"نيويورك تايمز": إيران تبحث ما إذا كان بإمكانها عقد صفقة مع ترامب
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم /الثلاثاء/ أن النظام الحاكم في إيران يبحث حاليًا ما إذا كان باستطاعته عقد صفقة مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب وتحقيق انفراجة في مسار العلاقات الثنائية المتأزمة منذ فترة طويلة.
وقالت الصحيفة - في سياق مقال تحليلي - إن البعض في الحكومة الإيرانية الجديدة الأكثر اعتدالًا يعتقدون أن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية ربما تفتح نافذة لإبرام صفقة دائمة مع الولايات المتحدة، مع الإشارة إلى انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية وفرض عقوبات اقتصادية صارمة على إيران وإصدار أوامر بقتل أعلى جنرالاتها.
مع ذلك، وعلى الرغم من هذا التاريخ المشحون، أبرزت "نيويورك تايمز" أن العديد من المسئولين السابقين والخبراء والافتتاحيات الصحفية في إيران دعت علنًا الحكومة إلى التعامل مع ترامب في الأسبوع الذي تلا إعادة انتخابه.. وقالت صحيفة شرق -وهي الصحيفة اليومية الإصلاحية الرئيسية - في افتتاحية على الصفحة الأولى، إن الرئيس الإيراني الجديد الأكثر اعتدالًا مسعود بزشكيان يجب أن "يتجنب أخطاء الماضي ويتبنى سياسة براجماتية متعددة الأبعاد".
وبالفعل، اتفق كثيرون في حكومة بزشكيان مع هذا الرأي، وفقًا لخمسة مسئولين إيرانيين تحدثوا إلى "نيويورك تايمز" بشرط عدم نشر أسمائهم لأنهم غير مخولين بمناقشة سياسة الحكومة.. وقال هؤلاء إن ترامب يحب عقد الصفقات التي فشل فيها الآخرون وأن هيمنته الضخمة في الحزب الجمهوري قد تمنح أي اتفاق محتمل قوة أكبر للبقاء وجادلوا بأن هذا قد يعطي فرصة لنوع ما من الصفقة الدائمة مع الولايات المتحدة.
وكتب أحد السياسيين البارزين والمستشار السياسي السابق للحكومة الإيرانية حامد أبو طالبي - في رسالة مفتوحة إلى الرئيس الإيراني -" لا تضيع هذه الفرصة التاريخية للتغيير في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة".. ونصح بزشكيان بتهنئة ترامب على فوزه في الانتخابات ووضع نبرة جديدة لسياسة عملية وتطلعية نحو المستقبل.
في المقابل، أوضحت الصحيفة الأمريكية أن العديد من المحافظين، بمن فيهم البعض في فيلق الحرس الثوري القوي، يُعارضون أي تعامل مع ترامب فيما قالت وزارة العدل الأمريكية إن فيلق الحرس الثوري الإيراني اخترق أجهزة كمبيوتر خاصة بحملة ترامب ونشر معلومات مضللة عبر الإنترنت في محاولة للتأثير على الانتخابات الرئاسية.. وفي يوم الجمعة الماضية، كشف مدعون فيدراليون في مانهاتن عن محاولة إيران لاغتيال ترامب.
ووصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي هذه الاتهامات بأنها سيناريو "مختلق" - في منشور عبر موقع "إكس" للتواصل الاجتماعي يوم السبت الماضي - وقال إن إيران تحترم اختيار الشعب الأمريكي في انتخاب رئيسه وأن الطريق إلى الأمام لإيران والولايات المتحدة يبدأ بـ "الاحترام" المتبادل و"بناء الثقة".
وفي مقابلة أُجريت معه، قال رضا صالحي، وهو محلل محافظ في طهران مقرب من الفصيل السياسي المتشدد في البلاد، إن التفاوض مع ترامب سيكون تحديًا سياسيًا للحكومة الإيرانية الجديدة وقد أعرب المحافظون بالفعل عن استيائهم، قائلين إن أي مشاركة ستكون خيانة للجنرال قاسم سليماني، الذي أمر ترامب باغتياله في عام 2020.
وحتى أولئك الذين يريدون التعامل مع ترامب يقولون إن السياسة الخارجية لإيران في عهد ترامب ستعتمد إلى حد كبير على كيفية تعامل الأخير مع طهران والشرق الأوسط، فضلًا عمن يختاره لإدارته، وفقًا للمسئولين الخمسة.. وكان ترامب قد قال مؤخرًا إنه لا يسعى إلى إلحاق الأذى بإيران وأن مطلبه الرئيسي هو ألا تطور البلاد أسلحة نووية.. ولكن في نقطة أخرى خلال الحملة، بدا وكأنه يعطي إسرائيل الضوء الأخضر لقصف المواقع النووية الإيرانية، وقال إن إسرائيل يجب أن "تضرب النووي أولًا وتقلق بشأن الباقي لاحقًا".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - في بيان مصور صدر عنه يوم أمس الأول - إنه تحدث إلى ترامب وأنهما "متفقان بشأن التهديد الإيراني في جميع جوانبه والمخاطر التي يعكسها".. وقال بريان هوك، الذي عمل ممثلًا لإيران خلال إدارة ترامب الأولى، لشبكة "سي إن إن" يوم الخميس الماضي إن ترامب "ليس لديه مصلحة في تغيير النظام"، لكنه "يفهم أيضًا أن المحرك الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط هو النظام الإيراني".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إيران صفقة مع ترامب نیویورک تایمز مع ترامب
إقرأ أيضاً:
الغرب يسعى لإدانة إيران بالوكالة الدولية للطاقة.. وطهران تحذر
حذر وزير الخارجية الإيراني، الأربعاء، من أن إيران "سترد وفق ما يقتضيه الوضع" على قرار قدمته دول أوروبية والولايات المتحدة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويدين عدم تعاون إيران في الملف النووي.
وأكد عباس عراقجي خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي أن هذه الدول "إذا تجاهلت حسن نية إيران... ووضعت إجراءات غير بناءة على جدول أعمال اجتماع مجلس المحافظين من خلال قرار، فإن إيران سترد وفق ما يقتضيه الوضع وعلى نحو مناسب"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية (ارنا).
وقدمت الدول الأوروبية والولايات المتحدة نص قرار يدين عدم تعاون إيران في الملف النووي إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفق ما ذكرت مصادر دبلوماسية، الأربعاء.
وقال مصدر دبلوماسي لوكالة "فرانس برس" إنه "تم تقديم النص رسميا" قبيل منتصف ليل الثلاثاء (23,00 بتوقيت غرينتش)، وأكد مصدر آخر هذه المعلومات، في حين يعقد المجلس اجتماعه الأربعاء في مقر المنظمة التابعة للأمم المتحدة بفيينا.
من جهتها قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودبلوماسيون، الثلاثاء، إن إيران حاولت دون جدوى درء مساع غربية لاستصدار قرار ضدها في اجتماع مجلس محافظي الوكالة من خلال عرض وضع حد أقصى لمخزونها من اليورانيوم يقل قليلا عن الدرجة اللازمة لصنع أسلحة.
وذكر أحد تقريرين سريين قدمتهما الوكالة للدول الأعضاء، بحسب وكالة "رويترز"، أن إيران عرضت عدم زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهي درجة قريبة من نسبة 90 بالمئة المطلوبة لصنع أسلحة، واتخذت الاستعدادات اللازمة لذلك.
وقال دبلوماسيون إن العرض كان مشروطا بتخلي القوى الغربية عن مساعيها لإصدار قرار ضد إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة هذا الأسبوع بسبب عدم تعاونها مع الوكالة.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية، الأربعاء، إن عراقجي أبلغ نظيره الفرنسي جان نويل بارو أن الضغط من جانب فرنسا وألمانيا وبريطانيا لتقديم قرار ضد طهران من شأنه أن "يعقد الأمور" ويتناقض مع "الأجواء الإيجابية التي نشأت بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية".
ونص أحد التقريرين الفصليين على أنه خلال زيارة المدير العام للوكالة رافائيل غروسي إلى إيران الأسبوع الماضي "تمت مناقشة إمكانية عدم قيام إيران بتوسيع مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة".
وأضاف التقرير أن الوكالة تأكدت من أن إيران "بدأت تنفيذ التدابير التحضيرية لذلك". وقال دبلوماسي كبير إن وتيرة التخصيب إلى هذا المستوى تباطأت، وهي خطوة ضرورية قبل التوقف.
ورفض دبلوماسيون غربيون مبادرة إيران باعتبارها محاولة جديدة في اللحظة الأخيرة لتجنب الانتقاد في اجتماع مجلس المحافظين، تماما مثلما فعلت عندما قطعت تعهدا غامضا بالتعاون بقدر أكبر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في آذار/ مارس من العام الماضي والذي لم يتم إطلاقا الوفاء به بشكل كامل.
وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين: "وقف التخصيب إلى مستوى 60 بالمئة، رائع، لا ينبغي لهم أن يفعلوا ذلك في المقام الأول لأننا جميعا نعلم أنه لا يوجد استخدام مدني موثوق به لمستوى 60 بالمئة"، مضيفا "أنه شيء يمكنهم التراجع عنه بسهولة مرة أخرى".
وقال دبلوماسي كبير إن عرض إيران تمثل في تحديد مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة عند حوالي 185 كيلوغراما، وهي الكمية التي كانت لديها قبل ذلك بيومين. وهذا يكفي من حيث المبدأ، إذا تم زيادة التخصيب لمستويات أكبر، لصنع أربعة أسلحة نووية، بمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتنفي إيران السعي للحصول على أسلحة نووية.
وقال التقرير إن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة ارتفع بنحو 17.6 كيلوغرام منذ التقرير السابق ليصل إلى 182.3 كيلوغرام حتى يوم 26 تشرين الأول/ أكتوبر، وهو ما يكفي أيضا لصنع أربعة أسلحة وفقا لهذه المعايير.
مفتشون
ذكر التقرير الثاني أن إيران وافقت أيضا على النظر في السماح لأربعة "مفتشين ذوي خبرة" آخرين بالعمل في إيران بعد أن منعت معظم مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين لديهم خبرة في التخصيب العام الماضي، في ما وصفته الوكالة بأنه "ضربة خطيرة للغاية" لقدرتها على القيام بعملها على النحو اللائق في إيران.
وقال دبلوماسيون إنهم لا يمكن أن يكونوا نفس الخبراء الذين مُنعوا من العمل.
وتأخرت التقارير بسبب زيارة غروسي إلى إيران، والتي كان يأمل خلالها في إقناع الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان بإنهاء المواجهة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن قضايا قائمة منذ أمد طويل مثل آثار اليورانيوم غير المبررة في مواقع لم تعلن عنها طهران وتوسيع إشراف الوكالة على مزيد من المناطق.
وقال دبلوماسيون إن مشروع القرار الذي يحظى بتأييد بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والذي يدين إيران بسبب ضعف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيكلف الوكالة أيضا بإصدار "تقرير شامل" عن الأنشطة النووية الإيرانية.
وهذا آخر اجتماع ربع سنوي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه في كانون الثاني/ يناير.
وانسحب ترامب من الاتفاق النووي في عام 2018، مما أدى إلى انهياره. ومن غير الواضح ما إذا كان سيدعم المحادثات مع إيران، حيث تعهد بدلا من ذلك باتباع نهج أكثر ميلا للمواجهة والتحالف بشكل أوثق مع "إسرائيل"، العدو اللدود لإيران، والتي كانت تعارض الاتفاق.