عطفتُ الصبايا على الشباب لما للشباب حق القوامةِ في ديننا الإسلامي ، وذكرهم مجتمعين أملاً ورجاءً في دورهم المستقبلي الذي نطمح به في بناء مجتمع راقي واعي متحضّر ..
.
ولكن ما نرجوه مغاير بعض الشيء عن الواقع ، وهذا ما نلاحظهُ على صفحات التواصل الاجتماعي لمعظم الشباب والصبايا المتراوحة أعمارهم بين الخامسة عشر والخامسة والعشرين ، فهم على فئتين :
الفئة الأولى ، كميّة الألم والتوجع والآهات والشعور بالوحدة وجلد الذات وثقل الحياة على أنفسهم والضجر وعدم الرضا على المستوى الشخصي أو العائلي أو المجتمع ، كل هذا واضح في كتاباتهم واقتباسهم وحتى في صورهم التعبيرية ، فهم يدورون في حلقة معتمة حول أنفسهم.
بينما الفئة الثانية ، الباحثون عن الرفاهيّة ، كمية اللامبالاة والعبث والاستهتار وصل حدّة ، فجُل اهتمامهم ألعابهم الإلكترونية وصرعات الموضة والركض خلف كل جديد ، بوعي وبدون وعي..
.
هنا أقف وأقول للفئتين آسفة ، لم تعرككم الحياة ولم تعيشوها بالشكل الصحيح ولم تستمتعوا بحلاوتها وجمالها ولا حتى بسوئها ومشقتها ، بالتالي لن تُصقل شخصياتكم وتنضج وترقى وتعي ؛ طالما الحياة الحقيقية بعيدة كل البُعد عنكم..
.
شبابنا وفتياتنا لم يعتادوا على تحمّل المسؤوليّة ، هل لي بطرح استفسارات تافهة متمنيّة الإجابة عليها..؟
هل الشاب اعتاد في منزله على ترتيب غرفة نومه أو حتى وضع أغراضه المدرسيّة بمكانها المناسب..؟
أو حتى يقوم بغسل الكأس الذي يشرب منه..؟
هل الشاب يقوم بغسل سيارته بنفسه..؟
هل الشاب يقوم بترتيب حديقة أو حتى سطوح منزله..؟
هل فكر في يوم أن يغرس شجرة..؟
هل حمل أنبوبة الغاز وقام بتركيبها بالمطبخ ..؟
هل كان له رأي في إدارة المنزل أو شارك عائلته ذلك ، أم رمى كل الثقل على والديه ، وفرّ هارباً..؟
هل فكّر في يوم بعد أن يفرغ من الصلاة بالمسجد ، يقوم متكرماُ بترتيبه وتنظيفه..؟
هل يحمل مسؤولية طلبات المنزل عن والده في الشراء وحمل الأغراض..؟
.
الفتيات ، هل يساهمن في أعمال المنزل من طهي وكنس وغسل الملابس ..؟
هل ساهمن في رعاية أخوتهم الأصغر سناً ..؟
هل كانوا سنداً وعوناً لكبار السن بالمنزل..؟
هل شاركت الفتاة الأم في التخطيط لإدارة المنزل للتخفيف من عبء العمل على الأم..؟
هل هي ممن يحرص على مشاركة الأم في زياراتها الاجتماعية والتواصل مع الأهل ، أو كانت خير معين في ضيافة الزائرات لوالدتها..؟
.
وسؤال مهم للأسرة ، هل حرصتم على تربية الحوار والنقاش والأخذ والعطاء والمفاوضة مع الأبناء من شباب وصبايا منذ صغرهم..؟
هل عودتموهم على تحمل المسؤولية من الصغر..؟
أم كل حياتكم ذهبت في اتجاه واحد فقط ، تلبية متطلبات أبنائكم ، بنظرية العطاء وعدم الأخذ..؟
العطاء والتدليل المفسد ، الرفاهيّة التي جعلت شبابنا وفتياتنا شخصيات اتكالية معوّقة ، عبء على الأسرة والمجتمع ، لا تفقه من حسّ المسؤولية أي شيء..؟
وأخيراً أقولها بأسف كما بدأتها بأسف:
( الرفاهية أفسدت شبابنا وفتياتنا)..
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
تايونية تتسبب في بتر أصابع رضيعتها
تسببت أم تايوانية في بتر اصابع ابنتها الرضيعة، بمجفف الشعر.
وبحسب ما نشرته وسائل إعلام محلية، فقد استخدمت الأم مُجفف الشعر لتجفيف سرير ابنتها المولودة حديثاً، لكن النوم غلبها، مما أدى إلى حروق بالغة في ساقي الطفلة وبتر ثلاثة أصابع من قدميها.
واتهمت المحكمة، خلال مناقشتها القضية، الأم بالتقصير، لافتةً إلى أنه نظراً لمؤهلاتها العلمية وقدراتها المعرفية كان ينبغي عليها التمتع بالحس السليم لتجنب هذه المأساة.
وقعت هذه الحادثة المؤسفة في ١٦ سبتمبر (أيلول) ٢٠٢٣، عندما غلب النوم الأم، المعروفة باسم وو، وهي تستخدم مجفف الشعر لتجفيف ملاءة سرير مولودها الجديد، حيث تعرضت ساقا طفلها لحرارة شديدة لمدة ثلاث ساعات.
Taiwan mum causes baby’s 3-toe amputation after falling asleep with hairdryer, jailed https://t.co/imsxSNepFz
— South China Morning Post (@SCMPNews) March 17, 2025ولم تستيقظ وو إلا في الساعة الرابعة عصراً لتكتشف أن ساقي ابنتها قد أصيبتا بتقرحات، مما استدعى تدخل خدمات الطوارئ الطبية والذهاب إلى المستشفى.
وقد خلص الأطباء إلى أن الحروق غطت 15.5% من مساحة جسم الطفلة، مما أدى إلى تلف أنسجته بشكل لا يمكن إصلاحه رغم جهود العلاج. ونتيجة لذلك، بُترت أصابع قدم الطفلة اليسرى الوسطى والبنصر والخنصر.
وفي أعقاب الحادث، واجهت وو، محاكمة بتهمة الإهمال الذي أدى إلى إصابة بالغة.
خلال المحاكمة، عزت نومها العميق إلى تأثير أدوية علاج الاكتئاب بعد الولادة.
ونتيجة لذلك، حُكم على وو بالسجن لمدة خمسة أشهر بتهمة التسبب في إصابة غير مقصودة وغرامة قدرها 150 ألف دولار تايواني (4550 دولارا أميركيا).
وأثارت هذه القضية، نقاشا واسع النطاق عبر الإنترنت، حيث علق أحد المشاهدين الغاضبين: "يمكن للأمهات سماع بكاء أطفالهن على الفور، فكيف لا تستيقظ؟"، وأضاف آخر: "مستحيل! مستحيل ألا يوقظ طفلٌ يبكي أمه!".
وعلى العكس من ذلك، أعرب بعض الأفراد عن تعاطفهم مع الأم، وعلّق أحد الأشخاص قائلاً: "صحيح أنها ارتكبت خطأ فادحاً، إلا أن رعاية مولود جديد بعد ولادته مباشرةً وقبل تعافيه تماماً تُعدّ مهمةً شاقةً ومُرهقةً للغاية".