يعقد مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الثلاثاء، جلسة طارئة لبحث الأزمة الإنسانية المتفاقمة والمجاعة المحتملة في شمال قطاع غزة، وذلك بطلب من الجزائر، وغيانا، وسلوفينيا، وسويسرا، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

تحذيرات من مجاعة وشيكة

جاءت هذه الدعوة في أعقاب تقرير صادر عن لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، الذي حذرت فيه من "احتمال وشيك وكبير" لحدوث مجاعة في مناطق شمال غزة.

وأشار التقرير إلى أن الأوضاع المتدهورة بسرعة في القطاع، بما في ذلك النزوح على نطاق واسع، وتدهور البنية التحتية، وانخفاض التدفقات التجارية والمساعدات الإنسانية، تهدد بوقوع أزمة غذائية حادة.

وفي هذا السياق، أكد جان مارتن باور، مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية لدى برنامج الأغذية العالمي، أن الوضع في غزة قد وصل إلى مرحلة خطيرة حيث قد تكون المجاعة "تحدث بالفعل أو أنها وشيكة" في أجزاء من شمال القطاع، مشيرًا إلى أن تصريحات لجنة مراجعة المجاعة "نادرة للغاية"، مما يعكس خطورة الوضع.

دور الأونروا وتحذيراتها

حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" من المجاعة المحتملة في القطاع، حيث قال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، إن المجاعة قد تصبح واقعًا في محافظة شمال غزة، مؤكدًا أن إسرائيل استخدمت "الجوع كسلاح" عبر تقييد إمدادات الطعام، ما يعرض السكان للخطر.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مجلس الأمن الدولي المجاعة في غزة شمال قطاع غزة وكالة الاونروا الأزمة الإنسانية في غزة الامن الغذائي غزة

إقرأ أيضاً:

مسؤول بالأونروا: غزة في مجاعة والوضع تجاوز الكارثة

قال المستشار الإعلامي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة إن الوضع في قطاع غزة وصل إلى مرحلة ما بعد الكارثة، ومخازننا باتت فارغة تماما من المواد الغذائية، مؤكدا أن إسرائيل لا تسمح بإدخال مجرد زجاجة مياه أو لقاح لإنقاذ طفل.

وأضاف أبو حسنة -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن الأونروا (أكبر منظمة إنسانية تعمل في قطاع غزة) لم يتبق في مخازنها أي مواد إغاثية يمكن توزيعها على السكان، فقد نفدت بالكامل، والأمر نفسه لدى برنامج الغذاء العالمي.

وأشار إلى أن الوضع في غزة وصل إلى نقطة حاسمة، فهناك عشرات الآلاف الذين يتضورون من الجوع، ونرى الآن مشاهد مروعة من انتشار الجوع والمجاعة في معظم مناطق القطاع.

وعلى مدى اليومين الماضيين، أعلنت عدة جهات نفاد المخزون الغذائي بالكامل من القطاع، وتوقفت المخابز عن العمل بعد نفاد الدقيق ووقود الطهي، كما أعلنت منظمة أوكسفام على لسان منسقة الشؤون الإنسانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا روث جيمس أن أوكسفام دعت مع منظمات إنسانية أخرى مرارا إلى إعادة فتح المعابر لتفادي مجاعة وكارثة إنسانية.

مأساة إنسانية

وفي ما يتعلق بتفاصيل الوضع الحالي في القطاع، قال المستشار الإعلامي للأونروا إن إحصاءات الوكالة تقول إن 95% من سكان غزة كانوا في الأساس يعتمدون على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم اليومية. مؤكدا أن عملهم الميداني كان يصمد نتيجة توزيع المواد الغذائية من خلال التكايا والمطابخ، أما "الآن وبعد نفاد جميع المواد المتاحة، فقد أصبحنا في مواجهة مباشرة مع مأساة إنسانية كبرى".

إعلان

والأونروا وكالة أممية تُعنى بتنفيذ برامج إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وتأسست في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 1949، وتقدم خدماتها لنحو 5.9 ملايين شخص، ويعيش نحو ثلثي هذا العدد في 58 مخيما معترفا به للاجئين في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

وذهب أبو حسنة في حديثه للجزيرة نت إلى أنه لأول مرة منذ بدء عمل الأونروا "نقترب من دخول الشهر الثاني لمنع إدخال أي مواد إغاثية أو مساعدات إنسانية إلى القطاع".

واستعرض الوضع في السابق، فقد "كان الجدل يدور حول عدد الشاحنات التي يتم إدخالها -80 أو 120 شاحنة مثلا- ولكن الآن فإن إسرائيل تمنع دخول أي شيء على الإطلاق، وهذا يشمل المواد الإغاثية والأدوية والوقود والمياه، وحتى اللقاحات الأساسية ضد أمراض خطيرة مثل شلل الأطفال والكوليرا".

وشدد المستشار الإعلامي للأونروا على أن هذه الإجراءات غير مسبوقة وتجعل الوضع أكثر كارثية، خاصة في ظل أن "معظم السكان يشربون مياها غير صالحة للشرب" في الوقت الحالي.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تمنع إسرائيل إدخال المساعدات الإغاثية والطبية للقطاع، كما أغلقت كل المعابر التي تدخل منها المساعدات، في ظل "المستوى الخطير الذي بلغته الكارثة الإنسانية التي صنعها الاحتلال الفاشي، ودخول أهالي القطاع مرحلة المجاعة الفعلية"، حسب ما أعلنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الجمعة الماضي.

النداءات الدولية

وعند سؤاله عن التحرك الدولي لإنقاذ نحو 2.5 مليون فلسطيني في القطاع، قال أبو حسنة "للأسف الشديد، فرغم وجود نداءات وضغوط دولية مستمرة، فإننا لم نرَ أي ترجمة عملية لها على الأرض، وهناك حراك دبلوماسي وسياسي وإعلامي كبير، ولكن حتى الآن ترفض إسرائيل الاستجابة لهذه الضغوط والمطالبات الإنسانية بفتح المعابر والسماح بإدخال المساعدات اللازمة لإنقاذ حياة السكان".

إعلان

أما دور وكالة الأونروا نفسها، فذهب مستشارها الإعلامي إلى أن "القضية اليوم تتجاوز مستوى الأونروا أو الأمم المتحدة، وتصل إلى النظام العالمي بأسره". موضحا أن هناك متغيرات وتحديات تواجه العالم حاليا.

وأضاف المتحدث أن "ما نواجهه الآن هو انهيار للقيم والمبادئ التي أنشئت الأمم المتحدة على أساسها بعد الحرب العالمية الثانية، ونشهد انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، حيث لا أحد يستطيع فرض إدخال حتى زجاجة ماء إلى غزة أو لقاح لإنقاذ حياة طفل".

اختبار صعب

وأشار أبو حسنة إلى أننا "اليوم نحن أمام لحظة مفصلية ليست فقط لغزة، بل للنظام العالمي بأسره، فإذا لم يستطع العالم التحرك لفرض احترام أبسط الحقوق الإنسانية وإنقاذ أرواح الملايين في قطاع غزة، فإننا نكون قد فقدنا مقومات النظام الإنساني الذي نعمل تحت مظلته".

وختم تصريحاته للجزيرة نت بأن "الكرة الآن في ملعب المجتمع الدولي الذي يجب أن يتحرك فورا وبكل قوة لفرض إدخال المواد الإغاثية الأساسية إلى غزة، فالأرواح في خطر، والمجاعة ليست مجرد احتمال، بل هي واقع بدأنا نلمس آثاره على الأرض".

يُذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن عدوانا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وراح ضحيته حتى الآن أكثر من 52 ألف شهيد، وإصابة نحو 118 ألف شخص، بالإضافة إلى أعداد غير معلومة من الضحايا تحت ركام منازلهم، ولا تستطيع فرق الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، حسب إحصاءات وزارة الصحة في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي يعقد جلسة مباحثات مغلقة مع رئيس مجلس السيادة السوداني
  • تحذير من مجاعة تجتاح غزة والوضع تجاوز الكارثة
  • مسؤول بالأونروا: غزة في مجاعة والوضع تجاوز الكارثة
  • مغردون: سكان غزة يعيشون في مجاعة لم يشهدها العالم
  • جلسة حاسمة في مجلس النواب: تعديل قوانين العقارات والثروة المعدنية وتعزيز التعاون الدولي
  • حماس: غزة تعيش مجاعة كارثية
  • مجلس البصرة يعقد جلسة بالزبير ويؤكد رفض تقسيم المحافظة
  • سوريا تدعو مجلس الأمن الدولي إلى الضغط على إسرائيل لتنسحب من أراضيها  
  • رحيل كولر.. جلسة طارئة بين الخطيب ومحمد رمضان في الأهلي
  • تطورات مهمة.. مجلس الأمن الدولي يناقش الأوضاع في سوريا