الأزهر: العمل الصالح النافع يرزق الله فاعله التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ان العمل الصالح النافع يرزق الله عباده التوفيق وحسن الجزاء والسعادة في الدنيا والآخرة؛ قال الله سبحانه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.
وسعادة الإنسان الحقيقية ليست فيما امتلكه من متاع الدنيا، بل في نظرته إليه، وتقييمه له، والرضا والقناعة به، ثم في سلامة نفسه، ونقاء روحه، وطمأنينة قلبه بالإيمان وذكر الله سبحانه.
العمل الصالحبعض العلماء العمل بأنه حصيلة الإنسان التى يخرج بها من الدنيا ويترتب عليه مصيره فى الآخرة، فمن أراد الدرجات العلى عليه بكثرة الأعمال الصالحة، وذلك يعود إلى الفضل العظيم المترتب على فعلها، وتوضح لكم« صدى البلد» فضل العمل الصالح وما هى أهم الأعمال الصالحة التى يمكن للعبد التقرب بها إلى ربه.
- العبد الذي يؤدي الأعمال الصّالحة يعدّ من الفائزين، وإلّا فهو من الخاسرين في الدّنيا والآخرة؛ بسبب ما قام به من الكفر بالله تعالى، والفواحش والمنكرات والرذائل؛ أي أنّ العمل الصّالح له العديد من الحسنات، وعواقب الخير، والأجور العظيمة والكبيرة في الحياة الدّنيا والحياة الآخرة.
- استخلاف الإنسان على الأرض، والتّمكين لدين الإسلام، وتحقيق الأمن للعباد بعد الخوف.
-يورث الحياة الطيبة والهانئة، وتكفير الذّنوب والسيئات، والثّبات على دين الحقّ لآخر العمر.
- الجزاء العظيم في الحياة الآخرة الذي يتحقق بدخول الجنة، والوصول إلى الدرجات العالية والرّفيعة فيها، حيث قال الله - تعالى-: « مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ».
- رفع درجات المسلم عند الله تعالى، فزيادة العبد من الأعمال الصّالحة هي في الحقيقة زيادةً له في درجاته عند الله تعالى، ومن ذلك فالنفقات الواجبة على العبد تحتسب له من الصّدقات التي ينال عليها الأجر من الله تعالى، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «إذا أنفق المسلمُ نفقةً على أهلِه، وهو يحتسبُها، كانت له صدقةً».
- التّمتع بنعيم الجنة المطلق بمختلف النّعم التي وجدت لسعادة العبد؛ جزاءً لما قدّم من الأعمال الصّالحة، حيث قال الله -تعالى-: «وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ».
فضل العمل الصالح وأمثلة عليهقال مجمع البحوث الإسلامية، إن الأعمال الصالحة التي يمكن للعبد التقرب من خلالها إلى الله -سبحانه وتعالى- كثيرةٌ ومتعدّدة، فمنها ما يكون بالفعل الجسدي، ومنها ما يكون بالقول، ومنها ما يكون منشأه القلب، ومنها ما يكون فعلًا ماليًّا مُطلقًا .
وأوضح«البحوث الإسلامية»، أن العمل الصالح هو: أي عمل أو فعل أو قول يرضاه الله - سبحانه وتعالى- من عباده ويقوم به العبد بقصد التقرُّب به إلى الله -سبحانه وتعالى-، ومن العلماء مكن عرفه بإنه: العمل بما جاء به القرآن الكريم، والسنة المطهّرة، وجميع ما يوافق شرع الله سبحانه وتعالى.
ونصح «المجمع»، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، بما ورد عن الزبير – رضى الله عنه – أنه « ما تدرك الآخرة إلا بالدنيا، فيها يوصل الرحم، ويفعل المعروف، وفيها يتقرب إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة».
وجدير بالذكر أنه من الأعمال الصالحة التى يمكن أن يؤديها الفرد، ليتقرب من الله –عز وجل – ونيل رضاه والحصول على أعلى الدرجات والنعم بمشيئته - سبحانه- هى:
- حفظ وقراءة القرآن الكريم: حفظ القرآن الكريم له أجرٌ عظيمٌ عند الله - سبحانه وتعالى-، فقد ورد عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم -قوله: «لو جُمِعَ القرآنُ في إِهابٍ، ما أحرقه اللهُ بالنَّارِ».فحفظ العبد للقرآن الكريم من أسباب وقايته من النار.
- إفشاء السلام والابتداء به: لإفشاء السلام على من عرف العبد ومن لم يعرف أجرٌ عظيم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «السلامُ اسمٌ من أسماءِ اللهِ وضَعَهُ اللهُ في الأرضِ، فأفْشُوهُ بينَكمْ، فإنَّ الرجلَ المسلمَ إذا مَرَّ بقومٍ فسلَّمَ عليهم، فردُّوا عليه؛ كان لهُ عليهم فضلُ درجةٍ بتذكيرِهِ إيَّاهُمُ السلامَ، فإنْ لمْ يرُدُّوا عليه رَدَّ عليه مَنْ هوَ خيرٌ مِنهمْ وأطْيبُ».
-عيادة المريض: من أبرز الأعمال الصالحة وأهمها أن يعود المسلم أخاه المسلم في مرضه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ما من امرئٍ مسلمٍ يعودُ مسلمًا إلا ابتعث اللهُ سبعين ألفَ ملَكٍ، يُصلُّون عليه في أيِّ ساعاتِ النهارِ كان، حتى يمسيَ، و أيِّ ساعاتِ الليلِ كان، حتى يُصبِحَ».
- الإحسان إلى الجار والصبر على أذاه: من الأعمال التي ينال بها العبد محبة الله - سبحانه وتعالى- وينال رضوانه الصبر على أذى جاره، والإحسان إليه، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ثلاثةٌ يُحبُّهم اللهُ : رجلٌ كان في فئةٍ فنصب نحرَه حتَّى يُقتَلَ أو يفتَحَ اللهُ عليه وعلى أصحابِه ورجلٌ كان له جارُ سوءٍ يُؤذيه فصبر على أذاه حتَّى يُفرِّقَ بينهما موتٌ أو ظَعْنٌ ...».
- إماطة الأذى عن الطريق: لإماطة الأذى عن طريق الناس أجرٌ عظيم، فقد ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قوله: «لقد رأيتُ رجلًا يتقلَّبُ في الجنَّةِ، في شجرةٍ قطعَها من ظهرِ الطريقِ، كانت تُؤذي النَّاسَ».
-الحرص على صلة الرّحم، حيث إنّها من الأعمال الصّالحة التي تقرّب من الله – تعالى-، ودليل ذلك قول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: «مَن سرَّهُ أن يُبسطَ لَه في رزقِهِ ، وأن يُنسَأَ لَه في أثرِهِ ، فليَصِلْ رَحِمَهُ».
فضل المدوامة على العمل الصالحالمداومة على الأعمال الصالحة لها العديدة من الفوائد والثمرات الجليلة التى تعود على صاحبها بالأجر العظيم، ومن فضل المداومة على العمل الصالح:
- سببٌ في تكفير الذنوب والخطايا؛ ومن ذلك الصلوات الخمس، فإنّها سببٌ في تكفير الذنوب.
- المداومة على الأعمال الصالحة سببٌ في النجاة من الكروب، والشدائد في الدنيا وفي الآخرة؛ فالعبد عندما يداوم على القيام بالأعمال الصالحة في حال الرخاء، يكون بينه وبين الله معرفةٌ وصلةٌ تنجيه إذا وقع في الشدائد والكربات.
- المداومة على الأعمال الصالحة سببٌ في حُسن خاتمة العبد؛ فالعبد عندما يوفّقه الله -تعالى- لفعل الخيرات، والقيام بالطاعات، وفّقه الله
-تعالى- لأن تكون له حسن الخاتمة.
- من كان يداوم على الأعمال الصالحة، ثمّ حدث له طارئٌ؛ كالمرض، أو السفر، كُتب له أجر ما كان يعمل قبل أن يمرض أو يسافر؛ ودليل ذلك قول رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم-: «إذا مرض العبدُ أو سافر، كتب اللهُ تعالى له من الأجرِ مثلَ ما كان يعملُ صحيحًا مُقيمًا».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العمل الصالح على الأعمال الصالحة صلى الله علیه وسلم سبحانه وتعالى العمل الصالح الله تعالى العمل الص رسول الله ما یکون ه الله
إقرأ أيضاً:
لماذا تراجعت شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
وقد جعل الله -عز وجل- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معيارا لخيرية الأمة الإسلامية وتفضيلها، وبيّنت الشريعة الإسلامية أن تقصير الفرد والمجتمع في العمل بشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تترتب عليه جملة من العواقب، فمن سنن الله تعالى أن يعم العقاب في المجتمع بأسره في حال السكوت عما يرتكبه البعض من المنكرات.
ويقول الأمين العام لرابطة لعلماء السنة جمال عبد الستار إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أصل من أصول الدين الإسلامي، والمعروف هو ما تعارف عليه الناس من خلال شرع الله سبحانه وتعالى، والمنكر هو ما نهى عنه الله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم.
ويشير إلى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أصل من أصول الدين عند كل الفرق والمذاهب الإسلامية، ولكن المعتزلة جعلوه أصلا من الأصول الخمسة، لأنه جزء من منطلق المشروع السياسي الذي كانوا يروجون له.
ويذكر أن الأمة الإسلامية كلها معنية بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، طبقا لقوله عز وجل في سورة آل عمران ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر﴾، فمهمة المسلم ليست مقتصرة على العبادات فقط، بل أيضا على إقامة الدين وصناعة الحياة بشرع الله عز وجل.
إعلانكما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحافظ على الدين من الانحراف، ويحافظ على الفرد المسلم الفاعل الذي لا ينطوي حول نفسه وحول مصالحه، وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- "إن من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم".
وحسب الأمين العام لرابطة لعلماء السنة، فإن الأمة إذا لم تلتزم بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنها ستتعرض لعقوبة من الله سبحانه وتعالى.
وبشأن المجالات التي يدخل فيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يوضح عبد الستار أن الناس يحتاجون إلى شرع الله سبحانه وتعالى في معاملاتهم وفي سلوكياتهم وفي أخلاقهم وفي كل مجالات حياتهم.
من جهة أخرى، يُرجع الباحث في قضايا الفكر الإسلامي شفيق شقير تراجع شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في القرون الأخيرة إلى الدولة الحديثة التي قال إنها أخذت بوظائف هذه الشعيرة، مشيرا إلى أن الأمر المعروف والنهي عن المنكر هو سلسلة من المصالح التي تنتهي بإجماع الأمة.
وبشأن مسألة إنكار الاستبداد السياسي، يشدد عبد الستار على أن مواجهة أو إنكار الاستبداد السياسي هو إنكار لكل أنواع المنكر، لأنه يحرم الأمة من روادها ومن علمائها ومن مفكريها الذين يحمون المجتمع وعقيدته، مبرزا أن إنكار الاستبداد السياسي هو من أعظم الواجبات في هذا التوقيت.
من جهته، يرى شقير أن الاستبداد بالمفهوم الشرعي هو تجاوز لحدود وأوامر الله تعالى واعتداء على حقوق الناس.
22/1/2025