قضاة يهاجرون ومحاكم تُعاني.. إسرائيل تشلُّ عمل السّلطة القضائية
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
بيروت، أم الشرائع، مدينةٌ وُلِد فيها القانون منذ آلاف السنين، وتفتّحت فيها براعم العدالة قبل أن يخطُّ التاريخ أولى صفحاته. هنا، كانت المحاكم تُعقد تحت ظلال الزيتون، وكأنّ العدالة نفسها تتنفس من هواء البحر وتستمد قوتها من صمود جباله. هذه المدينة التي علّمت العالم أصول الحق وأرسَت قواعد القانون، أصبحت اليوم في صراع مرير مع قوى تحاول إطفاء نورها وشلّ قدرتها على إقامة العدالة، فشأنها شأن باقي القطاعات في لبنان، ترزح السلطة القضائية، التي أصلا تعاني منذ العام 2019، تحت تأثير آلة الحرب الإسرائيلية التي شلّت عملها، واوقفت مسار الحق والعدالة داخل العديد من الدوائر القضائية، حيث تجد المحاكم اللبنانية نفسها عاجزة عن مواكبة التحديات العاجلة التي تفرضها قضايا المواطنين، وهي اصلا الخارجة من سلسلة أزمات كانت تتفاوت بين وضع القضاة ما بعد الازمة الاقتصادية اللبنانية، ومدى تمكنهم من الاستمرار في تسيير مرفق القضاء، بالاضافة إلى ما واكبه من إضرابات وتوقفات متتالية عن العمل من قبل جهات تعمل في السلطة القضائية، كانت تطالب بتحسين الوضع الوظيفي.
من هنا، لا تخفي المصادر القضائية لـ"لبنان24" حجم تأثر السلطة القضائية والمحاكم والجلسات بهذه الحرب، إذ تشير إلى أن المحاكم تواجه ضغطًا مستمرا بسبب التهديدات المباشرة وغير المباشرة، فضلا عن الاجواء الملبدة بالخوف والقلق، إذ نقلت هذه المصادر عن الموظفين داخل المحاكم خوفهم الدائم من اي استهداف إسرائيلي، ما يعني العمل تحت خطر وتهديد مستمر، ما يضرب إنتاجية وكفاءة الموظفين، خاصةً وأنّ المواطن لا يزال لديه ملء الثقة بهذه السلطة، التي على الرغم من التدخلات السياسية المستمرة كانت ملجأ أساسيا لهم.
ولا تخفي هذه المصادر الضغط النفسي الخطير الذي يعمل القضاة تحت وطأته نتيجة العنف المستمر والتوتر الأمني الحاد الذي يترك أثره الواضح عليهم، هذا عدا عن تحمله كمًا هائلاً من الملفات مع توالي الاستقالات التي نخرت جسم القضاء، إذ يوضح المصدر أن عددًا لا يستهان به من القضاة رأى أن فرصة العمل كمستشار في دول الخليج هي أهم بكثير من العمل كقاض في لبنان. ويوضح المصدر لـ"لبنان24" أن قرابة 25 استقالة شهدها الجسم القضائي تتراوح بين استقالات تأديبية، واستقالات لاسباب غير تأديبية، قرابة 3 منها حصلت خلال العام 2024، أما الـ22 استقالة الاخرى فهي قد بدأت عام 2020 واستمرت حتى عام 2023.
في هذا السياق، يؤكّد المحامي بالاستئناف شارلي ابو نعمة أن ما تشهده المحاكم هو امتداد لأزمة بدأت عام 2019 ضربت المحاكم والدوائر العقارية ووزارة المالية، فهذه الأزمة بدأت عقب إضراب القضاة (قبل 2019) واستمرت خلال 17 تشرين 2019، و جائحة كورونا، حيث أثّرت على عمل المحاكم والقطاع المالي إذ لم يعد للمحامين المقدرة على الحصول على قيم تأجير وإفادات عقارية وغيرها من الاوراق الجوهرية والأساسية من وزارة المالية.
من جهة ثانية، يؤكّد ابو نعمة أنّه على صعيد المحاكم شهدت السلطة القضائية إضرابا للموظفين الذين كانوا قد تراجعوا قبل بداية الحرب عن إضرابهم مع القضاة، وكانت قد بدأت الدوائر المالية في العمل أيام الثلاثاء والاربعاء والخميس، مشيرًا إلى أن هذه الفترة شهدت انعقاد بعض الجلسات إنّما بوتيرة بطيئة، لافتًا إلى أنّه اليوم، ومع تأثير الحرب على عمل المحاكم، صدر تعميم عننقيب المحامين بالتشاور مع وزير العدل هنري خوري ورئيس مجلس القضاء الاعلى أفضى إلى أن المحامي الذي لا يستطيع أن يحضر الجلسة يكون للقاضي سلطة استنسابية حسب كل ظرف باتخاذ القرار المناسب، وهذا ما معناه ان القاضي يستطيع أن لا يحاكم المدعى عليه في هذه الجلسة، وهذا ما سيؤثر على صدور الحكم، في وقت يؤجل بعض القضاة الجلسات بحالتها الراهنة إلى حين انتهاء الحرب. وحسب ابو نعمة فإن هذا الامر هو مؤشر خطير لناحية مدة تمديد الدعاوى التي من الممكن أن تصل إلى سنوات، ويخالف المبدأ الذي ينص على أنّه لا يحق للقاضي الاعتكاف عن إحقاق الحق.
ما وضع الملفات القضائية اليوم؟
انطلاقًا من تأجيل القضاة للجلسات على حالتها الراهنة أكّدت مصادر قضائية لـ"لبنان24" أنّ القضاة يرون أن الاستئخار هو الحل الافضل في المرحلة الراهنة، والامر قد يطول أكثر من المتوقع، حتى لو عقدت الجلسات أو تم تأجيل جلسة أخرى، خاصة وأن القضاة يعمدون الى تأخير الجلسات لأشهر إلى الأمام، وذلك لاستشراف المرحلة الجديدة، وكم من الممكن أن تطول الحرب.
وتترافق هذه القرارت مع التعاميم الاستثنائية التي تصدر عن السلطة القضائة، فبالاضافة إلى ما أوردناه عن تعميم صادر عن نقيب المحامين، اصدر النائب العام التمييزي إجراءً قضائيا يقضي بتسهيل إجراءات تقديم المدعى عليه الموقوف طلبات لتخلية سبيله وتأمين وصولها إلى المراجع القضائية التي تضع يدها على ملفات صاحب الطلب، ويقول ابو نعمة في السياق أنّه قبل هذا القرار كان المحامي ملزما بالحصول على وكالة من كاتب العدل ليستطيع إمضاء طلب تخلية السبيل، وهذا ما تم الاستغناء عنه في سياق هذا القرار، إذ من الممكن للسجين اليوم أن يكتب هو بنفسه طلب إخلاء السبيل بواسطة نموذج معين، على أن يتم تحويل الطلب إلى قاضي التحقيق الذي يبت به إيجابا أو سلبًا.
ماذا عن طلبات إسقاط المهل؟
خلال الأسابيع الأخيرة شهدت صالونات القضاء مشاورات بين محامين طالبوا بضرورة إسقاط المهل القضائية، على غرار ما حصل خلال جائحة كورونا، لما يعود بالامر الايجابي بالنسبة للمتخاصمين. وعليه، يقول المحامي شارلي ابو نعمة أنّه خلال جائحة كورونا كانت تصدر مثل هكذا قرارات بالنسبة للمهل التعاقدية والقانونية، ويتم تصديقها من مجلس النواب (تعليق المهل يحتاج إلى قانون من مجلس النواب)، وفور تصديقه يتم تأخير المهل التعاقدية، وقطع المهل، أما اليوم، يرى ابو نعمة أنّه من الضروري أن يصدر قانون تعليق المهل القانونية والقضائية، وهذا ما لم يحصل إلى حدّ اليوم. ويلفت إلى أنّ هكذا قرار من شأنه أن يقلل من الخلافات والنزاعات، فمثلا تعليق المهل لا يُجبر من خلاله المستأجر أن يخلي المأجور في حال انتهاء العقد.
ومن رحم هذه المعاناة، لا يزال القضاء يكافح للحدّ من الازمات، خاصة وان النظارات تعاني على صعيد التوقيفات التي وصلت إلى مستويات قياسية، هذا عدا عن عملية نقل المساجين والموقوفين من مناطق النزاع إلى مناطق أكثر أمانا، ويقول ابو نعمة في هذا السياق أن الوقت حان لإثبات دور القضاء وفرض سلطته لردع أي كان، وللحد من التجاوزات القانونية التي من الممكن أن تعالج بمجرد فرض الهيبة القضائية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: السلطة القضائیة من الممکن وهذا ما إلى أن
إقرأ أيضاً:
“قبور للأحياء”: الحالة الصحية التي يخرج بها المعتقلون الفلسطينيون من سجون إسرائيل تعكس تعذيبًا وتجويعًا ممنهجًا
#سواليف
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الحالة الصحية المتدهورة للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل في إطار صفقة التبادل ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار في قطاع غزة تعكس الظروف القاسية التي عاشوها خلال اعتقالهم، بما في ذلك التعذيب وسوء المعاملة والانتهاكات المهينة التي استمرت حتى اللحظة الأخيرة قبل الإفراج عنهم.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي في بيان له أنه تابع إفراج السلطات الإسرائيلية عن أسرى ومعتقلين ضمن الدفعات الأربع التي كان آخرها اليوم السبت، حيث بدا على معظمهم تدهور صحي حاد، مع فقدان كل منهم عدة كيلوغرامات من وزنهم جراء ما يبدو وأنه تجويع متعمد.
وفور الإفراج عن الأسرى والمعتقلين، احتاج العديد منهم إلى النقل الفوري للمستشفيات لإجراء فحوص طبية عاجلة، فيما بدا أحدهم على الأقل عاجزًا عن التعرف على مستقبليه، بعد أن عانى من الحرمان من العلاج خلال فترة اعتقاله.
مقالات ذات صلة إعلام عبري بعد استعراض حماس .. ماذا كان يفعل الجيش طوال 14 شهرًا؟ 2025/02/01وشدد الأورومتوسطي على أن هذه الأوضاع تعكس كيف حوّلت إسرائيل سجونها إلى مراكز تعذيب منهجي للأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، بمن فيهم المحكومون والمحتجزون قبل 7 أكتوبر 2023.
وأشار إلى أن غالبية المعتقلين المفرج عنهم تعرضوا لسوء المعاملة والضرب، وخضعوا للتعذيب النفسي حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت الإفراج عنهم.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن فريقه الميداني وثّق إجبار القوات الإسرائيلية العديد من المعتقلين على حلق رؤوسهم كإجراء مهين ومتعمد يستهدف إذلالهم وتحطيم معنوياتهم، إضافة إلى إجبارهم على ارتداء ملابس السجن، وتعريضهم للضرب والعنف قبل وأثناء تحميلهم في الباصات.
كما أشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أفرجت عن جميع الأسرى والمعتقلين في ظروف بالغة السوء، شملت الاعتداء على تجمعات ذويهم الذين كانوا في استقبالهم، وقمعهم بالرصاص وقنابل الغاز، ما أدى إلى إصابة بعضهم، بالإضافة إلى اقتحام منازلهم والأماكن التي خُصّصت لاستقبالهم والاحتفال بالإفراج عنهم.
وأوضح أن الشهادات التي وثّقها وتابعها من الأسرى والمعتقلين المفرج عنهم تكشف أن انتهاكات إدارات السجون تجاوزت سوء ظروف الاحتجاز، لتتحول إلى سياسة انتقامية منهجية استهدفت جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. وأكد أن الأوضاع داخل السجون شهدت تدهورًا غير مسبوق منذ 7 أكتوبر 2023، حيث تعرض المعتقلون لعمليات تعذيب قاسية، وتجويع متعمد، وعزل انفرادي طويل الأمد، في إطار إجراءات عقابية تصاعدت بشكل وحشي عقب الأحداث في قطاع غزة في محاولة لمعاقبتهم على أحداث لا صلة لهم بها سوى كونهم فلسطينيين.
كما كشفت الشهادات التي وثقها الأورومتوسطي أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أخضعت المعتقلين المفرج عنهم للتعذيب والضرب، واحتجزتهم لساعات طويلة في الباصات مكبلي الأيدي قبل الإفراج عنهم، إلى جانب تعريضهم للإهانات والشتائم التي استهدفت تقويض كرامتهم الإنسانية حتى اللحظات الأخيرة قبل الإفراج.
وأفاد الأسير المفرج عنه “هيثم جابر” من بلدة حارس قضاء سلفيت، أن القوات الإسرائيلية اقتادتهم قبل يوم من موعد الإفراج عنهم وجرى حلق شعرهم بالقوة. وأضاف أن إدارة السجون أبلغته بضرورة حلق شعره فرفض، ليأخذوه بالقوة ويحلقوت شعره تمامًا. وأضاف “جابر”: “يعيش الأسرى في ظروف صعبة جدًا، وحتى اللحظات الأخيرة مورست ضدنا أشد أنواع التنكيل والتعذيب وامتهان الكرامة”.
وأشار إلى أن السجانين عاملوا المعتقلين كـ “الحيوانات”، حيث أجبروا على الوقوف في صف واحد بطريقة مهينة، وفي بعض الأحيان كان يُطلب منهم السير على أطرافهم الأربعة. علاوة على ذلك، حُرموا من حقوق أساسية مثل المياه، إذ كانت هناك قارورة مياه واحدة فقط مخصصة لكل غرفة على مدار 24 ساعة، بينما كانت دورات المياه خالية من المياه تمامًا، مما حال دون قدرتهم على قضاء حاجاتهم.
كما أفاد الأسير المحرر “وائل النتشة”، المعتقل منذ عام 2000 والمحكوم بالمؤبد: “لعبوا على أعصابنا، خرجنا للحافلات ثم أعادونا إلى السجن لمدة ثلاث ساعات دون أن نعرف أي معلومة وما السبب، وهذا تسبب بضغط وإرباك. اعتقدنا أنه سيقوم بتوزيعنا على أقسام السجن بعد إيهامنا بوقوع مشاكل كبيرة في التبادل يصعب حلها، ليتبين لاحقًا أنه لعب على الأعصاب فقط”.
وذكر أنه تم تجميع الأسرى المنوي الإفراج عنهم في سجن “عوفر”، وقد أبلغوا سابقًا بأن موعد الإفراج عنهم هو يوم السبت الماضي. لكن تم حجزهم في السجن لقرابة أسبوع. وأفاد أن الأشهر الـ16 الأخيرة شهدت شن إدارة السجون “هجمة شرسة” على الأسرى تخللها التجويع والضرب والتنكيل والنوم في البرد وسحب الملابس والأغطية”.
أحد الأطفال الذين التقاهم المرصد الأورومتوسطي وتم إطلاق سراحهم شمالي الضفة الغربية (يمتنع الأورومتوسطي عن ذكر اسمه للحفاظ على سلامته)، أفاد أن الأوضاع في السجون كانت سيئة للغاية، وأن المعاناة شملت الجميع، خاصةً الاعتداءات بالضرب وسوء التغذية. وأوضح أنه أُجبر على توقيع تعهد بعدم الحديث، مهددًا بإعادة اعتقاله في حال خالف ذلك.
وشدد الأورومتوسطي على أن هذه الممارسات، التي وثقتها شهادات المفرج عنهم، تمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق الإنسانية وحقوق الأسرى والمعتقلين المكفولة بموجب القانون الدولي، حيث تعكس “التنكيل والإذلال” و”التجويع والتعذيب المنهجي” الذي تعرضوا له خلال فترة اعتقالهم وعند الإفراج عنهم. كما نبه إلى أن الاعتداءات الممارسة لا تقتصر على الإيذاء الجسدي، بل تمتد لتشمل آثارًا نفسية مدمرة على الأسرى والمعتقلين، مما يزيد من معاناتهم ويؤدي إلى تدهور حالتهم النفسية على المدى الطويل. وأضاف أن ما تعرض له المعتقلون أثناء الإفراج عنهم، وما نقلوه من أوصاف بشأن ظروف اعتقالهم ووصف السجون بأنها “قبور للأحياء” هو تجسيد واضح لسياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى تدمير إرادة الفلسطينيين، وإلحاق أقصى درجات الألم والمهانة بهم، بما يشكل انتهاكًا لمعايير حقوق الإنسان الدولية والقانون الإنساني الدولي.
وطالب الأورومتوسطي جميع الدول والكيانات الدولية المعنية باتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لوقف الجرائم المنهجية والواسعة النطاق من القتل والتعذيب والانتهاكات الجسيمة الأخرى التي ترتكبها إسرائيل ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. كما شدد على ضرورة الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين الذين تم اعتقالهم تعسفيًا، ودعا إلى السماح الفوري للمنظمات الدولية والمحلية المختصة بزيارة المعتقلين، وتمكينهم من تعيين محامين. بالإضافة إلى ذلك، طالب بالضغط على إسرائيل لوقف جميع أشكال الاعتقال التعسفي، بما في ذلك الاعتقال الإداري، الذي يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان الأساسية ويعكس سياسة قمعية تهدف إلى تدمير الإرادة الفلسطينية والنسيج المجتمعي وحرمانهم من حقوقهم القانونية.
وطالب المرصد الأورومتوسطي كافة الدول والجهات المعنية بإجراء تحقيق فوري ومستقل في هذه الجرائم والانتهاكات الجسيمة، واتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لملاحقة ومحاكمة قادة الاحتلال المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم.
كما دعا المرصد الأورومتوسطي جميع الدول المعنية إلى دعم عمل المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في هذه الجرائم، وتقديم بلاغات متخصصة إلى المحكمة الجنائية الدولية حول الجرائم التي يتعرض لها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون في السجون ومراكز الاحتجاز الإسرائيلية، وبخاصة بعد السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023، وإصدار مذكرات إلقاء قبض على جميع المسؤولين عنها، وملاحقتهم قضائيًا وتقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم عن ارتكابهم لهذه الجرائم.
وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّ الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي وغيره من قوات الأمن الإسرائيلية ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان، كما تشكل أيضًا أفعالًا من أفعال جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في القطاع، لا سيما وأنها تُمارَس بشكل وحشي ومنهجي ضد الفلسطينيين بهدف القضاء عليهم كمجموعة، بما في ذلك من خلال القتل وإلحاق الأذى الجسدي والنفسي الجسيم، بما في ذلك التعذيب وسوء المعاملة والعنف الجنسي الذي يشمل الاغتصاب.
وطالب المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للتوقف فورًا عن ارتكاب جريمة الاختفاء القسري ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، والكشف الفوري عن جميع معسكرات الاعتقال السرية، والإفصاح عن أسماء جميع الفلسطينيين الذين تحتجزهم من القطاع، وعن مصيرهم وأماكن احتجازهم، وبتحمل مسؤولياتها كاملةً تجاه حياتهم وسلامتهم.