هذه ملامح إدارة ترامب.. روبيو للخارجية ووالتز مستشارا للأمن القومي
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
يمضي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في اختيار مسؤولي إدارته المقبلة معيّنا في مناصب رئيسية مقربين منه معروفين بنهجهم المتشدد حيال الصين على غرار سناتور فلوريدا النافذ ماركو روبيو الذي يرجح توليه وزارة الخارجية.
ويدعو روبيو أيضا إلى تشديد العقوبات الأمريكية على إيران على خلفية التقدم الحاصل في برنامجها النووي.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مصادر مطلعة بان من المتوقع أن يختار ترامب روبيو وزيرا للخارجية، لكن المصادر أشارت إلى أن احتمال أن يغير ترامب رأيه في آخر لحظة قائما.
وماركو روبيو هو ابن لمهاجرين متواضعي الدخل من كوبا.
والده عمل بشكل رئيسي نادلا، بينما تولت والدته رعاية الأسرة في المنزل إلى جانب عملها عاملة نظافة في فندق.
ويرجح تعيين مايكل والتز النائب عن فلوريدا والعنصر السابق في القوات الخاصة وهو من "الصقور" أيضا، في منصب مستشار الأمن القومي الرئيسي في الإدارة، على ما ذكرت وسائل إعلام أمريكية عدة.
ووالتز معروف أيضا بانتقاداته للصين.
ووالتز من أكثر المناصرين لحكومة نتنياهو، وكان ينتقد تهديد بايدن بوقف مد السلاح لـ"إسرائيل" إن دخلت رفح؛ ويرى أن خصوم "إسرائيل" لا يخافون إلا من القوي، ويرى بضرورة ترك "إسرائيل" تُنهي تماما على حماس، ويرى أن على الإدارة الأمريكية أن تدعم دائما نتنياهو لأنه يعرف جيدا خصوم "إسرائيل" وكيفية التعامل معهم.
ومنصب مستشار الأمن القومي من المناصب ذات النفوذ الشديد في الإدارة الأميركية، ويُعين شاغله الرئيس مباشرة، ولا يحتاج إلى مصادقة من مجلس الشيوخ.
ووظيفة المستشار التنسيق بين وكالات الأمن القومي العليا في الولايات المتحدة، وتقديم تقارير للرئيس الأميركي وتنفيذ سياساته.
وسيكون روبيو ووالتز من مهندسي سياسة الولايات المتحدة الخارجية في ولاية ترامب الثانية. وكان ترامب وعد بوضع حد للحرب في أوكرانيا والشرق الأوسط وتجنب أي انخراط عسكري أمريكي جديد في نزاعات مسلحة.
والاثنين، اختار دونالد ترامب إليز ستيفانيك وهي نائبة عن ولاية نيويورك تبلغ الأربعين من العمر، لتولي منصب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة.
وقال ترامب الذي يستعد لدخول البيت الأبيض في كانون الثاني/ يناير "إنها مناضلة في سبيل الولايات المتحدة أولا، وهي قوية ومثابرة وذكية إلى أبعد الحدود".
انتخبت ستيفانيك عضوا في الكونغرس العام 2014 في سن الثلاثين. وأصبحت على مر السنين من أكبر داعمي دونالد ترامب.
وقد برز اسمها على الصعيد الوطني لدفاعها الشرس عن الرئيس خلال أولى مسعى لتنحيته في العام 2019 ومن ثم رفضت المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها جو بايدن العام 2020.
وفي كانون الأول/ ديسمبر 2023، انتشرت لها بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي لقطات وهي تطرح أسئلة بشكل متوتر جدا على كلودين غاي رئيسة جامعة هارفرد بشأن شعارات مؤيدة للفلسطينيين سمعت في حرم الجامعة. واستقالت غاي في وقت لاحق.
واتهمت إليز ستيفانيك في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الأمم المتحدة بأنها "غارقة في معاداة السامية".
داعمة لـ"إسرائيل"
وهنأ سفير "إسرائيل" لدى الأمم المتحدة داني دانون ستيفانيك على تعيينها. وكتب: "في وقت يعم فيه الحقد والأكاذيب قاعات لأمم المتحدة يبدو وضوحك الأخلاقي الثابت أكثر ضرورة من أي وقت مضى".
وفي الحياة السياسية الأمريكية، كثيرا ما يشكل منصب سفير الولايات المتحدة في المنظمة الدولية منصة لمسؤوليات أعلى مستقبلا كما حصل مع مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية في عهد بيل كلينتون وسوزان رايس مستشارة الأمن القومي في عهد باراك أوباما وجورج بوش الأب الذي أصبح رئيسا.
وأعلن دونالد ترامب كذلك تكليف ملف الهجرة غير النظامية عند الحدود الساخن جدا، إلى توم هومان وهو من المتشددين. وسيكون هومان مكلفا تطبيق وعد المرشح الجمهوري تنفيذ أكبر عملية طرد لمهاجرين يقيمون بطريقة غير قانونية في تاريخ الولايات المتحدة.
وعين الرئيس المنتخب كذلك لي زيلدن أحد المقربين منه لإدارة وكالة حماية البيئة.
وقال ترامب إن زيلدن البالغ 44 عاما والنائب السابق في الكونغرس عن ولاية نيويورك لأربع فترات، "سيضمن إصدار قرارات عادلة وسريعة" يتم تنفيذها بطريقة "تطلق العنان لقوة الشركات الأمريكية، وفي الوقت نفسه تحافظ على أعلى المعايير البيئية، بما في ذلك أنظف هواء ومياه في العالم". وكتب زيلدن عبر منصة "إكس": "سنعيد هيمنة الولايات المتحدة في مجال الطاقة وإنعاش صناعات الطيران الكبيرة لتوفير الوظائف مجددا للأمريكيين وسنجعل من الولايات المتحدة الطرف الأكبر في العامل في مجال الذكاء الاصطناعي. وسنفعل كل ذلك مع المحافظة على مياه وهواء نظيفين".
كذلك يتوقع أن يعين ترامب في منصب مساعد مدير مكتبه، ستيفن ميلر أحد مهندسي المرسوم الرئاسي الذي منع دخول مواطنين من دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة وهي من أكثر المحطات إثارة للجدل في ولاية ترامب الأولى.
ويعد هذا التعيين أول العلامات على نية ترامب المضي قدما في سياسته المناهضة للهجرة غير الشرعية، إذ كان ميلر مهندس سياسة الهجرة في إدارة ترامب خلال فترة ولايته الأولى.
وكان ترامب قد اختار رئيسة حملته سوزي وايلز لمنصب كبيرة موظفي البيت الأبيض، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المركز.
وقال ترامب في بيان: "لقد ساعدتني سوزي ويلز على تحقيق أحد أعظم الانتصارات السياسية في التاريخ الأميركي".
ويُنسب إلى وايلز إدارتها لحملة وصفت بـ"الأكثر انضباطًا والأحسن تنفيذا"، مما جعلها المرشحة الأولى للمنصب.
منافسة محتدمة
كما يتنافس عدد من المرشحين على مناصب مختلفة، وفق ما نقلت عدد من التقارير الإعلامية خلال الأيام الأخيرة.
ونشرت تقارير إعلامية مختلفة عددا من الأسماء المرشحة لوزارات مهمة في الإدارة، مثل الدفاع والخزانة، بجانب مناصب محتملة لم يتم تحديدها بعد، لكل من الملياردير والداعم القوي لترامب، إيلون ماسك، والمرشح الرئاسي السابق روفرت إف. كينيدي الابن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب امريكا ادارة ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة دونالد ترامب الأمن القومی
إقرأ أيضاً:
هل تتحول اليمن إلى “مستنقع ” يستنزف الولايات المتحدة ؟!
حيروت -ترجمة ” الموقع بوست ”
وصف الرئيس دونالد ترامب، سابقًا، التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط بأنه “أسوأ قرار اتُخذ على الإطلاق”، وتولى منصبه متعهدًا بـ”إنهاء هذه الحروب التي لا تنتهي”.
وفي بعض المناطق، التزمت الإدارة بذلك. فقد بدأت الولايات المتحدة بخفض كبير في عدد قواتها في سوريا، مُحققةً بذلك هدفًا يعود إلى ولاية ترامب الأولى، وتُهدد بالانسحاب من الحرب في أوكرانيا، سواءً تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال أم لا.
ولكن في الوقت نفسه، ورطت الإدارة القوات الأمريكية بهدوء في صراع مفتوح آخر في الشرق الأوسط، صراع يُهدد بالتحول إلى مستنقع مُستنزف ومُشتت للانتباه، وهو المستنقع الذي تعهد ترامب بتجنبه.
في 15 مارس/آذار، بدأت الولايات المتحدة حملة من الضربات الجوية، المعروفة باسم “عملية الفارس العنيف”، ضد الحوثيين، الجماعة المسلحة المدعومة من إيران والتي تسيطر على جزء كبير من اليمن وتطلق النار على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر منذ بداية الحرب في غزة في عام 2023.
نفذت إدارة بايدن، بالإضافة إلى الجيش الإسرائيلي، عددًا من الضربات ضد الحوثيين، لكن الحملة الأمريكية الجارية أوسع نطاقًا بكثير. فقد سُجِّلت ما لا يقل عن 250 غارة جوية حتى الآن، وفقًا لبيانات مفتوحة المصدر جمعها معهد دراسات الحرب ومعهد أمريكان إنتربرايز.
ووفقًا لبعض التقارير، قُتل أكثر من 500 مقاتل حوثي، بمن فيهم عدد من كبار القادة، على الرغم من أن الجماعة تميل إلى الصمت بشأن خسائرها. كما وثَّق مشروع بيانات اليمن، وهو مجموعة رصد، أكثر من 200 ضحية مدنية في الشهر الأول من القصف. وأسفرت أكبر ضربة حتى الآن، على محطة نفط رئيسية على ساحل اليمن، عن مقتل أكثر من 74 شخصًا الأسبوع الماضي.
وقال مسؤول دفاعي أمريكي لموقع Vox إن الضربات دمرت “منشآت قيادة وتحكم، ومنشآت تصنيع أسلحة، ومواقع تخزين أسلحة متطورة”.
وتبدو الإدارة راضية عن النتائج حتى الآن.
قال بيتر نغوين، مدير الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي، لموقع “فوكس”: “إن الضربات المستمرة ضد الحوثيين هي أول عملية بهذا الحجم تنفذها الولايات المتحدة ضد قوات الحوثيين، وهم الآن في موقف دفاعي”.
ردًا على الانتقادات الموجهة إلى بيت هيغسيث، وزير الدفاع المتعثر، بشأن استخدامه جهازًا شخصيًا لإجراء أعمال حكومية حساسة، طلب ترامب مؤخرًا من الصحفيين “سؤال الحوثيين عن أحواله”.
الصراع المُغفَل في اليمن، شرح موجز
باستثناء التسريب العرضي لخطط الحرب التي وضعتها الإدارة الأمريكية عبر تطبيق سيجنال الشهر الماضي، لم تحظَ العملية إلا بقدر ضئيل من الاهتمام أو النقاش العام، وهو أمرٌ لافتٌ للنظر بالنظر إلى نطاقها.
لا شك أن الحوثيين يتعرضون لأضرار جسيمة، لكن موارد الجماعة ومعداتها متناثرة ومخبأة على مساحة واسعة، مما يجعل استهدافها صعبًا. إن سجل القوى العظمى في هزيمة الجماعات المتمردة بالقوة الجوية ليس مُلهمًا.
صرح محمد الباشا، المحلل الدفاعي المتخصص في الشأن اليمني ومؤلف تقرير الباشا، لموقع Vox قائلًا: “بالضربات الجوية وحدها، لن تتمكن من هزيمة الحوثيين”، مشيرًا إلى أن الجماعة نجت من ثماني سنوات من حملة جوية عقابية شنتها قوة عسكرية بقيادة السعودية مدعومة من الولايات المتحدة.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الهدف ليس القضاء على الحوثيين، بل وقف هجماتهم على حركة الملاحة عبر البحر الأحمر، والتي بدأتها الجماعة المتحالفة مع إيران، المعادية بشدة لإسرائيل، ردًا على حرب إسرائيل على غزة.
وقال ترامب: “عليهم أن يقولوا “لا للقصف” لتلك الهجمات حتى يتوقف القصف. أعلن الحوثيون عن توقف هجماتهم على السفن عند دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة في يناير، لكنهم استأنفوا هجماتهم في أوائل مارس ردًا على منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة.
يشهد البحر الأحمر هدوءًا نسبيًا منذ بدء عملية “الفارس الخشن”، لكن الحوثيين تعهدوا بمواصلة القتال وأطلقوا عددًا من الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، بما في ذلك صاروخ يوم الأربعاء.
وقال نغوين: “يجب أن تتوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر، ولذلك ستستمر عملياتنا حتى يحدث ذلك. بمجرد توقفها، سنكون على الأرجح بخير. لكنهم لم يتوقفوا، ونقدر أن إرادتهم لمواصلة العمليات لا تزال قائمة”.
في الواقع، في خطاب تحدٍّ ألقاه هذا الأسبوع، أعلن رئيس الحكومة المدعومة من الحوثيين، مهدي المشاط، أن الجماعة “لا تردعها الصواريخ أو القنابل أو القاذفات الاستراتيجية يا ترامب”، وسخر من ترامب لأنه “وقع في مستنقع استراتيجي”.
لكن الموارد المخصصة للصراع كانت كبيرة. فقد نقل البنتاغون مجموعة حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة للانضمام إلى مجموعة أخرى موجودة هناك. كما نقل ما لا يقل عن بطاريتي صواريخ باتريوت، بالإضافة إلى نظام الدفاع الصاروخي ثاد – أحد أكثر الأنظمة تطورًا في الترسانة الأمريكية – من آسيا إلى الشرق الأوسط.
بعد مرور أكثر من شهر بقليل، لا يزال من المبكر جدًا إعلان حالة التورط.
لكن الموارد المخصصة لهذا الصراع كانت كبيرة. فقد نقل البنتاغون مجموعة حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة للانضمام إلى مجموعة أخرى موجودة هناك. كما نقل بطاريتي صواريخ باتريوت على الأقل، بالإضافة إلى نظام الدفاع الصاروخي ثاد – أحد أكثر الأنظمة تطورًا في الترسانة الأمريكية – من آسيا إلى الشرق الأوسط.
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه في الأسابيع الثلاثة الأولى فقط من الحملة، استخدمت الولايات المتحدة ذخائر بقيمة 200 مليون دولار، وأن المسؤولين العسكريين قلقون بشأن تأثير ذلك على المخزونات التي ستحتاجها البحرية في حال وقوع هجوم صيني على تايوان.
وعلى عكس آمال الكثيرين في إدارة ترامب – بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس – الذين يجادلون بأن الولايات المتحدة يجب أن تحول تركيزها من الشرق الأوسط للاستعداد لصراع محتمل مع الصين، فإن الولايات المتحدة تنقل مواردها من آسيا إلى الشرق الأوسط.
بافتراض أن الحوثيين لن يرفضوا ذلك في المستقبل القريب، يصبح السؤال المطروح هو إلى متى ستواصل الولايات المتحدة العملية. هذا الأسبوع، أصدر البيت الأبيض تقريرًا مطلوبًا قانونًا إلى الكونغرس حول العملية، ينص على أن الضربات ستستمر حتى “ينحسر التهديد الحوثي للقوات الأمريكية وحقوق الملاحة والحريات في البحر الأحمر والمياه المجاورة”. لكن صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت مؤخرًا أن المسؤولين يدرسون تقليص الضربات.
هذا سيناريو يثير قلق باشا، محلل الشؤون الدفاعية. الحوثيون، الذين كانوا حتى وقت قريب جماعةً غامضةً إلى حدٍ ما خارج منطقتهم، قد سيطروا بالفعل على العاصمة اليمنية، ونجوا من حربٍ استمرت لسنواتٍ مع التحالف الذي تقوده السعودية، وأثبتوا – منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 – أنهم الأكثر قدرةً ومرونةً بين وكلاء إيران في الشرق الأوسط.
“إذا لم يُكبّلهم هذا أو يُهزموا أو يُضعَفوا، فسيكونون قادرين على القول: ‘لقد هزمنا ترامب، أقوى جيشٍ في العالم. نحن لا يُمكن إيقافنا'”، هذا ما قاله باشا.
أما بالنسبة لاستعادة حركة الملاحة عبر البحر الأحمر، فقد ارتفعت حركة المرور عبر هذا الممر المائي الحيوي استراتيجيًا بشكلٍ طفيفٍ الشهر الماضي، لكنها لا تزال أقل بكثيرٍ من مستوياتها قبل بدء هجمات الحوثيين في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومن المرجح أن يستغرق الأمر فترةً طويلةً من الهدوء لشركات الشحن – والأهم من ذلك، الشركات التي تُؤمّنها – لتفترض أن المخاطر قد خفت.
قد يكون البديل هو انخراط الولايات المتحدة بشكلٍ أعمق في الصراع. بدأت حملة إدارة أوباما ضد داعش أيضًا كعملية جوية قبل أن يُرى ضرورة إرسال قوات برية ودعم الجماعات المسلحة المحلية، مما أحبط إدارةً كانت قد تعهدت أيضًا بتقليص التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.
ووفقًا للتقارير، تدرس الفصائل اليمنية المدعومة دوليًا والمعارضة للحوثيين استغلال هذه اللحظة لشن حملة برية للقضاء على الجماعة نهائيًا. ولم يتخذ المسؤولون الأمريكيون قرارًا بعد بشأن دعم هذه العملية.
يقول معظم المحللين والمسؤولين إن مشاركة القوات الأمريكية في العمليات البرية في اليمن أمر مستبعد للغاية، ولكن حتى الدعم المحدود لعملية برية سيظل مثالًا آخر على دعم الولايات المتحدة للجماعات المسلحة في حرب أهلية فوضوية في الشرق الأوسط – وهو بالضبط نوع الموقف الذي انتقد ترامب الإدارات السابقة لوقوعها فيه.
مع ذلك، فإن الضربات لا تستهدف الحوثيين فحسب، بل يُنظر إليها أيضًا على نطاق واسع على أنها استعراض قوة تجاه الراعي الرئيسي للجماعة، إيران. تُجري الإدارة الأمريكية حاليًا جولة جديدة من المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، ولم يستبعد ترامب العمل العسكري – الذي يُرجَّح أن تقوده إسرائيل – ضد الإيرانيين في حال فشل تلك المحادثات.
لا يزال من الممكن أن تُغادر الولايات المتحدة اليمن بسرعة، ولكن بالنظر إلى التاريخ الحديث، لن يكون مُفاجئًا أن يُعلَّق التحوّل الأمريكي الموعود بعيدًا عن الحرب في الشرق الأوسط مرة أخرى.