فاطمة الظنحاني تعزِّز ثقافة التطوع في المدارس
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
خولة علي (أبوظبي)
التطوع هو أحد أسمى القيم الإنسانية التي تعزز الترابط والتعاون بين أفراد المجتمع، ويغرس في النفوس حب العطاء والشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين. ويكتسب التطوع المدرسي أهمية خاصة في بناء جيل واعٍ ومدرك لأهمية خدمة مجتمعه، حيث يتعلم الطلاب قيمة التعاون والتضامن، مما يسهم في تكوين شخصيات متوازنة وإيجابية.
منذ عام 2014، أبدعت فاطمة الظنحاني في دورها اختصاصية اجتماعية في مدارس أبوظبي، حيث امتلكت رؤية واضحة وسعت لبناء بيئة مدرسية داعمة. ولم يقتصر دورها على تقديم الإرشاد الاجتماعي للطلاب فحسب، بل تجاوز ذلك لتكون مدربة ومرشدة في مجتمعات التنمية المهنية، وبرزت كمتحدثة فعالة في مؤسسات كبرى، منها الهلال الأحمر الإماراتي ومبادرة «أقدر» لتمكين الشباب. وهي تتمتع بعضوية فعالة في جمعيات النفع العام، حيث تناقش القضايا الاجتماعية وتساهم في إيجاد حلول مبتكرة لها. وقد كرست وقتها وجهودها متطوعة محلية ودولية لدعم المجتمعات داخل الإمارات وخارجها، وكتبت في الصحف والمجلات المحلية، لتسهم في نشر ثقافة العطاء والتطوع بين أفراد المجتمع.
التطوع وأهميته
تؤمن فاطمة الظنحاني، بأن التطوع يمثل روح العطاء، التي تغرس في النفوس حب الخير والشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين. وتقول: التطوع قيمة سامية تعزز التماسك المجتمعي، وتشجع الأفراد على التعاون لتحقيق أهداف إنسانية نبيلة. وإن غرس ثقافة التطوع في المدارس يعتبر ضرورياً لتنشئة جيل واعٍ ومدرك لأهمية خدمة المجتمع، مما يسهم في بناء شخصية متوازنة وقادرة على مواجهة التحديات بإيجابية. وتكمن أهمية التطوع في نشر ثقافة العطاء، وتطوير الشعور بالمسؤولية الاجتماعية من خلال العمل الجماعي وتنمية المهارات الشخصية، مثل التواصل وتنظيم الوقت والقيادة، مما يعزز التطوع من شعور الانتماء لدى الأفراد، حيث يشعرون بأنهم يساهمون في بناء وتطوير مجتمعهم.
وترى الظنحاني أن نشر ثقافة التطوع، بين الشباب، يسهم في بناء جيل مدرك لأهمية العطاء والتفاعل مع قضايا مجتمعه. وتؤكد أن المؤسسات المجتمعية والمدارس تلعب دوراً محورياً في ترسيخ هذه القيم، من خلال توفير الفرص التطوعية والمبادرات التي تتيح للأفراد المشاركة في خدمة المجتمع، ما يجعل من التطوع جزءاً أساسياً من أسلوب الحياة.
بداية العطاء
بدأت رحلة الظنحاني مع التطوع منذ صغرها، حيث تأصلت هذه القيمة في ذهنها وتكرست فيما بعد مع أبنائها وطلابها. وفي إحدى حصص الإرشاد الجماعي التي تقدمها للطلاب، اقترحت إحدى زميلاتها عليها تكوين فريق تطوعي والمشاركة في جائزة الهلال الأحمر الإماراتي المخصصة لطلاب المدارس. من هنا، انطلقت إنجازاتها، لتصبح رائدة في مجال التطوع داخل وخارج المدرسة. وساهمت في نشر ثقافة التطوع بين الطلبة من خلال الأنشطة المدرسية، والتي كان لها أثر كبير في تشجيع الطلاب على المشاركة بالأعمال التطوعية، وقد حفزتها هذه التجربة على المشاركة في جائزة «عون» للخدمة المجتمعية تحت إشراف الهلال الأحمر الإماراتي. وبعد الفوز بالجائزة، ازداد حماس الطلبة من مختلف المراحل للانضمام إلى الفريق التطوعي.
أطلقت الظنحاني مع فريقها مبادرات تطوعية متنوعة داخل الحرم المدرسي، وجاءت معظم الأفكار من طالباتها. ومن أبرز هذه المبادرات، مبادرة «اصنع بسمة» التي استهدفت دعم طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أُقيمت ورش عمل أسعدت هذه الفئة وقدمت لهم هدايا محببة. وكذلك مبادرة «دفء وأمان» التي شملت توزيع وجبات غذائية وصحية وشراء جاكيتات شتوية للعاملين في المدرسة، ويوم التشجير، حيث ساهم الفريق في ترتيب الحديقة المدرسية وزراعة الأزهار.
تحديات
واجهت الظنحاني بعض التحديات في الأنشطة التطوعية خارج المدرسة، حيث يتطلب ذلك الحصول على موافقات لإخراج الطالبات إلى مواقع معينة، مع التأكد من أن تكون تلك المواقع آمنة لتجنب تعرض أي من الطالبات للخطر أثناء تقديم الخدمة. وحققت الظنحاني عدة إنجازات، بينها حصولها على لقب «المشرف المتميز» على مستوى إمارة أبوظبي والدولة، بالإضافة إلى جائزة الإبداع الدولي في العمل التطوعي ودرع التميز التطوعي من فريق «شكراً لعطائك». كما شاركت في عدة فعاليات خارجية كمتطوعة إماراتية، لتثبت أن العطاء لا يعرف حدوداً. وتسعى الظنحاني أن تصبح قائدة في مجال الخدمة الاجتماعية، وأن تسهم في تطوير برامج العمل المجتمعي والتطوعي في الإمارات. وتوسيع دائرة تأثيرها، لتلهم العاملين في المجال الاجتماعي، وتوجههم نحو تحسين البرامج التي تخدم المجتمع، متطلعة إلى مستقبل يزخر بالعطاء والعمل لخدمة الوطن.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المدارس التطوع ثقافة التطوع نشر ثقافة فی بناء من خلال
إقرأ أيضاً:
جموع المصلين يؤدون صلاة عيد الفطر المبارك بالعاصمة صنعاء والمحافظات
الثورة نت/..
أدى جموع المصلين بالعاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية صباح اليوم الأحد ، صلاة عيد الفطر المبارك واستمعوا إلى خطبتيها.
ففي الجامع الكبير بصنعاء، أدى عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي، ونائب رئيس الوزراء – وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية محمد المداني، وعدد من الوزراء وأعضاء من مجلسي النواب والشورى اليوم، صلاة عيد الفطر مع جموع المصلين.
وفي خطبتي العيد، هنأ العلامة حمدي زياد، جميع الحاضرين والمصلين حلول هذه المناسبة الدينية الجليلة التي تأتي في ظل ظروف عصيبة تمر بها الأمة في ظل تكالب قوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أمريكا وإسرائيل وحلفائهما.
وأشار إلى أن يوم عيد الفطر يُسن فيه الخروج للصلاة مكبرًا ومهللًا، مستشهدًا بذلك بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يخرج للصلاة مكبرًا ومهللًا حتى يصل المصلى، وكان يأمر أصحابه بإشهار السلاح، باعتبار السلاح ثقافة إسلامية منذ بزوغ فجر الإسلام.
وقال “يُسّن في هذا اليوم الترفيه عن النفس والعيال والأسرة في المأكل والمشرب والملبس والبهجة والسرور وبحسب الإمكان، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم عد ذلك في الفطر يوم واحد وفي عيد الأضحى ثلاثة أيام، ويُسّن أيَضًا التصافح والتسامح وزيارة وصلة الأرحام”.
وشدد العلامة زياد على صلة الأرحام والزيارات، بما فيها زيارة أَضرحة الوالدين والعلماء الأجلاء والعاملين والشهداء الأخيار ..لافتًا إلى ضرورة التسامح بين الناس وإدخال البهجة والسرور على أنفسهم.
وأضاف “يُسّن في هذا اليوم التكبير والتمديد والتهليل والتسبيح كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وفي القرآن الكريم، كما قال الله “ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون”، حاثًا على الابتعاد عن اللهو واللغو والخروج عن التعاليم الدينية.
ودعا خطيب العيد، الجميع إلى استشعار نعمة الله وفضله والاستقامة الدائمة والحفاظ على الجُمع والجماعات والطاعات والتلاوات بمجالس الذكر والصدقات والإحسان، مشددًا على استمرار الصمود على المواقف المشرف في إسناد المقاومة الفلسطينية ومواجهة الطاغوت الأمريكي، والصهيوني.
وتابع “لابد من تقوى الله دائمًا وتعزيز ثقافة القرآن والانطلاق منها في ديننا ودنيانا وحربنا وسلمنا، فالإنسان الذي يعتمد على القرآن لا يمكن أن يكتشف يوم من الأيام أنه زل أو أخطأ، والأمة لن تخرج من التعاسة، إلا إذا عادت إلى كتاب الله عز وجل”.
وطالب، بجمع الشمل وتوحيد الكلمة والجهاد في سبيل الله، للانتصار على الأعداء، باعتبار ذلك من الأولويات، مستشهدًا بقوله تعالى “كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”.
كما شدد العلامة زياد على ضرورة إعداد الأجيال وتعليمهم كتاب الله عز وجل وتهيئتهم للدورات الصيفية، معتبرًا ذلك مسؤولية أمام الله تعالى في تعليم الأجيال الثقافة القرآنية وتحصينهم من مخاطر الحرب الناعمة، في ظل ثورة المعلومات الهائلة التي قد تفسدهم.
وتطرق إلى المواجهة اليمنية المشرفة مع قوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أمريكا وإسرائيل، وقال “نحن فيه مواجهة العدوان وعلى الجميع أن يطمئنوا بأن النصر آت وأنتم موعودون من الله تعالى بذلك، وقد هزمنا بفضل الله إسرائيل في جانب من جوانب المعركة”.
وأضاف “حتى غزة هزمت اسرائيل في المعركة البرية ولذلك عادت إسرائيل إلى حربها على غزة، لكنه يتهيب من المعركة البرية، فهو يريد أن ينسف المدن والتدمير والقتل، لكنه يعلم أن التكلفة عليه كبيرة وباهظة وقد تكبّد قتلى وجرحى وانهار من الداخل”.
وأفاد، بأن إسرائيل هُزمت في المعركة البرية بلبنان، وطلبت بإيقاف النار، لكنها ما عادت إلى المعركة البرية، وإنما عادت إلى سلاح الجو لتقتل ولتدمر الشعب اللبناني.
وعرّج خطيب العيد على الموقف اليمني المشرف المناصر لفلسطين والمساند لغزة، مؤكدًا أن اليمن بفضل الله تعالى انتصر في المعركة البحرية وثابت على موقفه حتى النصر.
وتابع “نحن نسابق الزمن في التطوير والتحسين والتعبئة لنضرب أعداء الله في مقتل ونحدث الفوارق في أي معركة كبرى قادمة تخوضها الأمة بكل تياراتها وأطيافها، ما يتطلب من أبناء الأمة العودة إلى وحدة الساحات باليمن ولبنان وإيران والعراق وكل الأحرار لمواجهة الغدة السرطانية في جسد الأمة واستئصالها”.
ومضى بالقول “قد عرف الأمريكان وقال الأمريكي بنفسه وكررها الساسة الأمريكان بأنكم لن تقدروا على اليمن، إلا إذا دخلتم بجيوش بمئات الآلاف على غرار ما حصل في العراق قديمًا وهذه لا يقدرون عليها وإن تجرؤّا فستكون نهايتهم في اليمن”.
واختتم العلامة حمدي زياد خطبتيه مخاطبًا الأعداء “عليكم أن تيأسوا من اليمن وتعلموا أن اليمن منتصر بنصر الله، فأنتم ستقاتلون قومًا يخافون الله ولا يخافون سواه وأنتم تقاتلون قومًا يحملون ثقافة القرآن ولا يحملون ثقافة غيرها وأنتم تحاربون قومًا لا يعشقون الدنيا، وإنما العزة والكرامة والبطولة والهوية الإيمانية”.