الخرف مصطلح للعديد من الأمراض التي تؤثر في الذاكرة والتفكير والقدرة على أداء الأنشطة اليومية، ويزداد المرض سوءًا بمرور الوقت كما يؤثر بشكل رئيسي في كبار السن، وفي هذا الصدد أظهرت دراسة جديدة أن فحوصات الكوليسترول البسيطة قد تساعد في التنبؤ بالإصابة بالخرف قبل 6 أعوام من التشخيص الفعلي، ما يعزز فرص التدخل المبكر والعلاج الوقائي وفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.

ربطت الدراسات السابقة "زيادة خطر الإصابة بالخرف بارتفاع مستويات الكوليسترول في منتصف العمر"، لكن دراسة أسترالية تقدم رؤى جديدة حول دور تقلبات مستويات الكوليسترول في التدهور المعرفي.

وفي الدراسة، تتبع فريق البحث حالة حوالي 10 آلاف بالغ في السبعينيات من أعمارهم على مدار 6 سنوات، حيث أصيب 509 من المشاركين بالخرف، بينما تعرض 1760 منهم للتدهور المعرفي دون الوصول إلى مرحلة الخرف.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من أكبر تقلبات في مستويات الكوليسترول كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 60% مقارنة بمن كانت مستوياتهم أكثر استقرارا. كما ارتفعت احتمالات تعرضهم للتدهور المعرفي بنسبة 23%.

وأوضح الدكتور تشن تشو، كبير معدي الدراسة وأستاذ الأمراض المزمنة والشيخوخة في جامعة موناش في ملبورن، أن "كبار السن الذين يعانون من مستويات كوليسترول متقلبة وغير مرتبطة باستخدام أدوية خفض الدهون، قد يحتاجون إلى مراقبة أكثر دقة وتدخلات وقائية استباقية".

وأضاف البروفيسور فرناندو تيستاي، الخبير في علم الأعصاب في جامعة إلينوي، أن هذه الدراسة تقدم دليلا جديدا على أن التقلبات الكبيرة في مستويات الكوليسترول ترتبط بتدهور الوظائف المعرفية.

وبينما يعتبر الكوليسترول عالي الكثافة (HDL) مفيدا للقلب، حيث يعمل على إزالة الدهون من الشرايين وحملها إلى الكبد لإزالتها من الجسم، فإن الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL) يعتبر "ضارا" ويمكن أن يساهم في انسداد الأوعية الدموية. وفي هذه الدراسة، كان الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الكوليسترول الضار (LDL) أكثر عرضة للانخفاض السريع في درجات اختبارات الذاكرة وسرعة رد الفعل، ما يشير إلى تأثير سلبي على الدماغ.

ورغم أهمية النتائج، أقر الباحثون بوجود بعض القيود في الدراسة، أبرزها قلة التنوع العرقي بين المشاركين (96% من العينة كانت من البيض)، ما قد يؤثر على قابلية تعميم النتائج على جميع الفئات السكانية. كما أن الدراسة لم تشمل الأشخاص الذين بدأوا أو توقفوا عن تناول أدوية خفض الدهون خلال فترة المتابعة، ما يعني أن تأثير الستاتينات (الأدوية الخافضة للكوليسترول) لم يكن ضمن نطاق الدراسة.

يذكر أن الكوليسترول مادة دهنية شمعية ضرورية للعديد من وظائف الجسم، بما في ذلك الهضم وصناعة الهرمونات. لكن تراكم الكوليسترول الضار في الدم بسبب عادات غذائية غير صحية أو قلة النشاط البدني قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية. لذلك، يظل الحفاظ على مستويات كوليسترول متوازنة أمرا حيويا للوقاية من هذه الأمراض.

سيتم تقديم نتائج الدراسة بشكل كامل في الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية 2024 في شيكاغو.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الخرف كبار السن الكوليسترول التدهور المعرفي علم الأعصاب مستویات الکولیسترول

إقرأ أيضاً:

نصيحة طبية: إجراء واحد كفيل بالوقاية من خطر الكوليسترول

قال أحد الأطباء إن القيام بشيء واحد قد يكون له تأثير كبير على مستويات الكوليسترول لدى الشخص.

ويُشار إلى الكوليسترول أحياناً باسم "القاتل الصامت"، ولا يدرك العديد من الأشخاص أن مستوياتهم مرتفعة للغاية حتى يصابوا بمشكلة صحية، مثل السكتة الدماغية أو النوبة القلبية.

ووفق "سوري لايف"، تستند نصيحة الطبيب إلى أبحاث أظهرت أن ممارسة الرياضة هي طريقة ممتازة لخفض الكوليسترول.

وقالت الدكتورة لويز برادشو من مؤسسة القلب البريطانية إن الأبحاث أظهرت أن التمارين البدنية المنتظمة تقلل من مستويات الكوليسترول "الضار" في الدم، وتزيد من مستويات الكوليسترول "الجيد".

وأوضحت: "إن التمارين تفعل ذلك عن طريق تحفيز الجسم على نقل الكوليسترول "الضار" إلى الكبد حتى يمكن إزالته من الجسم".

وبحسب الدراسة التي أشرفت عليها مؤسسة القلب البريطانية "كلما زاد نشاط الشخص، زادت الدهون المشبعة التي تستخدمها عضلاته للحصول على الطاقة. وهذا يعني أن هناك كمية أقل من الدهون المشبعة المتداولة في الجسم، ما يخفض مستويات الكوليسترول"

ويعتقد العلماء أن التمرين يمكن أن يزيد من قدرة عضلة القلب على تكسير الدهون أيضاً.

وتساعد كل هذه العمليات في منع تكون اللويحات الدهنية على جدران الشرايين، ما يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وقالت برادشو: "لذا، إذا كنت تمارس الرياضة لفقدان الوزن الزائد، أو كجزء من نمط حياة صحي، فإن الخبر السار هو أنك تخفض مستويات الكوليسترول لديك أيضاً".

وتسلط نتائج الدراسة الضوء على أهمية التمارين والحركة باعتبارها كفيلة بإبقاء خطر الكوليسترول تحت السيطرة، على الرغم من أهمية أدوات أخرى مثل: النظام الغذائي والأدوية.

مقالات مشابهة

  • دراسة حديثة تكشف: هل صحة الأم أثناء الحمل تؤثر حقًا على إصابة الطفل بالتوحد؟
  • حلويات بتقلل الكوليسترول .. دراسة تكشف مفاجأة سارة| تفاصيل
  • دراسة تكشف: من يثرثر أكثر الرجال أم النساء؟
  • هل تتحدث النساء أكثر من الرجال؟.. دراسة تكشف الحقيقة
  • هل يمكن للأسبرين أن يمنع تجدد سرطان القولون؟: دراسة سويدية تكشف الإجابة المثيرة
  • دراسة حديثة تكشف سببًا غير متوقع للإصابة بمرض التوحد
  • نصيحة طبية: إجراء واحد كفيل بالوقاية من خطر الكوليسترول
  • أثر التقييم المستمر.. دراسة تكشف معاناة النساء في صالات الرياضة
  • دراسة تكشف عن الحليب الحيواني الأكثر فائدة
  • دراسة: تقلب مستوى الكوليسترول مؤشر خطر على الخرف