منصب كبير موظفي البيت الأبيض.. حارس البوابة الأميركي
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
"كبير موظفي البيت الأبيض" ويعرف أيضا بـ"حارس البوابة"، هو مساعد رئيس الولايات المتحدة الأميركية، يشرف على مكتب الرئيس، ويعمل على تنظيم وقته وجدول أعماله، ويساهم في تطوير السياسات والتفاوض بشأن التشريعات، والعلاقة مع الإدارات الأخرى، كما يدير مشاريع البناء والتجديد في البيت الأبيض، ويعد منصبه واحدا من أقوى المناصب في الحكومة الأميركية.
يعود تاريخ بداية المنصب إلى عام 1789 مع بداية عهد جورج واشنطن، أول رئيس للولايات المتحدة، وفي تلك الفترة كان كل رئيس يُعين "سكرتيرا خاصا" لإدارة شؤون البيت الأبيض.
واستمرت هذه الآلية حتى عام 1857 حينما أنشأ الكونغرس، أثناء إدارة الرئيس جيمس بوكانان، مكتبا رسميا باسم "السكرتير الخاص في البيت الأبيض".
وفي عهد الرئيس ويليام ماكينلي عام 1897، استُحدث منصب "السكرتير الرسمي للرئيس"، وكان يشترط تنصيب رجال ذوي كفاءة عالية ومهارات كبيرة وقدرة على الحفاظ على السرية التامة، إذ كان ينظر إليه على أنه منصب يوازي منصب الوزير لأهميته وحساسيته.
ومع بداية الولاية الثانية للرئيس فرانكلين روزفلت عام 1939، وسّع طاقم البيت الأبيض، وطلب من الكونغرس إجراء تغييرات هيكلية على مكتب الرئاسة شملت إنشاء "المكتب التنفيذي للرئيس" وأصبح مرتبطا مباشرة برئيس الولايات المتحدة.
وفي عام 1946، استحدث منصب "مساعد رئيس الولايات المتحدة" ليشرف على شؤون البيت الأبيض، وعام 1953 غيّر الرئيس دوايت أيزنهاور اسمه إلى "كبير موظفي البيت الأبيض" وكان أول من عيّن فيه شيرمان آدامز.
ورغم أهمية المنصب، لم يتم تطبيق النظام بشكل كامل وفوري، فقد أبقى كل من الرئيسين جون كينيدي وليندون جونسون على منصب "سكرتير المواعيد" إلى جانب الهيكل الجديد.
وبداية من عهد الرئيس الـ37 للولايات المتحدة ريتشارد نيكسون عام 1968، أصبح منصب كبير موظفي البيت الأبيض جزءا لا يتجزأ من إدارة البيت الأبيض، وصار نظاما أساسيا داعما للرئيس في إدارة مهامه.
ومن مهام كبير موظفي البيت الأبيض:
إدارة عمل مكتب الرئيس، بدءا من الإشراف على طاقم إقامة أسرته، إلى تنظيم عمليات التواصل داخل البيت الأبيض، وصولا إلى متابعة وتسلم تقارير مستشاري الرئيس. تحديد إستراتيجية البيت الأبيض، من صياغة الأجندة التشريعية التي يرغب الرئيس في متابعتها، وتنسيق عمليات التواصل العامة، وتحديد أولويات السياسة الخارجية للإدارة الأميركية. ضمان تنفيذ موظفي البيت الأبيض -إضافة إلى العاملين في الوزارات والوكالات- الرؤية التي يتخذها الرئيس. يعرف بـ"بوابة الرئيس" نظرا لما يتمتع به من صلاحيات واسعة تشمل تحديد القرارات التي يجب أن يتخذها الرئيس شخصيا، والقرارات التي يمكن تفويضها للمرؤوسين، إضافة إلى الموافقة على من يُسمح له بالاجتماع مع الرئيس والوصول إليه. يوجه الرئيس ويقدم له المشورة بشأن بعض القرارات الصعبة، كما يتلقى المكالمات من المشرعين وقيادات الكونغرس.ولد عام 1930 في هيوستن بولاية تكساس، وشغل مناصب حكومية رفيعة، من بينها منصب كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس رونالد ريغان من عام 1981 إلى 1985، وشغله أيضا في عهد جورج بوش الأب من عام 1992 إلى 1993.
كما شغل مناصب حكومية أخرى بارزة، من بينها نائب وزير التجارة ووزير الخارجية ووزير الخزانة، وحصل على عدد من الجوائز أثناء مسيرته المهنية، أبرزها وسام الحرية الرئاسي عام 1991.
أندرو كاردسياسي ومسؤول حكومي أميركي، شغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة الرئيس جورج بوش الابن من عام 2000، وقدم استقالته في أبريل/نيسان 2006، وكانت فترته ثاني أطول فترة في هذا المنصب في التاريخ الأميركي. وتم اختياره لهذا المنصب نظرا لخبرته الكبيرة في القطاعين العام والخاص، إذ سبق أن عمل في إدارات 3 رؤساء أميركيين.
وإلى جانب دوره في البيت الأبيض، شغل كارد مناصب حكومية رفيعة، منها وزير النقل في إدارة جورج بوش الأب، والمساعد الخاص للرئيس في الشؤون الحكومية في إدارة الرئيس ريغان.
محام وسياسي أميركي، شغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض في إدارة الرئيس دونالد ترامب عام 2017. وقبل توليه المنصب، ترأس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري من عام 2011 إلى 2017، وكان له دور بارز في سيطرة الجمهوريين على أغلبية الكونغرس في انتخابات 2014.
وعقب فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية عام 2016، عُيّن بريبوس رئيسا لموظفي البيت الأبيض، إلا أنه واجه تحديات كبيرة خلال توليه المنصب، نتيجة لتصادم أسلوب إدارة ترامب مع نهجه التقليدي والمنظم، الأمر الذي انعكس على تراجع نفوذ البيت الأبيض، وفي نهاية المطاف، عُيّن مكانه جون كيلي بعد مرور 6 أشهر فقط على توليه المنصب.
جون كيليجنرال متقاعد من مشاة البحرية الأميركية، تولى مناصب بارزة، منها رئيس موظفي البيت الأبيض في إدارة ترامب من عام 2017 حتى 2018. وأثناء هذه الفترة، سعى لإعادة النظام إلى البيت الأبيض، لكنه واجه صعوبات كبيرة مع أسلوب ترامب وتعامله مع القضايا السياسية، فتوترت العلاقة بينهما حتى بلغت حد القطيعة.
خبيرة إستراتيجية وسياسية أميركية مخضرمة، ولدت عام 1957، وخبرت دواليب السياسة في الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن الـ20، وكانت مديرة الحملة الانتخابية لترامب وقادته إلى رئاسة أميركا مرتين (2016 و2024)، وعينها في 2024 كبيرة موظفي البيت الأبيض.
اشتهرت سوزي وايلز بأنها مستشارة ومديرة حملات انتخابية ناجحة، فقد كانت وراء إيصال سياسيين أميركيين كثيرين إلى منصب حاكم الولاية، وأدارت بنجاح حملتي ترامب للانتخابات الرئاسية.
وقد أشاد بها ترامب واعترف بدورها في نجاحه بالانتخابات، وقال في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2024 في بيان تعيينها كبيرة موظفي البيت الأبيض، إنها "ساعدته في تحقيق أحد أعظم الانتصارات السياسية في التاريخ الأميركي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات موظفی البیت الأبیض فی الولایات المتحدة إدارة الرئیس جورج بوش فی إدارة من عام
إقرأ أيضاً:
لماذا استقال جواد ظريف من منصب نائب الرئيس الإيراني؟
طهران– للمرة الثانية منذ توليه منصب نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية قبل 7 أشهر قدم محمد جواد ظريف، استقالته إلى الرئيس مسعود بزشكيان، وذلك بعد سويعات من إقالة البرلمان المحافظ، وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي على خلفية تدهور الاقتصاد الوطني في البلاد.
وفي منشور على منصة إكس أكد ظريف، اليوم الاثنين، صحة نبأ استقالته، عازيًا السبب إلى نصيحة من رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني إيجئي، لتجنيب المجلس الوزاري مزيدا من الضغوط على الحكومة.
وأوضح ظريف أن إيجئي أوصاه بالعودة إلى الوسط الأكاديمي ومزاولة مهنة التدريس بالجامعة حيث قبل التوصية فورا آخذا الظروف التي تمر بها البلاد بعين الاعتبار، كما عبر عن أمله بأن تجرِّد استقالته المنافسين من الذرائع التي طالما عرقلوا عبرها تحقيق إرادة الشعب ونجاح الحكومة.
وكشف ظريف في منشوره عن تعرضه وأفراد أسرته إلى شتى الإهانات والافتراءات والتهديدات لكنه صمد أمام الضغوط من أجل خدمة الوطن واصفا الشهور الستة الماضية بأنها الأكثر مرارة عليه طوال العقود الأربعة الأخيرة، مؤكدا أنه التزم الصمت أمام سيل من الأكاذيب والتحريف حفاظا على مصالح البلاد.
أكدت بعض المصادر القريبة من الحكومة أن محمد جواد ظريف نائب رئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية قدّم استقالته إلى الرئيس #مسعود_بزشكيان.https://t.co/rzcTgbYkXb pic.twitter.com/1Sm0rums5M
— وكالة إرنا العربیة (@irna_arabic) March 3, 2025
إعلان انتقادات لاذعةيأتي ذلك بعد ضغوط شرسة قادها صقور التيار المحافظ ضد ظريف إثر دعمه الرئيس مسعود بزشكيان إبان حملته الانتخابية، حيث تعرض الأخير إلى انتقادات لاذعة بسبب تعيينه ظريف نائبا له للشؤون الإستراتيجية.
وعزف المحافظون طوال الأشهر الماضية على وتر إقالة ظريف بسبب امتلاك أولاده الجنسية الأميركية، والتي تشكل مخالفة دستورية بموجب قانون أقره البرلمان السابق عام 2022 يمنع تولي المناصب الحساسة من قبل الشخصيات التي لدى أولادها جنسية أجنبية.
وكان ظريف المعروف بكثرة استقالاته من مناصبه سبق أن قرر في 11 سبتمبر/أيلول الماضي مغادرة منصبه الأخير وذلك بعد مرور 11 يوما فقط من تنصيب بزشكيان رئيسا لإيران، مبررا ذلك بالإخفاق في تمثيل النساء والشباب والقوميات في التشكيلة الحكومية لكنه تراجع بعد أسبوعين وعاد إلى عمله في الرئاسة الإيرانية تلبية لطلب بزشكيان بمساعدته.
صوت أعضاء مجلس الشورى الإسلامي (الإيراني)، خلال الجلسة العلنية التي عُقدت اليوم الأحد، بالأغلبية لصالح حجب الثقة عن وزير الاقتصاد والشؤون المالية "عبدالناصر همتي"؛ وبما يعني مغادرة الأخير كابينة الحكومة الرابعة عشرة برئاسة #مسعود_بزشكيان.https://t.co/NLLHoUgkLq pic.twitter.com/CwtIPSJJp1
— وكالة إرنا العربیة (@irna_arabic) March 2, 2025
فئة متطرفةمن جانبه، أرجع الأمين العام لحزب "جمهوريت إيران إسلامي" الإصلاحي، رسول منتجب نيا، سبب استقالة ظريف إلى التنافس السياسي بين المحافظين والإصلاحيين، مضيفا أن "فئة متطرفة" مارست ضغوطا جبارة على الحكومة الحالية لإقالة ظريف وذلك للانتقام من الأخير بسبب دعمه للمرشح الإصلاحي في رئاسيات الصيف الماضي والتي توجت بفوز بزشكيان وفشل المرشح المحافظ سعيد جليلي.
وفي حديثه للجزيرة نت، يصوب منتجب نيا، سهام الانتقاد إلى حكومة الظل برئاسة سعيد جليلي لكونها تقود الحملة السياسية ضد ظريف بسبب شعبيته لدى المجتمع الإيراني ودوره في التوصل إلى الاتفاق النووي عام 2015، موضحا أن المحافظين ينتقدون الاتفاق النووي من جهة وقد سبق لهم الانخراط في مفاوضات لإحيائه خلال حقبة الحكومة المحافظة السابقة.
إعلانواعتبر السياسي الإصلاحي أن القانون الذي سنه البرلمان المحافظ السابق ويتذرع به البرلمان الحالي لإقالة ظريف يستهدف المناصب الحساسة وليست المناصب الاستشارية مثل "معاونية الشؤون الإستراتيجية" التي غادرها ظريف يوم أمس، مؤكدا أن الأخير سبق وتقلد مناصب حساسة كوزارة الخارجية والرجل الثاني في بعثة طهران الدائمة في الأمم المتحدة.
وأوضح الأمين العام لحزب "جمهوريت إيران إسلامي" أن عائلة ظريف تقيم داخل إيران، وأن أولاده حصلوا على الجنسية الأميركية من خلال ولادتهم هناك، مستدركا أن "بزشكيان تجنب اقتراح ظريف لتولي إحدى الوزارات لكي لا يقع في فخ البرلمان الذي يسيطر عليه نواب جبهة الصمود المتطرفة".
خرق قانونيفي المقابل، ينفي السياسي المحافظ نظام الدين موسوي وهو عضو المجلس الرئاسي للبرلمان السابق الذي صادق على مشروع قانوني يمنع تولي المناصب الحساسة على مزدوجي الجنسية هم أو أولادهم، مؤكدا أن انصياع ظريف لنصيحة رئيس السلطة القضائية جاءت بعد أن كشف له بأن استمراره في المنصب يشكل خرقا قانونيا وأنه معزول لا محاله.
وفي حديث للجزيرة نت أوضح موسوي أن ظريف تقلد منصب معاونية الرئاسة للشؤون الإستراتيجية بشكل غير قانوني ولولا استقالته لكان قد يواجه شكاوى قانونية لتجريمه وقد تطال الجهات التي عينته بشكل غير قانوني رغم وجود مادة قانونية واضحة بهذا الشأن.
وخلص إلى أن حث السلطة القضائية ظريف على الاستقالة يمثل تدبيرا لعزله من دون ضجة وذلك احتراما لسجله المهني في المؤسسات الإيرانية.
وفي السياق كتب النائب المحافظ أمير حسين ثابتي -الذي يعتبر من صقور المحافظين ومستشار المرشح الرئاسي الخاسر سعيد جليلي- على قناته بمنصة تيلغرام أن ظريف اضطر إلى الاستقالة بعد أشهر من المتابعة وتذكير النواب للسلطات الثلاث بتوليه منصبه بشكل غير قانوني.
إعلانوأكد النائب الذي سبق أن بذل جهودا جبارة طوال الأشهر الماضية لعزل ظريف أنه فضلًا عن ظريف فإن عددا آخر من المسؤولين يحمل أولادهم جنسيات أجنبية وعليهم إما التخلي عنها أو الإقالة، مضيفا أنه وزملاءه سوف يتابعون تنفيذ هذه المادة القانونية.