يوسف غربي/ رئيس سابق للجنة الخارجية بمجلس النواب

تعيش الجزائر (النظام ) عزلة دبلوماسية ويتما سعت إليه بسبق إصرار وترصد.فعلى المستوى الإفريقي تعرف دينامية الاعترافات بمغربية الصحراء والتجميد للإعتراف بالبوليزاريو تناميا متواصلا،و الأيام القادمة ستفصح عن المزيد.وفي المستوى الدولي تتتالى الاعترافات بسيادة المغرب على صحرائه من دول خبرت الملف وتفاصيله لأنها القوى الاستعمارية التي قامت بتقسيم المغرب وأخضعته للحماية الفرنسية التي فوضت أجزاء لإسبانيا في مؤتمر الجزيرة الخضراء 1906 ووثائقها شاهدة على الحدود الحقيقية للمغرب،وفي الأمم المتحدة يكاد يتكون اجماع كلي حول جدية المقترح المغربي الحكم الذاتي باعتباره مستجيبا لمعيار الحل السياسي.

،وفي قرارات مجلس الأمن تتكرر اللازمة التي تصفه بالواقعي والعملي بعدما أصدر شهادة الوفاة الدولية بحق الاستفتاء الذي استحال بسبب عرقلة البوليزاريو،و فشل مخططي بيكر الأول والثاني، و استبعاد التقسيم الذي حاولت الجزائر الترويج له في مصادمة صريحة لمطلب تقرير المصير.وبذلك فالجزائر وصنيعتها في أزمة ،وتتضاعف باجتراح قيادة المغرب لخطاب عقلاني يستشرف آفاق التعاون والتنمية المشتركة إفريقيا ذلك أن المشروع الأطلسي يتجاوز نفس السيطرة إقليميا الى روح التعاون جنوب جنوب وجنوب شمال،و بذلك تنماع صلابة الأنانيات السياسية المستصحبة لمنطق التمدد الإستعماري الهيمني. و قد أكد الخطاب الملكي في الذكرى 49 للمسيرة الخضراء أنه مشروع منفتح لكل من رغب في ركوب سفينة النجاة الجماعية.أما خطابات الاستعراض و التلويح بالحرب فتعكس رؤية عدمية ترهن المنطقة للتوتر والتسابق الغبي نحو التسلح بدل البناء والنماء.
بإمكان الجزائر أن تخرج من العزلة التي سجنت نفسها في دائرتها بمصالحة البعد المغاربي الذي ظل حلما مجهضا بسبب عداء مصادم لمنطق التاريخ الشاهد على دعم المغرب لحركة التحرر الجزائرية.و بمصالحة البعد الإفريقي عبر بوابة التنمية الجماعية/المشروع الأطلسي وتقاسم المكاسب لفائدة كل شعوب القارة.أما الدفع بالجبهة للقيام بعمليات انتحارية فلن يثمر غير مزيد من الجفاء الدولي لسلوكات إشعال الإضطراب بمنطقة حساسة،وسينعش ذلك النزوعات الإنفصالية التي تطل برأسها في الجزائر نفسها.فالدعم العسكري المتواصل واللامحدود للجبهة يغذي جبهات الانفصال المشتغلة بداخلها.إن التلويح بالحرب ضد المغرب و اعتباره العدو الاستراتجي في العقيدة العسكرية الجزائرية نذير شؤم على المنطقة،لأن سيناريو الحرب-لا قدر الله-سيكون مدمرا،و تكلفته ستكون ثقيلة.
فحتى إذا كانت للنظام الجزائري عقدة من المغرب،فلا أقل من أن يكون براغماتيا كفرنسا واسبانيا اللذين أدركا أن عائد مصالحة الحقيقة التاريخية أجدى وأنفع من استصحاب الرؤية الكولونيالية.هل يستطيع النظام الجزائري القيام بمراجعات تقيس الحاضر بمجهر النظر الاستراتجي المغاربي الإفريقي العربي المدرك لأهمية تبادل المنافع و المصالح،فضلا عن قواسم الدين واللغة و التاريخ المشترك؟؟؟!.لن نتخلى عن الأمل في بزوغ نخب عقلانية قادرة على تفكيك بنية الغباء الاستراتجي المعشش في بنية عسكراتية منغلقة منخورة بالفساد متحكمة في دوائر السياسة والإقتصاد و الإعلام بالقهر و الرهاب من عشرية سوداء جديدة.

 

المصدر: مملكة بريس

إقرأ أيضاً:

منتخب مصر للناشئين 2008 يختتم استعداداته لمواجهة الجزائر

اختتم منتخب مصر للناشئين مواليد 2008 بقيادة أحمد الكاس، استعداداته لمواجهة منتخب الجزائر غدًا الخميس، في ثاني مواجهات الفراعنة في تصفيات شمال إفريقيا التي تحتضنها المغرب. 

وحرص إيهاب الكومي، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة القدم ورئيس بعثة المنتخب، على الاجتماع باللاعبين والجهاز الفني من أجل مطالبتهم بنسيان مباراة المغرب الأخيرة التي خسرها المنتخب، والتفكير في المباريات المقبلة.

ويتبقى ثلاث مباريات للمنتخب المصري أمام الجزائر وتونس وليبيا، على أن يتحدد بعدها المنتخب الذي يتأهل لأمم إفريقيا.

وعقد الجهاز الفني اجتماعا مع اللاعبين خلال الساعات الماضية، من أجل تحفيزهم على بذل أقصى ما لديهم في اللقاءات المتبقية بالتصفيات.

ويعقد الكاس محاضر فنية للاعبين اليوم، من أجل علاج الأخطاء التي ظهرت في لقاء المغرب، تجنبا لتكرارها في اللقاءات المقبلة.

مقالات مشابهة

  • منتخب مصر للناشئين 2008 يختتم استعداداته لمواجهة الجزائر
  • ترامب يختار ماركو روبيو مُرعب النظام الجزائري وزيراً للخارجية
  • الخطاط للسفير الفرنسي: الداخلة بوابة المغرب نحو العمق الإفريقي
  • النظام الجزائري الذي أقسم بأن جيشه مستعد للذهاب إلى فلسطين يرفض إستقبال قيادات حركة حماس بعد إغلاق مكتبها في قطر
  • أوجار: ينبغي إخراج ملف الصحراء من اللجنة الرابعة بالأمم المتحدة
  • أبوعايد: اتحاد الكرة الحالي كان يستحق الخروج بذكرى سيئة مثل خماسية المغرب
  • ممثل رئيس الجمهورية الجزائرية : الخطر الوجودي الذي يهدد القضية الفلسطينية يتنامى أمام أعيننا وأمام أعين المجموعة الدولية
  • الحكومة الجزائرية تعلن عن تفاصيل العفو الرئاسي بمناسبة الذكرى 70 للثورة المجيدة
  • مؤمن الجندي يكتب: ولي العهد والنيل الذي لا يجف أبدًا