رئيس الحكومة الانتقالية ببنجلاديش: الأزهر لعب دورًا تاريخيًّا في نهضة بلادنا وأنقذ مبادرة «بنك الفقراء»
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، صباح اليوم، محمد يونس، رئيس الحكومة البنجلاديشية المؤقتة، الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2006، في مقر إقامة فضيلته بالعاصمة الأذربيجانية باكو، على هامش مشاركتهما في الدورة التاسعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطاريَّة بشأن تغير المناخ (COP29).
وأعرب رئيس الحكومة البنجلاديشية عن سعادته بلقاء فضيلة الإمام الأكبر، وتقدير بلاده لشيخ الأزهر وفخرهم بانتماء آلاف من أبناء بنجلاديش للأزهر تعليمًا ومنهجًا، مشيرًا إلى أن بنجلاديش تعتز بعلاقاتها مع الأزهر، وتسعى لتعزيزها وفتح أفق جديدة للتعاون في مختلف المجالات الدعويَّة والتعليميَّة، مؤكدًا أن الأزهر لعب دورًا تاريخيًّا مهمًّا في نهضة بنجلاديش خلال تقديم سيادته مبادرة "بنك الفقراء" في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، والتي حصل على إثرها على جائزة نوبل للسلام، والممثلة في تقديم تمويلات ميسرة للنساء وربات البيوت لإدارة مشروعات صغيرة تمكنهم من تحمُّل أعباء وتكاليف الحياة.
وأشار السيد محمد يونس أن مبادرة "بنك الفقراء" قُوبلت بالرفض من قِبَل معظم القادة الدينيين في بنجلاديش في بداية الأمر بحجة معارضتها لأحكام الشريعة، ما دفعه لطلب الفتوى والاستشارة من الأزهر الشريف نظرًا لثقة الشعب البنجلاديشي في هذه المؤسسة الإسلامية العريقة التي تمثل المرجعيَّة الإسلاميَّة الأهم حول العالم، حيث رحَّب الأزهر بالمشروع وأيَّده بفتوى شرعية طمأنت الشعب البنجلاديشي ووجهت البوصلة في الاتجاه الصحيح، وأنقذت مستقبل المشروع المهم الذي ساهم فيما بعد في نهضة بلادنا، وتجاوزت أعداد المستفيدين من هذه المبادرة ١٠ مليون شخص، وامتدت لتشمل مشروعات تنموية أخرى في مجالات التعليم والإسكان، مصرحًا "لا يمكنني تصور مستقبل هذا المشروع المهم لبلادنا دون فتوى الأزهر في هذا الوقت".
من جانبه، أكَّد فضيلة الإمام الأكبر اعتزاز الأزهر بعلاقاته التاريخية مع بنجلاديش، وسعيه لتعزيزها من خلال استقبال الطلاب الوافدين للدراسة في مختلف المراحل التعليمية في الأزهر، مؤكدًا استعداد الأزهر لزيادة المنح الدراسية المخصصة لالتحاق أبناء بنجلاديش بجامعة الأزهر، وتوجيهها لدراسة المجالات التي تلبِّي رغبات الشعب البنجلاديشي وتطلعاتهم، داعيًا المولى عزَّ وجلَّ أن يوفِّق السيد محمد يونس في مهمة العبور ببنجلاديش إلى بر الأمان وبسط الاستقرار ونشر الأمن والأمان.
ووجَّه رئيس الحكومة الانتقالية دعوة لشيخ الأزهر لزيارة بنجلاديش، مؤكدًا أن الشعب البنجلاديشي ينتظر هذه الزيارة بشغفٍ كبيرٍ، حيث رحَّب شيخ الأزهر بهذه الدعوة الكريمة مؤكدًا حرصه على تلبية هذه الدعوة الكريمة في أقرب فرصة.
حضر اللقاء، فضيلة أ.د نظير عياد، مفتي الديار المصرية، والمستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، والسفير عبد الرحمن موسى، مستشار الشؤون الخارجية بالأزهر.
اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يلتقي رئيس طاجكستان ويناقشان سُبُل تعزيز العلاقات المشتركة
خلال زيارته إلى أذربيجان.. رئيس الإمارات يستقبل شيخ الأزهر
شيخ الأزهر في استقبال وزير خارجية بوركينا فاسو: مستعدون لتكثيف دورات تدريب الأئمة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب رئيس مجلس حكماء المسلمين اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية محمد يونس تغير المناخ COP29 رئیس الحکومة شیخ الأزهر مؤکد ا
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: القرآن علمنا حسن إدارة النعم لتدوم
قال الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، إن الآية الكريمة في قوله تعالى: 'ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدًا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرًا منها منقلبًا'، تمثل درسًا عظيمًا في التواضع وشكر النعم.
ولفت إلى أن تلك القصة التي وردت في القرآن تُظهر كيف أن الغرور والكبرياء قد يقودان الإنسان إلى الهلاك، ففي هذه الآية، يتفاخر صاحب الجنتين بما أنعم الله عليه من النعم، ويتصور أنه لن يفقدها أبدًا، وهو ما يعكس غفلته عن حقيقة أن النعم كلها بيد الله.
وتابع رئيس جامعة الأزهر، خلال تصريح له: "عندما قال هذا الرجل 'ما أظن أن تبيد هذه أبدًا'، كان يظن أن هذه الجنتين، بكل ما تحويان من ثمرات، لن تهلك أبدًا، وهذا التصور نابع من الكبرياء والاستكبار على نعم الله، في الوقت الذي كان الله يقرر أن يسلبه إحداهما، في إشارة إلى أن النعم إذا لم تحسن إدارتها بشكر الله، قد تزول في لحظة."
وأضاف رئيس جامعة الأزهر: "الآية تُظهر كيف أن الله سلب الرجل جنتين تدريجيًّا، فظل يظن أنه في موقف القوة، حتى فقد واحدة، وأصبح يواجه خسارة ما كان يمتلكه، هذا تذكير بأن كل شيء في هذه الحياة بيد الله، وأن النعم لا تدوم إلا بالشكر والتواضع."
كما استشهد د. سلامة داوود بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: "يا عائشة أحسني جوار نعمة الله فإنها إذا زالت قلما تعود"، مضيفا: “هذا الحديث النبوي يعزز المعنى الذي نخلص إليه من هذه الآية الكريمة، فالنعم ينبغي أن نحسن التعامل معها وأن نشكر الله عليها، لأن كفر النعمة يؤدي إلى زوالها.”