معتقل “سدة تيمان”.. أبو غريب عام 2024
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
بقلم : يوسف حسن ..
لا يعلم الكثير من المتابعين لشؤون المنطقة، أن اسم الجنرال سانشيز يرتبط ارتباطاً وثيقاً باسم سجن أبو غريب. ومن لا يعلمه هو القائد الأعلى للقوات الأمريكية المتمركزة في العراق، والذي كشف توقيعه عام 2003، وأجاز فيه ممارسة أي تعذيب أثناء استجواب السجناء العراقيين المحتجزين في أبو غريب عن فضيحة مدوية بحق المحتل الأمريكي.
أفضت تلك الفضيحة إلى انتزاع سجن أبو غريب نهائياً من القوات الأمريكية وتسليمها للقوات البرية العراقية.
والآن، بعد عشرين عاما، تكررت الأحداث مرة أخرى، ولكن هذه المرة ليس في العراق بل في “إسرائيل”. ولكن مع اختلاف طفيف في اسم السجن الذي يحمل اسم معتقل “سدة تيمان” وهو أحد السجون الإسرائيلية الواقعة في صحراء النقب.
وفقا لأحد الممرضات في هذا السجن، فإن حجم الجريمة في هذا السجن لا يصدق، ويتعرض السجناء لأشد أنواع التعذيب اللاإنساني من أجل الاعتراف.
وبحسب تقرير الطاقم الطبي في هذا المعسكر، يتم تجريد السجناء من ملابسهم وتعذيبهم باستخدام قضبان الحديد المنصهر والكهرباء.
كما أنهم باستخدام القنابل الصوتية وهجوم الكلاب، لا يسمحون للأسرى بالنوم، وبالتالي يمارسون أشدّ أنواع الضغط عليهم لإنتزاع كل المعلومات منهم.
وفي بعض الحالات، يتعرض نزلاء هذا السجن إلى بتر أطرافهم قسراً دون تخدير، وتكسر أذرعهم وأرجلهم بشكل جماعي.
ويعد الحرمان من المراحيض والحمامات والعلاج والحرمان طويل الأمد من الطعام من بين أشكال الحرمان المطبقة على الفلسطينيين المسجونين في هذا المخيم.
إن الطريقة التي يتم بها احتجاز السجناء في مجموعات في ظروف يحرمون فيها من الخدمات الصحية الأساسية قد أفضت الى انتشار الأمراض بين السجناء وخلقت ظروفاً خطيرة لا يحسدون عليها.
وتتعارض هذه الإجراءات مع اتفاقية جنيف وجميع القوانين الدولية، كما أن عدم إجراء تحقيقات من قبل المؤسسات الدولية، رغم مرور أكثر من عام على عدوان اسرائيل على غزة، يفاقم المخاوف.
وسبق أن أطلقت بعض الطواقم الطبية في هذا المعسكر تصريحات صادمة ضد هذا المعسكر، عكستها وسائل الإعلام، لكن هذه الظروف الحرجة والمؤسفة دفعت منظمة “الأطباء الداعمين لحقوق الإنسان الإسرائيلية” إلى الاحتجاج على هذا المخيم والمطالبة بإغلاقه.
وبعد الإصابات التي لحقت بإسرائيل على يد يحيى السنوار -الذي قبع في السجون الإسرائيلية لأكثر من عشرين عاما- يبدو أن إسرائيل توصلت إلى نتيجة مفادها أنه لا يجوز ترك الأسرى الفلسطينيين أحياء أو لابد من تشويههم بطريقة أو بأخرى حتى لا تسنح لهم الفرصة إذا تم إطلاق سراحهم من السجن من اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل مرّة اخرى.
ويبدو أن هذا المعتقل الميداني يعمل بما يتماشى مع الهدف الرئيسي لإسرائيل، وهو مشروع الإبادة الجماعية للفلسطينيين، حيث يتعمّد الاسرائيليين رغم مخالفتهم لكل القوانين الدولية، اختطاف المواطنين الفلسطينيين من مخيمات اللاجئين والمدارس والمستشفيات وغيرها من مناطق غزة، ومن ثم يتم نقلهم الى هذا المعتقل ليتعرّضوا لأشد أنواع التعذيب. يوسف حسن
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات أبو غریب فی هذا
إقرأ أيضاً:
تقرير عبري عن “الشرع” وعما ستفعله إسرائيل في سوريا “عاجلا أم آجلا”
سوريا – نشرت صحيفة “معاريف” العبرية امس الجمعة، تقريرا مطولا سلط الضوء على التطورات الأخيرة في سوريا وتوجه الوفود إلى العاصمة دمشق وعقد لقاءات مع الإدارة الجديدة التي يقودها أحمد الشرع.
وقال كاتب التقرير المحلل السياسي بالصحيفة جاكي هوجي: “في إسرائيل هم على يقين من أن الجولاني جهادي تحت ستار حمامة وينسون أنه في العقد الماضي كانت المؤسسة الأمنية على اتصال مع المنظمات الجهادية في سوريا.. وفي هذه الأثناء تتلمس دول العالم طريقها إليها بقوة”.
وأضاف المحلل السياسي بالصحيفة أنه سيتعين على إسرائيل أن تعترف بالنظام الجديد في دمشق عاجلا أم آجلا.
ويقول جاكي هوجي: “تصعد الوفود واحدا تلو الآخر إلى دمشق لرؤية المعجزة.. ويستقبلهم أحمد الشرع الملقب أبو محمد الجولاني، بحفاوة.. في البداية كان الأتراك.. وقد زار وزير خارجيتها فيدان دمشق مرتين منذ سقوط نظام الأسد”.
ومن بعده جاء الفرنسيون ومن بعدهم وصل الأمريكيون كما وصل ممثلون عن الحكومة الإيطالية تبعهم الأردنيون والقطريون.
ويضيف المحلل السياسي: “هذه ليست مجرد زيارات مجاملة.. الجميع يريد أن يتساءل عن الرئيس الجديد ويقيم علاقة معه.. كل حكومة وقضيتها”.
ويتابع قائلا: “سوريا دولة مفككة مثل الشركة المفلسة وعلى الرغم من أن وضعها قاتم، وقد حصل الشرع بالفعل على مدينة خراب بخدمات أساسية معطلة، واقتصاد مدمر، وشعب مرعوب، ومزيج طائفي متشابك، إلا أنها تمثل فرصة اقتصادية هائلة للحكومات والمستثمرين”.
ويوضح جاكي هوجي أن مهمة الشرع الرئيسية هي استعادة الاقتصاد وهذه هي النقطة الرئيسية في اتصالاته مع الضيوف الأجانب وهو يحاول تسخيرها لإلغاء العقوبات الدولية المفروضة على سوريا وعلى رأسها تلك التي فرضتها الولايات المتحدة كما يحظر القانون الأمريكي التعامل مع البنك المركزي السوري وبالتالي عزله فعليا عن الاقتصاد العالمي.
ويبين كاتب التقرير أن الشرع أكد لضيوفه أن الجلاد غادر ولا يصح الاستمرار في معاقبة الضحية أيضا.
ومضى المحلل السياسي الإسرائيلي قائلا: “وفي الوقت نفسه، يسعى إلى جمع المجموعات العرقية معا وتحويل المجتمع السوري المصاب إلى وحدة متماسكة قدر الإمكان.. ويشير الشرع في كل خطاباته إلى ضرورة وحدة سوريا ووحدة أراضيها وهذا يعني عدم التقسيم إلى كانتونات”.
كما تحدث المحلل السياسي عن اللقاء الذي جمع الشرع بقادة التنظيمات الجهادية وأعلن عن حلهم وضمهم إلى الجيش الوطني السوري ولم يستجب الجميع لطلبه الأكراد على سبيل المثال يرفضون ذلك، لكن الشرع ورجاله يعرفون أن الرحلة قد بدأت للتو.
ويذكر جاكي هوجي في تحليله المعمق، أنه في تل أبيب يعتقد أن أحمد الشرع نجح في أسر ضيوفه بسحره ومن ناحية أخرى لا ينبغي الاستهانة بالأمريكيين الذين يميلون إلى منحه الفرصة خاصة وأن جيشهم رابض هناك في سوريا منذ عدة سنوات ليحارب الإرهاب، وفق قول الكاتب.
ويشير في السياق إلى أن الأمريكيين ودودون مع الأكراد ومن الممكن أنهم يعرفون شيئا لا نعرفه أو لا نجيد رؤيته.
ويقول الكاتب إنه وفي إجراء سريع، ألغت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يأتي بمعلومات عن الشرع وبذلك “طهرت” الجولاني من “صورة الإرهابي” وأعطته نعمة الطريق ويبدو أن جميع الأشخاص الآخرين الذين زاروا دمشق قد أعطوه الكوشير، وهذه هي البداية فقط.
ومقارنة بالتهديدات فإن مسألة الفرص الكامنة في التغيير في سوريا لا تناقش في الخطاب الإسرائيلي وفي دول الجوار وأيضا في عواصم الغرب ستجد في الخطاب العام سؤالين من هو الشرع وإلى أين يأخذ سوريا وهل يمكن إقامة علاقات معه، وفق ما ذكره الكاتب.
ويقول في تقريره: “في بلد مجاور كنا نظن أننا نعرف كل شيء عنه تم عزل الرئيس بين عشية وضحاها تقريبا، وحل محله شخص لا يعرف عنه سوى القليل.. هذه هي حرب النهضة السورية.. دولة جديدة تظهر أمام أعيننا.. للأفضل أو للأسوأ يعتمد ذلك على قباطنتها.. لكن ذلك يعتمد أيضا على ما سيفعله الجيران ومدى مساعدتهم لهم على الوقوف على أقدامهم مرة أخرى”.
رسائل الشرعيتابع الكاتب قائلا: “وجه الشرع رسائل مصالحة علنية وقال إنه لا ينوي مهاجمة إسرائيل وأن سوريا منهكة وأنه لا يريد الحروب، ولماذا يريد ذلك مع الميراث الدموي الذي تلقاه.. لقد مر سكان سوريا بكارثة.. إن سوريا تتوقع منه أن يصنع السلام ويعيد بناءها.. إنها تأمل في الحصول على بعض المساعدة من الجيران.. نحن الإسرائيليون نستطيع أن نفهم الرغبة في الشفاء بعد المذبحة”.
ويردف بالقول: “صحيح أنه جهادي، لكن هذه ليست صفته الوحيدة، إنه شخصية مفاجئة ومثيرة للاهتمام، وحتى نتفحصه بعمق لن نعرف ما إذا كان يخفي لنا فرصة وما نوعها.. إنه وطني سوري ذكي وبليغ وله صفة بديهية نادرة بين زعماء المنطقة فهو كثيرا ما يتحدث إلى الجمهور ويتحدث مطولا عن نواياه خاصة وأنه مر خلال حياته بتحولات عديدة وفي العقد الأخير على وجه الخصوص”.
ويوضح المحلل السياسي: “من الممكن الخوض في ماضيه الجهادي دون الاستسلام والتشهير به طوال اليوم وتجنب أي اتصال معه.. إن العلاقات مع الدروز في سوريا ومع الأقلية الكردية مهمة لكن هذين الاثنين لا يحكمان في دمشق اليوم.. لقد أصبحت دول المنطقة متطورة وفي منطقتنا الجميع يتحدث مع الجميع.. ودمشق الشرع طردت الإيرانيين وأعوانهم وتنادي جيرانها.. ولا تملك إسرائيل ترف التنازل عن دراسة الجدوى.. هذه ليست مهمة معقدة لقد عرف المسؤولون الحكوميون في إسرائيل كيفية إيجاد الطريق إلى هؤلاء المتمردين في الماضي حتى بالنسبة للأقصى تطرفا”.
ويؤكد جاكي أن الدين ليس عائقا أمام العلاقات بين الشركات أو الدول طالما لم يتم تعبئتها لاحتياجات سياسية.
تهديدات بينيتهذا، وتطرق المحلل في صحيفة “معاريف” العبرية إلى مقال نشره رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت على أعمدة صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية هذا الأسبوع خصصه للوضع في سوريا.
وفي بداية المقال ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أن إسرائيل تواجه لحظة حاسمة من الخطر والفرصة.
وأضاف نفتالي بينيت أن “أي تغيير يحدث من الآن فصاعدا سيؤثر على الأرجح على المنطقة لعقود من الزمن ونحن جميعا نعرف المخاطر”.
واستعرض الوزير السابق بالتفصيل الوضع في سوريا وتعدد تنظيمات وفصائل المتمردين و”الماضي المقلق للرئيس االجديد” مشككا في صورة الشرع المعتدلة، مشيرا إلى أن “تحوله من جهادي إلى محب للبدلات كان تمرينا محسوبا وليس أكثر”، حيث كتب رئيس الوزراء الأسبق: “على الأرجح أن الشرع سيظل سلفيا جهاديا، وتبقى عقيدته الأساسية كما كانت”.
وفي نهاية المقال وجه بينيت تهديدا لحكام دمشق الجدد، حيث شدد على أنهم لن ينتظروا لمشاهدة ما إذا كانت منظمة مثل “منظمة الجولاني” معتدلة، لكنهم سيعملون على تحييد التهديدات قبل أن تظهر.
المصدر: صحيفة “معاريف” العبرية