أبوظبي (الاتحاد)
تحت رعاية سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أعلن مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، عن أسماء الفائزين بفروع جائزة كنز الجيل في دورتها الثالثة. وعكست أعمال الفائزين في فئات الجائزة الأربع القيم الأصيلة للشعر النبطي.

وقال سعود عبدالعزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «ترتقي الجائزة عاماً بعد آخر بأعداد المشاركات الرائدة، ومستوى النصوص الإبداعية، التي تعكس جمالية الشعر النبطي والتراث الإماراتي والعربي الأصيل، وقربه من عقول أفراد المجتمع وقلوبهم، ما يجعله وسيلة راسخة لنقل التراث والتاريخ الحضاري الغني بالقيم والمعرفة للأجيال في دولة الإمارات والمنطقة العربية، بما يتلاءم مع مستوى الجائزة التي تستمد اسمها من قصيدة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، والتي تسعى إلى أن تكون منطلقاً يجمع بين الإبداع والفكر والنقد، وصنع حركة شعرية وفنية ونقدية تجعل تجربة الشيخ زايد الإبداعية نقطة انطلاق نحو إبداع جديد».

الفائزون بالجائزة 
وحصدت الفنانة مهسا دواجي من إيران جائزة فرع «الفنون» عن لوحتها «الإمارات العربية المتحدة»، التي حقَّقت شروط الانضباط من حيث التكوين، وملمس السطح، مع إتقان نسب تشريح الحرف، واستخدام التجانس اللوني، فضلاً عن الجهد المبذول في الخلفية لتحقِّق، ببراعةٍ، النسبةَ الذهبية مع التكوين الأساسي للوحة.ونال الشاعر عتيق خلفان الكعبي من دولة الإمارات العربية المتحدة، جائزة فرع «الإصدارات الشعرية» عن ديوانه «تواقيع»، الصادر عن مبادرة حمدان بن محمد للإبداع الأدبي، في 2021، لتميُّز أشعاره بالحداثة والأصالة، ما جعله تجربة إنسانية ثرية، ذات تأمُّلات فلسفية عميقة، مع التمسُّك بالأساليب الشعرية الأصيلة من حيث الصياغة وبناء الصورة، إضافة إلى ثراء معجمه الذي أضفى على التجربة قيمة أدبية عالية.
وحاز الشاعر فيصل العتيبي من المملكة العربية السعودية، جائزة كنز الجيل في فرع «المجاراة الشعرية»، عن قصيدته «الشيخ ناض»، التي تدعو الشباب إلى التمسُّك بالدين والعادات والتقاليد، والاعتزاز بالهُوية الوطنية، والتسلُّح بالعلم لخدمة الوطن، في قصيدة التزمت بالشروط الفنية للمجاراة، وجاءت مفعمة بالجمال الأسلوبي، وحسن اختيار المفردات، وتوظيفها مع القافية والعناصر اللغوية بصورة شعرية تدلُّ على القوة والشجاعة، وتعزِّز حضور الأصالة وقيم الأجداد.
وفاز الفنان فؤاد هوندا من اليابان في فرع «الشخصية الإبداعية»، لإسهاماته البارزة في فن الخط العربي، ممارسةً وتنظيراً وتعريفاً وتعليماً، عبر منهجٍ وَضَعَهُ لتعليم اللغة والخط العربيَّيْن. ويُعَدُّ هوندا أحد أشهر الخطاطين في العالم، حيث اشتُهِرَ بقدرته الفائقة على رسم الخط العربي بشكل مميَّز ودقيق، وشاركت لوحاته في معارض فنية عالمية، وحصد الكثير من الجوائز، حيث جمع بين الثقافتين اليابانية والعربية في مزيج فني منسجم جعل تجربته تحظى بدراسات ومؤلفات تتناولها من جوانب فنية وثقافية معمَّقة.

تحفيز الأجيال.
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «يعكس مستوى الأعمال المشاركة في جائزة كنز الجيل، وتعدُّدها من كافة أنحاء العالم، ما تحظى به من احترام وثقة، فقد نجحت خلال ثلاث دورات في استقطاب مشاركات رفيعة المستوى في الإبداعات ذات الصلة بفروعها، من الدارسين الجادين والمبدعين أصحاب المنجزات المتميِّزة، ممَّن قدَّموا أعمالاً تناولت الموروث المتصل بالشعر النبطي والشعبي وقيمه الأصيلة».
وأضاف: «جاءت الجائزة لتسدَّ فراغاً في مجال دعم استمرار العطاء والإبداع، وتحفيز الأجيال الجديدة إلى البناء على المنجز التراثي للأجداد، وإثرائه بدراسات بحثية، وإبداعات فنية في الشعر والأدب والتشكيل والخط العربي، ونقله إلى لغات العالم في ترجمات منضبطة، فأصبحت منبراً يقصده الشعراء والأدباء والباحثون ومبدعو الفنون البصرية وغيرهم، لعرض إبداعاتهم ونتاجاتهم المعرفية، وهو أمر يحقِّق أهداف مركز أبوظبي للغة العربية وإمارة أبوظبي في تعزيز حضور اللغة العربية بوصفها لغة فنون وإبداع وحضارة متصلة».

 معايير دقيقة 
وقال عبدالله ماجد آل علي، المدير العام للأرشيف والمكتبة الوطنية، رئيس اللجنة العليا لجائزة كنز الجيل: «تحقِّق الجائزة أعلى معايير الحوكمة والكفاءة والنزاهة في تقييم المشاركات، في ظل التنوُّع الكبير والمشاركات الكثيرة والملهمة، التي تحتاج إلى معايير دقيقة لاختيار المشاركات الفائزة».
وأضاف: «تحتفي الجائزة بالفائزين، وتقدِّر جهودهم ومساهماتهم في إحياء هذا النوع من التراث الأصيل الذي يمثِّل ذاكرة الأجيال ومستقبلها».
ومن المقرَّر أن يُقام حفل تكريم الفائزين في 20 نوفمبر 2024 في مكتبة زايد المركزية بمنطقة العين، في إطار فعاليات مهرجان العين للكتاب 2024، الذي يُنظِّمه مركز أبوظبي للغة العربية خلال الفترة من 17 وحتى 23 من الشهر نفسه، برعاية وحضور كبيرين يعكسان أهمية الجائزة، ودورها في ترسيخ تجربة الشيخ زايد الشعرية الملهمة، ورؤيته ومكنونات قصائده الفكرية والمعرفية، والحفاظ عليها كوثيقة معرفية للأجيال المقبلة، يتم البناء عليها في مسيرة الريادة والتميُّز التي تعيشها الدولة.
ويُكرَّم الفائز بلقب الشخصية الإبداعية، ويُمنَح رصيعة ذهبية تحمل شعار الجائزة وشهادة تقدير، وجائزة مالية بقيمة 500.000 درهم، في حين يحصل الفائزون في الفروع الأخرى على رصيعة ذهبية وشهادة تقدير، وجائزة مالية بقيمة 200.000 درهم.
وتهدف جائزة كنز الجيل إلى الاهتمام بالفنون المتصلة بالشعر النبطي، وباللغة العربية، وتكريم المبدعين في مجالات الموسيقى والغناء الشعبي والرسم والخط العربي والبحوث، والاحتفاء بإنجازاتهم التي تعكس ثراء اللغة العربية، وتُسهم في إغناء الشعر النبطي والحفاظ عليه، ونقله للأجيال المقبلة. 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: جائزة كنز الجيل مرکز أبوظبی للغة العربیة جائزة کنز الجیل

إقرأ أيضاً:

صدر حديثًا.. "البوكر العربية وزمن الرواية" للكاتب شوقى عبد الحميد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صدر حديثًا كتاب "البوكر العربية وزمن الرواية" للكاتب والناقد الكبير شوقي عبد الحميد؛ محاولًا الإجابة على ما أثير من تساؤلات حول جائزة البوكر فى نسختها العربية منذ أن انطلقت الجائزة في أبوظبي في أبريل 2007، وبعد سبعة عشر دورة، وبعد أن أحدثت دوامات كثيرة حول الرواية العربية، وحفزت كتاب الرواية للتجويد، فتزايدت أعداد الروايات المقدمة لها فى كل عام عن سابقه، وثارت الأقاويل حول الرواية الفائزة فى كل عام. فمن رافض لها، لأغراض فى نفسه، ومن يرى أن الجائزة وصلت لغير مستحقيها.. ومن يرى أنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان.                    

وفي مقدمة كتابه، يقول الناقد شوقي عبد الحميد: "كما ثارت التساؤلات حول الأسس التى عليها يتم منح الرواية الجائزة، لتتداخل الأراء كذلك. ومن خلال كل تلك التساؤلات، ومن بين كل تلك الدوائر. رأينا أن نقدم قراءة لنموذج من كل بلد من الروايات الفائزة، بحثا عن السمات المشتركة بينها، إذ ربما وصلنا إلى فلسفة منح الجائزة، لتكون مرشدا لكل من يطمح فى الوصول إلى تلك الجائزة، التى تتيح لصاحبها الزخم القرائى، عبر الدول العربية قاطبة، فضلا عن ترجمة العمل إلى اللغات الأخرى. أى انها لا تتوقف فقط عند الجائزة المالية والمقدرة بعشرة آلاف دولار للروايات الست التى تصل إلى القائمة القصيرة، ثم خمسون ألف دولار للفائز بالجائزة. ولكنها تحمل الشهرة والنقد والدراسة فى كل محيط العالم العربى.

وتابع: "انطلقت الجائزة في أبوظبي في أبريل 2007، بناء على فكرة باقتراح لتأسيس جائزة مشابهة لجائزة "بوكر" العالمية. وصرح جوناثان تايلور رئيس مجلس أمناء الجائزة قائلا: أعتقد أن هذه الجائزة ستكافئ الكُتاب العرب المتميزين كما ستحقق لهم التقدير ورفع مستوى الإقبال على قراءة أعمالهم. حيث يقوم مجلس الأمناء سنويًا بتعيين لجنة تحكيم تتألف من خمسة أشخاص وهم نقّاد وروائيون وأكاديميون من العالم العربي وخارجه. 

 

واستطرد: ومن المتابعة يمكن إدراك أنه ما من إعلان عن الفائزين بإحدى المسابقات، إلا ويصحبها العديد من الاعتراضات. وعلى الرغم من أن الكثير من هذه الاعتراضات، تنبع من أغراض محددة، إلا أن الرؤية المتأملة لبعض هذه الجوائز، الخارجة عن إطار المحلية، يمكن فهم رؤيتها والإقتناع بها، حين النظرة المحايدة. 

مقالات مشابهة

  • "العز الإسلامي" يكرّم الفائزين في  ختام بطولة "ALIZZ GT" للألعاب الإلكترونية
  • صدر حديثًا.. "البوكر العربية وزمن الرواية" للكاتب شوقى عبد الحميد
  • خالد بن محمد بن زايد يكرّم الفائزين بجائزة الإمارات الدولية للقرآن الكريم
  • فيديو | خالد بن محمد بن زايد يكرّم الفائزين بجائزة الإمارات الدولية للقرآن
  • البرلمان العربي ينوه بالإسهامات التي حققتها المرأة العربية على كافة الأصعدة
  • كيف تعمل شبكة الإنترنت؟ رحلة إلى قلب الشبكة التي تربط العالم
  • سلطان بن أحمد يكرّم الجهات الفائزة بجائزة «تميُّز»
  • سلطان بن أحمد: «تميز» وسيلة لخلق منظومة عمل تتسم بالمرونة
  • سلطان بن أحمد القاسمي يكرم الجهات الفائزة بجائزة التميز المؤسسي “تميز” في دورتها الأولى
  • اجتماع يناقش آليات تنفيذ جائزة تنمية نفط عمان بتعليمية جنوب الشرقية