شيخ الأزهر يلتقي الرئيس العراقي ويؤكدان على وحدة الصف الإسلامي لوقف العدوان على غزة ولبنان
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
التقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الثلاثاء، بالرئيس العراقي عبداللطيف رشيد على هامش قمة المناخ COP29 التي تقام في أذربيجان.
جاء اللقاء في إطار تعزيز التعاون بين الأزهر الشريف والجمهورية العراقية وبحث سبل توحيد الجهود الإسلامية.
أكد شيخ الأزهر خلال اللقاء على عمق العلاقات التاريخية التي تجمع الأزهر بالشعب العراقي، مشيرًا إلى تطلعه لزيارة العراق قريبًا، معبرًا عن تقديره لإسهامات علماء العراق عبر العصور في دعم العلوم الإسلامية والعربية.
وأكد فضيلته على أهمية وحدة الصف الإسلامي والعربي في مواجهة التحديات المعاصرة، وفي مقدمتها العدوان على غزة ولبنان، داعيًا الأمة الإسلامية للتمسك بقيم التضامن والرحمة التي أوصى بها النبي ﷺ.
كما أشار شيخ الأزهر إلى حرصه على إشراك الدول الإسلامية وكافة المرجعيات الدينية والعلماء من مختلف المذاهب في فعاليات المؤتمر الإسلامي-الإسلامي، الذي سيعقد في مملكة البحرين مطلع العام المقبل.
وأشاد الرئيس العراقي بأهمية هذا المؤتمر في جمع علماء الأمة على طاولة واحدة، مؤكدًا أن العراق سيحرص على تمثيل مميز في هذا الحدث.
من جانبه، أعرب الرئيس عبداللطيف رشيد عن تقدير القيادة العراقية لمواقف شيخ الأزهر الداعمة لغزة، مشيرًا إلى أهمية التضامن العربي والإسلامي في مواجهة التحديات، ومؤكدًا أن العراق سيبقى داعمًا للحقوق الفلسطينية حتى تحقيق دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: شيخ الأزهر الرئيس العراقي وحدة الصف الإسلامي قمة المناخ COP29 العدوان على غزة العلاقات العراقية المصرية مؤتمر البحرين الإسلامي شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
السياسة وجهود التقارب بين المذاهب الإسلامية!
صالح البلوشي
جاءت تصريحات فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قبل عدة أيام، حول الخلاف بين المذاهب الإسلامية، في إطار موقف الأزهر التاريخي حول أهمية الحوار والتعارف بين المذاهب الإسلامية والتحذير من الخطابات المتشددة التي تروجها بعض الأوساط المعروفة بتوجهاتها الطائفية.
ولقد قال شيخ الأزهر في ثاني حلقات برنامجه الرمضاني "الإمام الطيب": "إن الخلاف بين السنة وإخوانهم الشيعة لم يكن خلافا حول الدين، وعلى كل من يتصدى للدعوة أن يحفظ حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: 'من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا، فذلكم المسلم الذي له ذمة الله ورسوله فلا تخفروا الله في ذمته'، ويتقن فهمه الفهم الصحيح"، مؤكدا "أن الأمة الإٍسلامية حاليا في أشد الحاجة إلى الوحدة في القوة والرأي لمجابهة تحديات العصر والانتصار على أعداء الأمة، فهناك كيانات عالمية اتحدت دون وجود ما يوحدها، كما اتحدت دول الاتحاد الأوروبي وغيرها، ليس لشيء سوى أنها رأت ذلك ضرورة من الضرورات الحياتية العملية، ونحن أولى منهم بذلك بكل ما بيننا من مشتركات".
وقد كان لشيوخ الأزهر وعلمائها دور كبير في دعم دار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي تأسست في القاهرة عام (1368هـ / 1947م) على يد نخبة من العلماء المسلمين من السنة والشيعة وضم عند تأسيسها 20 عضوا من كبار العلماء من مختلف المذاهب.
ولكن من يتابع مسيرة التقريب بين المذاهب الإسلامية في العصر الحديث يجد أنها مرتبطة بالأجواء السياسية في المنطقة، فدار التقريب بين المذاهب الإسلامية- مثلًا- تم تجميد عملها بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران سنة 1980، كما يجد أن الخطابات المتشددة والطائفية تخفت في لحظات الهدوء وتظهر بدلا منها الخطابات التي تدعو إلى وحدة الصف والمصير، وأن هذه الأمة يجب أن تقوم من غفوتها وتعيد أمجادها وأن ذلك لن يتحقق إلا بوحدة الأمة ووقوفها صفا واحدا أمام الأعداء، وفي هذه اللحظات تتكرر مشاهد العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية وهم يلقون الكلمات العصماء والخطب الرنانة حول أهمية الوحدة وترك الخلافات الفرعية جانبا، ولكن ما أن تظهر مشكلة سياسية حتى تصحو الطائفية مجددا من غفوتها فإنها تعيد إنتاج خطاباتها السابقة ولكن بثوب جديد يلائم الوضع الحاضر.
من يقرأ الصفحات الدامية من التاريخ الإسلامي يجد بوضوح أن الطائفية هي سلاح سياسي تستخدمه الأنظمة والحكومات وحتى أحزاب المعارضة أيضا عندما تجد نفسها في خطر أو تريد تحقيق غاية سياسية معينة، وقد استخدمت في السنوات الأخيرة بالحرب الأهلية السورية من جميع أطراف الصراع بدون استثناء، ومنهم مثقفون وأدباء محسوبون على الفكر العلماني، مما يؤكد بأن الطائفية من الممكن أن تُستخدم ثقافيًا وأدبيًا أيضًا وليس دينيًا فحسب، ولذلك لا يمكن القضاء عليها بقرار سياسي أو فتوى دينية أو ندوة ثقافية أو مؤتمر للتقريب بين المذاهب أو صلاة مشتركة؛ وإنما بثورة معرفية تنويرية تفصل ما بين السياسة والقضايا الدينية وتؤكد أن المذاهب الدينية ليست وحيا من السماء وإنما اجتهادات بشرية ظهرت في سياقات زمكانية معينة، وأنها جميعها تنبع من منبع واحد وهو الكتاب والسنة، فليختلف السياسيون ما شاؤا أن يختلفوا فالسياسة في طبيعتها تقوم على الاختلاف ولكن دون أن يزجوا باسم الدين أو المذاهب في خلافاتهم من أجل شرعنتها للقضاء على الآخر المختلف.
رابط مختصر