وحدة اليمام.. فرقة شرطة إسرائيلية خاصة بالاغتيال والاعتقال
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
وحدة اليمام -وتعرف أيضا بـ"وحدة مكافحة الإرهاب الوطنية"- هي إحدى فرق النخبة التابعة لشرطة حرس الحدود الإسرائيلية، متخصصة في حالات التدخل السريع واستعادة الرهائن وتنفيذ "عمليات مركزة ودقيقة"، ومن مهامها الاغتيالات والاعتقالات في صفوف أفراد المقاومة الفلسطينية.
وتعمل الوحدة بالتنسيق التام والتعاون الوثيق مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لا سيما وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك"، وعلى الرغم من كونها وحدة مدنية تابعة للشرطة، إلا أنها كثيرا ما تشارك في العمليات العسكرية.
تأسست وحدة اليمام في أواخر عام 1974، على إثر تنفيذ المقاومة الفلسطينية عمليات احتجاز رهائن إسرائيليين، بهدف التفاوض وتحرير أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية في إطار عمليات تبادل.
وكانت عملية ميونخ أبرز تلك العمليات، إذ تمكنت جماعة أيلول الأسود التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) من اختطاف 11 من أعضاء البعثة الرياضية الإسرائيلية في دورة الألعاب الأولمبية في مدينة ميونخ بألمانيا عام 1972، لكن العملية أسفرت عن مقتل الرياضيين الإسرائيليين، على إثر تدخل من الشرطة الألمانية، بعد رفض إسرائيل التفاوض.
وصدرت الأوامر من السلطات الإسرائيلية حينئذ بإنشاء قوة ضاربة دائمة للتصدي لمثل تلك العمليات، غير أن الأمر لم يتحقق إلا بعد عامين، بعد عملية معالوت التي وقعت في مايو/أيار 1974، حين سيطر 3 عناصر من وحدة الشهيد كمال ناصر، التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، على مدرسة في مستوطنة معالوت بإسرائيل، واحتجزوا نحو 100 شخص بداخلها.
أفراد من وحدة اليمام الإسرائيلية أثناء عملية عسكرية قرب القدس (رويترز)ورفضت القوات الإسرائيلية التفاوض مجددا، واقتحمت وحدة النخبة الإسرائيلية "سييرت متكال" المبنى لإطلاق سراح الرهائن، لكنها لم تكن مؤهلة بما يكفي لتلك العملية، وارتكبت العديد من الأخطاء في التخطيط والتنفيذ، ما أدى إلى مقتل 27 إسرائيليا، وسقوط العديد من الجرحى.
وعلى إثر العملية، شكلت السلطات الإسرائيلية لجنة أمنية عسكرية حملت اسم "لجنة حوريف" بغرض إيجاد حلول للمشاكل المشابهة، وجاء ضمن توصيات اللجنة تشكيل وحدة شرطة خاصة داخل الخط الأخضر، من أجل التصدي لعمليات الخطف والمساومة.
وتولى قائد حرس الحدود حينها داني حاييم إنشاء وحدة خاصة تابعة لحرس الحدود، بقيادة يعقوب نمرود، أُطلق عليها اسم "لواء القبضة"، وكان مقرها في مطار بن غوريون، وفي وقت لاحق، حملت الوحدة اسم "يمام"، وهو عبارة عن الأحرف الثلاثة الأولى للكلمات العبرية "وحدة شرطة خاصة".
وحرصت السلطات الإسرائيلية لوقت طويل على إبقاء معظم أنشطة وحدة اليمام سرية، وتنسب عملياتها إلى وحدات أخرى، وتحرص على عدم الكشف عن اسم قائدها أو عناصرها.
التطوير وإعادة الهيكلةلم تلق الوحدة اهتماما كافيا في بداية إنشائها، وعانت من الركود، وبقي التمويل المخصص لها محدودا، وظلت مهمشة من قبل الجيش وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، دون مساحات واسعة للتعاون والتنسيق.
وفي عام 1976 تولى أساف حيفتس قيادة الوحدة، وكانت تلك نقطة تحول في تاريخها، إذ كان حيفتس مظليا معروفا في الجيش الإسرائيلي، وله أصدقاء مهمون في الدولة، من بينهم إيهود باراك، الذي تولى رئاسة الحكومة الإسرائيلية فيما بعد.
وعمل حيفتس على تحويل اليمام إلى وحدة شرطة احترافية، وأقنع جنودا محترفين بالانضمام إلى الوحدة، التي بدأت منذ ذلك الوقت تخضع لتحولات جوهرية في نظامها وهيكلتها، كان أبرزها تغييرات في نمط التجنيد ومدته ونوعية التدريب، حتى أصبحت بمرور الزمن وحدة من المقاتلين المحترفين المتفرغين للعمل ضمن إطار الوحدة.
وحدة اليمام الإسرائيلية شاركت في عدة عمليات عسكرية أثناء العدوان على غزة عام 2024 (مواقع التواصل الاجتماعي)وبعد التصدي لعملية الساحل عام 1978، أخذ نشاط الوحدة منحنى أوسع، وحظيت بثقة السلطات الأمنية والعسكرية في إسرائيل، وتم توسيع نطاق نشاطها، الذي لم يعد مقتصرا على العمل داخل الخط الأخضر، بل أصبحت تسند إليها مهام "أمنية خطيرة" في منطقتي الضفة الغربية وقطاع غزة، كما تحول مقرها الرئيسي إلى مستوطنة مشمار أيالون.
وبحلول منتصف تسعينيات القرن العشرين، أخذت تلك الوحدة تنفذ مهام إضافية مثل الاعتقال والاغتيالات في صفوف المقاومة الفلسطينية، وتنفيذ عمليات تتعلق بـ"مكافحة الإرهاب".
وفي أعقاب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، خضعت الوحدة لسلسلة جديدة من التغييرات الهيكلية، لتطوير قدراتها على مواجهة المقاومة الفلسطينية المسلحة، ومن ذلك، رفع مستوى التنسيق والتعاون بينها وبين الجيش الإسرائيلي والشاباك.
وحظيت اليمام باهتمام أكبر من المسؤولين، الذين عملوا على تعزيزها ودعم قدرات عناصرها، وأصبحت تحتل مكانة مرموقة بين الوحدات الخاصة والنخبوية الإسرائيلية، لقيامها بعمليات خاصة وصفت بـ"المركزة والدقيقة"، وتفوقها في الاغتيالات والتصفيات الواسعة التي نفذتها في صفوف الفلسطينيين.
واستنادا إلى تحليلات أجراها مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تم اختيارها من بين كافة وحدات النخبة عام 2021، لتكون "أول وحدة وطنية لمكافحة الإرهاب وتخليص الرهائن" في تاريخ إسرائيل، وأُطلق عليها رسميا اسم "وحدة مكافحة الإرهاب الوطنية".
وتضمن التوصيف الجديد نوعا من التكريم، فضلا عن مسؤوليات إضافية تناط بالوحدة مع زيادة في التمويل، إذ تم تخصيص حوالي 3.16 ملايين دولار من ميزانية مكتب رئيس الوزراء عام 2022 من أجل دعم الوحدة وتعزيز مواردها، وزيادة عدد أفرادها، وتزويدهم بأسلحة متطورة، وتحسين البنية التحتية للتدريب، ورفع مستواه.
التدريب والتسليحعملية اختيار الأفراد للانضمام للوحدة صارمة وتخضع لمعايير الانتقاء، إذ يمر المرشحون بأسبوع اختيار شاق يُطلق عليه "أسبوع الجحيم"، لا يتمكن من اجتياز الاختبارات فيه سوى نسبة تقدر بأقل من 1% من المرشحين، على الرغم من كون جميع المتقدمين هم جنود مدربون، إذ يشترط في المرشحين أن يكونوا ما بين 22 و30 عاما، وأن يكونوا قد أمضوا ثلاث سنوات من الخدمة في الجيش الإسرائيلي.
وبعد أسبوع الاختيار، يخضع المجندون لدورة تدريبية لمدة ثمانية أشهر، وتنقسم الدورة إلى فترة تدريب عامة لمدة ثلاثة أشهر في مدرسة مكافحة الإرهاب (لوتار)، التابعة للجيش الإسرائيلي، وفي الفترة المتبقية، يقسم المجندون إلى فرق متخصصة، ويتم تدريبهم وفق تخصصاتهم.
ويتلقى المجندون تدريبات على أساسيات اللغة العربية وكذا الثقافة العربية، ويتدربون على الاندماج والعمل داخل المجتمع العربي دون أن تنكشف هوياتهم الأصلية، كما يتلقون دروسا في مهارات القنص والاستطلاع وتشغيل الكلاب والتخلص من القنابل والانتشار السريع، والتنسيق الكامل بين فرق الوحدة المختلفة.
ولا يتوقف التدريب بعد الانضمام للوحدة، إذ تستمر التدريبات المكثّفة والنوعية على مدار العام وفي بيئات جغرافية مختلفة وسيناريوهات متعددة، كما يشارك أعضاء الوحدة في مناورات وتدريبات مشتركة مع وحدات أجنبية من دول عديدة حول العالم، مثل ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا.
ويبلغ متوسط أعمار جنود اليمام 35 عاما وضباطها 40 عاما، ومعظمهم من مشغلي وحدات النخبة القدامى، مثل وحدة إيغوز وسييرت متكال وشايطيت 13 ودوفدفان وشلداغ وماجلان، ومع أن الوحدة تتبع جهاز الشرطة، إلا أن عناصرها يرتدون الزي العسكري الذي يرتديه جنود الجيش الإسرائيلي.
ويستخدم أفراد اليمام أسلحة حديثة ومتطورة، أبرزها: بندقية "إم- 4 آي 1″، ومسدسات غلوك 17 و19 ذات عيار 9 ملم، وبنادق "آي دبليو آي آراد" و"آي دبليو آي نقب إس إف"، بعيار 5.56 ملم، وقاذفة القنابل اليدوية "إم- 203" بعيار 40 ملم، وبندقية "إس آر 25″، وبندقية "بي جي إم ألتيما ريشيو" وبندقية "باريت إم 82" وبنادق "إم -24".
الفرق والأقسامتضم وحدة اليمام مجموعة فرق تنفذ مهام متخصصة، وتعمل معا بتنسيق عال، بحيث يشكل مجموع الفرق وحدة مستقلة سريعة الانتشار، قادرة على العمل وحدها.
وفرق هذه الوحدة، هي:
فرقة القنص: متخصصة في إطلاق النار والقنص على مديات مختلفة. فرقة الاختراقات: متخصصة في مداهمة المباني، وتنفيذ اعتقالات واغتيالات داخلها. وحدة القرود: تتمتع بكفاءة عالية في مهارات التسلق والتزحلق واقتحام المباني من الأعلى والأسفل. فرقة المستعربين: تضم عملاء سريين قادرين على الاندماج داخل المجتمعات العربية، والقيام بعمليات سرية كالتجسس والاغتيالات دون اكتشافهم. فرقة إبطال الذخائر المتفجرة: متخصصة في التعامل مع المتفجرات وتفكيكها. فرقة الكلاب البوليسية: تضم عناصر قادرين على تشغيل الكلاب المدربة للمساعدة في تنفيذ مهام خاصة. فريق الإسعاف: متخصص في تقديم المساعدات الطبية الضرورية. الفريق الصامت: يعمل عناصره على تطوير تكتيكات عسكرية خاصة لمواجهة المقاومة السلمية والمسلحة وتخليص الرهائن، إضافة إلى اختبار الأسلحة الجديدة. قوات وحدة اليمام الإسرائيلية مجهزة بأسلحة خفيفة ومعدات قنص (مواقع التواصل الاجتماعي) المهام والمسؤوليات تنفذ وحدة اليمام مجموعة من المهام الخاصة داخل الخط الأخضر وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، وتشمل: إجراء عمليات سرية في غزة والضفة الغربية عبر التخفي والاندماج في المجتمعات العربية. إحباط عمليات المقاومة والاشتباك مع المقاومين الفلسطينيين وصد التوغلات الحدودية. تنفيذ غارات هجومية ضد أهداف معادية في المناطق المدنية والقتال عن قرب. مطاردة عناصر المقاومة واعتقالهم وقمع العمل الفلسطيني المسلح. تنفيذ اغتيالات وتصفيات بحق النشطاء الفلسطينيين، لا سيما القيادات. ابتكار تقنيات جديدة للقتال، واستحداث إجراءات عسكرية يمكن أن تنجح في بيئات مختلفة. استعادة الرهائن و"مكافحة الإرهاب والجرائم الخطيرة". أبرز عمليات وحدة اليماماليمام وحدة مستقلة قادرة على إدارة العمليات لوحدها، ومع ذلك فهي تعمل بتنسيق وتعاون استخباراتي وعسكري وعملياتي مع وحدات الشرطة والجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية مثل الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان). وقد نفذ مقاتلوها العديد من العمليات الخاصة منذ تأسيسها، ومن أبرزها:
عملية الساحل (كمال عدوان):تسللت فرقة مكونة من 13 فلسطينيا من حركة فتح بقيادة دلال المغربي، من لبنان عبر البحر إلى فلسطين عام 1978، واستطاعت أن تستولي على حافلة إسرائيلية، وتحتجز من فيها، بغرض التفاوض بشأن تحرير أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وكانت وحدة اليمام أسرع الوحدات الإسرائيلية تدخلا، لكنها فشلت في السيطرة على منفذي العملية دون وقوع إصابات، فقد قتل 37 إسرائيليا وأصيب أكثر من ثمانين، من بينهم قائد الوحدة حيفتس.
وعلى الرغم من ذلك عدت السلطات الإسرائيلية العملية ناجحة، إذ حالت الوحدة دون تحرير أسرى فلسطينيين، كما استشهد 9 مقاومين وأُسر اثنان.
الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987 -1992):شاركت وحدة اليمام أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 -بالتنسيق مع الشاباك- في تنفيذ اغتيالات لشخصيات ونشطاء فلسطينيين.
عملية ديمونا (1988):اختطف ثلاثة فدائيين فلسطينيين حافلة تقل موظفين في مفاعل ديمونا النووي، وكانت اليمام إحدى الوحدات الإسرائيلية المشاركة في التصدي للعملية، وكانت أسرعها، وتمكنت من قتل منفذي العملية جميعا، وبذلك استطاعت أن تحوز ثقة القيادتين العسكرية والأمنية الإسرائيلية.
الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000- 2005):نشطت وحدة اليمام أثناء الانتفاضة بالتنسيق مع الجيش وجهاز الشاباك في تنفيذ اعتقالات واغتيالات واسعة في صفوف المقاومة الفلسطينية، وبلغ عدد الاغتيالات في تلك الفترة نحو 179.
وفي أعقاب الانتفاضة تركز عمل الوحدة بشكل كبير على اغتيال النشطاء الفلسطينيين، لا سيما القيادات العسكرية الميدانية والقيادات التنظيمية للفصائل الفلسطينية، كما عملت على ملاحقة وتصفية منفذي العمليات الفردية من غير المنتسبين إلى الفصائل.
عمليات إيلات (2011):شاركت الوحدة في التصدي لعملية التسلل التي نفذها مسلحون، عبروا الحدود المصرية إلى صحراء النقب، ونفذوا هجمات على مسافة نحو عشرين كيلومترا شمال مدينة إيلات، وأسفرت الهجمات عن مقتل ثمانية إسرائيليين بينهم جندي وشرطي، وطاردت القوات الإسرائيلية المهاجمين وقتلت ستة من قوات الأمن المصرية أثناء تبادل لإطلاق النار.
اغتيال شابين في مدينة الخليل (2014):شاركت اليمام في عملية خاصة بالتعاون مع الجيش وجهاز الشاباك، اغتيل فيها شابان فلسطينيان (مروان قواسمي وعامر أبو عيشة) اتهما بخطف وقتل 3 مستوطنين إسرائيليين، كما اعتقلت ثلاثة فلسطينيين آخرين متهمين بالمساعدة في عملية الاختطاف.
مطاردة الفارين من سجن جلبوع (2021):شاركت وحدة اليمام في مطاردة 6 أسرى فلسطينيين، استطاعوا الهرب من سجن جلبوع عام 2021، في إطار "الاعتقالات شديدة الخطورة" التي تعد من مهامها الرئيسية.
معركة طوفان الأقصى (2023):قاتلت الوحدة بحسب المصادر الإسرائيلية في 15 موقعا مختلفا في معركة طوفان الأقصى، التي شنتها المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقُتل من عناصر الوحدة أثناء المعركة 9 من أصل 26 مجندا قتلوا منذ تأسيسها، كما أصيب 40 آخرون.
العدوان على غزة (2023- 2024):في أعقاب معركة طوفان الأقصى شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، وانضمت وحدة اليمام للقتال داخل القطاع، وشاركت في العمليات العسكرية، كما شاركت في عمليتي استعادة رهائن هما:
استعادة رهينتين إسرائيليين أثناء عملية عسكرية في رفح في فبراير/شباط 2024، أسفرت عن استشهاد 63 فلسطينيا على الأقل، وإصابة عشرات آخرين. استعادة أربعة رهائن إسرائيليين في يوليو/تموز 2024، كانت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قد أسرتهم في معركة طوفان الأقصى، وقد شنت قوات الاحتلال عملية على مخيم النصيرات، وتمكنت وحدة اليمام بالتنسيق مع جهاز الشاباك وبالاستعانة بمعلومات استخباراتية أميركية من تحرير الرهائن الأربعة. ولكن العملية أسفرت عن استشهاد وإصابة مئات المدنيين الفلسطينيين، كما قُتل في الغارة أسرى إسرائيليون وقائد قوة اليمام في العملية أرنون زامور. استشهاد خمسة فلسطينيين:أطلق أفراد من الوحدة في أكتوبر/تشرين الأول 2024 النار على سيارة في مدينة نابلس بالضفة الغربية، ما أدى إلى مقتل خمسة فلسطينيين، ادعت السلطات الإسرائيلية أنهم مسلحون، كان من بينهم قائد كتائب شهداء الأقصى في مخيم بلاطة عصام الصلاج.
انتهاكات لحقوق الإنسانقدمت منظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي" في يوليو/تموز 2023 مذكرة إلى الحكومة الأميركية، تطالب وزارة الخارجية أن تُخضع وحدة اليمام لعملية التحقق بموجب قانون ليهي، ودعت إلى فرض قيود على الوحدة، وحرمانها من تلقي المساعدات العسكرية الأميركية والتدريب بموجب القانون.
وذكرت المنظمة أن وحدة اليمام ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بموجب قانون ليهي، وجرائم حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، إذ قتل عملاء سريون من الوحدة فلسطينييَن خارج نطاق القضاء، وآخريَن بتهور متعمد، بينهما طفل في الـ14 من عمره، حين أطلقوا النار على حشد من المدنيين في جنين في مارس/آذار 2023.
ووثقت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال (فرع فلسطين) في أغسطس/آب 2023 عملية إطلاق نار نفذتها الوحدة على سيارة يستقلها ثلاثة فلسطينيين، فقتلتهم خارج نطاق القضاء، وكان بينهم فتى يبلغ من العمر 16 عاما.
وتوصلت اللجنة الخاصة بوزارة الخارجية الأميركية بالإجماع إلى أن وحدة اليمام ارتكبت انتهاكات قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما يجعلها غير مؤهلة لتلقي المساعدة العسكرية الأميركية وفقا لقانون ليهي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الانتفاضة الفلسطینیة المقاومة الفلسطینیة السلطات الإسرائیلیة معرکة طوفان الأقصى الجیش الإسرائیلی مکافحة الإرهاب الإسرائیلیة فی أسرى فلسطینیین وحدة الیمام الیمام فی متخصصة فی فی صفوف من بین
إقرأ أيضاً:
حميد عاصم لـ “الوحدة”:الصراع مع العدو الصهيوني صراع وجود وعليه مغادرة أرضنا العربية
حاوره / نجيب علي العصار
قال حميد عاصم، عضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الناصري، أن العدوان الأميركي البريطاني لن يثني اليمنيين عن دعم وإسناد مقاومة غزة ولبنان، مبينا أن الصراع مع العدو الصهيوني صراع وجود وعليه مغادرة أرضنا العربية.
وبخصوص مشاورات السلام مع النظام السعودي أكد عاصم، في حوار أجرته معه “الوحدة” أنه ليس هناك أي جديد والسبب هو تهرب الجانب السعودي من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في رمضان العام الماضي في صنعاء، من خطوات سياسية واقتصادية وأمنية وإعادة الإعمار لما تم تدميره وإطلاق سراح الأسرى.
وتطرق عاصم الذي يشغل منصب وكيل أول محافظة صنعاء، إلى موقف محور المقاومة في الإسناد والدعم لمقاومة غزة ولبنان، خاصة الموقف اليمني، بالإضافة إلى جملة من الأحداث والتطورات الجارية في المنطقة، فإلى تفاصيل الحوار:
لو بدأنا الحديث عن العدوان الذي يدخل عامه التاسع وما تلاه من عدوان أميركي بريطاني الآن، ما قراءتك لهذه التطورات وتأثيراته على مسار السلام في اليمن؟بدايةً يمكن القول إن العدوان البربري الغاشم الذي شنه النظام السعودي والإماراتي ومعهما دول عديدة منذ الـ26 مارس 2015م، وحتى اليوم فشل في تحقيق أهدافه في اليمن، سوى أنه دمر البنى التحتية وقتل وجرح المدنيين وارتكب المجازر بحق الآلاف من أبناء شعبنا اليمني، نساء وأطفال وكبار السن، ونزحت العديد من الأسر جراء قصف الطيران الذي شن أكثر من مائتي وخمسة وسبعون ألف طلعة جوية استهدفت كل شيء البشر والحجر، كما جندت دول العدوان آلاف من المرتزقة من أبناء اليمن ومن بعض الشركات كـ”بلاك ووتر” وغيرها لقتال أبناء اليمن، واستطاع اليمن بقيادته الربانية الحكيمة وقيادته السياسية والعسكرية أن يقف ضد العدوان الذي دخل عامه العاشر، ووصل اليمن إلى صنع ترسانة عسكرية كبيرة من أصغر آلة عسكرية (المسدس إلى الصواريخ الباليستية البعيدة المدى والطيران المسير وتحديث القوات البحرية وبجهود ذاتية في ظل حصار بربري غاشم وانعدام صرف المرتبات بسبب نقل البنك المركزي إلى عدن والاستحواذ على مقدرات الوطن، وخاصة النفط الذي يمثل ثمانين في المائة من إجمالي الدخل القومي والناتج المحلي.
مشاورات السلام مع السعودية توقفت بسبب تهربها من اتفاق صنعاء
ماذا عن مسار مفاوضات السلام في اليمن؟حقيقةً مشاورات السلام متوقفة منذ رمضان العام الماضي 2023م، ولم تتقدم في أي جانب، والسبب هو تهرب الجانب السعودي من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، من خطوات سياسية واقتصادية وأمنية وإعادة الإعمار لما تم تدميره وإطلاق سراح الأسرى من الطرفين، خصوصاً بعد تلك المشاورات التي تمت في صنعاء بيننا وبين الجانب السعودي بوساطة عمانية، وبعد طوفان الأقصى أعلنت أميركا وبريطانيا بأنهما سيقفان ضد أي سلام حتى توقف اليمن حصارها للكيان الصهيوني، ومنع السفن المتجهة إلى الكيان، ومنذ انطلقت عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر وها هي تكمل عاماً من المقاومة الباسلة متحدية الترسانة العسكرية لجيش الاحتلال ومن يدعمه وبكل قوة، لم يثنِ الشعب اليمني عن موقفه القوي والمستمر في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم ومساندته مهما كانت التهديدات والتحديات، وتعرضت اليمن نتيجة هذا الموقف الثابت والمساند لغزة ولبنان لعدوان بريطاني أمريكي مستمر حتى اللحظة باستهداف المدنيين والمنشآت المدنية والبنية التحتية، وبالنتيجة سيفشلون في إخضاع اليمن، حتى وإن أوغلوا في دماء المدنيين والأبرياء.
الفساد والبذخ في نفقات المرتزقة أديا إلى تدهور العملة المحلية في المحافظات الجنوبية
هناك حديث عن مبادرة أممية بشأن توحيد العملة والقطاع المصرفي خاصة بعد أن شهدت أسعار صرف الريال مزيدا من التراجع أمام العملات الأجنبية في مناطق سيطرة حكومة المرتزقة.. ما حقيقة هذا الأمر؟لا شك أن العملة المحلية في مناطق سيطرة المرتزقة تدهورت تدهورا كبيرا حتى تعدى سعر الريال أمام الدولار ألفي ريال، وأما الريال السعودي تجاوز خمسمائة وخمسين ريالاً، والسبب هو الفساد الذي يمارسه المرتزقة والبذخ في نفقات تلك القيادات في الداخل والخارج، بالإضافة إلى نهب المال العام بالرغم من المساعدات التي تصب في بنك عدن من دول العدوان والمنظمات الأجنبية، وحينما نرى الامم المتحدة تهب لإنقاذ تلك العصابات فإننا نتأكد بأنها ليست مهتمة باليمن بشكل عام.
وأعتقد إن ما تم الاتفاق عليه في محادثات السويد كافٍ لحل الاشكالات المالية والاقتصادية وعلى رأسها دفع مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين والمتقاعدين، وإذا تم الضغط على المرتزقة والنظام السعودي من أجل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سواء في مشاورات السويد أو في مفاوضات صنعاء بين اليمن والسعودية، فإن الحلول ستكون سهلة وفي متناول أبناء اليمن.
العدوان الأميركي البريطاني لن يثنينا عن دعم وإسناد مقاومة غزة ولبنان
دهاليز مجلس الأمن ومراكز الدراسات الأمريكية تُحذر من خطر تنامي قدرات الجيش اليمني على “إسرائيل” والمصالح الأمريكية ما السر وراء ذلك؟لا شك أن اليمن الذي اعتدي عليه في مارس ٢٠١٥م، وما زال العدوان قائما حتى اللحظة، من حقه أن يسعى إلى امتلاك السلاح الرادع الذي يجب أن نستخدمه ضد كل من يعتدي على وطننا ويقلق أمننا أو يعتدي على أبناء أمتنا العربية والإسلامية، وهذا الأمر ليس سرا وقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، يعلن مرارا وتكرارا عن ذلك في خطاباته المتتالية ويؤكد على جاهزية قواتنا المسلحة، وأننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما ترتكبه العصابات الصهيونية من جرائم وإبادة في حق أبناء أمتنا في غزة ولبنان.
وعلى الجميع أن يدركوا أن الصراع بيننا وبين العدو الصهيوني هو صراع وجود وليس صراع حدود، وأن هذا العدو يجب أن يغادر أرضنا العربية إلى البلاد التي أتى منها.
وبإيجاز، فالسر من وراء امتلاكنا للسلاح هو الدفاع عن الأرض والعرض والأمة العربية والإسلامية.
لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه حرب الإبادة في غزة ولبنان
كمتابع لمجريات الأحداث.. كيف تقرأ دور دول محور المقاومة بما فيها اليمن “صنعاء”، في الوقوف بوجه آلة العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان؟لا شك أن دول محور المقاومة قد عملت إلى جانب إخواننا في غزة ولبنان ودعمتهما بالإسناد وبالعمليات الصاروخية والطيران المسير، وضربت أهدافا حيوية، وما زالت مستمرة وستستمر في ذلك ما دام العدوان مستمرا.
أما بالنسبة لليمن فعملياتها منذ انطلاقة طوفان الأقصى تعد ما كان يتوقعه السياسيون والعسكريون والمهتمون خاصة وأن اليمن لم يخرج بعد من آثار العدوان الذي شنته عليه دول العدوان منذ ٢٠١٥ والذي ما زال مستمرا وتعدى كل التوقعات وانطلق للدفاع عن أهلنا في غزة ومؤخرا للدفاع عن أهلنا في لبنان وأعلن وقوفه الكامل بكل ما لديه من قدرات عسكرية في قطع الشريان الاقتصادي للعدو وأعوانه في البحر الأحمر، وهذا الفعل الذي قلب الموازين وأعطى مثالاً في إيجاد الوسائل في الضغط على العدو والقدرة على مواجهة الاحتلال، بالإضافة إلى الوسائل الأخرى من المسيرات الشعبية والصواريخ والطيران المسير ، لا سيما ضرب عاصمة الكيان الصهيوني تل أبيب، بالإضافة قصف ومنع وطرد البوارج وحاملات الطائرات الأمريكية والبريطانية من الإبحار في مياهنا سواء في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن ووصل الأمر إلى المحيط الهندي، ناهيك عن حشد أبناء اليمن المقاتلين إلى الدورات التدريبية للاستعداد لهذه المعركة المقدسة، كما أن اليمنين قدموا دعما ماليا لإخوانهم في غزة ومؤخرا في لبنان بالرغم من الظروف المعيشية، التي تمر بها اليمن جراء الحصار الغاشم، وهو واجب ديني وعربي وإسلامي ، كما أن دول محور المقاومة قامت بدورها المساند والفعال وخاصة لبنان والعراق وإيران، وهي أدوار عظيمة سينتج عنها الانتصار العظيم بإذن الله تعالى.
معركة طوفان الأقصى “مصيرية” وستولد مقاومات من رحم المعاناة
بعد مرور عام على معركة “طوفان الأقصى”، هل سيكون الشرق أمام مشهد إقليمي جديد بالكامل.. إلى أين في رأيك تتجه الأحداث؟كل المؤامرات التي حيكت وتحاك ضد الوطن العربي منذ عشرات السنين، هي مؤامرات صهيونية أمريكية بريطانية وبتواطؤ من بعض الأنظمة الرجعية العميلة المطبعة مع الكيان.
وباختصار شديد أرى أن الأمور متوقفة على هذه المعركة المصيرية، التي تُمرغ أنوف الصهاينة ومن معهم التراب على أرض غزة ولبنان، نثق أننا منتصرون وأن الوطن العربي سيكون بخير، أما لا سمح الله وانتصر الأعداء فلا شك أنهم سيحاولون فرض رؤيتهم للشرق الأوسط، وبالمقابل ستكون هناك مقاومات عديدة، وستولد مقاومات من رحم المعاناة، وسيندم كل من وقف ضد المقاومة وسيدفع الثمن باهظاً.
مصر ستكتوي بنار السيسي والعدو الصهيوني قبل غيرها من الدول العربية
كيف تنظر إلى الخطوة المصرية الأخيرة بشأن السماح للسفن الحربية الأجنبية بما فيها سفن الاحتلال -الذي يمارس حرب إبادة في غزة ولبنان- بالعبور من قناة السويس باتجاه البحر الأحمر؟لا شك أن الصهيونية العالمية تمكنت من زرع قيادات للدول العربية وعلى رأسها القيادات المصرية من لحظة وفاة القائد المعلم جمال عبدالناصر في سبتمبر ١٩٧٠م ، واخترقت أغلب الأنظمة العربية وجعلتها في خدمة الصهيونية ومشاريعها التوسعية، ولعل ما نراه من ممارسات يقوم بها السيسي تجاه أهله في غزة ولبنان، ما هي إلاّ ممارسات صهيونية تخدم العدو الصهيوني، وما منعه للشعب العربي في مصر من دعم أهلنا في غزة ولبنان إلاّ شاهد على عمالته، وأجزم أن مصر ستكتوي بنار السيسي والعدو الصهيوني قبل غيرها من الدول باعتبارها العمق الاستراتيجي لفلسطين ، وإن ما يدور في فلسطين سينتقل إلى مصر والأردن وكل الأنظمة المتواطئة بل والداعمة للكيان الصهيوني، وهي جرائم كبيرة ترتكبها القيادة في مصر وفي البلاد العربية، التي أنجرت قياداتها وراء الكيان الصهيوني وأمريكا وبريطانيا.
المؤامرات الصهيونية تحاك على فلسطين بتواطؤ أنظمة رجعية مطبعة مع الكيان
ما السر وراء عجز المنظومة الدولية عن وقف الحرب والإبادة في غزة ولبنان؟من يتحكم في الأمم المتحدة ومجالسها ومنظماتها اليوم هي أمريكا وبريطانيا وفرنسا وهي الدول الدائمة في مجلس الأمن، وهي مشاركة في العدوان، فكيف نريد منها أن توقف عدواناً هي صاحبته وممولته؟
كلمة أخيرة تودون قولها للرأي العام؟ثقتنا مطلقة في النصر لا محالة وبأنه قادم بإذن الله وأن المقاومة مستمرة وأن محور المقاومة، لن يتخلى عن أهله في غزة ولبنان دعما وإسنادا وجهادا وأن الليل مهما طال سيأتي بعده الفجر..
والنصر كذلك آت لامحالة لأنه وعد الله..
وسلام الله على الشهداء.. والشفاء العاجل للجرحى
والفكاك للأسرى، والخزي والعار لكل متخاذل ومتواطئ وعميل في هذا العالم.