الجزيرة:
2025-01-22@00:07:57 GMT

هل يمكن توظيف الخلايا المناعية في المعركة ضد السمنة؟

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

هل يمكن توظيف الخلايا المناعية في المعركة ضد السمنة؟

توصلت دراسة حديثة إلى أن النظام المناعي يتأثر بالساعة الداخلية في جسم الإنسان، وهو ما يؤثر على عملية اختزان الدهون وضبط درجة حرارة الجسم.

ويرى باحثون أن هذا الاكتشاف ينطوي على أهمية بالغة بالنسبة لمن يعملون وفق ساعات عمل متغيرة، وعلى العادات الغذائية بشكل عام، وعلى تغيير أنماط النوم الناجمة عن متطلبات الحياة العصرية التي يعيشها الإنسان في الوقت الحالي.

وأظهرت الدراسة التي أجراها فريق بحثي في أيرلندا أن أحد جزيئات الخلايا المناعية التي توجد داخل الأنسجة الدهنية في الجسم، ويطلق عليها اسم "إنترلوكين – 17 إيه" (IL17- A) تلعب دورا تنظيميا في عملية اختزان الدهون، وهو ما يفسح المجال أمام مبحث علمي جديد لعلاج مشكلات صحية مختلفة مثل السمنة، ومنع هدر المغذيات، وتخفيف آثار اضطرابات الأيض.

ويرى الباحثون أنه من الممكن من خلال استهداف جزيئات الخلايا المناعية المذكورة تطوير أدوية مجدية لعلاج مثل هذه المشكلات الصحية.

وأوضح باحثون أن النظام اليوماوي للجسم، الذي اصطلح على تسميته بالساعة البيولوجية، يضمن تنفيذ وظائف حيوية رئيسة داخل الجسم في أوقات معينة على مدار اليوم، ويساعد في إيجاد شكل من أشكال التزامن بين الوظائف الحيوية ومتغيرات البيئة الخارجية مثل اختلاف ساعات الليل والنهار على سبيل المثال، ولعل أهم نموذج على وظيفة هذا النظام هو دورة النوم والاستيقاظ التي تتواكب مع الحركة الطبيعية للشمس.

ويعمل النظام المناعي وفق إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، حيث يحفز الجسم لمقاومة العدوى في أوقات معينة من النهار، وتوصلت دراسات حديثة إلى وظيفة إضافية للمناعة، وهي الحفاظ على سلامة الأنسجة ووظائفها، لا سيما في الجهاز الهضمي حيث تتلقى خلايا مناعية متخصصة إشارات الأيض وتزيد من فعالية عملية الامتصاص في أوقات التغذية.

الساعة البيولوجية

وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية "نيتشر" (Nature)، تقول الباحثة ليديا لينش من كلية الكيمياء الحيوية وعلم المناعة بجامعة ترينيتي في دبلن إن الخلايا المناعية الرئيسة التي تعرف باسم الخلايا "تي" تفرز جزيئات "إنترلوكين –
17 إيه" التي تتجاوب بشكل واضح مع الجينات المسؤولة عن الساعة البيولوجية. وتلعب هذه الجينات دورا رئيسا في آلية اختزان الدهون.

وأضافت في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي" المتخصص في الأبحاث العلمية أن فئران التجارب التي تفتقر إلى هذه الجينات تضطرب لديها منظومة معالجة الدهون واختزانها، كما أن تحليل عملية الأيض لدى هذه الفئران أظهرت اضطرابا في النظام اليوماوي واختلالا في منظومة حفظ حرارة الجسم.

وكانت دراسات سابقة قد أثبتت زيادة في معدلات دوران جزيئات "إنترلوكين – 17 إيه" في الجسم لدى البشر والفئران بعد تناول الغذاء، وهو ما يعني أن الأنسجة الدهنية تتجاوب مع سلوكيات الغذاء حيث تتمدد في أوقات التغذية وتنكمش مع الصوم على سبيل المثال.

وقد حرص الباحثون خلال التجربة على قياس مدى تأثر الخلايا المناعية بالسلوكيات الغذائية في حالة تغيير أوقات تناول الغذاء في عكس مواعيد الساعة البيولوجية للجسم عن طريق تغذية مجموعة فئران في الفترة من السابعة صباحا للسابعة مساء وتغذية مجموعة أخرى من السابعة مساء وحتى السابعة صباحا على مدار 3 أسابيع. وتأكد من هذه التجربة وجود صلة بين جزيئات إنترلوكين – 17 إيه وبين توقيت التغذية، وتبين أيضا أن الفئران التي تتناول الغذاء في غير الأوقات المعتادة تتناول كميات أقل بنسبة 50% من السعرات الحرارية مقارنة بالفئران التي كانت تتغذى في الأوقات المعتادة.

وتوضح لينش، وهي أيضا أستاذة علوم الأحياء على مستوى الجزيئات في مركز "لودفيج" لأبحاث السرطان التابع لجامعة برينستون الأميركية أنه "في كثير من الأحيان، تؤدي الحياة العصرية إلى اضطراب أنماط النوم الطبيعية لأسباب من بينها تباين أوقات نوبات العمل أو التعرض لفترات مطولة للإضاءة الزرقاء التي تنبعث من شاشات الكمبيوتر أو الاتصال الدائم بشبكات المحمول، ورغم الشعور بالإرهاق، تجد الكثيرين يتصفحون مواقع التواصل الاجتماعي في ساعات الليل".

اختزان الدهون

وأضافت: "لقد توصلنا إلى أن جزيئات الخلايا المناعية داخل الأنسجة الدهنية في الجسم والمسؤولة عن ضبط عملية اختزان الدهون تلعب دورا محوريا بصفة خاصة، ومن الممكن أن توفر وسائل علاجية لمشكلات السمنة وأمراض اضطراب الأيض، لا سيما في أوساط الأشخاص الذين يعملون بنظام نوبات مختلفة في مواعيد غير ثابتة". وأكدت لينش أن "السمنة هي مشكلة تنتشر بشكل متزايد، ولها تأثير ضار على الصحة وسلامة الجسم، كما تشكل عبئا على أنظمة الرعاية الصحية في مختلف أنحاء العالم".

ومن جانبه، يرى أرون دوجلاس مختص الكيمياء الحيوية وأمراض المناعة في معهد الأبحاث الطبية والحيوية التابع لجامعة ترينيتي أن "هذا الاكتشاف العلمي يفسح المجال أمام المزيد من الأبحاث العلمية في مجالات شتى"، مضيفا أن "السؤال الرئيس يكمن في ما إذا كانت الخلايا المناعية "تي" يمكنها ضبط إيقاع النظام اليوماوي في أنسجة أخرى في الجسم، وما إذا كان هذا التشابه يؤثر على إيقاع أنسجة الجسم المختلفة".

وأشار إلى أن "الأمر اللافت هو أن الخلايا تي تقع بالقرب من المخ، وربما تؤثر أنشطتها بشكل ملموس على وظائف أعلى مثل التعلم والذاكرة، ومن الممكن أن تؤثر أيضا على مناطق في المخ تتعلق بنظام الأيض في الجسم بأسره وضبط درجات
حرارته".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الساعة البیولوجیة الخلایا المناعیة فی الجسم فی أوقات

إقرأ أيضاً:

مفاجأة عن شاي الكومبوتشا.. يقضي على الدهون دون أي جهد

في حين يعتبر طعم شاي الكومبوتشا غير مناسب لأذواق الجميع، لكن دراسة حديثة كشفت عن فائدة مذهلة فهو قادر على تكسير مخازن الدهون بالجسم دون بذل أي مجهود.

 

فقد اكتشف الباحثون أنه عندما تستعمر الخميرة والبكتيريا من الشاي المخمر المحلى الأمعاء، فإنها تعمل على تغيير عملية التمثيل الغذائي للدهون، دون أي تغييرات غذائية أخرى، ما يؤدي إلى انخفاض مخزون الدهون، وفقًا لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية PLOS Genetics.

 

ويتمثل محور نتائج الدراسة في خميرة سكوبي SCOBY (المستنبتات التكافلية للبكتيريا والخميرة) الموجودة في شاي الكومبوتشا، وهي المادة الهلامية الغنية بالميكروبات والتي تطفو بالقرب من سطح المشروب. وسبق أن تم ربط الميكروبات الحيوية، بما يشمل أنواع من أجناس Acetobacter وLactobacillus وKomagataeibacter، بمجموعة من الفوائد الصحية الإيجابية بما يشمل خفض ضغط الدم.

 

السر في الميكروبات

اكتشف باحثون من جامعة نورث كارولينا مؤخرًا كيف تؤثر الميكروبات الموجودة في مشروب الكومبوتشا، بشكل مباشر على التعبير الجيني المعوي، وخاصة في تلك المرتبطة بعملية التمثيل الغذائي للدهون.

 

وعملت هذه البكتيريا المضافة على تعزيز البروتينات اللازمة لتكسير الدهون، وفي المقابل ساعدت على تقليل تكوين البروتينات التي تساعد في بناء المركبات الدهنية المعروفة باسم الدهون الثلاثية.

 

في حين أن الدهون الثلاثية هي أكثر أشكال الدهون شيوعًا في جسم الإنسان، وتلعب دورًا مهمًا في تخزين الطاقة وإطلاقها، إلا أن الإفراط في تناول السعرات الحرارية يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات هذه الدهون ويؤدي إلى أمراض مصاحبة للسمنة مثل أمراض القلب.

 

مفاجأة

لقد أحدثت التغيرات في عملية التمثيل الغذائي للدهون، أي الطريقة التي يتم بها رفع وخفض مستويات البروتينات المحددة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تقليل مخزونات الدهون، فيما يعد تأثيرًا خلويًا يشبه إلى حد كبير تأثير الصيام، دون الحاجة إلى تقليل أو الحد من تناول الطعام.

 

وقال الباحثون إنها كانت مفاجأة عندما اكتشفوا "أن حيوانات المختبر، التي تستهلك نظامًا غذائيًا يتكون من الميكروبات الحيوية الموجودة في شاي الكومبوتشا أظهرت تراكمًا أقل للدهون، ومستويات أقل من الدهون الثلاثية، وقطرات دهنية أصغر، وهي عضوية تخزن دهون الخلية، مقارنة بالأنظمة الغذائية الأخرى"، مشيرين إلى أن: "النتائج توضح أن الميكروبات الموجودة في شاي الكومبوتشا تؤدي إلى حالة تشبه الصيام لدى من تناوله حتى في وجود كمية كافية من العناصر الغذائية".

 

السكري 2 ومضاد للأكسدة

وتكتسب النتائج أهمية إضافية لفوائد شاي الكومبوتشا، والذي تم ربطه مؤخرا بتحقيق نتائج إيجابية لتحسين مستويات سكر الدم لدى المصابين بداء السكري من النوع 2.

 

وأشارت دراسات أخرى إلى أن المشروب يُظهر إمكانات كبيرة كمضاد للأكسدة يقلل الالتهاب وللبكتيريا.

مقالات مشابهة

  • كيف تؤثر السمنة على صحة الجهاز التنفسي؟
  • مفاجأة عن شاي الكومبوتشا.. يقضي على الدهون دون أي جهد
  • أصحاب الوزن المثالي عرضة لأمراض القلب لهذا السبب
  • قوات الاحتلال الاسرائيلي تنقل المعركة الى الضفة الغربية وتجتاح جنين
  • الحوثي يوجه البوصلة باتجاه السعودية ويهدد بضرب اقتصادها ويقول أن المعركة قادمة
  • بدء المعركة القانونية بين الأمير هاري ومجموعة مردوخ الإعلامية
  • تعديل أوقات حظر سير المركبات الثقيلة في طرق أبوظبي
  • تعديل أوقات حظر حركة الشاحنات في أبوظبي
  • استشاري: قياس الدهون معيار أدق لتحديد السمنة ..فيديو
  • دربال: إطلاق كميات من مياه السدود وتحسين أوقات التوزيع خلال رمضان