ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن النظام الحاكم في إيران يبحث حاليًا ما إذا كان باستطاعته عقد صفقة مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وتحقيق انفراجة في مسار العلاقات الثنائية المتأزمة منذ فترة طويلة.

مستشار الرئيس الفلسطيني: نتنياهو يستغل فوز ترامب لتوسيع الاحتلال في الضفة الغربية آخرهم ماركو روبيو للخارجية.

.أبرز الشخصيات الذين اختارهم ترامب لشغل مناصب رئيسية

وقالت الصحيفة - في سياق مقال تحليلي - إن البعض في الحكومة الإيرانية الجديدة الأكثر اعتدالاً يعتقدون أن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ربما تفتح نافذة لإبرام صفقة دائمة مع الولايات المتحدة، مع الإشارة إلى انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية وفرض عقوبات اقتصادية صارمة على إيران وإصدار أوامر بقتل أعلى جنرالاتها .. فيما قال مدعون فيدراليون يوم الجمعة الماضية إن إيران خططت لاغتيال ترامب قبل انتخابات نوفمبر.

مع ذلك، وعلى الرغم من هذا التاريخ المشحون، أبرزت "نيويورك تايمز" أن العديد من المسئولين السابقين والخبراء والافتتاحيات الصحفية في إيران دعت علنًا الحكومة إلى التعامل مع ترامب في الأسبوع الذي تلا إعادة انتخابه.. وقالت صحيفة شرق -وهي الصحيفة اليومية الإصلاحية الرئيسية - في افتتاحية على الصفحة الأولى، إن الرئيس الإيراني الجديد الأكثر اعتدالاً مسعود بزشكيان يجب أن "يتجنب أخطاء الماضي ويتبنى سياسة براجماتية متعددة الأبعاد".

 

وبالفعل، اتفق كثيرون في حكومة بزشكيان مع هذا الرأي، وفقًا لخمسة مسئولين إيرانيين تحدثوا إلى "نيويورك تايمز" بشرط عدم نشر أسمائهم لأنهم غير مخولين بمناقشة سياسة الحكومة.. وقال هؤلاء إن ترامب يحب عقد الصفقات التي فشل فيها الآخرون وأن هيمنته الضخمة في الحزب الجمهوري قد تمنح أي اتفاق محتمل قوة أكبر للبقاء وجادلوا بأن هذا قد يعطي فرصة لنوع ما من الصفقة الدائمة مع الولايات المتحدة.

 

وكتب أحد السياسيين البارزين والمستشار السياسي السابق للحكومة الإيرانية حامد أبو طالبي - في رسالة مفتوحة إلى الرئيس الإيراني -" لا تضيع هذه الفرصة التاريخية للتغيير في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة".. ونصح بزشكيان بتهنئة ترامب على فوزه في الانتخابات ووضع نبرة جديدة لسياسة عملية وتطلعية نحو المستقبل.

 

في المقابل، أوضحت الصحيفة الأمريكية أن العديد من المحافظين، بمن فيهم البعض في فيلق الحرس الثوري القوي، يُعارضون أي تعامل مع ترامب فيما قالت وزارة العدل الأمريكية إن فيلق الحرس الثوري الإيراني اخترق أجهزة كمبيوتر خاصة بحملة ترامب ونشر معلومات مضللة عبر الإنترنت في محاولة للتأثير على الانتخابات الرئاسية.. وفي يوم الجمعة الماضية، كشف مدعون فيدراليون في مانهاتن عن محاولة إيران لاغتيال ترامب.

 

ووصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي هذه الاتهامات بأنها سيناريو "مختلق" - في منشور عبر موقع "إكس" للتواصل الاجتماعي يوم السبت الماضي - وقال إن إيران تحترم اختيار الشعب الأمريكي في انتخاب رئيسه وأن الطريق إلى الأمام لإيران والولايات المتحدة يبدأ بـ "الاحترام" المتبادل و "بناء الثقة".

 

وفي مقابلة أُجريت معه، قال رضا صالحي، وهو محلل محافظ في طهران مقرب من الفصيل السياسي المتشدد في البلاد، إن التفاوض مع ترامب سيكون تحديًا سياسيًا للحكومة الإيرانية الجديدة وقد أعرب المحافظون بالفعل عن استيائهم، قائلين إن أي مشاركة ستكون خيانة للجنرال قاسم سليماني، الذي أمر ترامب باغتياله في عام 2020.

 

وحتى أولئك الذين يريدون التعامل مع ترامب يقولون إن السياسة الخارجية لإيران في عهد ترامب ستعتمد إلى حد كبير على كيفية تعامل الأخير مع طهران والشرق الأوسط، فضلاً عمن يختاره لإدارته، وفقًا للمسئولين الخمسة.. وكان ترامب قد قال مؤخرًا إنه لا يسعى إلى إلحاق الأذى بإيران وأن مطلبه الرئيسي هو ألا تطور البلاد أسلحة نووية.. ولكن في نقطة أخرى خلال الحملة، بدا وكأنه يعطي إسرائيل الضوء الأخضر لقصف المواقع النووية الإيرانية، وقال إن إسرائيل يجب أن "تضرب النووي أولاً وتقلق بشأن الباقي لاحقًا".

 

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - في بيان مصور صدر عنه يوم أمس الأول - إنه تحدث إلى ترامب وأنهما "متفقان بشأن التهديد الإيراني في جميع جوانبه والمخاطر التي يعكسها".. وقال بريان هوك، الذي عمل ممثلاً لإيران خلال إدارة ترامب الأولى، لشبكة "سي إن إن" يوم الخميس الماضي إن ترامب "ليس لديه مصلحة في تغيير النظام"، لكنه "يفهم أيضًا أن المحرك الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط هو النظام الإيراني".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نيويورك تايمز إيران ترامب عقد صفقة مع ترامب نیویورک تایمز مع ترامب

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: روايات مقلقة واستمرار المأساة الإنسانية بعد سقوط الفاشر

في شمال دارفور، تتواصل المأساة الإنسانية بعد سقوط مدينة الفاشر في يد قوات الدعم السريع أواخر أكتوبر/تشرين الأول، إذ يفرّ آلاف المدنيين من المدينة وسط فوضى القتل والدمار والاختطاف. الناجون الذين قطعوا المسافات سيرًا على الأقدام أو على ظهور الحمير رووا تفاصيل مروعة عن جثث تملأ الطرقات، وعمليات قتل عشوائية، وفتيات يُختطفن من قوافل الفارين.

ورد ذلك في تقرير أعده الصحفي براناف باسكار ونشرته نيويورك تايمز، وأوضح فيه أنه استند إلى شهادات مواطنين بمنطقة الفاشر جمعها المجلس النرويجي للاجئين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: قانون الإعدام المقترح وصمة عار لا تُمحى عن إسرائيلlist 2 of 2وول ستريت جورنال: هكذا يرى ترامب النظام العالميend of list

ذكر باسكار أن الفاشر تحولت إلى ساحة إبادة جديدة تشبه ما شهده إقليم دارفور قبل عقدين، وأصبحت المدينة آخر معقل للجيش السوداني في الإقليم قبل أن تسقط في أيدي قوات الدعم السريع التي انبثقت من مليشيا الجنجويد المتهمة بارتكاب جرائم إبادة في مطلع الألفية.

سودانيون فرّوا من الفاشر يتجمعون لتلقي الطعام في مخيمهم ببلدة طويلة، في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2025 (أسوشيتد برس)مصابون بالرصاص والتعذيب

في مدينة طويلة، التي تبعد حوالي 65 كيلومترا عن الفاشر، استقبلت المنظمات الإنسانية مئات الجرحى والمصابين بالرصاص والتعذيب.

ووصل كثير من الأطفال، دون ذويهم، بعد أن فقدوا أسرهم خلال القصف أو أثناء رحلة الهروب، كما يقول التقرير. وتحدث عاملون بمنظمة أطباء بلا حدود عن جثث تُترك في الشوارع، وعن قلق بالغ على آلاف المفقودين الذين لا يُعرف مصيرهم حتى الآن.

ووفقا للتقرير، قُطعت الاتصالات داخل الفاشر، ما يجعل من الصعب تحديد حجم المجازر التي حدثت هناك. وأكد شهود أن قوات الدعم السريع اقتحمت المستشفى الأخير الذي كان يعمل في المدينة وقتلت داخله أكثر من 450 شخصا. كما أعلنت هيئة تصنيف مراحل الأمن الغذائي رسميا وجود مجاعة في الفاشر بعد انهيار الإمدادات الغذائية وتوقف المرافق الطبية.

إعدامات عنصرية

ووصف الناجون الذين تمكنوا من الخروج مشاهد الرعب التي عاشوها. امرأة (28 عاما) تحدثت عن فتيات خُطفن على الطريق. وأخرى في أواخر الأربعينيات روت كيف كانت تختبئ من القصف بين المباني المدمرة، فيما قال رجل نجا مع طفله إن القوات كانت تعدم المدنيين لمجرد أنهم من ذوي البشرة السوداء.

إعلان

وقالوا إن الفرار من الفاشر أصبح مغامرة محفوفة بالموت، إذ تنتشر على الطرق عمليات ابتزاز واحتجاز ونهب وعنف جنسي، بينما يعاني الفارون الجوع والعطش ويأكل بعضهم علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة.

ولفت باسكار إلى أن الأمم المتحدة تصف الحرب السودانية بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ تسببت في نزوح أكثر من 12 مليون شخص ومقتل نحو 400 ألف منذ اندلاعها قبل عامين.

ومن أبشع نتائجها مئات الأطفال الذين وجدوا أنفسهم بلا أسر. أحدهم، صبي صغير، وصل إلى طويلة بقدم مكسورة بعد أن قُتل والداه وإخوته أثناء القصف، وقال إنه ينام كل ليلة قرب الغرباء على الأرض، منتظرا من يمد له يد العون.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيراني: على أوروبا والولايات المتحدة أن تكونا صادقتين مع طهران
  • فاينانشيال تايمز: الرئيس الأرجنتيني يرفض تحرير سعر الصرف ويؤكد التمسك بإصلاحات السوق
  • تعليق غاضب من ترامب على فوز ممداني برئاسة بلدية نيويورك.. ماذا قال؟
  • ترامب يُعيد العنجهية الأمريكية إلى نيجيريا باسم الدين
  • نيويورك تايمز: إدارة ترامب تدرس خيارات عمل عسكري محتمل ضد فنزويلا
  • إيران تحذر من تهديدات ترامب النووية.. «غروسي» يدعو لتجنّب التصعيد
  • ممداني يعلن فوزه بمنصب عمدة نيويورك ويتحدى ترامب
  • “نيويورك تايمز”: ترامب يدرس 3 خيارات لمهاجمة فنزويلا من بينها قتل أو اعتقال مادورو
  • نيويورك تايمز: روايات مقلقة واستمرار المأساة الإنسانية بعد سقوط الفاشر
  • 46 عامًا على أزمة الرهائن.. إيران تُحيي ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية في طهران