صحفي فرنسي: حان الوقت لخروج أوروبا من الغيبوبة ومواجهة ما يحدث بغزة
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
كتب الصحفي غيوم دوفال أن الأحداث التي وقعت في أمستردام خطيرة وتظهر إلى أي مدى يمكن أن تؤدي سلبية القادة الأوروبيين في مواجهة ما يحدث في غزة، والآن في لبنان وبجميع أنحاء المنطقة، إلى عواقب كارثية لا على الفلسطينيين واللبنانيين وشعوب المنطقة -بمن فيهم الإسرائيليون- فقط، ولكن ربما على الأوروبيين كذلك.
وأوضح الكاتب -في مقال بمجلة لوبس الفرنسية- أن ما يحدث في غزة لا يؤثر على الأوروبيين فقط، لأنهم يعتمدون بشكل كبير على الغاز والنفط المنتجين في المنطقة وعلى البضائع القادمة من آسيا والتي تمر عبر قناة السويس، ولا لأن هذه الصراعات تهدد بإثارة موجات جديدة من اللاجئين القادرين على زعزعة استقرار أوروبا المشلولة، ولكن لأن هذا الصراع الذي طال أمده والمكثف لديه القدرة على إغراق العديد من بلدان أوروبا في حرب أهلية.
حان الوقت لأن تؤدي أحداث مثل تلك التي وقعت في أمستردام أخيرا إلى إخراج قادة أوروبا من غيبوبتهم العميقة قبل أن تصطدم المركبة بالحائط، لأن غيابنا من وجهة نظر قيمنا ومصالحنا جنون محض، ويمكن أن يقودنا نحو معاداة الليبرالية والحرب الأهلية.
ويرى الكاتب أن هذه الأحداث تؤدي في النهاية إلى تفاقم معاداة السامية التي تذكر بأحلك فترة في التاريخ الأوروبي، ولكنها في الوقت نفسه تؤدي إلى تفاقم العنصرية المعادية للمسلمين القوية جدا في جميع بلدان أوروبا، كما يتضح بشكل خاص من التقدم القوي لليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية الأخيرة.
ومع ذلك، لم يفعل زعماء أوروبا شيئا تقريبا منذ أكثر من عام حتى الآن لوقف القتال والمذبحة المصاحبة لسكان قطاع غزة، لكي يتم إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، ويتوقف تدمير ما تبقى من لبنان، ومن اللبنانيين الذين يغرقون في الفقر وتمكنوا من البدء في إعادة بناء دولتهم.
وذكر الكاتب أن أوروبا التي تعد الداعم الدولي الرئيسي للشعب الفلسطيني، والشريك الرئيسي لإسرائيل من خلال التجارة والاستثمار والتبادل البشري، ليست عديمة القدرة على التأثير، وإن لم تملك القدر نفسه من الثقل وخاصة العسكري، الذي تتمتع به الولايات المتحدة في المنطقة، ولكنها مع ذلك تستطيع أن تسهم بشكل كبير في إبقاء المدافع صامتة إذا أرادت حقا نهاية المذبحة.
غير أن قادتنا -كما يقول الكاتب- اختاروا عدم القيام بذلك، اختاروا السماح لحكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة بتنفيذ سياسة التطهير العرقي والضم دون عقاب، وتركوها تدوس على القانون الدولي كل يوم وتعمل على تدمير ما تبقى من مؤسسات العالم المتعددة الأطراف.
وختم الكاتب بأنه حان الوقت لأن تؤدي أحداث مثل تلك التي وقعت في أمستردام أخيرا إلى إخراج قادة أوروبا من غيبوبتهم العميقة قبل أن تصطدم المركبة بالحائط، لأن غيابنا من وجهة نظر قيمنا ومصالحنا جنون محض، ويمكن أن يقودنا نحو معاداة الليبرالية والحرب الأهلية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية القطري: نأمل أن يسهم وقف إطلاق النار بغزة في استقرار المنطقة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعرب الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، عن أمله بأن يمثل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة خطوة أولى نحو الاستقرار في المنطقة، مشددا على ضرورة التزام الأطراف بالاتفاق.
جاء ذلك في مداخلته خلال جلسة حوارية بعنوان "الدبلوماسية وسط الفوضى" ضمن أعمال الدورة الـ"55" لاجتماعات منتدى الاقتصاد العالمي للعام 2025، التي تعقد بمدينة دافوس السويسرية خلال الفترة من 20 إلى 24 يناير الجاري، وأوردتها وكالة الأنباء القطرية.
وشدد وزير الخارجية القطري على ضرورة التزام طرفي الصراع بتنفيذ الاتفاق من أجل التوصل لنتائج إيجابية، قائلا: "دورنا كضامن ووسيط يقضي بالتأكد من ضمان تنفيذ كل بنود الاتفاق حسبما تم الاتفاق عليه، لكن الأهم هو أن يلتزم طرفا الصراع بالاتفاق.
وعن إمكانية مشاركة السلطة الفلسطينية في إعادة إعمار غزة، قال: "نأمل أن نرى السلطة الفلسطينية مجددا في غزة وأن تتشكل حكومة فلسطينية تعالج بواقعية قضايا الشعب الفلسطيني والكارثة الحقيقية التي خلفتها الـ15 شهرا الماضية"، منوها بأن هذا الأمر يخص الفلسطينيين وحدهم، ولا يمكن لأي بلد أن يملي شروطا على الشعب الفلسطيني".
وأشار وزير الخارجية القطري إلى أن التغييرات الإيجابية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط على مدار السنة الماضية يمكن البناء عليها لخلق مستقبل أفضل، وتابع: "شهدنا انتخاب رئيس لبناني ورحيل نظام وحشي في سوريا لطالما قتل وشرد شعبه كما توصلنا لوقف إطلاق النار في غزة.
وأكد الشيخ محمد بن عبدالرحمن وجود مجال كبير للتعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب بغية تحقيق الاستقرار في المنطقة، قائلا "إنه مثلما يسعي ترامب لجعل الولايات المتحدة أمة عظيمة مجددا، فنحن نأمل أن يصبح الشرق الأوسط عظيما مجددا من خلال قيادات تعمل وتتعاون بغية تسوية صراعاته".