عربي21:
2024-11-14@00:07:22 GMT

رسالة من أمستردام

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

ما حدث في أمستردام من تبادل العنف بين داعمي الفريق الإسرائيلي لكرة القدم "مكابي تل أبيب" وبين مجموعات من الهولنديين ذوي الأصول العربية، والذين ينحدرون بالخصوص من المغرب والجزائر وتونس، كشف عن دلالات لا يمكن التقليل من شأنها، وذلك بعد أن اكتسب الحدث أبعادا دولية.

سنتوقف عند المسائل التالية:

* كان الإسرائيليون سباقين في إظهار نزعة التحرش والعدوانية، حيث سارع بعضهم نحو تمزيق الأعلام الفلسطينية المرفوعة فوق عديد المباني.

ولم يكتفوا بذلك بل رفعوا شعارات ضد العرب، وطالبوا بالقضاء عليهم رافعين شعار "اقضوا على العرب! سننتصر". كما هاجم بعضهم سائق تكسي مغربي واعتدوا عليه بالعنف. وبناء عليه، يتحمل هؤلاء مسؤولية هذا الاستفزاز المتعمد، الذي وفّر الظروف الملائمة لحصول رد فعل قوي وعنيف من قبل الجمهور المغاربي الذي وجد نفسه وجها لوجه مع "أبطال حرب الإبادة" المتواصلة في غزة.

نموذج لمشهد قد يتكرر في مختلف الدول التي فيها جاليات عربية ومسلمة، وذلك من خلال استفزاز أطراف منها في مناسبات شبيهة. وبما أن أقصى اليمين في حالة صعود معتمدا في أيديولوجيته السياسية على بث خطاب الكراهية ضد الأجانب، تعمل الحركة الصهيونية على تغذية العنصرية باستدراج البعض نحو مواجهات خطيرة تقوم وسائل الإعلام بتغطيتها والنفخ فيها، وتكون النتيجة تأليب الرأي العام الأوروبي
* العنف في الملاعب ظاهرة عالمية تكاد لا تخلو منها دولة ما، وعند حدوثها تتخذ في شأنها إجراءات مؤقتة، لكن إذا كان الأمر يتعلق بإسرائيل فسرعان ما يتحول إلى مسألة تهدد جميع اليهود، وتدرج ضمن معادة السامية التي جعلت منها الحركة الصهيونية ورقة ترفعها ضد كل من يجرؤ على الوقوف ضد عنجهية الحامل للجنسية الإسرائيلية أو أن يكون يهوديا أجرم في حق شخص من ديانة أخرى، خاصة إذا كان عربيا. وبناء عليه تم استغلال جزء مما حدث في أمستردام من قبل الأجهزة الصهيونية التي أطلقت صيحات الفزع في كل اتجاه، بدءا من نتنياهو الذي قرر توجيه طائرتين لنقل الإسرائيليين "ضحايا" العنف، وتم استنفار وسائل الإعلام لتزييف الوقائع وتشويه الطرف المقابل. وبسرعة فائقة تحرك بايدن، الرئيس الخاسر، على جميع الجبهات للتنديد بالحادثة. كما أعلن السفير الأمريكي في هولندا عن تضامن بلاده مع المعتدين الذين تم تحويلهم إلى ضحايا؟

* ما حصل كان محاولة لإشغال الرأي العام الدولي عما يحدث في غزة، وما يخطَط لفلسطين والمنطقة. هو نموذج لمشهد قد يتكرر في مختلف الدول التي فيها جاليات عربية ومسلمة، وذلك من خلال استفزاز أطراف منها في مناسبات شبيهة. وبما أن أقصى اليمين في حالة صعود معتمدا في أيديولوجيته السياسية على بث خطاب الكراهية ضد الأجانب، تعمل الحركة الصهيونية على تغذية العنصرية باستدراج البعض نحو مواجهات خطيرة تقوم وسائل الإعلام بتغطيتها والنفخ فيها، وتكون النتيجة تأليب الرأي العام الأوروبي بالخصوص ضد هذه الجاليات التي أصبحت ديموغرافيا وسياسيا قوة مؤثرة إلى حد ما، خاصة بعد انكشاف بطلان السردية الإسرائيلية وظهورها بمظهر بشع أمام العالم نتيجة استباحتها قتل والنساء والمرضى والعجزة والأطباء والصحافيين، وهي حقائق لم يعد الرأي العام الغربي قادرا على إنكارها.

هذه التحولات رغم نسقها البطيء تبقى جد هامة، وانعكاساتها خطيرة على الكيان الصهيوني الذي يمر بعزلة دولية غير مسبوقة لا يمكن الاستهانة بها، خاصة إذا وضعنا كل ذلك في سياق تاريخي ينبئ بمستقبل لن يكون في صالح المسألة اليهودية. وهو ما أقر به العديد من الحكماء اليهود
* هذه التحولات رغم نسقها البطيء تبقى جد هامة، وانعكاساتها خطيرة على الكيان الصهيوني الذي يمر بعزلة دولية غير مسبوقة لا يمكن الاستهانة بها، خاصة إذا وضعنا كل ذلك في سياق تاريخي ينبئ بمستقبل لن يكون في صالح المسألة اليهودية. وهو ما أقر به العديد من الحكماء اليهود بمن في ذلك بعض رجال الدين وكبار مؤرخيهم. فالصهيونية العلمانية وفّرت الأرضية المناسبة لكي تتصدر المشهد الصهيونية الدينية وتصبح هي التي تتحكم في الكيان وفي رسم السياسات وفي بناء الحالفات. وهذه القوى تنكر وجود شعب فلسطيني، وتصف الفلسطينيين بكونهم عربا، وعندما يتحدثون عن قتل العرب فهم لا يقصدون فقط القضاء على الفلسطينيين، وإنما يعممون خطابهم ليشمل كل العرب بمن فيهم الذين اعترفوا بهم وأقاموا معهم علاقات دبلوماسية.

الخلاصة، أن ما وقع في أمستردام ليس حدثا معزولا، بقدر ما هو جزء من مخطط ستتجلى بقية حلقاته خلال الفترة القادمة. الهجمات ستتواصل بطرق متعددة، سواء بقي نتنياهو في الحكم أو خارجه، فهؤلاء الذين أخذتهم الحمية في شوارع أمستردام، وردوا الفعل بشكل عفوي، قد يكون بعضهم أخطأ في الأسلوب، لكنهم في النهاية أكدوا أنهم ليسوا مع حكوماتهم، وإنما هم مع الحق والعدل الذين يتعرضان للطعن، ليس فقط من قبل إسرائيل والقوى الصهيونية وإنما أيضا من قبل كل الأطراف التي ساندت ولا تزال هذه الهمجية الجديدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أمستردام الإسرائيلي الفلسطينية غزة الصهيونية إسرائيل فلسطين غزة أمستردام ابادة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات رياضة صحافة رياضة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرأی العام من قبل

إقرأ أيضاً:

منها دولة عربية.. قائمة الدول التي تضم أعلى عدد من المفاعلات النووية

دبي، الإمارات العربية المتحدة-- (CNN) في تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحت عنوان "مفاعلات الطاقة النووية في العالم" تقدم من خلاله البيانات الحديثة المتعلقة بوحدات مفاعلات القوى النووية في الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

المفاعلات النووية هي بمثابة قلب محطة الطاقة النووية، تحتوي على التفاعلات النووية المتسلسلة التي تنتج الحرارة من خلال عملية فيزيائية تسمى الانشطار وتتحكم فيها. تُستخدم هذه الحرارة لإنتاج البخار الذي يدير التوربينات لتوليد الكهرباء. لا تزال الطاقة النووية واحدة من أكبر المصادر المتاحة للكهرباء الموثوقة الخالية من الكربون.

تعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية كمدقق للسلامة النووية العالمية، وقد زاد هذا الدور بشكل كبير في أعقاب حادث تشيرنوبيل. وينص على إجراءات السلامة والإبلاغ عن الحوادث البسيطة. وقد تم تعزيز دورها منذ عام 1996. كل دولة تقوم بتشغيل محطات الطاقة النووية لديها مفتشية للسلامة النووية وكلها تعمل بشكل وثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ووفقًا للتقرير فإن أكبر ثلاثة منتجين من الكهرباء النووية في عام 2023 هم الولايات المتحدة والصين وفرنسا. حيث تستحوذ الولايات المتحدة التي تمتلك أكبر أسطول نووي في العالم على 31% من إجمالي توليد الكهرباء بإنتاج 779.2 تيراواط/ ساعة. تليها الصين بنسبة 16% (406.5 تيراواط/ ساعة). في حين بلغ إنتاج فرنسا 323.8 تيراواط/ ساعة، أي ما يعادل 13% من الإجمالي العالمي.

ومن بين الدول التي تضم مفاعلات الطاقة النووية، جاءت الإمارات كالدولة العربية الوحيدة التي تضم مفاعل نووية عاملة، بمجموع 4 مفاعلات. محطة براكة للطاقة النووية، أول محطة كهرباء في الإمارات، تتكون من أربع مفاعلات نووية من طراز APR-1400. دخلت براكة 1 مرحلة التشغيل التجاري في أبريل 2021، تلتها الوحدة 2 في مارس 2022 والوحدة 3 في فبراير 2023. وتنتج الوحدات التشغيلية الثلاث 30 تيراواط ساعة من الكهرباء النظيفة سنويًا. تم ربط الوحدة 4 بالشبكة في مارس 2024، ودخلت حيز التشغيل التجاري في سبتمبر من هذا العام. حيث تنتج المحطة 40 تيراواط ساعة من الكهرباء الخالية من الكربون سنويًا لمدة 60 عامًا على الأقل، وهو ما يعادل 25% من احتياجات الدولة من الكهرباء. ومن المتوقع أن تمنع محطة براكة للطاقة النووية ما يصل إلى 22 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام، أي ما يعادل إزالة 4.8 مليون سيارة من الطرق.

وقد أضاف التقرير، بأنه في نهاية عام 2023، بلغت القدرة الإجمالية للمفاعلات النووية قيد الإنشاء 61.1 غيغاوات (59 مفاعلًا) في 17 دولة. لتنضم مصر ضمن القائمة الدول التي تضم مفاعلات نووية قيد الإنشاء ضمن مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية.

أمريكاالإماراتالصينروسيافرنساكوريا الجنوبيةالبرنامج النوويانفوجرافيكنشر الأربعاء، 13 نوفمبر / تشرين الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي: الجنة التي كان فيها سيدنا آدم لم تكن جنة الآخرة
  • منها دولة عربية.. قائمة الدول التي تضم أعلى عدد من المفاعلات النووية
  • أمستردام وتتويج سقوط “الهسبرة” الصهيونية
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟
  • رسالة العرب والمسلمين
  • متى لا يجوز تلاوة القرآن؟ الحالات التي يمنع فيها القراءة
  • قمة الرياض المزدوجة.. ما الذي سينبثق عنها؟
  • وردنا الآن| الرئيس المشاط يوجه رسالة هامة إلى القمة العربية الإسلامية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض.. هاكم ما جاء فيها
  • باحث: القمة العربية الإسلامية رسالة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة