الجزيرة:
2024-12-18@01:46:48 GMT

صور تجسس أميركية تكشف موقع معركة القادسية بالعراق

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

صور تجسس أميركية تكشف موقع معركة القادسية بالعراق

قادت صور أقمار اصطناعية تجسسية أميركية تم رفع السرية عنها فريقا أثريا بريطانيا عراقيا إلى ما يعتقدون أنه موقع معركة القادسية التاريخية التي وقعت في القرن السابع الميلادي وأصبحت حاسمة في انتشار الإسلام في جميع أنحاء المنطقة.

دارت معركة القادسية في بلاد ما بين النهرين (العراق حاليا) في ثلاثينيات القرن السابع الميلادي بين المسلمين العرب وجيش السلالة الفارسية الساسانية خلال فترة الفتوحات الإسلامية، وانتصر جيش المسلمين واستمر في مسيرته إلى بلاد فارس (إيران الآن).

وعثر فريق مشترك من علماء الآثار من جامعة دورهام البريطانية وجامعة القادسية العراقية على الموقع أثناء قيامهم بمسح الاستشعار عن بعد لرسم خريطة "درب زبيدة"، وهو طريق الحج من الكوفة في العراق إلى مكة المكرمة الذي بني منذ أكثر من ألف عام.

ونشر الفريق نتائج بحثه اليوم الثلاثاء في مجلة "Antiquity" فقال إنه أثناء رسم خريطة الطريق، لاحظ الفريق أن موقعا يبعد حوالي 30 كيلومترا جنوب الكوفة في محافظة النجف جنوبي العراق -وهي منطقة صحراوية بها قطع متناثرة من الأراضي الزراعية- كان به سمات تتطابق بشكل وثيق مع وصف موقع معركة القادسية الموصوف في النصوص التاريخية.

جانب من آثار درب زبيدة الذي عدّ إرثا عمرانيا وإنسانيا فريدا (الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية) خندق المعركة

وقال وليام ديدمان، الأثري في جامعة دورهام، والمتخصص في الاستشعار عن بعد، إن صور الأقمار الاصطناعية خلال الحرب الباردة "هي أدوات شائعة الاستخدام من قبل علماء الآثار العاملين في الشرق الأوسط، لأن الصور القديمة غالبا ما تظهر سمات تم تدميرها أو تغييرها ولن تظهر في صور الأقمار الصناعية الحالية".

ويرى الأثري البريطاني أن الشرق الأوسط تطور كثيرا خلال الـ50 عاما الماضية، سواء من حيث التوسع الزراعي أو التوسع الحضري، وأن بعض السمات المميزة في موقع القادسية كانت "أكثر نقاء ووضوحًا" في صور السبعينيات،  مثل الخندق المميز، مضيفا أن المسح على الأرض أكد النتائج وأقنع الفريق بأنهم حددوا الموقع بشكل صحيح.

وقال جعفر الجوثري، أستاذ الآثار في جامعة القادسية والذي كان جزءا من الفريق الذي أجرى الاكتشاف، إن السمات الرئيسية كانت خندقا عميقا وحصنين ونهرا قديما قيل إن قوات فارسية كانت تجتازه ذات يوم وكانت تركب الفيلة. كذلك عثر فريق المسح على شظايا فخارية تتفق مع الحقبة الزمنية التي دارت فيها المعركة.

وأشار الجوثري إلى إن العراقيين من جيله، الذين نشؤوا في ظل حكم الزعيم الراحل صدام حسين، كانوا جميعا على دراية بالمعركة بتفاصيلها الدقيقة، حتى أسماء القادة على الجانبين.

وتابع "كانت المعركة في ذلك الوقت تحمل دلالات سياسية؛ فقد كان العراق منخرطا في حرب مدمرة مع إيران طوال أغلب ثمانينيات القرن العشرين. وأشار صدام إلى معركة القادسية باعتبارها نذيرا بالنصر للعراق".

ومثله كمثل أغلب الأطفال الذين نشؤوا في تلك الحقبة، قال الجوثري إنه شاهد فيلما شعبيا عن المعركة مرات عدة لأنه كان يُعرض بانتظام على شاشات التلفزيون.

العراق طالما أطلق عليه اسم مهد الحضارات (الجزيرة) تفاوت

وفي حقبة ما بعد صدام، أصبحت معركة القادسية بمنزلة اختبار سياسي حاسم، وتختلف آراء العراقيين بشأنها تبعا لمشاعرهم تجاه إيران التي وسعت نفوذها في البلاد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 والذي أطاح بصدام.

يقول الجوثري "هناك بعض السياق السياسي والديني في هذه المعركة، لأنه بالطبع لدينا الآن اختلافات دينية واختلافات عرقية واختلافات سياسية في العراق، ونحن نقرأ أو ننظر إلى كل شيء على أساس اختلافاتنا".

لكنه استدرك قائلا "نحن جميعا نتفق على أنها معركة بالغة الأهمية وحاسمة، ونحن جميعا نعرف عنها"، مضيفا أن الفريق يخطط لبدء أعمال التنقيب في الموقع في العام المقبل.

يأتي هذا الاكتشاف كجزء من مشروع أوسع نطاقا أطلق في عام 2015 لتوثيق المواقع الأثرية المهددة بالانقراض في المنطقة.

كما يأتي في وقت انتعاش علم الآثار في العراق الذي يشار إليه غالبا على أنه "مهد الحضارة"، ولكن التنقيب الأثري تعطل بسبب عقود من الصراع الذي أوقف أعمال التنقيب وأدى إلى نهب عشرات الآلاف من القطع الأثرية. وفي السنوات الأخيرة، عادت أعمال التنقيب واسترجعت آلاف القطع الأثرية المسروقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات معرکة القادسیة

إقرأ أيضاً:

بعد توسع عزلته الدولية..النظام العسكري الجزائري يختلق أزمة تجسس لإثارة إنتباه فرنسا

زنقة 20. الرباط

كعادته، أطلق النظام العسكري الجزائري اتهامات جديدة وغريبة يسعى من خلالها إلى كسر الجليد مع فرنسا.

هذه المرة، زعم النظام العسكري الجزائري أن جهاز الاستخبارات الفرنسي (DGSE) يجند إرهابيين لزعزعة استقرار الجزائر. واستُدعي السفير الفرنسي في الجزائر، ستيفان روماتي، إلى وزارة الخارجية الجزائرية لسماع سلسلة من الاتهامات التي تبدو وكأنها مأخوذة من رواية تجسس أكثر منها من الواقع.

وتدور هذه المزاعم حول شخص يدعى محمد أمين عيساوي، والذي قُدم على شاشات التلفزيون الحكومي الجزائري بصفته “إرهابياً تائباً”. وفقاً لروايته، اتصلت به جمعية فرنسية تُدعى“ARTEMIS”، والتي بدورها ربطته بعميل مزعوم لجهاز الاستخبارات الفرنسي. ويزعم عيساوي أن هذا العميل طلب منه تشكيل مجموعة إرهابية من زملائه السابقين في السجن لتنفيذ هجمات داخل الجزائر. بالطبع، الهدف من ذلك – كما تقول الرواية الرسمية – هو هدم أسس الدولة الجزائرية التي تقدم نفسها كحصن للاستقرار.

وزارة الخارجية الجزائرية لم تفوت الفرصة للتعبير عن غضبها الشديد، ووصفت ما حدث بأنه “أعمال عدائية” و”ابتزاز غير مقبول” من فرنسا.

كما أصدر النظام الجزائري تحذيراً صارماً بأن “صبر الجزائر له حدود”. لكن، في المقابل، يبدو أن صبر فرنسا تجاه هذه الادعاءات المبالغ فيها قد نفد منذ فترة طويلة. فلا شيء يشير إلى أن باريس تأخذ هذه التصريحات على محمل الجد، بل يبدو أنها تفضل تجاهلها تماماً.

الحقيقة الواضحة أن تجاهل فرنسا للجزائر أصبح يسبب إزعاجاً أكبر للنظام الجزائري من أي شيء آخر.

فالنظام، الذي يعاني من عزلة متزايدة، يفتقر إلى الاعتراف الدولي ويبحث عن أي وسيلة لإعادة جذب الانتباه.

ومع ذلك، فإن استراتيجية المبالغة والتضخيم تزيد فقط من ترسيخ صورة نظام عالق في أوهامه، يرى المؤامرات في كل مكان ويعتبر الصمت الأجنبي إهانة. بينما تستمر باريس في موقفها المتزن والهادئ، ترسل رسالة واضحة: ليس هناك ما يستدعي الاستجابة لخيالات نظام يقاتل أشباحاً في عزلة صنعها بنفسه.

النظام العسكري الجزائريفرنسا

مقالات مشابهة

  • البابا: تعرضت لمحاولة اغتيال بالعراق العام 2021
  •  الاتصالات النيابية تكشف حجم المبالغ المستحقة على شركات الهاتف النقال
  • شاهد بالفيديو.. الإبن الأصغر للشيخ عبد الحي يوسف يقود المجاهدين في الصفوف الأمامية وزميله بأرض المعركة يصفه بالشهيد الحي
  • صاحب تدوينة شهيرة بعد فوز صقور الجديان على منتخب الجنوب ورحل بعد أشهر قليلة من زواجه وهذه هي تفاصيل وفاته المفاجئة”…” من هو “دينق قوج” الذي بكى على موته أهل السودان قبل الجنوب
  • مديرة مرصد الأزهر: المعركة الحالية عن الوعي والأزهر دوره حماية المجتمع
  • جوارديولا: كنا الفريق الوحيد الذي لم يهزم في أوروبا قبل مباراة أمس
  • بعد توسع عزلته الدولية..النظام العسكري الجزائري يختلق أزمة تجسس لإثارة إنتباه فرنسا
  • دراسة تكشف الآثار الصحية المدمرة لقلة النوم: هل نحن مستعدون لمواجهة العواقب؟
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته
  • إسرائيل تكشف تفاصيل صادمة عن تجسس إيراني ومحاولات اغتيال مسؤولين إسرائيليين