يشهد عالم الموضة والإعلانات تحولا جذريا بفضل التطور السريع للذكاء الاصطناعي، حيث دخلت العارضات الافتراضيات إلى الساحة ليصبحن منافسات للعارضات التقليديات في منصات التواصل الاجتماعي ومجال الترويج التجاري.

ومن بين أبرز الشخصيات الافتراضية التي جذبت اهتماما كبيرا، تأتي العارضة الإسبانية الافتراضية أيتانا لوبيز التي استطاعت أن تحقق نجاحًا هائلًا بسرعة قياسية، مما يطرح تساؤلات عن مستقبل هذه الصناعة ومدى تأثير التكنولوجيا على معايير الجمال.

أيتانا.. أول عارضة أزياء افتراضية بإسبانيا

أُنشئت أيتانا بواسطة وكالة "ذا كلولس" الإسبانية، وتمتاز بمظهر فريد يجمع بين الشعر الوردي والأناقة العصرية، مما يجعلها قريبة من الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي.

وتُعد أيتانا نموذجًا رقميا يتفاعل مع متابعيه عبر الصور والفيديوهات، حيث يمكن للعلامات التجارية التحكم في مظهرها وأزيائها وأماكن ظهورها، لتستخدمها للترويج بشكل متجدد وخال من التحديات المتعلقة بالعارضات الحقيقية.

حاليًا، يتابعها أكثر من 300 ألف شخص على إنستغرام، وتعمل مع علامات تجارية شهيرة في مجالات مختلفة.

View this post on Instagram

A post shared by Aitana Lopez✨| Virtual Soul (@fit_aitana)

تشمل أنشطة أيتانا العمل سفيرة للعلامات التجارية ونشر المحتوى الدعائي المدفوع، مما جعلها نموذجًا جديدا يطرح تساؤلات عن طبيعة الترويج باستخدام الشخصيات الافتراضية.

ويُلاحظ أن العارضات الافتراضيات، مثل أيتانا، قد يمثلن صورًا مثالية غير واقعية، مما يدفع الجمهور إلى التساؤل حول معايير الجمال التي تروج لها هذه الشخصيات الرقمية.

تجني أيتانا ما يقارب 10 آلاف يورو شهريًا، وتجذب عقودًا إعلانية من شركات مختلفة في مجال الصحة واللياقة والتغذية. ويُعتبر استخدامها كوجه دعائي لأدوات اللياقة البدينة ممارسة مثيرة للجدل، إذ يرى البعض أنها تروج لصورة غير واقعية، خاصة وأنها ليست شخصية حقيقية.

وقد أثارت العارضة الإسبانية -التي يفترض أنها تبلغ من العمر (25 عاما)- النقاشات حول ما إذا كانت هذه الشخصيات الافتراضية قد تُحدث تأثيرًا سلبيا على الجمهور من خلال نشرها معايير جمال صعبة التحقيق للبشر.

العارضات الافتراضيات.. ثورة في مجال الموضة

وتبدو ظاهرة العارضات الافتراضيات مثل أيتانا، والتي تجمع بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات الرسوم الحاسوبية، في طريقها لإحداث تحول كبير في مجال الموضة. إذ بات بمقدور الشركات الآن التحكم في مظهر العارضة وسلوكها بتكلفة أقل من التعامل مع العارضات البشريات، مما يوفر للمعلنين قدرة كبرى على التحكم في الحملة الإعلانية وتخصيصها.

في المقابل، تثير هذه الظاهرة مخاوف من أن تؤدي إلى تعزيز معايير جمالية غير واقعية. فقد أظهرت الدراسات أن التأثيرات النفسية للجمال المثالي التي تروج له هذه الشخصيات الافتراضية قد تؤثر سلبًا على الجمهور، خاصة الشباب، الذين قد يشعرون بضغط لتحقيق هذه المعايير المستحيلة.

دراسة علمية نُشرت في عام 2019 حول "التفاعل الاجتماعي بين الإنسان والروبوت"، خلصت إلى أن الروبوتات والشخصيات الافتراضية تمتلك القدرة على إقناع البشر وكسب ثقتهم، مما يزيد من فعالية الحملات الإعلانية التي تستخدم شخصيات افتراضية.

وأكدت دراسة أخرى نشرت في العام 2020 أن استخدام المؤثرين الافتراضيين في الإعلانات قد يحقق نتائج إيجابية للعلامات التجارية، مشيرة إلى أن تأثير المؤثرين الافتراضيين يمكن أن يكون مُماثلا لمثيله من المؤثرين الحقيقيين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

تعاون «أبوظبي العالمي» و«الداخلية» لمكافحة الجرائم المالية في الأصول الافتراضية


أبوظبي (الاتحاد)
وقعت سلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي (ADGM )، مذكرة تفاهم مع وزارة الداخلية الإماراتية لتعزيز التنسيق في مجال مكافحة الجرائم المالية المتعلقة بالأصول الافتراضية.
وتهدف الاتفاقية إلى تسهيل تبادل المعلومات، وتعزيز الأطر التنظيمية لتخفيف حدة المخاطر، ودعم الاستراتيجية الوطنية لحماية النظام المالي من التهديدات المتطورة في مشهد الأصول الرقمية.
ويسلط هذا التعاون الضوء على التزام سلطة تنظيم الخدمات المالية بتعزيز الجهود الوطنية الرامية إلى تخفيف حدة مخاطر التقنيات الناشئة، بما يضمن بيئة مالية آمنة ومرنة.
ومن خلال تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الجهات الحكومية الرئيسة، يواصل أبوظبي العالمي (ADGM) مواءمة مبادراته مع خطة العمل الأوسع لدولة الإمارات لحماية الأنظمة المالية من التهديدات المتطورة بما في ذلك، تلك المرتبطة بالأصول الافتراضية.
وقال إيمانويل جيفاناكيس، الرئيس التنفيذي لسلطة تنظيم الخدمات المالية: تركز سلطة تنظيم الخدمات المالية على التعاون مع الجهات المعنية في دولة الإمارات لمكافحة الجرائم المالية بشكل استباقي، وذلك لمواجهة تطورها المستمر، ونهدف من خلال هذا لتعاون إلى بناء شراكات طويلة الأمد على مستوى الدولة لضمان منع الجرائم المالية في مختلف قطاع الخدمات المالية، بما في ذلك، الأصول الافتراضية، حيث أننا نلتزم بحماية سلامة واستقرار النظام المالي، وقيادة الجهود التنظيمية بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية والقوانين الاتحادية، كما نولي أهميةً كبيرةً إلى رفع مستوى الوعي، للمساهمة الفعّالة في الجهود الوطنية لمكافحة هذه الجرائم.
وتُرسّخ مذكرة التفاهم، إطاراً للتعاون بين سلطة تنظيم الخدمات المالية ووزارة الداخلية، بما يدعم تبادل المعلومات والتنسيق بشأن المسائل المتعلقة بالجرائم المالية والأصول الافتراضية، وتعزيز أمن وفعالية النظام المالي الإماراتي، مع تمكين مبادرات تبادل المعرفة وبرامج التدريب المشتركة وتعزيز جهود التحقيق.
ويسعى أبوظبي العالمي (ADGM) إلى تعزيز التزامه بالعمل مع الجهات المعنية على مستوى دولة الإمارات، لتطوير آليات قوية تضمن استقرار وأمن وسلامة القطاع المالي في في ظلّ التطور الرقمي المتسارع.

أخبار ذات صلة «أبوظبي العالمي» يفرض غرامة على«آرنا كابيتال» 8 مؤسسات تدير أصولاً بقيمة 635 مليار دولار تنضم إلى «أبوظبي العالمي»

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى الجيش الروسي إلى 774 ألفا و100 جندي منذ بدء العملية العسكرية
  • من هي أبرز الشخصيات التي تدير المشهد في سوريا الجديدة؟.. وزراء ومحافظون
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 45 ألفا و227 شهيدا
  • خدعة عدادات الكهرباء.. صدمة افتراضية تنتهى فى قبضة الشرطة
  • تعاون «أبوظبي العالمي» و«الداخلية» لمكافحة الجرائم المالية في الأصول الافتراضية
  • الإحتلال الصهيوني يرتكب قرابة 10 آلاف مجزرة بغزة
  • سماع دوي انفجارات قوية في كييف بعد تحذيرات من صواريخ بالستية
  • الفرق كبير.. عارضة أزياء ترتدي فستان هيفاء وهبي
  • حادثة سيارة.. مقتل عارضة أزياء روسية في فرنسا
  • 10 آلاف جنيه شهريا.. فرص عمل جديدة للشباب