تركيا تضغط على أمريكا لإعادة النظر في تعاونها مع أكراد سوريا
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
أنقرة (زمان التركية) – تشير التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأتراك ومن بينهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي بعث رسالة ضمنية باحتمالية شن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا ، إلى ممارسة تركيا ضغوطًا على الولايات المتحدة لإعادة النظر في الدعم الذي تقدمه للأكراد في سوريا.
وذكر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في تصريحات لصحيفة ملليت أن الجانب التركي يُذكِّر نظيره الأمريكي باستمرار بضرورة إنهاء تعاونه مع التنظيمات الإرهابية في سوريا، مشيرًا إلى تزايد الاتصالات بين الطرفين بهذا الصدد، وميول الجانب الأمريكي لعقد المزيد من اللقاءات والمشاورات فيما يخص هذا الأمر.
وتطرق فيدان في مقابلة إلى العلاقات بين البلدين خلال فترة الرئاسة الأمريكية الجديدة، قائلا: “حوارنا الاستراتيجي مع الجانب الأمريكي سيتواصل بشكل طبيعي في المرحلة الجديدة، لابد من تناول القضايا على أجندتها بشكل شامل ومنفتح على الحوار وبمفهوم بناء، نحن مستعدون لذلك واعتقد أن الإدارة الجديدة أيضا مستعدة لهذا”.
وفيما يخص حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب الكردي، أفاد قال الرئيس أردوغان إنه لن يسمح بممارسة سياسة ترتكز على الإرهاب في أي دولة بالعالم.
وفي تصريحات أدلى بها يوم الأحد أفاد أردوغان، الذي ذكر الأسبوع الماضي أنه سيبحث سحب الولايات المتحدة لجنودها من سوريا مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أن تركيا قد تشن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا لإقامة مناطق آمنة جديد بامتداد الحدود.
ويأتي الدعم الأمريكي لميليشيات وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، خلال التصدي لتنظيم داعش الإرهابي من بين التوترات التي تشهدها العلاقات التركية الأمريكية.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردي امتدادا تنظيم العمال الكردستاني في سوريا، وخلال السنوات الأخيرة، شنت تركيا العديد من العمليات العسكرية في شمال سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية.
وفي تصريحاته يوم الأحد، أكد أردوغان أن هذه الحملات العسكرية ضمنت إقامة مناطق آمنة في سوريا ومنع محاولات محاصرة تركيا من الحدود الجنوبية، قائلا: “بإذن الله سنكمل خلال المرحلة القادمة الحلقات الناقصة للمنطقة الآمنة، التي أقمناها على امتداد حدودنا”.
وخلال الأشهر الأخيرة، نفذ أردوغان مبادرات لإصلاح العلاقات مع نظيره السوري، بشار الأسد، بعد عداء مستمر منذ عشر سنوات، وتوضح أنقرة أن دمش لم ترد على مبادرات التطبيع بعد إعلان أردوغان في يوليو/ تموز، أنه يرغب في دعوة الأسد للقاءات.
وكان الأسد قد أعلن أنه يتوجب سحب الجنود الأتراك من داخل الأراضي السورية.
Tags: العلاقات التركية الأمريكيةالعمليات العسكرية التركية في شمال سورياتطبيع العلاقات التركية السوريةرجب طيب أردوغانهاكان فيدانوحدات حماية الشعب الكرديةالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: العلاقات التركية الأمريكية تطبيع العلاقات التركية السورية رجب طيب أردوغان هاكان فيدان وحدات حماية الشعب الكردية فی شمال سوریا حمایة الشعب فی سوریا
إقرأ أيضاً:
سوريا جذور عميقة ومستقبل واعد
بدايةً يقول أدونيس: “سوريا هي شمس العالم القديم وهي مفتاح بوابة الحضارة”، وأهل سوريا شعب عريق يملك إرثاً حضارياً متميزاً وتاريخاً غنياً بالتجارب والنضال، وبالرغم من كل الظروف الصعبة التي مرت بها سوريا أثبت السوريون قدرتهم على الصمود وإعادة البناء مستفيدين من روحهم الوطنية وكفاءتهم العالية في مختلف المجالات، ذلك إن حب السوريين لوطنهم وتمسكهم بأرضهم يؤهلهم لتجاوز التحديات وصناعة مستقبل أفضل لدولتهم.
وقد لعب السوريون أدواراً بارزة عبر التاريخ القديم والحديث حيث كانت سوريا مهداً لأقدم الحضارات الإنسانية مثل الآرامية والآشورية، كما ساهموا في الحضارة الإسلامية كعلماء ومفكرين مثل ابن النفيس الذي اكتشف الدورة الدموية الصغرى، وفي فترات الاستعمار قاوم السوريون ببسالة وحققوا الاستقلال مؤكدين حبهم للحرية والكرامة، ويمتد تاريخ الشعب السوري لآلاف السنين مما أكسبه خبرة حضارية ووعيًا جمعياً عميقاً.
إن التحديات التي تواجه سوريا في المستقبل قد تبدو ضخمة، لكن الأمل يبقى في إمكانية النهوض من جديد، وبإمكان سوريا استعادة عافيتها عبر بناء مؤسسات دولة حديثة ترتكز على سيادة القانون والشفافية حيث تشكل المصالحة الوطنية العمود الفقري لعملية إعادة الإعمار، وهذه المصالحة ضرورية لضمان مشاركة جميع مكونات المجتمع في بناء وطن موحد ومتين، ولعل الاستثمار في مجال التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية سيكون بمثابة البوابة الرئيسية لإعادة سوريا إلى مكانتها كقوة اقتصادية وثقافية في المنطقة، ومن المهم تعزيز دور الشباب والمرأة في القيادة وصنع القرار ليكون المستقبل مشتركاً بين جميع أفراد المجتمع ويُبنى على سواعدهم.
هكذا يظل الأمل حاضراً بقوة في نفوس السوريين، وإن إرادة الحياة وحب الوطن ستقود هذا الشعب لإعادة إعمار بلاده وبناء مستقبل أكثر إشراقاً وسوف تظل سوريا منارة للحضارة ومهداً للإبداع وسوف يرسم الشعب السوري المستقبل المشرق الذي يليق بتاريخه العريق.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.