، أولاف شولتز من الانهيار.

وقال ماكرون الخميس: "كانت هناك صحوة استراتيجية يجب كأوروبيين أن نتبناها. لا يمكننا أن نعهد بأمننا إلى الأمريكيين إلى الأبد".

وألقى ترامب ونائبه، جيه دي فانس، بشكوك قوية حول استمرار التزام الولايات المتحدة بدعم كييف مع استمرار الحرب لأكثر من عامين ونصف بعد غزو القوات الروسية. إضافة إلى ذلك، أدلى ترامب بتعليقات تظهر أن الولايات المتحدة قد تضغط على أوكرانيا لإبرام هدنة غير مريحة مع روسيا. وخلال حملته، أشار ترامب أيضا إلى أنه لن يمتثل إلا بالالتزام الدفاعي المتبادل لدول "الناتو" التي تساهم بما يكفي من ميزانياتها الدفاعية السنوية.

وخلال الحملة الانتخابية، قال ترامب إن "رئيس إحدى الدول الكبيرة" سأله ذات مرة عما عما إذا كانت الولايات المتحدة ستظل تدافع عن بلاده إذا غزتها روسيا حتى لو "لم تدفع".

وتذكر ترامب أنه رد على هذا الرئيس: "لا، لن أحميك. في الواقع، كنت سأشجعهم على فعل أي شيء يريدونه. عليكم أن تدفعوا. عليكم أن تدفعوا فواتيركم".

عندما يتعلق الأمر بالقضايا الاقتصادية، استخدم ترامب مسار الحملة لفرض تعريفة جمركية على المستوى العالمي بنسبة 10%، والتي وضعت الحلفاء الأوروبيين على المحك، بعد تجربة تركيز ترامب على فرض التعريفات الجمركية خلال ولايته الأولى.

وقد شجع الدبلوماسيون الأمريكيون الحاليون زملاءهم الأوروبيين بشكل خاص، على استغلال ما قد يكون الاجتماع الأخير مع أنتوني بلينكن لإثارة بعض المنغصات الموجودة في العلاقات الأمريكية-الأوروبية، مثل التعريفات الجمركية على الألومنيوم التي دخلت حيز التنفيذ خلال ولاية ترامب الأولى، ليتمكنوا من بحث هذه القضايا قبل أن يتولي ترامب منصبه.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، أن بلينكن سيجتمع، الأربعاء، مع "نظرائه في دول حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي لمناقشة دعم أوكرانيا في دفاعها ضد العدوان الروسي".

وفيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي، تتوقع الدول المشاركة في التحالف الدفاعي أن يتجدد ضغط ترامب بشأن زيادة على الإنفاق ــ ولكن لا يتوقع جميعهم أن يتحول ذلك إلى أزمة.

واستذكر دبلوماسي أمريكي سابق حالة الذعر التي أصابت الحلفاء الأوروبيين خلال ولاية ترامب الأولى، وأشار إلى أن سياسة ترامب الخارجية يُرجح أن تظل قائمة على التعاملات. كما يتوقع استمرار الخطاب الحاد للرئيس القادم بشأن الإنفاق الدفاعي، والذي أثار قلق العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين. وفي الوقت نفسه، أشار الدبلوماسي إلى أنه انتهى الأمر بتلك الدول لزيادة إنفاقها الدفاعي.

وقال هذا الدبلوماسي إن رحلة بلينكن إلى حلف الناتو كانت متوقعة بعد الانتخابات، نظرا لشعار السياسة الخارجية الأساسي لإدارة بايدن بشأن إعادة بناء التحالفات.

وخلال إدارة بايدن، قدمت الولايات المتحدة عشرات مليارات الدولارات مساعدات لأوكرانيا، على شكل أسلحة ودعما للموازنة. وتخطط الإدارة لمواصلة زيادة الدعم بأكبر قدر ممكن لكييف قبل أن يتولي ترامب منصبه، ووضع الناتو إجراءات جديدة لضمان المساعدة طويلة الأجل لأوكرانيا عبر الحلف الدفاعي.

وتحدث ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هاتفيا، الأربعاء الماضي، واتفق الجانبان على "الحفاظ على حوار وثيق وتعزيز التعاون"، بحسب ما ذكره زيلينسكي. وفي تصريحات في اليوم التالي، وصف الرئيس الأوكراني المحادثة بأنها "مثمرة"، وأشار إلى أنه "لا يمكننا بعد معرفة ما ستكون عليه أفعاله بالتحديد. ولكننا نأمل أن تصبح أمريكا أقوى".

وأضاف زيلينسكي: "الأمر يعود لأوكرانيا لكي تقرر ما ينبغي وما لا ينبغي أن يكون على جدول الأعمال لإنهاء هذه الحرب، ويجب على أي دولة وأي زعيم يحترم القانون الدولي ويجلس على هذه الطاولة أن يفهم أن المفترسين يطالبون دائما بالمزيد والمزيد"، حسب وصفه.

ويشعر الأوروبيون بقلق من أن تخفيض الولايات المتحدة لدعمها لأوكرانيا، فإن العبء سيقع عليهم لمواصلة تقديم دعم كبير، وهو ما قد يكون أمرا صعبا، خاصة إذا تأثرت اقتصاداتهم بأي تعريفات جمركية يفرضها ترامب.

وقال دبلوماسيون أمريكيون إنه قبل الانتخابات، وبشكل متزايد في الأيام التي أعقبت الانتخابات، كان المسؤولون الأوروبيون منشغلين بتبادل الأفكار حول ما ستفعله بلدانهم بالفعل وما يمكنهم عرضه لإقناع ترامب.

وتخطط بعض الدول لتسليط الضوء على علاقاتها التجارية الحالية مع الولايات المتحدة، وعلى عدد الوظائف التي يمكن أن توفرها تلك التجارة.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الإدارة الأمريكية الاتحاد الأوروبي الناتو جو بايدن دونالد ترامب الولایات المتحدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الصين تدعو الولايات المتحدة لخفض نفقاتها العسكرية

أكدت الصين اليوم الجمعة، أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تبادر إلى خفض نفقاتها العسكرية، غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه يريد إجراء محادثات مع موسكو وبكين بشأن خفض متبادل بين القوى الثلاث للإنفاق الدفاعي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غو جياكون في مؤتمر صحافي دوري، "بما أن الولايات المتحدة تنادي بـ(شعار) (أمريكا أولاً)، يتعيّن عليها أن تأخذ زمام المبادرة وتكون قدوة وتخفض نفقاتها العسكرية". 

???? ترامب يأمل في التوصل إلى اتفاق مع روسيا والصين لخفض التصعيد العسكري وخاصة في المجال النووي

قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي: "سألتقي بالصينيين، وسألتقي بالروس، وسنرى إذا كان بإمكاننا تهدئة الوضع، وإذا كان بإمكاننا خفض… pic.twitter.com/SXoYIJfHWR

— Sputnik Arabic (@sputnik_ar) February 14, 2025

والخميس، أعلن الرئيس الأمريكي أنه يريد عقد قمة مع الرئيسين الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين، "ما أن تهدأ الأمور بعض الشيء".

وقال، "أريد أن اقول لهما: فلخفض موازنتنا العسكرية بالنصف".

ورداً على سؤال بهذا الشأن الجمعة، قال غو جياكون إن الولايات المتحدة لديها أكبر ميزانية عسكرية في العالم، مشيراً إلى أن "ميزانية الصين العسكرية مفتوحة وشفافة. وهي معقولة ومناسبة مقارنة بالولايات المتحدة والقوى العسكرية الكبرى الأخرى". 

اعلى 5 دول في العالم من حيث ميزانية العسكرية لعام 2025:
(بالمليار دولار)

1-????????الولايات المتحدة: 895
2-????????الصين: 266
3-????????روسيا: 126
4-????????الهند: 75
5-????????السعودية: 74#infoflix

— InfoFlix ???? (@InfoFlixx) February 4, 2025

وأكد أن "النفقات المحدودة للصين في مجال الدفاع، ضرورية تماماً لحماية السيادة الوطنية والأمن والمصالح التنموية، إضافة إلى حماية السلام في العالم".
وفيما دعا ترامب الخميس القوى الثلاث إلى البدء في خفض ترسانتها النووية أيضاً، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بالإشارة إلى أن واشنطن وموسكو تتحمّلان "مسؤولية خاصة ورئيسية في مجال نزع السلاح النووي"، باعتبارهما الدولتين اللتين تملكان أكبر ترسانات نووية.

وقال إن "الصين تحافظ دائماً على قوتها النووية عند الحد الأدنى المطلوب للأمن القومي، ولا تشارك في أي سباق للتسلّح مع أي دولة كانت".

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تطلب من الأوروبيين تقديم ضمانات بشأن مساهماتهم في أوكرانيا
  • ترامب يعود بمفاجآت .. هل تصبح نوكيا وإريكسون ملك الولايات المتحدة؟
  • CNN: ماسك أصبح أقوى موظف حكومي غير منتخب في تاريخ الولايات المتحدة
  • كوريا الشمالية تتهم الولايات المتحدة بتهديد الأمن العالمي
  • عقب حظره عدة أشهر.. «تيك توك» يعود مرة أخرى إلى متجري جوجل بلاي وآبل
  • الصين تدعو الولايات المتحدة لخفض نفقاتها العسكرية
  • ترامب: أمريكا كانت تُستغل من جانب دول أخرى ولن نسمح بذلك
  • سفارات الولايات المتحدة تستعد لخفض عدد الموظفين ضمن سياسات ترامب
  • أوزجور أوزال: لا فرصة لحزب أردوغان في الفوز بانتخابات أخرى
  • أربكان يدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة في الخريف