يمانيون/ تقارير تكاد مدينة حيفا تشبه الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، كلاهما بلا حياة، فقد عطّلت الغارات الجوية الإسرائيلية شديدة التدمير دورة الحياة اليومية في الضاحية، فيما شلّت صواريخ حزب الله النوعية العاصمة الكيان الصهيوني وأوقفت دوران عجلة المصانع الاستراتيجية فيها، وابتعدت السفن عن الميناء الشهير إلى عرض البحر، وتوقفت أعمال التنقيب عن الغاز والنفط في البلوكات المائية.

وتلقت مدينة حيفا، أمس الاثنين، عشرات الصواريخ الكبيرة التي سقطت في الكريوت ذات الثقل الاستيطاني، ودمرت المباني، وأشعلت الحرائق فيها، وفي السيارات.

وأظهرت المشاهد الواردة من حيفا أنّ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ينفذ وعده بتحويل حيفا إلى كريات شمونة وجعلها مدينة خاوية ومهجورة.

وجاء قصف حيفا بعد وقت قليل من تصريح لوزير الحرب الصهيوني الجديد، يسرائيل كاتس، اعتبر فيه أنّ “الغارات الجوية التي تستهدف لبنان وأعمال القتل التي يقوم بها جيشه بأنّها تمثل صورة النصر التي تريدها إسرائيل”، وقال “لا هدنة ولا وقف لإطلاق النار حتى تحقق إسرائيل النصر”.

وقال حزب الله إنّ “قصف مدينة حيفا يأتي في إطار الدفاع عن لبنان وشعبه”، وفي بيانات سابقة قالت المقاومة إنّ “قصف حيفا يأتي أيضًا ردًا على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي”.

ونزح عن حيفا نحو 300 ألف مستوطن منذ بدأت صواريخ حزب الله في 22 أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، تستهدف المنشآت العسكرية في شمال وجنوب حيفا، وارتفع هذا العدد إلى 400 ألف هم أكثر من نصف عدد السكان مع دخول العدوان الصهيوني على لبنان شهره الثاني.

وشوهدت عشرات السيارات وهي تغادر حيفا، مساء أمس، نحو تل أبيب في أحدث موجة نزوح من المدينة بعد القصف الصاروخي الذي طال تجمعاتها الاستيطانية.

وقصفت المقاومة مدينة حيفا ومنشآتها العسكرية أكثر من 70 مرة خلال 50 يومًا من العدوان الصهيوني على لبنان، وتستهدف صواريخ حزب الله حيفا بشكل شبه يومي، ويتعرض الكريوت إلى قصف مستمر، وهو تجمع استيطاني كبير يقع إلى الشمال من المدينة التي تعتبر العاصمة الاقتصادية “لإسرائيل” ويتحرك عبر خليجها الشهير 70% من تجارة السلاح والنفط والغاز والصناعات الدقيقة والثقيلة.

ويضم خليج حيفا قواعد عسكرية بحرية للمراقبة ورصد البحار بالإضافة إلى مراسي للبوارج الحربية والغواصات ومخازن السلاح البحري ومراكز للتدريب والصيانة.

وتعتبر قاعدة “ستيلا ماريس” واحدة من أهم القواعد البحرية العسكرية التي أنشأها كيان العدو في خليج حيفا وسط المنشآت المدنية في قلب الميناء، ويستهدف حزب الله “ستيلا ماريس” باستمرار منذ منتصف، أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بصواريخ نوعية وطيران مسيّر انقضاضي.

وتستضيف “ستيلا ماريس” قطع الأسطول السادس الأمريكي بشكل دائم في قاعدة أمريكية ثابتة في ميناء حيفا الذي يضم ثاني أكبر مصفاة للنفط تقوم عليها صناعات كيمياوية ضخمة.

هذا وعطّلت صواريخ حزب الله الإنتاج في مجمّع الصناعات العسكرية التابع لشركة رفائيل في منطقة زوفولون القريبة من الكريوت، وينتج هذا المجمع الضخم التي تديره وتشرف عليه وزارة الحرب منذ تأسيسه أنظمة القبة الحديدية والمضادات الجوية والأسلحة الدقيقة ضد الدروع وأنظمة المراقبة البحرية والجوية والتشويش على الطائرات والصواريخ، كما تقوم بإنتاج الطائرات المسيرة على اختلاف أنواعها بالإضافة إلى أنظمة الأمن السيبراني.

ويعمل جيش من المستوطنين في مجمع رفائيل يسكنون في الكريوت وخصوصًا في كريات يام وكريات موتسكين وكريات موصقين وكريات بياليك وفي مستوطنة عين هميفراتس.

ويعمل نحو 5 آلاف مستوطن من سكان التجمعات الاستيطانية حول حيفا في الميناء وفي الشركات الصناعية بقسمَيها المدني والعسكري بالإضافة إلى الصناعات النفطية ومشتقاتها، وتجبر الشركات عمالها على العمل لتعويض حركة الموانئ في إيلات وأشدود بعدما شلها الحصار البحري اليمني، لكن صواريخ حزب الله جعلت الحياة أكثر صعوبة في حيفا وخليجها.

واستهدفت المقاومة مؤخرًا قاعدة ومطار رامات ديفيد العسكري الواقع جنوب شرق حيفا برشقة نوعية من صواريخها، وهذا المطار الذي تقلع منه طائرات أف 15 وأف 16 والطيران المسير نحو لبنان وسوريا وبقية الدول المجاورة يلعب دورًا محوريًا في الاعتداءات الجوية المتواصلة ضد لبنان، وهو ما يسمح به موقعه الجغرافي في شمال فلسطين المحتلة.

وباتت التجمعات الاستيطانية في حيفا تشعر بأثار الحرب التي أشعلها الكيان في الشمال ضد لبنان، وغادر نخبة العمال المختصين حيفا إلى الخارج ورفعوا عدد المغادرين إلى أكثر من مليون مستوطن بحسب إحصائيات متداولة في وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وفي السياق، قال منتحل صفة رئيس بلدية حيفا إنّ “الضربة الاقتصادية التي تعرضت لها مدينة حيفا غير مسبوقة فكل شيء متوقف والمحلات مقفلة والشوارع خالية”.

وكشفت الفيديوهات التي صوّرها المستوطنون أمس ولم تتمكن رقابة الجيش الإسرائيلي من حجبها أو حذفها فورًا مدى قدرة صواريخ حزب الله في فرض معادلات ردع جديدة يجب أن تفهمها حكومة بنيامين نتنياهو.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: صواریخ حزب الله مدینة حیفا

إقرأ أيضاً:

حرمة الله: العناية الملكية حولت الأقاليم الجنوبية إلى ورش مفتوح

زنقة 20 | متابعة

قال النائب البرلماني بحزب التجمع الوطني للأحرار عن جهة الداخلة وادي الذهب محمد الأمين حرمة الله، أن المغرب قد شهد خلال العقدين الأخيرين طفرة تنموية غير مسبوقة بفضل الرؤية الملكية الحكيمة.

واضاف عضو المكتب السياسي بالجلسة الشهرية لمساءلة الحكومة بمجلس النواب التي خصصت لموضوع “البنيات التحتية الأساسية رافعة للتنمية الإقتصادية والإجتماعية” ان الحكومة المغربية بقيادة عزيز أخنوش قد نجحت في تنفيذ العديد من المشاريع والأوراش التي كانت مطلبا أساسيا لدى المواطن المغربي.

واستحضر ذات المتحدث النموذج التنموي الجديد الذي قفز بالأقاليم الجنوبية للمملكة إلى مصاف المدن الكبرى، وحولها إلى ورش مفتوح يضم جميع انواع الإستثمار، ملفتا في ذات الصدد إلى الميناء الأطلسي بالداخلة والطريق السريع تزنيت الداخلة بالإضافة لمستشفيات وجامعات وغيرها من البنيات التحتية التي عززت من مكانة اقاليم الصحراء المغربية.

كما لفت حرمة الله إلى أهمية تطوير البنية التحتية للمطارات بعموم التراب الوطني، مضيفا بأن مطار الداخلة قد أصبح مركزًا دوليًا للربط بين أوروبا وإفريقيا، مما يعزز من جاذبية الأقاليم الجنوبية كوجهة للسياحة والاستثمار.

وأشار القيادي التجمعي في حديثه ايضا، إلى المشاريع الكبرى والطموحة التي احدثتها حكومة عزيز أحنوس في مجال الطاقة الخضراء، المتمثلة في محطات الطاقة الشمسية والريحية التي جعلت من الأقاليم الجنوبية فاعلاً أساسيًا في تحقيق التحول الطاقي بالمغرب.

وفي الأخير أكد محمد لمين حرمة الله، أن كل هذه الإنجازات لم تقتصر على دعم العدالة المجالية وتكافؤ الفرص بين الجهات، بل عززت كذلك من مكانة المغرب دوليًا وقاريا واقليميا ولا سيما فيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية.

وفي الختام، إستشهد حرمة الله بمقتطف من الخطاب الملكي السامي الذي أشاد فيه جلالة الملك محمد السادس بولاء أبناء الصحراء المغربية لوطنهم وتشبتهم بمقدساتهم الوطنية، حيث جاء في منطوق الخطاب الملكي السامي: “نعبر عن شكرنا وتقديرنا لأبنائنا في الصحراء على ولائهم الدائم لوطنهم، وعلى تشبتهم بمقدساتهم الدينية والوطنية وتضحياتهم في سبيل الوحدة الترابية للمملكة واستقرارها”.

مقالات مشابهة

  • حرمة الله: العناية الملكية حولت الأقاليم الجنوبية إلى ورش مفتوح
  • قائد الثورة الاسلامية: سيتم القضاء على الكيان الصهيوني
  • الكيان الصهيوني يشن حملة اعتقالات في عدة مدن فلسطينية صباح اليوم
  • المدينة التي تبكي بأكملها.! (2)
  • الكيان الصهيوني يقتحم قرية أم صفا شمال غرب رام الله
  • القحوم: اليمن في طليعة نصرة فلسطين وزوال الكيان الصهيوني حتمي
  • متحدث الدفاع المدني في غزة: المجازرُ التي ارتكبها الكيانُ الصهيونيُّ في غزةَ لم يحدُثْ مثلُها في القرن الـ 21
  • الرحلة الغامضة التي أنقذت بشار الهارب .. توقفت في عاصمة عربية قبل توجهها إلى روسيا
  • ‏إسرائيل تعلن أنها ستغلق سفارتها في دبلن بسبب السياسات المعادية التي تنتهجها الحكومة الأيرلندية
  • ميقاتي يدعو اللاجئين السوريين في لبنان للعودة إلى ديارهم بسبب الضغوط الاقتصادية