موقع 24:
2025-01-18@06:41:48 GMT

الشاعر نضال القاسم لـ24: النقد الثقافي الأقرب إلى نفسي

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

الشاعر نضال القاسم لـ24: النقد الثقافي الأقرب إلى نفسي

صدر مؤخراً عن دار تدوين كتاب نقدي للشاعر والناقد نضال القاسم بعنوان "ثلاثة شعراء أردنيين" يضم دراسات متنوعة حول شعر (إدوارد حداد وحبيب الزيودي وعاطف الفراية)، وهم من الشعراء، الذين عاصرهم المؤلف، وممن تصدروا المشهد الشعري، أو كان لهم حيز مهم أو منظور فيه، وقد قدم رأيه في أشعارهم.

وفي حوار لـ24 أكد الشاعر والناقد نضال القاسم أن النقد الثقافي هو الأقرب إلى نفسه، وأنه مدينٌ لكافة النقاد الذين تناولوا تجربته الشعرية الممتدة لأكثر من 20 عاماً.


وتاليا نص الحوار:
-  صدر لك مؤخراً عن دار تدوين كتاب نقدي بعنوان (ثلاثة شعراء أردنيين) ماذا تناولت فيه؟

 الكتاب باكورةٍ للأعمال الصادرة عن دار تدوين، وأنتهز الفرصة في هذا الحوار لتوجيه الشكر للشاعر العربي موسى حوامدة مؤسس دار تدوين ومديرها العام على هذه اللفتة الكريمة بأن وضع كتابي (ثلاثة شعراء أردنيين) ليكون الكتاب الأول الصادر عن الدار التي تحمل رسالة مفادها أن الكتاب الذي لا يسافر لا يعول عليه.
تقوم فكرة الكتاب على إعادة النظر في إسهام عدد من الشعراء الأردنيين الذين يتمتعون بمكانة خاصة في حركة تحديث القصيدة العربية وقد اختير هؤلاء الشعراء، بحيث يمثلون رؤىً وتصوراتٍ وتنويعاتٍ مختلفةٍ في تيّار تحديث القصيدة العربية المعاصرة بدءاً من (إدوارد حداد) وريادته المبكرة للقصيدة الجديدة، مروراً بـ(حبيب الزيودي )؛ الذي فتح كوة واسعة في جدار التراث الشعري العربي وانتهاءً بـ(عاطف الفراية) الذي أثَّرَ بشعره في تغيير مسار القصيدة العربية المعاصرة، ولم يكن المقصود من اختيار الأسماء إصدار حكمٍ على حركة الحداثة الشعرية في الأردن.
ما يجمع هذه الدراسات المتنوعة حول (إدوارد وحبيب وعاطف)، إضافة إلى الرغبة في إعادة البحث والنظر، هو استذكار ما أنجزه هؤلاء الحالمون الكبار وما تركوه لأجيال تالية لهم ما كان لها أن تنجز ما أنجزته دون البناء على ما خلّفه ذلك الجيل من تراث شعري وثقافي، وفي وسع القارىء أن يلاحظ أن كل هذه الدراسات، كانت معنيةً بقضية أساسية واحدة من قضايا الشعر العربي هي: الحداثة والتحديث وتياراته الفكرية والفنية، لأنها كانت قضية جيلنا الشعري بامتياز وظلت كذلك حتى اليوم.
فهذا الكتاب يضم دراسات حول شعر عدد ممن عاصرت من الشعراء، من جيلي ومن أجيال أخرى، سابقة، ممن جمعتني بهم علاقات صداقة، وهم ممن تصدروا المشهد الشعري، أو كان لهم حيز مهم أو منظور فيه، وقد قلتُ رأيي في أشعارهم بغض النظر عن طبيعة علاقاتي بهم، وليس لي غاية سوى الإسهام الفعال والمثمر في الحياة الثقافية.

- ما المنهج الذي تتبعه في دراساتك النقدية؟

 النقد عمل إبداعي مرموق، وفن أدبي قائم على ركائز نظرية ومعرفية علمية، له أهدافه الخاصة، وميادينه المحدّدة، ومناهجه المتكاثرة، حاولتُ أن أطّلع على أهم التيارات والمدارس والمناهج النقدية كالشكلية، والبنيوية، والتحويلية، والتفكيكية، وهي مدارس متعددّة متكاثرة، ولكل مدرسةٍ نقدية طروحاتها، وطبيعة مفاهيمها المطروحة، ومناهجها المعتمدة، ومصطلحاتها النقدية المستعملة. وقد تبين لي أنّ الناقدَ لا يولدُ من الصفر، وإنّما يبدأ داخل الثقافة وسياقاتها المتعدّدة وضمن شرط حاسم وحيد هو الوعي وطلب المعرفة، والتسلّح بالأدوات المنهجية والفكرية والأخلاقية للنقد، حيث أن الناقد مبدع من نوع خاص، متجاوز حدود الانطباع الذاتي المحض، والتعامل المسطحّ، والتصفّح الميكانيكي للنصوص على الاستكشاف المتجدّد النابع من خصوبة الطروحات التي يؤديها، وهو يأخذ بأيدي الآخرين ممّن يتساءلون عمّا يريده الشاعر أو الكاتب من القول الفنّي، وعن سرّ هذا الفعل السحري للأدب الرفيع في ذوات المتلقين، وإن النقد بعد هذا نورٌ كاشفٌ عن كلّ ألوان الاجترار والنمطية والابتذال وغير ذلك ممّا يعيش خارج اللحظات المتوهجة للحياة وللأدب وللجمال.
وجدت أن (النقد الثقافي) هو الأقرب إلى نفسي، إذ هو لا ينسرح وراء النظريات بل يلج النصّ ويقدم ما فيه وما حققه كاتبه وما أضاف فيه، ومن هنا فقد لامست دراساتي النقدية الواقع الإبداعي المعاش والتصقت به، حيث أن قيمة الأدب والفن من وجهة نظري تتوقف على مدى ارتباطهما بالإنسان والحياة، وقدرتهما على التأثير والبقاء وعلى تحديد القيم والأهداف التي يناضل من أجل تحقيقها كل من الأديب والفنان، وعلى وضوح تلك القيم والأهداف وإنسانيتها، ولا يستطيع الكاتب تحقيق ذلك ما لم يعش أحداث عصره بامتلاء، ويتجذّرُ في أرضه وحضارة شعبه ويبدع في إطار رؤية إنسانية شاملة، فيكون في أعماق عصره وتفاصيل ذلك العصر.

-  تناولت العديد من الدراسات النقدية تجربتك الشعرية، وبما أنك شاعر وناقد، كيف وجدت تلك الدراسات، وأيَها أكثر جدية وموضوعية؟

لقد صدرت حول تجربتي العديد من الدراسات النقدية ذات المنظور الكلي والتتبعي لجوهر تجربتي الشعرية، والتي كان لها أكبر الأثر في شرح أعمالي وتبدلاتها وتطورها الفنّي والرؤيوي والفكري، وتوضيحها، وبسطها أمام المتلقي، وبيان العناصر الجمالية فيها بكل ما تحمله من أخيلة وتراكيب ورموز وإشارات، وهي دراسات فنّية وأسلوبية متنوعة تتنقل بين هواجس الذات وهمومها، وتحولات المجتمع والوطن، وقد أبحر النقاد، كلٌ من موقع رؤيته القرائية والتأويلية، في غمار تجربتي الشعرية بكل امتداداتها ومحطاتها، وأنا مدينٌ لكافة النقاد الذين تناولوا تجربتي الشعرية الممتدة لأكثر من 20 عاماً، وهم جميعاً حاضرون في الذاكرة، وأتوجه إليهم بالشكر العميم.

-  كيف تجد تجربتك الشعرية إذا ما قارنت ديوانك الأول "أرض مشاكسة" 2003 مع ديوان "أحزان الفصول الأربعة" 2019؟

مرّت سنوات على إصدار "أرض مشاكسة" عن دار أزمنة في عمّان قبل 21 عاماً، ويزخر الديوان بعشرات النماذج العليا التي تكتنز بدلالات رمزية غنية بالإيحاءات والصور الدينية والتاريخية والاجتماعية، باشتقاقاتها وانعراجاتها وتهويماتها وتقاطباتها الواقعية والأسطورية والرمزية، في نسيج يتماهى فيه الايقاع الموسيقي باللغة، على نحو صورة يصعب فيها الفصل بينهما.
أما "أحزان الفصول الأربعة" فهو ديوان تتداخل فيه فنون وآداب شتى: لغوية وبلاغية وتشكيلية وموسيقية، لتبرز القصيدة كطيف من لوينات متماوجة وأشكال متناسقة، كروح للفن في معناه العام والشامل، وطريقة جديدة في الكتابة الشعرية تقوم على تعدد اللغات والأصوات والرؤى، وتعمل على تفجير غموض العالم وغرابته انطلاقاً من طبيعة ومنطق الرؤيا، لتأتي في شكل صيغ أسئلة لا تحمل معنى لأجوبة بعينها، ومعنى هذا أن المعرفة الشعرية، لا تتبوأ مكانها إلا في وضع تتحرك في إطاره الأحداث والوقائع والظواهر تحركاً رؤياوياً، فتكشف عنها لغة ذات نسق مخالف ومتميز.
-   كتبت دراسة نقدية عن الفنان ناجي العلي "نبض لم يزل فينا".. ماذا تضمنت الدراسة؟

صدر هذا الكتاب المشترك في عام 2012م عن دار البيروني للنشر والتوزيع وبدعم من الصالون الثقافي الأندلسي في مونتريال بكندا، بمناسبة مرور ربع قرن على اغتيال رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، والملقب بضمير الثورة، والذي تميز بالنقد اللاذع في رسومه، والذي اغتيل في لندن واستشهد في يوم 29-8-1987م.
ولأن ناجي العلي بريشته التي رسمت ألف قصة وقصة كان يبحث عن حرية شعب بأكمله، فقد قتلوه ظناً منهم أن قتله ينهي الحقيقة، وعندما أطلقوا رصاصهم الغادر على صدره لم يضعوا في حسبانهم أن حنظلة الذي كان شاهداً حقيقياً على كل المراحل والأحداث لم يمت، ولم يتأثر بنيران رصاصهم، بل بقي حياً متوهجاً في ذاكرة الملايين، وفي ذاكرة كل طفل فلسطيني.
ناجي العلي استطاع أن يحفر اسمه في ذاكرة الأجيال العربية المتلاحقة، ولم يزل قائماً في الذاكرة العربية، وما زال جرحه مفتوحاً في صدر محبيه، وعشاق فنّه ومتابعي رؤيته، وما زالت الأسئلة مفتوحة، فناجي ما زال حيّاً، وما زالت رسومه تمثلُّ إبداعاً حقيقياً يُحرِّضُ على الثورة، لنيل الحرية التي ستتحقق بالمقاومة والنضال.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الأردن ناجی العلی دار تدوین عن دار

إقرأ أيضاً:

الشاعر يوسف أبولوز لـ24: الشعر حالة فرح كبرى عظيمة

في حوار خاص لـ"24"، تحدث الكاتب والشاعر يوسف أبو لوز عن تجربته الشعرية والثقافية، مؤكداً أن الإمارات كان لها دور كبير في إثراء نضجه ووعيه الأدبي والثقافي، حيث ألهمته روح المكان لكتابة العديد من المواد الصحفية الثقافية، واستعراض مئات الكتب الأدبية الإماراتية. كما كشف عن امتلاكه خمسة كتب مخطوطة تتناول الثقافة والأدب والشعر في الإمارات، متمنياً أن ترى النور قريباً.

أبولوز: القصيدة بحث وفكر وهي تحتاج إلى قراءات وصبر وعناية

فيما يلي نص الحوار:  من أين تستمد الإلهام في قصائدك، وما الذي يثير قريحتك كشاعر؟

قضية الإلهام بحد ذاتها، يبدو لي عفا عليها زمن، مثلها مثل "واد عبقر"، وما شابه ذلك من عناصر يقال أن الشاعر يستمد منها قريحته، أنا أكتب من تفاصيل الحياة وأكتب من يومياتي، وأكتب مما أسمع وأرى وأقرأ، ولعل القراءة هي الإلهام الوحيد برأي للكتابة، وإذا كان لا بد من وصف لـ"قريحة"، فإن روح هذه القريحة وكينونتها تتصل بالقراءة، إن القراءة هي التي تغذي الكتابة، وهي التي تفتح الشهية على كل ما هو جميل، الشعر الآن مادة فكرية وفلسفية، الشعر بحث وفلسفة وتأمل، وما عاد هناك ما يمكن أن يكون إلهاماً، الإلهام يصنعه الشاعر من داخله ويدجنه ثم تتحول كل هذه التركيبة إلى مادة شعرية.

_ من خلال تجربتك كشاعر وكاتب عمود يومي منذ 2008، كيف تجد تأثير الكتابة الصحفية اليومية على ولادة الشعر؟ هل تصادر فكرة القصيدة أم تحفز على ولادتها؟

العمود الصحفي  قد يحفز على ولادة قصيدة، وعمودي يتصل بالثقافة والفنون، بما هو شعري وثقافي، وإبداعي، نعم هناك شحنة شعرية موجودة بمثل هذه الكتابة الصحفية اليومية، لكن ذلك لا يؤثر على الشعر، وأعتقد أن الصحافة أفادتني كثيراً فيما يتعلق باللغة تحديداً، لقد عملت في عام 1982 في جريدة "اليوم" في الدمام وتعرفت على أولويات الكتابة، وكتب عموداً أسبوعياً، رغم أن عمري حينها لم يتجاوز 25 عاماً، ثم عملت في جريدة الدستور الأردنية منذ 1995 ولغاية 1997 وكتبت أيضاً عموداً يومياً، تقريباً طيلة فترات رحلتي العملية كتبت العمود الصحفي، صحيح أني شبة متوقف عن كتابة الشعر، لكن دائماً لدي رؤوس أقلام  موجودة في العمود فهو خزان شعري بالنسبة لي، وفرح يومي، على عكس بعض الكتّاب الذين يعتبرون العمود عبئاً عليهم، أشعر أنه فرح يومي ولقاء مع القلم والكتابة، الصحافة أصلاً قامت على كتاب وأدباء، منذ الصحف القديمة التاريخية مثل الأهرام في مصر والسفير والنهار في لبنان، مثل أنسي الحاج الذي عمل بالصحافة ولم تخبو شعلة الكتابة في داخله، فالشعراء هم الذين صنعوا الصحافة، والأدب هو الذي صنع الصحافة

تتباين نظرة الشعراء والنقاد إلى ترجمة الشعر، بما أن قصائدك ترجمت إلى عدة لغات، كالإنجليزية والفرنسية والإيطالية وغيرها، ما رأيك بترجمة الشعر؟

لدي بمكتبتي أكثر من 10 آلاف ورقة جميعها شعر مترجم، ولو نظرت لمكتبة أي شاعر، سيتواجد الكثير من الشعر المترجم، خاصة بعد نمو حركة الترجمة في السبعينات تحديداً، فقد أصبح الشعر المترجم إلى اللغة العربية بمثابة سيل يومي، وأصبح المترجمون مثل أزهار النرجس، هناك من تعلم الصينية ومن تعلم اليابانية، ولدينا مترجمون بالإنجليزية والفرنسية، لإنهما لغتان سائدتان بالوطن العربي، لذلك هناك ترجمات عالية الجودة وأخرى لا تطاق، وأحيانا أقرأ بضع صفحات من كتاب مترجم وأركنه ولا أعود إليه، وأحيانا أخرى ألتهم كتاباً بأكمله مترجماً، لأن المترجم محترف ويعرف روح الشعر، الترجمة لا يمكن أن تنقل روح الشعر كاملاً إلى العربية، ولا يمكن لمترجم أجنبي أن يترجم شعرنا العربي إلى لغته الصينية أو اليابانية أو الإنجليزية، بما فيه من روحانية شعرية، إذ لا يمكن أن نترجم أشعار المتنبي أو إمرؤ القيس ترجمة دقيقة، ولكن لا بد من الترجمة لنشر االشعر عالمياً، يقال أن الترجمة خيانة، نعم هي خيانة، ولكن لا بد منها.

ما أبرز ما اشتملت عليه كتبك الثلاثة عن الثقافة الأدبية في الإمارات؟

أعطتني الإمارات الكثير من النضج والوعي في القراءة والكتابة والنقد، لست ناقداً بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكن عملي الصحفي تطلب مني أن أكتب انطباعات عن كتب قرأتها ضمن عملي، ولدي كتاب كامل بهذا الموضوع وأكثر من 100 عرض لكتب عربية وإماراتية، ولا أسمي هذا نقداً، المكان الإماراتي أعطاني الكثير على مستوى أدبي وشخصي وثقافي، وأحببت هذا المكان وتشربت روحه وكتبت من وحيه الكثير من المواد الصحفية الثقافية وعرضت لمئات الكتب الأدبية الإماراتية، ولدي 5 كتب عن الثقافة والأدب والشعر في الامارات لم تطبع، ما زالت مخطوطات، وبمشيئة الله سترى النور في الفترة التي أتفرغ فيها لذلك، فصناعة كتاب ليست بالأمر السهل، هي ولادة مادة ثقافية ويجب أن تحظى بنوع من المسؤولية الأدبية، الكتب الثلاث في الثقافة الأدبية الإماراتية تتناول قصيدة العمود وقصيدة التفعيلة، وتتناول القصة القصيرة، وتتناول قصيدة النثر، وكتبت في المسرح وفي الفنون التشكيلية، وتوسع إطار الكتابة لدي، فكتبت عن شعراء  في البحرين وعمان والسعودية والكويت وقطر، وهذه المادة أيضاً لم تنشر في كتب، وآمل أن يمن الله عليَ بالصحة والعافية حتى أكمل هذه الرسالة الثقافية الأخلاقية، فالإمارات بلد عزيز وكريم وأعطانا الكثير، وعلينا أن نرد الجميل بالكتابة نحن كتاب وأدباء وصحافيون، وما لدينا هو القلم ونرجو أن نواصل رسالتنا بمحبة وانفتاح على الحياة.

كيف تقارن بين ديوانك الأول "فاطمة تذهب مبكراً إلى الحقول" وأحدث ما تكتبه من قصائد؟

سؤال جميل، الغريب أن دائماً هناك خيطاً مشتركاً يبدأ مع أول قصيدة يكتبها الشعراء، وهناك بعض الشعراء يتنكرون لمجموعاتهم الأولى، بل ولا يذكرونها في سيرهم الذاتية، وكأنها مولود مسخ، بالنسبة لي أعتز بكتاب "فاطمة تذهب مبكراً إلى الحقول" الصادر في  دمشق عام 1983، وبنفس العام صدر لي أيضاً عن رابطة الكتاب الأردنيين "صباح الكاتيوشا أيها المخيم" وأعتز بكليهما.
في بداية التسعينات انتقلت إلى مرحلة شعرية وكتبت قصيدة التدوير، وصدر لي مجموعة "نصوص الدم"عن دار الآداب، للأسف ليس لدي نسخة منها، والقصيدة المدورة السردية، هي قصيدة التفعيلة التي لا تكسر أسلوبية السطر الشعري قليل الكلمات، ثم كتبت مجموعتي الشعرية "مجرة القتلى" في رأس الخيمة في الإمارات، وعملت في وقتها نقلة كبرى وتناولها العديد من النقاد، وصدرت في كتاب "ضجر الذئب" الذي حصلت عليه على جائزة عرار من رابطة الكتاب الأردنيين، أما الآن فقد أصبحت القصيدة بالنسبة لي أصعب، في هذا العمر وبعد هذه  التجربة، أعتبر القصيدة بحثاً وفكراً، تحتاج إلى قراءات وصبر وعناية، ولا يعني ذلك أن تخرج مصنوعة، ولكن كما تقول العرب "الصنعة التي تخفي الصنعة"، الشعر في النهاية حالة فرح كبرى عظيمة، وحتى لو أنني لا أكتب الشعر فإني أعيشه في كل لحظة، وما دمت متفائلاً وممتلئاً بهذه الحالة فسيأتي الشعر ذات يوم متدفقاً كما كنت ألعب في الهواء في صباي وأنا بالعشرين من العمر.

مقالات مشابهة

  • الإماراتي عبدالرحمن الحميري إلى المرحلة الثالثة من «أمير الشعراء»
  • عمر مرموش: أريد أن أكون نفسي وأصنع مساري الخاص
  • الشاعر يوسف أبولوز لـ24: الشعر حالة فرح كبرى عظيمة
  • وفاة الشاعر مسفر الدوسري بعد معاناة مع المرض
  • باسم ياخور يشترط للعودة إلى سوريا.. ويشتم فيصل القاسم (شاهد)
  • د. مزمل أبو القاسم يكتب: دموع في عيون وقحة!
  • «أوقاف أبوظبي» و«معاً» تتعاونان لخدمة المجتمع
  • حدث في مثل هذا اليوم ذكري رحيل علي الكسار وعبد الوهاب محمد
  • غزة: إطلاق حملة "الكاش بلزمناش" لمواجهة أزمة السيولة النقدية
  • الأهلي الأقرب للفوز بصفقة فينيسيوس جونيور