حكم الصلاة على النبي محمد عند ذكر اسمه في الصلاة
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند ذِكر اسمه في الصلاة أمرٌ مشروع لا يؤثر في صحة الصلاة، بل هو مستحبٌّ كما نص على ذلك الشافعية، لكن ينبغي مراعاة التوسط والاعتدال في ذلك وعدم الجهر حتى لا يؤدي إلى التشويش على غيره.
بيان أن الصلاة على النبي عليه السلام دعاء جليلوأوضحت الإفتاء أن الصلاة لا يصلح فيها إلا ما كان من جنسها؛ كالذكر والدعاء وقراءة القرآن الكريم؛ وذلك لما ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله سلم أنه قال: «إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ، إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ» رواه مسلم.
وأضافت الإفتاء أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله سلم دعاءٌ جليلٌ، ومن عظمته قال عنه العلماء أنه من أفضل أنواع العبادات؛ فقد نقل الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (14/ 235، ط. دار الكتب المصرية) قول سهل بن عبد الله: [الصلاة على محمد صلى الله عليه وآله وسلم أفضل العبادات؛ لأن الله تعالى تولاها هو وملائكته، ثم أمر بها المؤمنين، وسائر العبادات ليس كذلك] اهـ، فهي دعاء جائزٌ في الصلاة على وجه العموم.
حكم الصلاة على النبي عليه السلام عند ذكر اسمه في الصلاة
قالت الإفتاء إن الشافعية ذهبوا إلى استحباب الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم عند ذكر اسمه الشريف في الصلاة؛ ويستوي في ذلك مَن كان ذاكرًا للاسم الكريم أو سامعًا له.
جاء في "حاشية الشرواني على تحفة المحتاج في شرح المنهاج" (2/ 66، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [لو قرأ المصلي آية فيها اسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم نُدِبَ له الصلاة عليه في الأقرب بالضمير، كـ: صلَّى الله عليه وآله وسلم، لا اللهم صلِّ على محمد.. والظاهر أنه لا فرق بين أن يَقْرَأَ، أو يسمع] اهـ.
وجاء في "حاشية قليوبي على شرح جلال الدين المحلي على المنهاج" (1/ 227، ط. دار الفكر): [(تنبيه) قد علم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تكون ركنًا تارة كالتشهد الأخير، وبعضًا تارة كالأول، وسنة تارة عند سماع ذكره، ومكروهةً تارة كتقديمها على محلها، فإذا أتى بها في غير محلها فيتجه أنه لا يسجد إلا أن يقصد بها أحد الأولين فراجعه] اهـ.
وقد نص بعض الشافعية على تحديد الصيغة التي يُصَلَّى عليه بها عند سماع أو ذكر اسمه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم؛ قال العلامة أحمد بن قاسم العبادي الشافعي في "حاشيته على الغرر البهية" (1/ 326، ط. المطبعة الميمنية): [لو قرأ المصلي آية فيها اسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم نُدِبَ له الصلاة عليه في الأقرب بالضمير؛ كـ: صلَّى الله عليه وآله وسلم، لا بالظاهر نحو: اللهم صل على محمد؛ للاختلاف في بطلان الصلاة بركن قولي؛ أي: بنقله] اهـ.
قال الإمام الحطاب المالكي في "مواهب الجليل" (1/ 544، ط. دار الفكر): [(فرعٌ) قال في "المسائل الملقوطة": إذا مرَّ ذِكْر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قراءة الإمام، فلا بأس للمأموم أن يصلي عليه] اهـ.
الأدلة على مشروعية الصلاة على النبي عليه السلام أثناء الصلاة
يدل على مشروعية الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم عند ذكر اسمه أو سماعه في الصلاة أيضًا -عمومُ ما رُوي عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «البخيلُ مَن ذُكِرْتُ عِندَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» رواه الترمذي في "السنن"، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين" وصحَّحاه، والمراد: من ذُكر عنده اسمه صلى الله عليه وآله وسلم.
قال الصنعاني في "التَّنوير شرح الجامع الصغير" (4/ 581، ط. مكتبة دار السلام): [(مَن ذُكرتُ عنده)، أي: ذكر اسمي عنده، قال في "الإتحاف": وكذا ذِكر كنيته وصفته وما يتعلق به من معجزاته] اهـ، والحديث مطلق غير مقيدٍ بوقت أو حالٍ؛ فيدل على أنها جائزة حينما يُذكر سواءٌ في الصلاة أو في غيرها.
وقال العلامة الحسين اللاعي في "البدر التمام شرح بلوغ المرام" (3/ 154، ط. دار هجر): [والحديث فيه دلالة على وجوب الصلاة عليه على جهة الإطلاق بصيغة الأمر] اهـ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: النبي الصلاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الصلاة على النبي النبي صلى الله عليه النبی صلى الله علیه وآله صلى الله علیه وآله وسلم الصلاة على النبی عند ذکر اسمه الصلاة علیه فی الصلاة أن الصلاة
إقرأ أيضاً:
رمضان عبدالمعز: أبو طالب كان يصدق النبي لكنه رفض الإسلام خوفا من ملامة قريش
في حديثه عن آيات القرآن الكريم، استعرض الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، مشهدا تاريخيا مهما من السيرة النبوية، في إطار تفسيره لآيات من سورة الأنعام.
وقال الشيخ رمضان عبد المعز، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على قناة «dmc»، اليوم: «الآيات التي تتحدث عن مشهد لقاء النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش، توضح لنا كيف كانت قريش تعامل النبي في بداية دعوته، فقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم الناس ليبلغهم رسالة الله، فقال لهم: 'يا بني فلان، يا بني فلان'، وبعد أن تحدث معهم عن حقيقة الدين الذي جاء به، طلب منهم أن يصدقوه، وأن يلتزموا بدعوة الله، ورغم أن قريش كانت تعلم جيدًا صدق النبي وأمانته، إلا أنها رفضت دعوته».
وأضاف: «كانوا يعرفون النبي جيدًا، وكانوا يطلقون عليه في مكة 'الصادق الأمين'، لكنهم رغم ذلك لم يصدقوه في دعوته، وقد جاءوا إليه ينهون عنه، ويبعدون الناس عن سماع دعوته، كما ورد في قوله تعالى: 'وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيُنَأُونَ عَنْهُ'، هذا 'النهى' كان يشمل تحريض الناس على الابتعاد عن النبي، حيث كان هناك من يحاول إقناع الناس بأن دعوته تفرق بين الزوج وزوجته، وبين الأب وابنه، ويجعل حياتهم في مكة مشوشة».
وقال: «تعالوا نشوف أبو طالب قال إيه للنبي صلى الله عليه وسلم: 'والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا'، هو بيقول للنبي: 'أنت اجهر بدعوتك، ما عليك غضاضة، وأنا معاك، والله لن يستطيع أحد أن يصل إليك'، يعني كان يحمى النبي صلى الله عليه وسلم بكل ما أوتي من قوة، ويدافع عنه ضد قريش التي كانت تلاحقه وتؤذيه، ولكن رغم هذه الحماية، كان أبو طالب يرفض أن يؤمن برسالة النبي صلى الله عليه وسلم».
وتابع: «وبعدين نسمع أبو طالب بيقول للنبي صلى الله عليه وسلم: 'أصدع بأمرك، ما عليك غضاضة، ابشر وقر بذاك منك'، هو في الحقيقة كان بيقول له: 'افعل ما تريد، اجهر بالدعوة، وبلغ رسالة ربك، وأنا لن أترك أحدًا يضرك أو يسيء إليك'، وبالرغم من ذلك، أبو طالب نفسه لم يُسلم ولم يقتنع برسالة النبي صلى الله عليه وسلم، بل كان يرى أن ما جاء به النبي هو من خير الأديان، ولكنه كان يخشى من الملامة أو اللوم من قومه».
واستكمل: «أبو طالب بيقول للنبي صلى الله عليه وسلم: 'لولا الملامة أو حذاري سبه لوجدتني سمحًا بذاك مبينًا'، يعني كان مستعدًا أن يتبع النبي ويؤمن برسالته، ولكنه كان يخشى عواقب ذلك من قومه، وكان يخاف من السخرية أو العتاب بسبب إيمانه، فكانت هذه المفارقة، حيث كان أبو طالب يعترف بصدق النبي صلى الله عليه وسلم وأمانته، وكان يعترف بأن الدين الذي جاء به النبي هو من خير الأديان، لكنه في النهاية ضيع نفسه لعدم إيمانه».