شهدت الصحف الإسرائيلية في الأيام الماضية موجة عارمة من الكتابات حاولت تضخيم الاشتباكات التي وقعت في أمستردام مع مشجعين رياضيين إسرائيليين، عقب قيام بعضهم بتمزيق علم فلسطين بعد انتهاء المباراة التي جمعت نادي أياكس أمستردام الهولندي بنادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي في الدوري الأوروبي.

وفي السياق، نشرت صحيفة معاريف مقالا للكاتب الإسرائيلي موشيه نستلباوم، يعبّر فيه عن قلقه مما يزعم أنه "هيمنة إسلامية" تتزايد في أوروبا، واصفا الواقع الأوروبي بأنه بات "خارج السيطرة" بسبب ارتفاع أعداد المسلمين في دول القارة، ومحذرا مما يعتبره تأثيرا يهدد الهوية الثقافية والسياسية للدول الأوروبية، بل في العالم بأسره.

ويعكس المقال حالة التحريض على الوجود الإسلامي في أوروبا، في محاولة للإيحاء بأن هذا الوجود سيؤدي إلى تغييرات جذرية تهدد ثقافة المجتمعات الأوروبية.

تحريض على المسلمين

ويظهر مقال الكاتب، على الرغم من تركيزه على الهوية الثقافية الأوروبية، نزعة واضحة نحو التحريض على المسلمين، وتصويرهم كخطر داهم على القيم والمجتمعات الأوروبية.

وبدأ مقاله بالإشارة إلى ما يصفه "الحدث المروع" في هولندا، ملمحا إلى تعيين رؤساء بلديات من أصول مسلمة كخطوة تمثل بداية لهيمنة المسلمين في أوروبا، وقال إن انتخاب رؤساء البلديات من أصل مسلم خطوة أولى نحو هيمنة الأغلبية المسلمة في أوروبا.

ثم تابع بسرد أمثلة لرؤساء بلديات مسلمين في مدن بريطانية بارزة مثل لندن، وليدز، وبرمنغهام، وشيفيلد، في محاولة لتسليط الضوء على انتشار الإسلام في المؤسسات الحكومية.

وأضاف الكاتب أن الهجرة الإسلامية إلى أوروبا ليست ظاهرة جديدة، بل بدأت بعد الحرب العالمية الثانية عندما كانت هناك حاجة للعمالة الرخيصة، ومع مرور الزمن أصبحت سياسات الدول الأوروبية مشجعة على لمّ شمل العائلات وتقديم مزايا للمهاجرين.

ويرى أن تلك السياسات أدت إلى تغيير ديمغرافي في القارة أسهم في تحول الإسلام إلى ثاني أكبر ديانة في أوروبا.

"مجتمعات منفصلة"

واستمر الكاتب في التحريض على المسلمين، بالقول إن العديد من المسلمين الذين قدموا إلى أوروبا لا ينوون الاندماج الكامل في المجتمعات الغربية، وأشار إلى أن المدن الأوروبية الكبرى شهدت إنشاء مساجد ضخمة يزداد فيها عدد المصلين على عدد المصلين في الكنائس.

وذكر أن معظم المسلمين في أوروبا يفضلون العيش في مجتمعات منفصلة، مشيرا إلى أن هناك مناطق في مدن أوروبية مثل أمستردام يتجنب فيها حتى أفراد الشرطة دخول الأحياء المسلمة إلا بإجراءات أمنية مشددة.

وقال "أراد طاقم الفيلم في قناة تلفزيونية إسرائيلية الحصول على انطباع عن حياة المهاجرين في هولندا. ولكي يتمكن الفريق من دخول حي يعيش فيه المسلمون، كان على الشرطة اتخاذ تدابير أمنية غير عادية. أما في الجزء الأكبر، فتمتنع الشرطة الهولندية عن دخول الأحياء التي يعيش فيها المسلمون".

وخصص الكاتب جزءا من المقال للحديث عن ظاهرة التطرف بين بعض الجاليات المسلمة في أوروبا، ويرى أن بعض المنظمات الإسلامية متطرفة تتهم المجتمعات المضيفة لها بمحاولة قمع حريتها الدينية، مما يزيد من تعقيد العلاقة بين الجاليات الإسلامية والدول الأوروبية.

وفي ختام مقاله، حذر الكاتب الإسرائيليين الذين يرغبون في زيارة أوروبا بأن عليهم الامتناع عن كشف هويتهم و"يهوديتهم" حفاظا على سلامتهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات على المسلمین فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وما تحتويه بألمانيا

(CNN)-- قال خبراء إن تميمة فضية صغيرة اكتشفها علماء آثار في ألمانيا يمكن أن تغير فهمنا لكيفية انتشار المسيحية في ظل الإمبراطورية الرومانية، وتم اكتشاف القطعة الأثرية الصغيرة، التي يبلغ طولها حوالي 1.4 بوصة (3.6 سم)، في قبر روماني يعود إلى القرن الثالث خارج فرانكفورت في عام 2018.

وعثر علماء الآثار على هيكل عظمي لرجل مدفون في مقبرة بمدينة نيدا الرومانية، وهي واحدة من أكبر وأهم المواقع في ولاية هيسن بوسط ألمانيا، ومع ذلك، فقد استغرق الأمر حتى الآن حتى يتمكن الباحثون من فحص رقاقة فضية رقيقة تم العثور عليها بداخل التميمة.

وإلى جانب قطع أثرية أخرى في القبر، مثل مبخرة وإبريق مصنوع من الطين، تم العثور على التميمة تحت ذقن الهيكل العظمي. يُعرف أيضًا باسم التصيدية، ومن المحتمل أنها تم ارتداؤها على شريط حول رقبة الرجل لتوفير الحماية الروحية.

وكانت الرقاقة "الرقيقة مثل الشعرة" الموجودة داخل التميمة هشة للغاية لدرجة أنها كانت ستتفكك ببساطة إذا حاول الباحثون فكها، إلا أن الفحوصات المجهرية والأشعة السينية التي أجريت عام 2019 أظهرت وجود كلمات محفورة عليها، واستغرق الأمر خمس سنوات أخرى قبل أن يتوصل فريق المتحف الأثري في فرانكفورت إلى طريقة لفك رموز ما هو مكتوب.

ومن خلال عملية فتح الورقة رقميًا أصبح النص بأكمله مرئيًا ويمكن بعد ذلك فك شفرته. وما اكتشفه الباحثون أذهلهم.

أقدم دليل على المسيحية

كان هناك على الرقاقة 18 سطرًا من النص اللاتيني الذي يشير بشكل متكرر إلى يسوع، بالإضافة إلى القديس تيطس، وهو تلميذ ومقرب من القديس بولس الرسول، وبما أن القبر الذي تم العثور فيه على التميمة يعود إلى ما بين 230 و 270 ميلادي، فقد ظهرت التميمة كأقدم دليل على المسيحية في أوروبا شمال جبال الألب، وجميع الاكتشافات السابقة تعود إلى ما لا يقل عن 50 عامًا بعد ذلك، بحسب بيان.

في وقت الدفن، كانت المسيحية قد أصبحت طائفة ذات شعبية متزايدة ولكن تعريفها كمسيحية كان لا يزال محفوفًا بالمخاطر، من الواضح أن الرجل المدفون، الذي يُعتقد أنه كان يتراوح عمره بين 35 و45 عامًا، شعر بإيمانه بقوة لدرجة أنه أخذه معه إلى القبر.

وقام ماركوس شولتس، عالم الآثار والخبير في النقوش اللاتينية والأستاذ بجامعة غوته في فرانكفورت، بفك شفرة نص "نقش فرانكفورت الفضي" كما هو بات معروفا الآن، وقال واصفًا العملية المعقدة: "في بعض الأحيان، استغرق الأمر مني أسابيع، وحتى أشهر، للتوصل إلى الفكرة التالية، لقد استدعيت خبراء من تاريخ اللاهوت، من بين آخرين، وعملنا شيئًا فشيئًا معًا للتعامل مع النص وفك شفرته أخيرًا، وأن حقيقة أن الكتابة كانت باللغة اللاتينية بالكامل كانت غير متوقعة على الإطلاق.

وعند ترجمة النصوص اللاتينية إلى اللغة الإنجليزية، كتب ما يلي:

جزء من اللفافة داخل التميمة الفضيةCredit: Leibniz Center for Archaeology in Mainz

"(بالاسم؟) القديس تيطس.

قدوس، قدوس، قدوس!

باسم يسوع المسيح ابن الله!

رب العالم

يقاوم (بقدر استطاعته؟)

جميع الهجمات(؟)/ النكسات(؟).

الله (؟) يمنح الرفاهية

دخول.

هذه وسيلة الخلاص (؟) تحمي

الإنسان الذي

يستسلم للإرادة

من الرب يسوع المسيح ابن الله،

منذ ما قبل يسوع المسيح

كل الركب تجثو ليسوع المسيح: السماوي

الأرضية والباطن وكل لسان

آمن (بيسوع المسيح)."

ولا توجد إشارة في النص إلى أي ديانة أخرى غير المسيحية، وهو أمر غير معتاد أيضًا في هذا الوقت، ووفقًا لمتحف فرانكفورت للآثار، فإن الأدلة الموثوقة للحياة المسيحية في مناطق جبال الألب الشمالية للإمبراطورية الرومانية تعود إلى القرن الرابع الميلادي.

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: الرئيس السيسي حريص على متابعة الأجيال القادمة لكلية الشرطة
  • السيسي: نسعى لمواكبة الأسواق الأوروبية في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة
  • كاتب صحفي: السيسي حريص على متابعة الأجيال القادمة لكلية الشرطة
  • كاتب صحفي: الدولة توفر كل الدعم لأبنائها من قوات الشرطة
  • رئيسة المفوضية الأوروبية تدين حادث الدهس بسوق لعيد الميلاد شرق ألمانيا
  • قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وما تحتويه بألمانيا
  • كاتب إسرائيلي: الرياض وتل أبيب مرتاحتان لترامب.. تقدم بطيء نحو التطبيع
  • كاتب إسرائيلي: إسرائيل والسعودية مرتاحتان لترامب.. تقدم بطيء نحو التطبيع
  • للمرة الثانية.. دخول الكاتب بشير الديك العناية المركزة |تفاصيل
  • كاتب إسرائيلي: تل أبيب أمامها فرصة العمر في سوريا وعار عليها أن تفوتها