كازويوشي ميورا أسطورة مستمرة في ملاعب كرة القدم بعمر58 عاماً
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
تستمر مسيرة الياباني كازويوشي ميورا في ملاعب كرة القدم، حيث يواصل النجم المخضرم إبهار العالم بقدرته على البقاء في الملاعب، متجاوزاً بأعوام طويلة معظم نجوم اللعبة، بمن فيهم ليونيل ميسي البالغ من العمر 37 عاماً وكريستيانو رونالدو الذي يبلغ 39 عاماً.
إقرأ أيضاً..
وزير الخارجية الياباني يعلق على تصريح بوتين حول العلاقات الروسية اليابانية يعتزم اللعب للموسم الأربعين رغم تجاوزه نصف قرن من العمروذكرت وكالة الأنباء اليابانية “كيودو” هذا الأسبوع أن ميورا، الذي سيكمل عامه الثامن والخمسين في فبراير المقبل، يعتزم تجديد مسيرته الرياضية الموسم القادم مع فريقه الحالي سوزوكا، الذي ينافس في دوري الدرجة الرابعة الياباني لكرة القدم.
وسيشهد الموسم المقبل دخول ميورا موسمه الأربعين على التوالي، في مسيرة تُعد الأطول في عالم كرة القدم.
رقم قياسي عالمي وإنجازات دوليةيُعتبر ميورا أكبر لاعب كرة قدم محترف في العالم حتى اليوم، حيث تمكن من الحفاظ على لياقته وقدرته التنافسية على مدى عقود.
وخلال مسيرته الدولية، أحرز 55 هدفاً في 89 مباراة مع منتخب اليابان، وكان من أبرز نجوم الفريق الوطني خلال التسعينيات، حيث ساهم في تطوير كرة القدم اليابانية وجذب الأنظار العالمية إليها.
رحلة عالمية حافلة بالمحطاتبدأ ميورا مسيرته الاحترافية عام 1986 مع نادي سانتوس البرازيلي، ومنذ ذلك الحين تنقل بين أندية عدة حول العالم، منها أندية في البرازيل وإيطاليا وكرواتيا وأستراليا والبرتغال.
وقد تميز بمسيرته التي تخطت الحدود اليابانية، مضيفاً بذلك بُعداً جديداً لكرة القدم اليابانية على الساحة الدولية.
يبقى ميورا نموذجاً يحتذى به في الاستمرارية والإصرار، ليثبت أن العمر مجرد رقم، وأن الشغف بالرياضة يمكن أن يتحدى الزمن ويحقق إنجازات غير مسبوقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ليونيل ميسي كريستيانو رونالدو أخبار الرياضة کرة القدم
إقرأ أيضاً:
برج الفتاة أسطورة التاريخ والحب ولؤلؤة إسطنبول
إسطنبول- تقول الأسطورة إن ملكا بيزنطيا تلقى نبوءة بأن ابنته ستموت بلدغة أفعى في عيد ميلادها ليقرر الملك بعدها حماية ابنته بأن يبني لها برجا على الجزيرة المعزولة وسط البوسفور والمحاطة بالمياه من كل جانب.
وتكمل الأسطورة أنه في يوم ميلاد الفتاة يرسل لها سلة من الفاكهة في مقر إقامتها داخل البرج وكانت الأفعى مختبئة في تلك السلة، وما إن مدت الأميرة يدها لتلتقط حبة فاكهة حتى لدغتها الأفعى وماتت الأميرة، كما تقول النبوءة.
هذه ليست الأسطورة الوحيدة التي تروى على برج الفتاة في بحر مرمرة بمدينة إسطنبول، ولكن هناك أسطورة أخرى وهي "أسطورة لياندروس" والتي تحكي عن قصة حب بين الفتى لياندروس وفتاة تعيش على الجانب الآخر من البوسفور.
البرج خضع لترميمات وأعيد فتحه للجمهور في 2023 (شترستوك)وكان هذا الفتى يسبح كل ليلة للوصول إلى حبيبته، معتمدا على الضوء الصادر من منارة البرج، لكن مصباحها الذي كان يرشده انطفأ ذات ليلة وهو في عرض البحر، فضل طريقه وغرق ومات، لذا فإن بعض المصادر تطلق على البرج اسم "برج ليون" تخليدا لذكراه، وقد أضافت هذه الأسطورة بعدا رومانسيا للمكان، وأصبحت جزءا من التراث الشعبي الذي يحيط ببرج الفتاة، كرمز للحب والتضحية.
برج الفتاة أو "كز كولاسيه" (Kız Kulesi) يعد واحدا من أبرز المعالم السياحية في إسطنبول، يجمع بين التاريخ الغني والأساطير الرومانسية، ويحتل موقعا إستراتيجيا في مضيق البوسفور الذي يربط البحر الأسود ببحر مرمرة.
تم بناء البرج في الأصل كمنارة بحرية للدفاع والمراقبة، لكنه تطور عبر العصور ليصبح معلما سياحيا وثقافيا مهمًّا، يعكس التراث البيزنطي والعثماني الذي شكّل هوية المدينة.
إعلان تاريخ البرجالبرج الذي نراه الآن، هو نتاج لتاريخ طويل من التحولات والابتكارات التي بدأت منذ أكثر من 2500 عام، حيث يعود تاريخه إلى القرن الخامس قبل الميلاد، عندما تم بناؤه لأول مرة من الخشب على الجزيرة الصغيرة في مضيق البوسفور لأغراض دفاعية وتجارية بأمر من الحاكم الأثيني ألكيبيادس.
برج الفتاة من أهم الجزر الواقعة في مضيق البوسفور (شترستوك)وقد خضع البرج للعديد من التحسينات والتعديلات في بنائه على مر العصور، ففي الفترة البيزنطية تم تحويله إلى نقطة دفاعية أساسية لحماية المدينة من الهجمات البحرية، ثم جرى تعزيز هيكله ليصبح من الحجر بدلا من الخشب.
وأما في الحقبة العثمانية، فقد شهد البرج تحولا كبيرا تحت حكم السلطان أحمد الثالث، حيث تم تجديده وإضافة طابع معماري يعكس الأسلوب العثماني المميز، كما استخدم البرج خلال هذه الفترة كمنارة لتنظيم حركة السفن في البوسفور، وأيضا كحجر صحي خلال تفشي الأمراض والأوبئة.
متحف ومركز ثقافيوشهد برج الفتاة تحولا كبيرا في العصر الحديث، فقد قامت وزارة الثقافة والسياحة التركية، في إطار مبادرتها للحفاظ على المعالم التاريخية بالمدينة، بإخضاع البرج لعملية ترميم واسعة بدأت في مايو/أيار عام 2021 واستمرت لمدة عامين، وأعيد فتحه للجمهور في مايو/أيار 2023.
يمكن الوصول لبرج الفتاة عبر رحلات تنطلق من موانئ أسكودار وغالاتا في الجانب الآسيوي لإسطنبول (بيكسابي)ونتج عن هذه الترميمات إعادة البرج إلى شكله المعماري الأصلي إبان فترة حكم السلطان العثماني محمود الثاني (1808-1839)، كما شملت أيضا تحويله إلى متحف يعرض تاريخه وأدواره المختلفة عبر العصور.
سياحة وترفيهويمكن الوصول إلى برج الفتاة عبر رحلات تنطلق من موانئ أسكودار وغالات، وتستغرق الرحلة بضع دقائق فقط، فالجزيرة الصغيرة التي يقع عليها تبعد تقريبا نحو 180 مترا عن ساحل منطقة سالاجاك في أسكودار بالجانب الآسيوي.
ويبلغ ارتفاع البرج نحو 35 مترا، ويتكون من عدة طوابق، الطابق الأرضي والأول منه يحتويان على مقهى ومطعم، كما يمكن الصعود لأعلى البرج للتمتع بإطلالات بانورامية على مياه البوسفور، وجانبي المدينة الآسيوي والأوروبي.
أحد أبرز الأنشطة التي يمكن للزوار الاستمتاع بها عند زيارة البرج هي العروض الليزرية الليلية التي تقام بعد غروب الشمس، وهي تسرد قصة البرج من خلال مزيج فني من الصوت والضوء، مما يضفي جوا سحريا على المكان.
برج القناة يقدم جولات تعليمية تهدف إلى تثقيف الزوار حول التاريخ العريق للبرج (الجزيرة) منارة محلية وعالميةوإلى جانب الأنشطة الترفيهية، يقدم برج الفتاة أيضا جولات تعليمية تهدف إلى تثقيف الزوار حول التاريخ العريق للبرج ودوره في حماية المدينة، هذه الجولات تشمل معارض تفاعلية توضح كيف تطور البرج من حصن دفاعي إلى منارة ثم إلى متحف.
إعلانكما يستضيف البرج فعاليات ثقافية ومعارض فنية، حيث يقدم مساحة للفنانين المحليين والعالميين لعرض أعمالهم، وبالإضافة لما سبق، تقام في البرج حفلات موسيقية ومعارض فنية دورية، مما يجعله مركزا حيويا للفنون والثقافة في المدينة.
وقد ظهر البرج في العديد من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية المحلية والعالمية، كما ظهر في فيلم جيمس بوند "العالم ليس كافيا" (The World is Not Enough) والذي أنتج عام 1999، وفيلم "هيت مان" (Hitman) في عام 2007.
ويبقى برج الفتاة شاهدا على تاريخ طويل ومعقد امتد عبر العصور، وتجربة زيارته تتجاوز مجرد كونه معلما سياحيا، فهو رمز يجمع بين التاريخ والثقافة، ويعكس روح مدينة إسطنبول العريقة.