الصين تعرض أحدث طائراتها المقاتلة وإنجازاتها الفضائية بمعرض تشوهاي
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
بكين- تستضيف مدينة تشوهاي، ابتداء من اليوم الثلاثاء وحتى 17 من الشهر الجاري، معرض الصين الدولي للطيران والفضاء في نسخته الـ15، وقد شهد في انطلاقه استعراضات جوية عديدة وإظهار تقنيات تكشف آخر ما وصلت إليه التقنيات الصينية وشركات من 47 دولة في مجال الطيران، ولا سيما من شرق آسيا وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة وإيطاليا وغيرها.
وينظم المعرض، الذي تشارك فيه 1022 شركة بزيادة 104% عن النسخة السابقة قبل عامين، في إقليم غوانغدونغ جنوب الصين، ويشهد عرض طائرات "جيه-35 إيه" و"جيه-20″ الصينية، إضافة إلى المقاتلة الروسية متعددة المهام وثنائية المحرك "سوخوي57" والتي شرعت موسكو في تطويرها منذ عام 1990، وهذه المرة الأولى التي تشارك بمعرض دولي في آن واحد مع نظيراتها الصينية.
وقبل الظهور الرسمي الأول لطائرة "جيه-35 إيه" اليوم، تحدثت تقارير إخبارية في يناير/كانون الثاني الماضي عن رغبة القوات الجوية الباكستانية في شراء هذا الطراز من الطائرات، والتي ذُكرت الشهور الماضية بالرمز "إف سي-31" قبل إجراء تحديثات أخيرة عليها، مما يجعل إسلام آباد المشتري الأول لها بعد الجيش الصيني، وفق تصريح قائد سلاح الجو الباكستاني ظهير سيدهو.
سلاح الجو الصيني خلال المعرض الدولي للطيران والفضاء الـ15 في تشوهاي (الفرنسية) مناوراتوكان رئيس أركان الجيش الباكستاني محمد أفياس داستيغار قد التقى قائد الجيش الصيني لي كياومينغ في بكين، أمس، عشية افتتاح المعرض، وتباحثا حول التعاون الدفاعي بين الجيشين وقضايا ثنائية وإقليمية تهم البلدين.
وخلال مناورات التكيّف الميداني أمس، قدم فريقا باي وهونغييغ للاستعراضات الجوية التابعان للجيش الصيني مناورات بمشاركة 6 طائرات واثنتين من طراز "جيه- 35 إيه" من تلك الطرازات.
مقاتلة شبح صينية من طراز "جيه 20" خلال المعرض الدولي للطيران والفضاء (الفرنسية)وفي القاعات الداخلية والساحات الخارجية، يعرض الجيش الصيني -بأجنحته البرية والجوية والبحرية- معداته وقدراته العسكرية بما في ذلك الظهور الأول للمقاتلة "جيه-15 دي" ذات المقعدين والتي تحمل نظام تشويش إلكترونيا وقدرات هجومية، ومنظومة التسليح "إتش جيو-19 جو-أرض" ومسيّرة جديدة للاستطلاع والقصف.
وفضائيا، تعرض الصين هذا العام النموذج المصغر لمكوك الشحن الفضائي "هاولونغ" ولأول مرة -أيضا- العينات الأولى على الإطلاق التي تم أخذها مما يعرف بالجانب البعيد المظلم للقمر.
وكان المسبار الصيني "تشانغ 6" قد عاد إلى الأرض في يونيو/حزيران الماضي حاملا معه تلك العينات، وهو أول مسعى من نوعه في تاريخ استكشاف الإنسان للقمر.
معرض الصين الدولي للطيران والفضاء الـ15 في تشوهاي (الفرنسية) ظهور أولوبث التلفزيون الصيني الحكومي حينها صورا للكبسولة التي تحمل العينات وهي تطفو تحت المظلة على السهول في إقليم منغوليا الداخلية، وكان صاروخ "لونغ مارش 5" قد انطلق حاملا المركبة الفضائية "تشانغ 6" من ساحل مقاطعة جزيرة هياينان (جنوب غرب) يوم 3 مايو/أيار الماضي.
كما شهد المعرض أول ظهور لسفينة قتالية صينية تبحر بدون ملاحين تدعى "جاري-يو إس في-إي" أو "أوركا" ويبلغ طولها 50 مترا ووزنها 500 طن، ويمكن أن تبحر بمدى يصل إلى 4 آلاف ميل بحري، ولها قدرات على شن ضربات بعيدة المدى، ولها قدرات بالدفاع الجوي والدفاع ضد الصواريخ والغواصات، كما تقول المصادر الرسمية الصينية.
طائرة نقل عسكرية صينية تحلق خلال المعرض الدولي للطيران والفضاء (الفرنسية)ووافق أمس الذكرى الـ75 لتأسيس سلاح الجو الصيني، الذي وصل إلى مستوى تقني متقدم في تصنيع ذاتي لطائرات مقاتلة وناقلة خلال العقدين الماضيين.
وحسب المتحدث باسم القوات الجوية الصينية، فإن طرازي طائرات "إيه جيه 20″ و"جيه- 35 إيه" سيتكاملان بقدارتهما في العمليات المستقبلية، مما يؤشر على تزايد متوقع في الاعتماد عليهما بأسراب الجيش، إلى جانب القدرات الصاروخية التي كشف عنها خلال السنوات القليلة الماضية، وفق الإعلام الرسمي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الدولی للطیران والفضاء
إقرأ أيضاً:
معرض الصين الدولي للاستيراد.. نتائج مثمرة وفرص مشرقة
تشو شيوان
اختُتِمت الدورة السابعة من معرض الصين الدولي للاستيراد في مدينة شانغهاي قبل أيام بعد تحقيق نتائج مثمرة؛ حيث بلغ حجم المعاملات التقريبي لمعرض الصين الدولي للاستيراد في عام واحد 80.01 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 2.0% عن الدورة السابقة، وخلال الدورة الجارية، تحتل الشركات من الولايات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى المراتب الأولى من حيث حجم المشاركة وحجم الصفقات، أيضًا هناك زيادة من حيث عدد الشركات العالمية الرائدة والتي تشارك لأول مرة في المعرض في شتى المجالات، الأمر الذي يعكس ثقة الشركات العالمية بالتنمية الاقتصادية المستمرة في الصين وتأثيرها على حجم شركاتهم وأسواقهم المستهدفة.
ويُعد معرض الصين الدولي للاستيراد أول معرض عالمي يركز على مواضيع الواردات، والهدف الأساسي لاستضافة المعرض يرجع إلى أن الصين تسعى إلى تعزيز الانفتاح رفيع المستوى وفتح سوقها أمام العالم، وهذا ما جذب انتباه الشركات العالمية للمشاركة في المعرض، وقد توافدت المشاركات من جميع دول العالم، ومنذ دورته الأولى في عام 2018، يواصل معرض الصين الدولي للاستيراد استخدام "المنصات الأربع الرئيسية" للمشتريات الدولية، وترويج الاستثمار، والتبادلات الشعبية، والتعاون المفتوح، ليصبح نافذة لبناء نمط تنمية جديد، ومنصة لتعزيز الانفتاح رفيع المستوى، ومنتج مشترك عالميًا، خصوصًا وأنه في الوقت الحاضر يتباطأ النمو الاقتصادي العالمي وتتزايد الحمائية التجارية، وقد أصبحت فرص الانفتاح من الموارد النادرة، أما إقامة معرض الصين الدولي للاستيراد فهي تقدم فرص سانحة للدول المختلفة لتقاسم الفرص التنموية الصينية، وهذا هو جوهر الفلسفة الصينية في هذا الجانب.
وتعمل الصين على تحقيق التنمية عالية الجودة والانفتاح علي المستوى، الأمر الذي يضخ طاقة إيجابية جديدة في دفع التنمية الاقتصادية وازدهارها في العالم، وخلال الأيام الماضية، قد رفعت بنك يو بي إس وبنك جولدمان ساكس ومؤسسات أخرى توقعاتهم بشأن النمو الاقتصادي في الصين هذا العام، ووفقًا للتوقعات صندوق النقد الدولي، خلصت بلومبرج إلى أن الصين ستظل أكبر مساهم في النمو العالمي في السنوات الخمس المقبلة، وهذا يعزز نمو المعرض كنافذة للتبادلات التجارية بين الصين والعالم بما يدفع بالاقتصاد العالمي نحو أفاق أوسع من التعاون.
ومن توسيع الواردات بشكل نشط، ومواصلة تسهيل الوصول إلى الأسواق، وتنفيذ قوانين الاستثمار الأجنبي، إلى تنفيذ استراتيجية تحسين منطقة التجارة الحرة التجريبية، وتسريع بناء ميناء هاينان للتجارة الحرة... يتم تنفيذ سلسلة من تدابير الانفتاح التي تم الإعلان عنها في الدورات السابقة من معرض الصين الدولي للاستيراد بشكل تدريجي مع الإجراءات والنتائج العملية، وكل ذلك يثبت أن باب الصين للانفتاح لن يؤدي إلا إلى الانفتاح على نطاق أوسع وأوسع، كما أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ في مناسبات عدة على أن الصين تعمل على التنمية عالية الجودة والانفتاح علي المستوى، وذلك من خلال البناء المشترك للحزام والطريق بشكل شامل وتطوير القوى الإنتاجية الجديدة النوعية بشكل خاص، وأعتقد أن الصين ستضل محركًا ولاعبًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي العالمي خلال السنوات المقبلة، وهذا سيقلل من تأثير التباطئ العالمي.
ومن الاستمرار في إقامة معرض الصين الدولي للاستيراد، ومعرض التجارة في الخدمات، ومعرض كانتون، إلى المشاركة الفعالة في التعاون مع الآليات المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، ومجموعة العشرين، ومجموعة البريكس، ومنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، ومنظمة شانغهاي للتعاون، وتعزيز البناء المشترك عالي الجودة للحزام والطريق، والمشاركة بنشاط في الحوكمة العالمية لمعالجة تغير المناخ... فتتخذ الصين إجراءات عملية للجمع بين قوى التعاون العالمية بشكل مستمر.
وانطلاقًا من الدورة الجديدة من معرض الصين الدولي للاستيراد، تستعد الصين دائما للعمل مع الدول الأخرى لممارسة التعددية الحقيقية، وبناء المزيد من التوافقات المتعلقة بالانفتاح، والتغلب على الصعوبات والتحديات التي تواجه التنمية الاقتصادية العالمية بشكل مشترك، والسماح للانفتاح بجلب مستقبل مشرق جديد للتنمية العالمية، وعند الحديث عن هذا الجانب فالشركات العربية خير مثال على ذلك، فالتعاون الصيني العربي من خلال المعرض فتح نوافذ مهمة لمستقبل مشترك ومشرق، وكل عام تزداد الفرص مع ازدياد أعداد الشركات المشاركة؛ إذ بالتعاون والمشاركة والانفتاح على الآخر نمضي قدمًا نحو مستقبل أفضل.. وهذه هي فلسفة المعرض، وهي نفسها فلسفة الصين في فتح أسواقها للعالم والاستفادة من خبرات العالم في مختلف المجالات.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
رابط مختصر