«المثقف المغترب» جلسة حوارية بـ «الشارقة للكتاب»
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
سعد عبد الراضي (الشارقة)
ضمن فعاليات الدورة الـ 43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، قدم المكتب الثقافي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، جلسة حوارية ضمن جلسات صالون الشارقة الثقافي، بعنوان «المثقف المغترب.. وتحديات التمسك بهويته الثقافية»، شارك فيها أ. د. ستار سعيد زويني، أستاذ علم اللغة والترجمة في الجامعة الأميركية بالشارقة، وأدارت الحوار الأديبة الكاتبة صالحة عبيد، بحضور رئيس المكتب الثقافي بالمجلس صالحة غابش وعدد من المسؤولين والأدباء والكتاب والمهتمين بالشأن الثقافي.
ناقشت الجلسة عدة محاور أهمها: تعريف الثقافة والمثقف والهوية والاغتراب، ثم التحديات التي تواجه المثقف المغترب، وصراع الهويات، وقدرة المغترب على التعايش والتأقلم والتكيف، واستعرض كذلك الإنتاج الثقافي والأدبي للمغترب، دون أن يلغي هويته الأصلية ودون أن يسقط في براثن الأزمات النفسية. وكيفية التواصل مع الثقافة الأصلية والانقطاع عنها.
وفي تعريف المثقف ذكر د. زويني عدة مفاهيم، بعضها تشير إلى أن المثقف هو: المتعلم، المتنور، المتخصص والخبير، الأديب، المفكر، ومن يعرف من كل حقل بعض الشيء، الفاعل المتفاعل. ومن مقوماته بأنه عضو حيوي في المجتمع، والمثقف كذلك هو من اكتسب الملكات وتعلم المعارف وتمكن من النقد والحكم، ولديه التزام والمسؤولية مجتمعية، لتفسير العالم ووضعه على المسار الصحيح.
وأكد د. زويني أن المغترب أمام حلين، وهو إما محاولة التأقلم كي لا يجد نفسه في غربة داخلية عن محيطه ومجتمعه الجديد، والحل الثاني هو التنكر التام لأصله، وتجاهل عاداته الأصلية، ونتيجة هذا أنه سيذوب تماماً في المجتمع الجديد، وبالطبع من الأفضل أن ينجح المغترب في تحقيق التمازج والانسجام بين هويته الأصلية والهوية الجديدة، فلا يحدث تفكك ولا ذوبان تام، بل يتأقلم المغترب مع محيطه دون أن يلغي هويته الأصلية، ويحقق التوازن بينهما بنجاح، وهذا ينعكس بالإيجاب على نفسيته وإبداعه وعمله.
وأكد د.زويني أن ما يعيشه المثقف المغترب عادة، هو إعادة ترتيب لهويته وانتمائه، فهويته الأصلية التي كانت في الصدارة تتراجع لتصبح على الهامش، ويحل مكانها الهوية الجديدة النابعة من ثقافة المجتمع الجديد الذي أصبح المغترب ينتمي إليه.
وأوضح د. زويني ضرورة أن يمتلك المثقف المغترب مهارات التأقلم من خلال التسامح وقبول الآخر والتعايش وأن هذا السلام النفسي إن تحقق سيحقق صاحبه النجاح والتميز، فتفهم المغترب لمجتمعه الجديد يساعده على السير في طريق النجاح، ونلاحظ أن الثقافة الجديدة للمثقف ستظهر بلا شك في إنتاجه الأدبي، وسيظهر مدى تأقلمه وتقبله لمجتمعه الجديد.
أخبار ذات صلة لطيفة بنت محمد تُكرِّم رواد مشهد التصميم في دبي روائيون في «الشارقة للكتاب» يؤكدون أهمية الافتتاحيات المؤثرة لجذب القارئ
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الثقافة هيئة الشارقة للكتاب معرض الشارقة للكتاب
إقرأ أيضاً:
"COP29".. جناح الأديان ينظم 40 جلسة حوارية حول العمل المناخي
انطلقت في العاصمة الأذربيجانية باكو فعاليات جناح الأديان في مؤتمر الأطراف "COP29"، وذلك بمشاركة أكثر من 97 منظمة، تمثل 11 ديانة وطائفة.
ويشهد الجناح على مدار أيام انعقاد المؤتمر تنظيم أكثر من 40 جلسة حوارية متنوعة تقدم رؤى ومقترحات دينية وأخلاقية بشأن تعزيز جهود العمل المناخي.
وأكد المستشار محمد عبد السلام ، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين ، أن "جناح الأديان في مؤتمر الأطراف “COP29” يشكل تطوراً نوعياً في الجهود الهادفة إلى تعزيز العمل المناخي العالمي، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تأتي في إطار البناء على الزخم الكبير والنجاح الذي تحقق في النسخة السابقة بـ “COP28” في دولة الإمارات.
وأضاف أن جناح الأديان هدية "COP28" إلى العالم بهدف توحيد صوت الأديان وحشد الطاقات الأخلاقية والروحية لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة التي تهدد الإنسانية ومستقبل كوكب الأرض.
وأوضح أن الأزمة البيئية تتطلب تكاتفاً عالمياً وعملًا يتسم بالتكامل والشمولية وتعددية الأطراف، لافتًا إلى أن الجناح يسعى إلى تقديم رؤى مبتكرة وحلول مستدامة تعزز من فعالية الاستجابة للأزمة المناخية، مع التركيز على ضرورة دمج الأطر العلمية مع القيم الروحية والأخلاقية لإلهام البشرية لاتخاذ خطوات حاسمة لحماية الكوكب، وترسيخ ثقافة العناية بالأرض كأمانة إلهية تستدعي منا العمل الجاد والمسؤولية المشتركة.
وتركز النسخة الثانية من جناح الأديان في "COP29" الذي تقام فعالياته خلال الفترة من 12 إلى 22 نوفمبر الجاري، على ضرورة تعزيز التعاون بين الأديان لرعاية الأرض، وبحث أفضل الممارسات الجيدة للتخطيط للتكيف المستدام من قبل الجهات الفاعلة في مجال الإيمان، وكيفية تشجيع أنماط الحياة المستدامة من خلال الدين، فضلًا عن استكشاف التأثيرات غير الاقتصادية لتغير المناخ من خلال وجهات نظر قائمة على الإيمان، وإمكانية الوصول إلى تمويل الخسائر والأضرار، والدعوة إلى آليات المساءلة المحلية والعدالة المناخية الشاملة للجميع.