عربي21:
2025-04-07@01:14:42 GMT

رسالة من أمستردام

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

ما حدث في أمستردام من تبادل العنف بين داعمي الفريق الإسرائيلي لكرة القدم "مكابي تل أبيب" وبين مجموعات من الهولنديين ذوي الأصول العربية، والذين ينحدرون بالخصوص من المغرب والجزائر وتونس، كشف عن دلالات لا يمكن التقليل من شأنها، وذلك بعد أن اكتسب الحدث أبعادا دولية.

سنتوقف عند المسائل التالية:

* كان الإسرائيليون سباقين في إظهار نزعة التحرش والعدوانية، حيث سارع بعضهم نحو تمزيق الأعلام الفلسطينية المرفوعة فوق عديد المباني.

ولم يكتفوا بذلك بل رفعوا شعارات ضد العرب، وطالبوا بالقضاء عليهم رافعين شعار "اقضوا على العرب! سننتصر". كما هاجم بعضهم سائق تكسي مغربي واعتدوا عليه بالعنف. وبناء عليه، يتحمل هؤلاء مسؤولية هذا الاستفزاز المتعمد، الذي وفّر الظروف الملائمة لحصول رد فعل قوي وعنيف من قبل الجمهور المغاربي الذي وجد نفسه وجها لوجه مع "أبطال حرب الإبادة" المتواصلة في غزة.

نموذج لمشهد قد يتكرر في مختلف الدول التي فيها جاليات عربية ومسلمة، وذلك من خلال استفزاز أطراف منها في مناسبات شبيهة. وبما أن أقصى اليمين في حالة صعود معتمدا في أيديولوجيته السياسية على بث خطاب الكراهية ضد الأجانب، تعمل الحركة الصهيونية على تغذية العنصرية باستدراج البعض نحو مواجهات خطيرة تقوم وسائل الإعلام بتغطيتها والنفخ فيها، وتكون النتيجة تأليب الرأي العام الأوروبي
* العنف في الملاعب ظاهرة عالمية تكاد لا تخلو منها دولة ما، وعند حدوثها تتخذ في شأنها إجراءات مؤقتة، لكن إذا كان الأمر يتعلق بإسرائيل فسرعان ما يتحول إلى مسألة تهدد جميع اليهود، وتدرج ضمن معادة السامية التي جعلت منها الحركة الصهيونية ورقة ترفعها ضد كل من يجرؤ على الوقوف ضد عنجهية الحامل للجنسية الإسرائيلية أو أن يكون يهوديا أجرم في حق شخص من ديانة أخرى، خاصة إذا كان عربيا. وبناء عليه تم استغلال جزء مما حدث في أمستردام من قبل الأجهزة الصهيونية التي أطلقت صيحات الفزع في كل اتجاه، بدءا من نتنياهو الذي قرر توجيه طائرتين لنقل الإسرائيليين "ضحايا" العنف، وتم استنفار وسائل الإعلام لتزييف الوقائع وتشويه الطرف المقابل. وبسرعة فائقة تحرك بايدن، الرئيس الخاسر، على جميع الجبهات للتنديد بالحادثة. كما أعلن السفير الأمريكي في هولندا عن تضامن بلاده مع المعتدين الذين تم تحويلهم إلى ضحايا؟

* ما حصل كان محاولة لإشغال الرأي العام الدولي عما يحدث في غزة، وما يخطَط لفلسطين والمنطقة. هو نموذج لمشهد قد يتكرر في مختلف الدول التي فيها جاليات عربية ومسلمة، وذلك من خلال استفزاز أطراف منها في مناسبات شبيهة. وبما أن أقصى اليمين في حالة صعود معتمدا في أيديولوجيته السياسية على بث خطاب الكراهية ضد الأجانب، تعمل الحركة الصهيونية على تغذية العنصرية باستدراج البعض نحو مواجهات خطيرة تقوم وسائل الإعلام بتغطيتها والنفخ فيها، وتكون النتيجة تأليب الرأي العام الأوروبي بالخصوص ضد هذه الجاليات التي أصبحت ديموغرافيا وسياسيا قوة مؤثرة إلى حد ما، خاصة بعد انكشاف بطلان السردية الإسرائيلية وظهورها بمظهر بشع أمام العالم نتيجة استباحتها قتل والنساء والمرضى والعجزة والأطباء والصحافيين، وهي حقائق لم يعد الرأي العام الغربي قادرا على إنكارها.

هذه التحولات رغم نسقها البطيء تبقى جد هامة، وانعكاساتها خطيرة على الكيان الصهيوني الذي يمر بعزلة دولية غير مسبوقة لا يمكن الاستهانة بها، خاصة إذا وضعنا كل ذلك في سياق تاريخي ينبئ بمستقبل لن يكون في صالح المسألة اليهودية. وهو ما أقر به العديد من الحكماء اليهود
* هذه التحولات رغم نسقها البطيء تبقى جد هامة، وانعكاساتها خطيرة على الكيان الصهيوني الذي يمر بعزلة دولية غير مسبوقة لا يمكن الاستهانة بها، خاصة إذا وضعنا كل ذلك في سياق تاريخي ينبئ بمستقبل لن يكون في صالح المسألة اليهودية. وهو ما أقر به العديد من الحكماء اليهود بمن في ذلك بعض رجال الدين وكبار مؤرخيهم. فالصهيونية العلمانية وفّرت الأرضية المناسبة لكي تتصدر المشهد الصهيونية الدينية وتصبح هي التي تتحكم في الكيان وفي رسم السياسات وفي بناء الحالفات. وهذه القوى تنكر وجود شعب فلسطيني، وتصف الفلسطينيين بكونهم عربا، وعندما يتحدثون عن قتل العرب فهم لا يقصدون فقط القضاء على الفلسطينيين، وإنما يعممون خطابهم ليشمل كل العرب بمن فيهم الذين اعترفوا بهم وأقاموا معهم علاقات دبلوماسية.

الخلاصة، أن ما وقع في أمستردام ليس حدثا معزولا، بقدر ما هو جزء من مخطط ستتجلى بقية حلقاته خلال الفترة القادمة. الهجمات ستتواصل بطرق متعددة، سواء بقي نتنياهو في الحكم أو خارجه، فهؤلاء الذين أخذتهم الحمية في شوارع أمستردام، وردوا الفعل بشكل عفوي، قد يكون بعضهم أخطأ في الأسلوب، لكنهم في النهاية أكدوا أنهم ليسوا مع حكوماتهم، وإنما هم مع الحق والعدل الذين يتعرضان للطعن، ليس فقط من قبل إسرائيل والقوى الصهيونية وإنما أيضا من قبل كل الأطراف التي ساندت ولا تزال هذه الهمجية الجديدة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أمستردام الإسرائيلي الفلسطينية غزة الصهيونية إسرائيل فلسطين غزة أمستردام ابادة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات رياضة صحافة رياضة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرأی العام من قبل

إقرأ أيضاً:

غضب واستنكار واسع بعد حرق «نسخة من القرآن الكريم» في هولندا

في خطوة أثارت موجة من الغضب والاستنكار والاستياء الواسع بالعالم الإسلامي وفي الأوساط السياسية والشعبية في هولندا، أقدم اليميني المتطرف إدوين فاجينسفيلد، المتحدث باسم حركة “بيغيدا” في هولندا، على حرق نسخة من المصحف، أمام مبنى بلدية أمستردام”.

وتسببت هذه الواقعة في “ردود فعل غاضبة، ووصف النائب البرلماني الهولندي إسماعيل عباسي، الحادث بأنه “تحريض صريح على الكراهية”، مشيرًا إلى أن “حرق المصحف يمثل هجومًا على كرامة أكثر من مليون شخص”.

من جانبها، انتقدت المصوّرة الصحفية الهولندية أنيت دي جراف، تصرفات فاجينسفيلد، ووصفتها بأنها “جبانة” وأضافت أن “بلدية أمستردام يجب أن تتحمل المسؤولية عن تسهيل هذا الفعل”، وطالبت الصحفية، عمدة أمستردام فمكا هالسما، “بتقديم إجابات علنية بشأن هذا الحدث، خاصة وأنها كانت قد أدانت سابقًا حرق العلم الإسرائيلي”.

هذا ويُعرف “فاجينسفيلد” بمواقفه المتطرفة المعادية للإسلام”، والحادثة ليست الأولى لفاجينسفيلد، حيث سبق له أن أعلن عن نيته تنظيم مظاهرة في 20 مارس الماضي في مدينة أرنهيم تحت شعار “الإسلام ليس أفضل من النازية”، وذلك قبيل جلسة كان من المقرر أن تُعقد لمحاكمته”.

وكان “الناشط المتطرف، أعلن مسبقًا عن عزمه تنفيذ هذا الفعل التحريضي على ضفاف نهر “الأمستل”، متحديًا القوانين والدعوات الحقوقية التي طالبت بمنع الاستفزازات الموجهة ضد المسلمين”.

وكانت “أغلقت الشرطة الهولندية ساحة “ستوبرا” خلال العملية، وانتشرت عناصرها بكثافة، بما في ذلك فرق الخيالة، لتأمين محيط الموقع، حيث تجمّع نحو ثلاثين متظاهرا رافضا للفعل، ورفع بعضهم شعارات منددة، فيما تم منعهم من الاقتراب من فاغنسفيلد ووُضعوا في موقع لا يمكن رؤيته منه”.

وبعد مغادرة زعيم “بيغيدا”، “أقدم بعض المحتجين على حرق العلم الإسرائيلي وداسوه، وقام نحو عشرين شخصًا بأداء صلاة جماعية أمام مدخل “ستوبرا”، تعبيرًا عن رفضهم للإساءة إلى القرآن الكريم.

تأتي هذه الحادثة بعد ساعات فقط من صدور حكم قضائي ضد فاغنسفيلد بمحكمة أرنهيم، حيث أدين بإهانة الجالية الإسلامية في هولندا، والإساءة إلى عمدة مدينة أرنهيم أحمد مركوش، إلى جانب خرقه لحظر تجول في نفس المدينة. وقد حُكم عليه بأداء 20 ساعة من الخدمة المجتمعية وأسبوع سجن موقوف التنفيذ، إضافة إلى تغريمه بمبلغ 500 يورو لصالح صندوق ضحايا العنف.

يميني متطرف يحـ،ـرق المصحف أمام مبنى بلدية أمستردام في هولندا ويثير موجة من الغضب ???? شاهد الفيديو في أول تعليق ⬇️

تم النشر بواسطة ‏قناة الجزيرة مباشر – Aljazeera Mubasher Channel‏ في الجمعة، ٤ أبريل ٢٠٢٥ آخر تحديث: 5 أبريل 2025 - 09:44

مقالات مشابهة

  • يجب استهداف الأماكن التي تنطلق منها المسيّرات المعادية في أي دولة كانت
  • إسرائيل تنشر رسالة “خطيرة” بعثها السنوار إلى قادة “القسام” والحرس الثوري الإيراني قبل “طوفان الأقصى”
  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • مدبولي يتابع طرح مشروعات الطاقة التي ستتخارج منها الحكومة
  • شاهد بالفيديو.. من “بلكونة” شقتها بالقاهرة.. سيدة سودانية توثق لعودة مئات السودانيين إلى وطنهم و 9 بصات سفرية تنقل المواطنين يومياً من أمام العمارة التي تسكن فيها
  • ‏⁧‫رسالة‬⁩ من نوع آخر إلى ( ⁧‫صدر الدين الگبنچي‬⁩) الذي يريد يقاتل أمريكا من العراق دفاعا عن ايران !
  • هولندا.. موجة غضب واستنكار بعد حرق نسخة من القرآن
  • غضب واستنكار واسع بعد حرق «نسخة من القرآن الكريم» في هولندا
  • عيد محور المقاومة الذي لا يشبه الأعياد
  • وقفة شعبية في خان شيخون بريف إدلب حداداً على ضحايا مجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام البائد قبل ثمانية أعوام وارتقى فيها عشرات الشهداء