صور تجسس أميركية تكشف موقع معركة القادسية بالعراق
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
قادت صور أقمار اصطناعية تجسسية أميركية تم رفع السرية عنها فريقا أثريا بريطانيا عراقيا إلى ما يعتقدون أنه موقع معركة القادسية التاريخية التي وقعت في القرن السابع الميلادي وأصبحت حاسمة في انتشار الإسلام في جميع أنحاء المنطقة.
دارت معركة القادسية في بلاد ما بين النهرين (العراق حاليا) في ثلاثينيات القرن السابع الميلادي بين المسلمين العرب وجيش السلالة الفارسية الساسانية خلال فترة الفتوحات الإسلامية، وانتصر جيش المسلمين واستمر في مسيرته إلى بلاد فارس (إيران الآن).
وعثر فريق مشترك من علماء الآثار من جامعة دورهام البريطانية وجامعة القادسية العراقية على الموقع أثناء قيامهم بمسح الاستشعار عن بعد لرسم خريطة "درب زبيدة"، وهو طريق الحج من الكوفة في العراق إلى مكة المكرمة الذي بني منذ أكثر من ألف عام.
ونشر الفريق نتائج بحثه اليوم الثلاثاء في مجلة "Antiquity" فقال إنه أثناء رسم خريطة الطريق، لاحظ الفريق أن موقعا يبعد حوالي 30 كيلومترا جنوب الكوفة في محافظة النجف جنوبي العراق -وهي منطقة صحراوية بها قطع متناثرة من الأراضي الزراعية- كان به سمات تتطابق بشكل وثيق مع وصف موقع معركة القادسية الموصوف في النصوص التاريخية.
جانب من آثار درب زبيدة الذي عدّ إرثا عمرانيا وإنسانيا فريدا (الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية) خندق المعركةوقال وليام ديدمان، الأثري في جامعة دورهام، والمتخصص في الاستشعار عن بعد، إن صور الأقمار الاصطناعية خلال الحرب الباردة "هي أدوات شائعة الاستخدام من قبل علماء الآثار العاملين في الشرق الأوسط، لأن الصور القديمة غالبا ما تظهر سمات تم تدميرها أو تغييرها ولن تظهر في صور الأقمار الصناعية الحالية".
ويرى الأثري البريطاني أن الشرق الأوسط تطور كثيرا خلال الـ50 عاما الماضية، سواء من حيث التوسع الزراعي أو التوسع الحضري، وأن بعض السمات المميزة في موقع القادسية كانت "أكثر نقاء ووضوحًا" في صور السبعينيات، مثل الخندق المميز، مضيفا أن المسح على الأرض أكد النتائج وأقنع الفريق بأنهم حددوا الموقع بشكل صحيح.
وقال جعفر الجوثري، أستاذ الآثار في جامعة القادسية والذي كان جزءا من الفريق الذي أجرى الاكتشاف، إن السمات الرئيسية كانت خندقا عميقا وحصنين ونهرا قديما قيل إن قوات فارسية كانت تجتازه ذات يوم وكانت تركب الفيلة. كذلك عثر فريق المسح على شظايا فخارية تتفق مع الحقبة الزمنية التي دارت فيها المعركة.
وأشار الجوثري إلى إن العراقيين من جيله، الذين نشؤوا في ظل حكم الزعيم الراحل صدام حسين، كانوا جميعا على دراية بالمعركة بتفاصيلها الدقيقة، حتى أسماء القادة على الجانبين.
وتابع "كانت المعركة في ذلك الوقت تحمل دلالات سياسية؛ فقد كان العراق منخرطا في حرب مدمرة مع إيران طوال أغلب ثمانينيات القرن العشرين. وأشار صدام إلى معركة القادسية باعتبارها نذيرا بالنصر للعراق".
ومثله كمثل أغلب الأطفال الذين نشؤوا في تلك الحقبة، قال الجوثري إنه شاهد فيلما شعبيا عن المعركة مرات عدة لأنه كان يُعرض بانتظام على شاشات التلفزيون.
العراق طالما أطلق عليه اسم مهد الحضارات (الجزيرة) تفاوتوفي حقبة ما بعد صدام، أصبحت معركة القادسية بمنزلة اختبار سياسي حاسم، وتختلف آراء العراقيين بشأنها تبعا لمشاعرهم تجاه إيران التي وسعت نفوذها في البلاد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 والذي أطاح بصدام.
يقول الجوثري "هناك بعض السياق السياسي والديني في هذه المعركة، لأنه بالطبع لدينا الآن اختلافات دينية واختلافات عرقية واختلافات سياسية في العراق، ونحن نقرأ أو ننظر إلى كل شيء على أساس اختلافاتنا".
لكنه استدرك قائلا "نحن جميعا نتفق على أنها معركة بالغة الأهمية وحاسمة، ونحن جميعا نعرف عنها"، مضيفا أن الفريق يخطط لبدء أعمال التنقيب في الموقع في العام المقبل.
يأتي هذا الاكتشاف كجزء من مشروع أوسع نطاقا أطلق في عام 2015 لتوثيق المواقع الأثرية المهددة بالانقراض في المنطقة.
كما يأتي في وقت انتعاش علم الآثار في العراق الذي يشار إليه غالبا على أنه "مهد الحضارة"، ولكن التنقيب الأثري تعطل بسبب عقود من الصراع الذي أوقف أعمال التنقيب وأدى إلى نهب عشرات الآلاف من القطع الأثرية. وفي السنوات الأخيرة، عادت أعمال التنقيب واسترجعت آلاف القطع الأثرية المسروقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات معرکة القادسیة
إقرأ أيضاً:
خدم بالعراق وأفغانستان.. من هو الوجه التلفزيوني الذي سيقود البنتاغون؟
هو جندي سابق في الجيش الأميركي، خدم في العراق وأفغانستان، يرفض مشاركة النساء في خطوط المواجهة، وينتقد حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إنه بيتر براين هيغسيث، الذي اختاره الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وزيرا للدفاع في إدارته المقبلة.
وأعلن ترامب أمس الثلاثاء ترشيح هيغسيث، الذي يعمل في الوقت الحالي مقدما للبرامج على قناة (فوكس نيوز) الأميركية، لتولي حقيبة وزارة الدفاع، لكنه يحتاج لموافقة مجلس الشيوخ على تعيينه.
وقال الرئيس المنتخب في بيان: "بيتر قوي وذكي ويؤيد بشدة أميركا أولا. مع وجود (بيّت) على رأس القيادة، جيشنا سيصبح عظيما مرة أخرى، وأميركا لن تنهزم أبدا".
ويعد ترشيح بيتر أو بيّت هيغسيث لقيادة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الاختيار الأكثر إثارة للدهشة، في وقت يواصل ترامب إعلان ترشيحاته للمناصب في إدارته المقبلة قبل تنصيبه في 20 يناير.
وأصاب اختيار هيغسيث (44 عاما) الكثيرين بالصدمة كما ذكرت وسائل إعلام أميركية بينها شبكة (سي. إن. إن)، فلماذا يا ترى؟
رأس حربةحال وافق مجلس الشيوخ على تعيينه، قد يتمكن هيغسيث من تنفيذ وعود حملة ترامب الانتخابية بالتخلص من جنرالات في الجيش الأميركي يتهمهم بدفع سياسات تتعلق بالتنوع يعارضها المحافظون.
وصرح ترامب لفوكس نيوز في يونيو الماضي بأنه سيقيل جنرالات وصفهم بأنهم "مستنيرون"، وهو مصطلح يشير إلى أولئك الذين يركزون على العدالة العرقية والاجتماعية ولكن يستخدمه المحافظون لانتقاد سياسات تقدمية.
وقد يكون هيغسيث مؤيدا للتخلص من هؤلاء.
فضابط سلاح المشاة الذي خدم مع قوات الحرس الوطني في أفغانستان والعراق وخليج غوانتانامو في كوبا، قال إنه ترك الجيش عام 2021 بعد أن تم تهميشه بسبب آرائه السياسية والدينية.
وهاجم هيغسيث رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز براون، وقادة آخرين في الجيش.
فقبل أسبوع، قال هيغسميث في مقابلة مع بودكاست شون راين، إن إقالة براون ومسؤولين عسكريين آخرين، يدعمون مبادرات التنوع داخل الجيش، ستكون خطوة نحو مواجهة ما وصفه بـ "قمامة التصحيح الاجتماعي" داخل القوات المسلحة.
ويشغل الجنرال تشارلز براون، بتعيين من الرئيس جو بايدن، منصب رئيس هيئة الأركان العسكرية المشتركة، منذ مايو/أيار 2023، وهو أكبر مرتبة في المؤسسة العسكرية في الولايات المتحدة،
وكان ترامب هو الذي اختار براون وهو طيار مقاتل سابق، ليصبح رئيسا لأركان القوات الجوية، عام 2020، ما جعله أول ضابط أميركي من أصل أفريقي يخدم في هذا الدور.
اكتسب براون شهرة بسبب مقطع فيديو تحدث فيه بعبارات عاطفية في العام نفسه، عن تأثير مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد على أيدي شرطة مينيسوتا وعن تجاربه الخاصة مع العرق داخل الجيش.
أميركا.. شرطي مدان بقتل جورج فلويد يتعرض للطعن في السجن تعرض الشرطي الأميركي، ديريك شوفين، المدان بقتل الأميركي من أصل أفريقي، جورج فلويد، للطعن والإصابة على يد نزيل آخر في سجن اتحادي في أريزونا بجنوب غرب الولايات المتحدة، حسب ما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، الجمعة.وسبق واستهدف بيتر هيغسيث، المولود في ولاية مينيسوتا الشمالية لأبوين من أصول نرويجية، الجنرال براون، متسائلا عما إذا كان سيشغل منصبه لو لم يكن أسود البشرة، حسبما أفادت صحيفة واشنطن بوست.
وينتقد هيغسيث أيضا قرار إدارة الرئيس باراك أوباما عام 2015 بإسقاط القيود القائمة على النوع الاجتماعي، ما أدى إلى السماح للنساء بالانضمام إلى وحدات المشاة والمدفعية والمشاركة في القتال المباشر، وهي الوظائف العسكرية التي كانت تاريخيا حكرا على الرجال.
وقال في مقابلته مع شون راين وهو أيضا جندي سابق في القوات البحرية الأميركية: "أعطني طيارا أنثى طوال اليوم. ليس لدي أية مشكلة في ذلك".
ويرى هيغسيث أن وظائف القتال المباشر تتطلب مجهودا بدنيا لا تستطيع النساء القيام به.
وقال إن السماح للنساء بتولي الأدوار القتالية "لم يجعلنا أكثر فعالية، ولم يجعلنا أكثر فتكا، بل جعل القتال أكثر تعقيدا".
ولهيغسيث الذي تخرج من جامعة برينستون، في ولاية نيوجيرسي، عام 2003، ويحمل الماجستير في السياسات العامة من جامعة هارفارد، كتاب تحت عنوان "الحرب على المحاربين".
ويتحدث هيغسيث في كتابه عما يصفها بـ"خيانة الجناح اليساري لمحاربي أميركا، وكيف يجب على البلاد إعادة الجيش إلى "الجدارة والفتك والمساءلة والتميز"، وفقا لما جاء في بيان ترامب.
وفي حين لم يبد هيغسيث سوى مواقف سياسية محدودة في الماضي، فقد انتقد حلف الأطلسي لضعفه وقال إن الصين على وشك الهيمنة على جيرانها، وفق ما أفادت رويترز.
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يجري مقابلة مع بيت هيغسيث، مقدم برنامج فوكس آند فريندز، في البيت الأبيض بواشنطنويبدو أن صداقة نشأت بين بيتر هيغسيث ودونالد ترامب، بعد الظهور المتكرر لترامب في برنامج (فوكس آند فريندز) الذي يقدمه هيغسيث على قناة فوكس نيوز الداعمة للحزب الجمهوري.
وتحل هذه الصداقة مشكلة سبق وواجهها ترامب في فترة رئاسته الأولى، إذ كانت علاقة الرئيس السابق بوزارة الدفاع متوترة في كثير من الأحيان.
ودخل ترامب في خلاف مع وزير دفاعه الأول، جيمس ماتيس، الذي استقال احتجاجا على إعلان ترامب انسحابا فوريا للقوات الأميركية من سوريا.
وفي وقت لاحق، حذر مارك إسبر، وزير الدفاع الآخر الذي عينه ترامب، صراحة من تهديد إدارة جديدة لترامب، في الأسابيع التي سبقت الانتخابات الرئاسية عام 2020، وفق موقع سي إن إن.
وأثار ترشيح ترامب لهيغسيث وزيرا للدفاع، حفيظة بعض الديمقراطيين، الذين سيشاركون في التدقيق في ترشيحات رئيس المنتخب للمناصب في إدارته.
وكتبت السناتور الديمقراطية إليزابيث وارن، عضوة لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، في منشور على حسابها على منصة ( إكس)، إن هيغسيث "غير مؤهل" للوظيفة.
A Fox & Friends weekend co-host is not qualified to be the Secretary of Defense.
I lead the Senate military personnel panel. All three of my brothers served in uniform. I respect every one of our servicemembers.
Donald Trump’s pick will make us less safe and must be rejected. https://t.co/6ADUJSm8x6
وأضافت وارن: "أنا أقود لجنة شؤون العسكريين في مجلس الشيوخ. خدم إخوتي الثلاثة في الجيش. أنا أحترم كل فرد من أفراد خدمتنا."
واستفاضت "اختيار دونالد ترامب (لهيغسيث) سيجعلنا أقل أمانًا ويجب رفضه".
المصدر: الحرة