"أمواج" تستهل فصلاً جديدًا من الإبداعات العطرية عبر مجموعة "اسينسيس"
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
مسقط- الرؤية
كشفت أمواج- دار العطور العالمية عُمانية المنشأ- عن مجموعة "اسينسيس" التي تتألف من ثلاثة عطور مميزة تم ابتكارها ببراعة تحت إشراف رينو سالمون المدير الإبداعي للدار، وذلك عبر عمليات معقدة ودقيقة تعكس التزام أمواج بدفع حدود الإبداع.
وما يميز عطور مجموعة "اسينسيس" كونها تم تركيبها من خلال عملية نقع مزدوجة هي الأولى من نوعها في صناعة العطور، حيث يتم نقع مركز العطور برقائق خشب الصندل المستخلص من أشجار عتيقة في الصحراء الغربية لأستراليا، وبعد ذلك يُخفف هذا المركز باستخدام الإيثانول، الذي تم تعتيقه لمدة ستة أشهر داخل براميل خشب البلوط.
وفي المرحلة الأولى، يمنح خشب الصندل العطر نعومة كريمية، بينما ينقل خشب البلوط ملامحه الغنية إلى الإيثانول في المرحلة الثانية، وبفضل هذه العملية الدقيقة، تتحول العطور إلى روائع معقدة تتجاوز مكوناتها الفردية، وتتسم بلمسات غنية لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الوقت، والإبداع الحسي.
وللتعبير عن أثر الماضي في حياتنا، أبدع برتراند دوشافور في تأليف قصيدة عطرية غنية وفريدة من نوعها في عطر "ريزنز"، حيث تتفتح نغمات هذا العطر بهدوء وتبدو خافتة للوهلة الأولى ويضفي عليها البندق دفئًا مريحًا، وبعد لحظات يبدأ العطر في التطور وتتضح ملامحه نغمة تلو الأخرى إلى أن تصل لقلبه حيث تمنح الدافانا بأبعادها العشبية والفاكهية عمقًا وتعقيدًا جذابًا، وفي النغمات الأساسية، يبرز خشب باولو سانتوا بعبيره الدخاني، ليُعزّز من ثبات العطر وتناغمه.
وللتعبير عن مفارقة اللحظة العابرة، ركز جوليان راسكوينيت وبول غيرلان على الضوء، حيث يتألق عطر "لاستر" بلمسة الهيل الفواحة التي تنساب برقة مع نغمة السوسن الناعمة، لتضفي على العطر هالة من الرومانسية تتجلى بأناقة وجاذبية في كل نفحة، ويكتمل هذا الإحساس بنغمات خشب الصندل، التي تعكس شخصيته وتضفي لمسة سلسة، أما النغمات الأساسية من الفانيليا فتمنح العطر تألقًا راقيًا ودفئًا دائمًا.
ويحكي عطر "لاستر" قصة الضوء، بتعبير عطري جريء يجسد الرغبة في جعل لحظات الحاضر خالدة عبر الزمان.
وبجرأة وشغف وطموح لا يعرف الخوف، صممت سيسيل زاروكيان عطر "أوتلاندز" ليفوح بنغمات آسرة تدعو للمغامرة والخروج عن المألوف، إذ يجسد العطر الرحلة إلى المجهول حيث تتفتح نغماته بخفة مع مزيج من الحمضيات أولها الليمون، ومع مرور اللحظات، يأخذ العطر مرتديه نحو آفاق أوسع، حيث تتجلى نغمات الباتشولي لتعبر عن الطبيعة بأبعادها المتنوعة التي تعكس الرطوبة والدفء والخضرة، وفي النغمات الأساسية، يفوح العنبر بلمساته البلسمية والراتنجية الناعمة لتضفي على العطر شعور التجدد والأمل.
ويعد "أوتلاندز" رحلة عطرية من التناقضات بين الضوء والظل، يعبر عن حتميات المستقبل وافتراضاته اللامحدودة.
وتم إطلاق الدفعة الأولى من مجموعة "اسينسيس" تحت اسم "إصدار الفنانين" لتكون شاهدًا حيًا على براعة دوشافور وراسكوينيت وغيرلان وزاروكيان، وتجسيدًا للرؤية والطموح الذي يحمله رينو سالمون.
وتم تصميم زجاجة "اسينسيس" بالتعاون مع جيروم فايلان-دوماس من L.O.V.E Paris، وهو أول تصميم جديد كليًا تستخدمه الدار وتكشف عنه منذ أكثر من 15 عامًا، حيث تم تصميم الزجاجة من زجاج مغطى بطبقة رقيقة من السيراميك غير اللامع باللون الرملي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
روث بيلفيل… سيدة توقيت جرينتش التي باعت الزمن!
#سواليف
كم الساعة الآن؟هذا سؤال شهير لن نتوقف عن إجابته أو طرحه مهما طال بنا الزمن. الزمن! ذلك المجهول الأبدي الذي لا حياة لنا بدونه. نحن حرفيًا وبلاغيًا مرتبطون بالزمن، ولا معنى لحياتنا بدونه. لهذا، قد يكون من العسير أن نتخيل عالمًا بدون وسيلة صحيحة ولحظية لمعرفة كم الساعة وأين نحن من اليوم بالضبط؛ لكن فلتتأملوا معي ما كان عليه الوضع قديمًا وحتى البدايات المبكرة من القرن العشرين!
في عام 1836، لاحظ جون هنري بيلفيل John Henry Belville الذي يعمل بالمرصد الملكي بجرينتش Greenwich Royal Observatory ذلك النمط المتكرر للزوار الذي يحضرون طيلة الوقت للمرصد لمعرفة الوقت بدقة. كان المرصد بعيدًا عن معظم #لندن، بموقعه فوق تلة بحديقة #جرينتش، ومع هذا فلم يفتر الناس أو يتوانوا في قطع كل هذه المسافة للإجابة على السؤال الجوهري “كم الساعة الآن بالضبط؟”
جون هنري بيلفيل أثناء ضبط ساعة المكتب بمرصد جرينتش حيث كان يعمل.حينها فكر جون في أنه إذا ما كان الناس على استعداد لتكبد كل هذه المشقة للوصول إلى المرصد، فإنهم سيرحبون حتمًا بدفع مبلغ من المال لشخص يأتيهم بالوقت إلى مكان أقرب وأيسر لهم. لاحقًا في ذلك العام، اتفق هنري مع عدد من العملاء ما بين 50 إلى 200 عميل محتمل لمشروعه القادم. وهكذا دارت العجلة لأغرب نشاط قد تتخيله يومًا!
مقالات ذات صلة الطريقة المثلى لتوزيع الطعام في الثلاجة 2024/11/21 #بائع_الزمن!للبدء بمشروعه الجديد، تعين على جون بيلفيل أن يترك وظيفته بالمرصد ليرتحل إليه كل يوم لضبط ساعة الميقات Chronometer الدقيقة الخاصة به. بعدها كان يرتحل مجددًا على صهوة حصانه ليمر بأحياء لندن ويتوقف بمحطاتها حيث يتقابل مع زبائنه من الراغبين في ضبط ساعاتهم الشخصية والمنزلية على توقيت ساعة جيبه المثالية. وبالمناسبة، فقد كان لساعته اسمًا! أجل، كان اسمها “أرنولد Arnold” على اسم صانعها الإنجليزي جون أرنولد؛ وقد كانت “أرنولد” في الأساس ملكًا لدوق ساسيكس Duke of Sussex، وكان يضرب بها المثل في الدقة حتى 1 على عُشر من الثانية الواحدة!
لمدة 20 عامًا كاملة، ظل جون وفيًا لتجارته الأمينة والمجزية، والتي ازدهرت عبر تلك السنين الطويلة للسمعة التي حازها مع أرنولد الدقيق حتى مماته في 1856. كان يمكن لهذه القصة الغريبة أن تنتهي هنا، خاصة مع ظهور التليجراف وقدرة الناس على معرفة الوقت متى حازوا الأدوات المناسبة لتلقي الإشارات؛ لكن المئات من عملاء جون القدامي كانوا راغبين في الاستمرار مع التقنية التي يعرفونها حقًا ويثقون بها. هكذا، رجوا أرملة جون #بيلفيل، ماريا، لاستكمال مشروعه من بعده؛ وهو ما وافقت على القيام به بكل سرور.
ساعة أرنولد – إرث عائلة بيلفيل الثمينهكذا، حملت ماريا بيلفيل أرنولد من جديد، لتجول بها عبر شوارع لندن لـ 36 عامًا أخرى، حتى عام 1892 عندما قررت بغتة أنها اكتفت تمامًا وقررت التقاعد. مرة أخرى كان للقصة أن تنتهي هنا، خاصة مع الانتشار الواسع لخدمات التليجراف وتسابق شركات متخصصة لتقديم خدمات معرفة الوقت والاتصال عبر أجهزة التليجراف الحديثة حينها. لكن من جديد، كان للعملاء رأي آخر.
كانت هناك تلك الشكاوى المستمرة والمتزايدة حول خدمة معرفة الوقت المقدمة من مكتب البريد عبر التليجراف؛ حيث بدا وكأنهم يكافحون لخدمة الأعداد المتزايدة من العملاء الذين تحولوا إليهم كل أسبوع مع تقاعد ماريا. نتيجة لهذا، طلب العديد من عملاء ماريا أن تتولى ابنتها زمام مشروع العائلة العتيد. هكذا ظهرت روث بيلفيل Ruth Belville على مسرح الأحداث.
#سيدة_جرينتش!مع أرنولد، حملت روث إرث عائلتها لسنوات أخرى هي الأطول بين أسلافها، بلغت 48 عامًا! 48 عامًا ظلت بها روث تطوف شوارع لندن بلا غياب حتى تقاعدها في عام 1940 وبعمر 86 عامًا. لا، لم تتوقف لأنها صارت طاعنة في السن، وإنما لظروف الحرب العالمية الثانية التي جعلت من التحرك بشوارع لندن أمرًا خطيرًا لا يمكن التنبؤ بعواقبه. هكذا لم يعد الناس يرون روث بطلّتها المميزة في الأرجاء.
لماذا تعد روث هي أشهر من حمل أرنولد، ولماذا أطلقوا عليها اسم “سيدة توقيت جرينتش”؟ لأنها مارست نشاطها العائلي العتيد بأجواء تنافسية شرسة انتصرت بها في النهاية وباعتراف منافسيها الذين حاولوا القضاء عليها بالتكنولوجيا الحديثة بلا جدوى حتى مماتها!
خلال فترة عمل روث، دخلت البشرية عصر الراديو، وبدأت هيئة الإذاعة البريطانية BBC إذاعة الوقت بدقات ساعة بيج بن الشهيرة بداية من عام 1924؛ بالإضافة إلى توسع خدمات التليجراف وتحسن أدائها بشكل كبير؛ ومع هذا ظل سوق ساعات الجيب القديمة رائجًا. السبب في هذا يرجع إلى بطء اعتناق الناس للتقنيات الجديدة وكون تلك التقنيات لا تستبدل التقنيات القديمة في البداية وإنما “تتعايش” معها. هكذا بدا أن تقنية بيلفيل العتيدة ستبقى رغم الحداثة التي بدأت بالسيطرة على كل شيء.
لكن النهاية كانت حتمية بالطبع، حينما ظهر “تيم Tim” في عام 1936. تيم هي خدمة ساعة ناطقة يمكنك الاشتراك بها وطلبها بضرب رقم 846 على أي هاتف أرضي، حيث ستستمع إلى ثلاثة دقات يتبعها صوت نسائي محبب يخبرك الوقت بدقة. لطالما لفت انتباهي الثلاث دقات متباينة الطول على إذاعة القاهرة التي كنت أستمع لها. أصل هذه الدقات الثلاث هي “تيم” كما علمت أثناء كتابة هذا المقال.
مع “تيم” شعرت روث بأن أوانها قد حان أخيرًا. هناك مفارقة طريفة تتمثل في كون المرأة التي فازت بمسابقة تسجيل الوقت بصوتها عبر خدمة “تيم” من جيران روث نفسها! كانت تلك المرأة تدعى إيثيل كاين Ethel Cain وقد خلدها التاريخ باعتبارها صوت الساعة الناطقة التي قضت على إرث بيلفيل.
روث بيلفيل مع أحد عملائها بينما يضبط ساعته على توقيت أرنولدهكذا، تقاعدت روث في 1940 وتوقفت عن خدمة ما تبقى من عملائها المخلصين (50 عميلًا) للأبد. لم يطل الأمر بها حتى وفاتها بعد 4 سنوات من تقاعدها، بعمر 90 عامًا لتُنهي معها مشروعًا وعملًا استمر طيلة 104 عامًا. إلى جانب سريرها حيث عثروا عليها بلا حياة، وجدوا أرنولد المخلص؛ وصبيحة اليوم التالي خرجت الصحف تعلن وفاة “تيم البشرية”.
نحن حرفيًا وبلاغيًا مرتبطون بالزمن. لا معنى لحياتنا بدونه، وقد مثّلت روث بيلفيل، سيدة توقيت جرينتش، فصلًا مهمًا من تاريخه.