معادلة حيفا والضاحية الجنوبية.. صواريخ حزب الله النوعية تعطّل عاصمة الكيان الاقتصادية
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
يمانيون/ تقارير تكاد مدينة حيفا تشبه الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، كلاهما بلا حياة، فقد عطّلت الغارات الجوية الإسرائيلية شديدة التدمير دورة الحياة اليومية في الضاحية، فيما شلّت صواريخ حزب الله النوعية العاصمة الكيان الصهيوني وأوقفت دوران عجلة المصانع الاستراتيجية فيها، وابتعدت السفن عن الميناء الشهير إلى عرض البحر، وتوقفت أعمال التنقيب عن الغاز والنفط في البلوكات المائية.
وتلقت مدينة حيفا، أمس الاثنين، عشرات الصواريخ الكبيرة التي سقطت في الكريوت ذات الثقل الاستيطاني، ودمرت المباني، وأشعلت الحرائق فيها، وفي السيارات.
وأظهرت المشاهد الواردة من حيفا أنّ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ينفذ وعده بتحويل حيفا إلى كريات شمونة وجعلها مدينة خاوية ومهجورة.
وجاء قصف حيفا بعد وقت قليل من تصريح لوزير الحرب الصهيوني الجديد، يسرائيل كاتس، اعتبر فيه أنّ “الغارات الجوية التي تستهدف لبنان وأعمال القتل التي يقوم بها جيشه بأنّها تمثل صورة النصر التي تريدها إسرائيل”، وقال “لا هدنة ولا وقف لإطلاق النار حتى تحقق إسرائيل النصر”.
وقال حزب الله إنّ “قصف مدينة حيفا يأتي في إطار الدفاع عن لبنان وشعبه”، وفي بيانات سابقة قالت المقاومة إنّ “قصف حيفا يأتي أيضًا ردًا على الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها العدو الإسرائيلي”.
ونزح عن حيفا نحو 300 ألف مستوطن منذ بدأت صواريخ حزب الله في 22 أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، تستهدف المنشآت العسكرية في شمال وجنوب حيفا، وارتفع هذا العدد إلى 400 ألف هم أكثر من نصف عدد السكان مع دخول العدوان الصهيوني على لبنان شهره الثاني.
وشوهدت عشرات السيارات وهي تغادر حيفا، مساء أمس، نحو تل أبيب في أحدث موجة نزوح من المدينة بعد القصف الصاروخي الذي طال تجمعاتها الاستيطانية.
وقصفت المقاومة مدينة حيفا ومنشآتها العسكرية أكثر من 70 مرة خلال 50 يومًا من العدوان الصهيوني على لبنان، وتستهدف صواريخ حزب الله حيفا بشكل شبه يومي، ويتعرض الكريوت إلى قصف مستمر، وهو تجمع استيطاني كبير يقع إلى الشمال من المدينة التي تعتبر العاصمة الاقتصادية “لإسرائيل” ويتحرك عبر خليجها الشهير 70% من تجارة السلاح والنفط والغاز والصناعات الدقيقة والثقيلة.
ويضم خليج حيفا قواعد عسكرية بحرية للمراقبة ورصد البحار بالإضافة إلى مراسي للبوارج الحربية والغواصات ومخازن السلاح البحري ومراكز للتدريب والصيانة.
وتعتبر قاعدة “ستيلا ماريس” واحدة من أهم القواعد البحرية العسكرية التي أنشأها كيان العدو في خليج حيفا وسط المنشآت المدنية في قلب الميناء، ويستهدف حزب الله “ستيلا ماريس” باستمرار منذ منتصف، أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بصواريخ نوعية وطيران مسيّر انقضاضي.
وتستضيف “ستيلا ماريس” قطع الأسطول السادس الأمريكي بشكل دائم في قاعدة أمريكية ثابتة في ميناء حيفا الذي يضم ثاني أكبر مصفاة للنفط تقوم عليها صناعات كيمياوية ضخمة.
هذا وعطّلت صواريخ حزب الله الإنتاج في مجمّع الصناعات العسكرية التابع لشركة رفائيل في منطقة زوفولون القريبة من الكريوت، وينتج هذا المجمع الضخم التي تديره وتشرف عليه وزارة الحرب منذ تأسيسه أنظمة القبة الحديدية والمضادات الجوية والأسلحة الدقيقة ضد الدروع وأنظمة المراقبة البحرية والجوية والتشويش على الطائرات والصواريخ، كما تقوم بإنتاج الطائرات المسيرة على اختلاف أنواعها بالإضافة إلى أنظمة الأمن السيبراني.
ويعمل جيش من المستوطنين في مجمع رفائيل يسكنون في الكريوت وخصوصًا في كريات يام وكريات موتسكين وكريات موصقين وكريات بياليك وفي مستوطنة عين هميفراتس.
ويعمل نحو 5 آلاف مستوطن من سكان التجمعات الاستيطانية حول حيفا في الميناء وفي الشركات الصناعية بقسمَيها المدني والعسكري بالإضافة إلى الصناعات النفطية ومشتقاتها، وتجبر الشركات عمالها على العمل لتعويض حركة الموانئ في إيلات وأشدود بعدما شلها الحصار البحري اليمني، لكن صواريخ حزب الله جعلت الحياة أكثر صعوبة في حيفا وخليجها.
واستهدفت المقاومة مؤخرًا قاعدة ومطار رامات ديفيد العسكري الواقع جنوب شرق حيفا برشقة نوعية من صواريخها، وهذا المطار الذي تقلع منه طائرات أف 15 وأف 16 والطيران المسير نحو لبنان وسوريا وبقية الدول المجاورة يلعب دورًا محوريًا في الاعتداءات الجوية المتواصلة ضد لبنان، وهو ما يسمح به موقعه الجغرافي في شمال فلسطين المحتلة.
وباتت التجمعات الاستيطانية في حيفا تشعر بأثار الحرب التي أشعلها الكيان في الشمال ضد لبنان، وغادر نخبة العمال المختصين حيفا إلى الخارج ورفعوا عدد المغادرين إلى أكثر من مليون مستوطن بحسب إحصائيات متداولة في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وفي السياق، قال منتحل صفة رئيس بلدية حيفا إنّ “الضربة الاقتصادية التي تعرضت لها مدينة حيفا غير مسبوقة فكل شيء متوقف والمحلات مقفلة والشوارع خالية”.
وكشفت الفيديوهات التي صوّرها المستوطنون أمس ولم تتمكن رقابة الجيش الإسرائيلي من حجبها أو حذفها فورًا مدى قدرة صواريخ حزب الله في فرض معادلات ردع جديدة يجب أن تفهمها حكومة بنيامين نتنياهو.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: صواریخ حزب الله مدینة حیفا
إقرأ أيضاً:
كيف أصبحت مدينة سوفيتية قاتمة عاصمة للفنون في آسيا الوسطى؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعادت العديد من المدن في مختلف أنحاء العالم تعريف نفسها خلال السنوات الأخيرة، ولكن لم تكن أي منها أكثر نجاحاً من ألماتي.
ومنذ انهيار الاتحاد السوفييتي، تطورت أكبر مدينة في كازاخستان من مدينة سوفييتية قاتمة إلى نجمة حضرية في آسيا الوسطى.
وطورت المدينة واحدة من أجمل أنظمة المترو في العالم، ونمت لتصبح مركزًا مزدهرًا للمصارف والتمويل، واستكملت أسواقها القديمة بالبوتيكات الفاخرة ومراكز التسوق الحديثة، وأعادت تشكيل فن الطهي التقليدي إلى مطبخ جديد يجذب إشادات من عشاق الطعام في جميع أنحاء العالم.
وتتطور ألماتي أيضًا لتصبح مركزا للثقافة والفن في آسيا الوسطى، وتملك بالفعل العديد من المتاحف ذات المستوى العالمي ومركز ثقافي جديد مبهر من المقرر افتتاحه في أوائل العام المقبل.
افتُتحت كاتدرائية الصعود الأرثوذكسية الروسية المزخرفة في عام 1907Credit: Photoprofi30/iStockphoto/Getty Imagesويقول دينيس كين، المقيم الأمريكي منذ فترة طويلة، وهو مناصر للحفاظ على التراث التاريخي ومؤسس "Walking Almaty": "إنها مدينة صالحة للعيش بشكل لا يصدق. خضراء ونظيفة. لا تحتاج فيها إلى سيارة، إذ أن وسائل النقل العام هنا رائعة. وهي مركز الفن المعاصر والطعام في آسيا الوسطى".
تاريخ متقلبرغم أن الناس عاشوا في المنطقة لآلاف السنين، إلا أن غالبيتهم كانوا من البدو الذين جابوا السهوب الشاسعة بين الصين وأوروبا.
ازدهرت مدينة قديمة قريبة خلال العصور الوسطى كمحطة على طريق الحرير، لكنها اختفت بحلول الوقت الذي غزت فيه الإمبراطورية الروسية المنطقة في منتصف القرن التاسع عشر.
كانت هذه القلعة أشبه بحصن أنشأه جنود القيصر لدعم الاحتلال الروسي، وتطورت إلى مدينة صغيرة بنظام شبكي من الشوارع يتجه شمالا وجنوبا وشرقا وغربا مع أشجار وفيرة.
وقد بنى الروس كاتدرائية الصعود المزخرفة ذات القبة البصلية، التي تعد واحدة من الرموز المعمارية الأيقونية للمدينة. بخلاف ذلك، هناك القليل من بقايا العصر القيصري في الوقت الحاضر.
وبعد بضع سنوات من الاستقلال عن الاتحاد السوفييتي في عام 1991، نقلت العاصمة الوطنية إلى أستانا. وكان فقدان هذه المكانة الموقرة بمثابة جرس إنذار للمدينة. وبدلاً من التذمر إزاء هذا الإجراء، وجد زعماء وسكان ألماتي أرضية مشتركة لإعادة ابتكار المدينة، ولو لسبب واحد فقط وهو إثبات أنها لا تزال متفوقة على أستانا.
وتوضح جاما نوركالييفا، وهي مديرة مركز "Tselinny" الجديد للثقافة المعاصرة: "أصبحت ألماتي الآن مدينة لرجال الأعمال والفنانين".
وتضيف: "جلبت هذه الحرية روح الإبداع، والإمكانيات، والتأمل، والمناقشة الفريدة. لذا فلا عجب أننا نتمتع باقتصاد ضخم وأكبر مشهد فني في المنطقة. هذا هو المكان المناسب للعديد من المبدعين، وليس فقط الفنانين".
كما أخذ الطهاة على عاتقهم تحدي ابتكار مفهوم جديد تمامًا ترتبط جذوره في ماضي كازاخستان.
يقدم مطعم "Auyl" الفاخر في ألماتي المأكولات البدوية الجديدة.Credit: Charles O. Cecil/Alamy Stock Photoوقد أطلقوا عليه اسم المطبخ البدوي الجديد، وهو مزيج من تقنيات الطهي الحديثة والتقديم باستخدام المكونات التراثية التي يستخدمها البدو الذين ما زالوا يسكنون المراعي حول ألماتي.
وقال سات نورماش، المدير العام لمطعم "Auyl" الراقي في المدينة: "نستمد الإلهام من التقنيات البدوية التقليدية مثل تدخين اللحوم أو طهيها على نار مفتوحة أو دفن اللحوم وطهيها على أحجار ساخنة".
ولكن هنا تنتهي أوجه التشابه، حيث تتبل اللحوم بأعشاب وتوابل خاصة، وتطهى ببطء على نار هادئة، ويستغرق تحضيرها وتقديمها كأطباق رئيسية مدة يومين.
وتتضمن الأطباق الموجودة في قائمة تذوق "Auyl" المكونة من 7 أطباق، نودلز دونجان مع البط الحار، وسمبوسة لحم الخيل، و"بيشبارماك" مع صدر البقر المدخن وساق الضأن، وحساء "تشالوب" (حليب الخيل الحامض) البارد، وألسنة الضأن مع الرمان.
ويحظى مطعم "Auyl" أيضًا بإشادات كبيرة بتصميمه المستوحى من الخيام المنغولية، وقد تم اختياره من بين المطاعم المتأهلة الـ 16 النهائية في مسابقة "Prix Versailles لأجمل المطاعم في العالم".
ومع ذلك، ليس كل شيء من القرن الحادي والعشرين. وتأسس السوق الضخم "Zeleny Bazaar" (السوق الأخضر) في عام 1868، وهو مليء بالأكشاك التي تبيع الفاكهة الطازجة اللذيذة، والكورت (كرات الجبن الحامضة)، والشوبات (حليب الإبل)، وغيرها من الأطعمة المحلية الشهية. هناك قسم كامل لأنواع مختلفة من لحوم الخيول، بما في ذلك النقانق التي تُعد لذيذة بشكل مدهش.
الفن فوق وتحت الأرض يضم متحف أبيلخان كاستييف الحكومي للفنون أكثر من 20 ألف عمل فنيCredit: James Talalay/Alamy Stock Photoيُعد متحف أبيلخان كاستيف الحكومي للفنون، الذي يتوج بهرم زجاجي يشبه متحف اللوفر، المعرض الرئيسي للإبداعات الكازاخستانية، من اللوحات والمنحوتات إلى الفنون الزخرفية مثل السجاد، والمجوهرات، والأعمال الخشبية.
تشمل المجموعات الفنية الأخرى متحف إهلاس للآلات الموسيقية الشعبية (في قصر خشبي على الطراز الروسي بُني عام 1908) والتحف الإثنوغرافية لمتحف ألماتي.
ويلف الغموض "متحف سري" في المدينة، حيث يقع تحت الأرض في الطابق السفلي من البيت الفرنسي، وهو مركز تسوق فاخر في شارع "فورمانوف" أمام نسخة طبق الأصل من برج إيفل.