أهمية قمة بريكس في جوهانسبرغ
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
أهمية اجتماع دول بريكس في جوهانسبرغ
سيكون لاجتماع بريكس انعكاسات مهمة على اقتصاد العالم وتوزيع القوة فيه وهي قمة يترقبها العالم باهتمام شديد.
يشهد العالم استقطابا يدفع نحو تشكل نظامين اقتصاديين متوازيين ومتداخلين: الأول تسيطر عليه مجموعة السبع والثاني تسيطر عليه مجموعة بريكس.
تفوقت مجموعة بريكس مؤخرا على مجموعة السبع الصناعية بعد بلوغ مساهمة "بريكس" 31.
5 بالمئة من الاقتصاد العالمي مقابل 30.7 بالمئة لمجموعة السبع.
إما ان تكون قمة جوهانسبرغ عنوانا لنجاح وكسر الاحتكار الأمريكي أو عنوانا لفشل لن تقبل به أو تتحمل عواقبه الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب افريقيا.
تتيح بريكس خيارات جديدة لدول راغبة بالتحرر من قيود النظام الذي تفردت أميركا بقيادته عقب انتهاء الحرب الباردة وأثقلته بعقوبات وقيود أفرطت في استخدامها.
* * *
كشفت الأرقام الأخيرة عن تفوق مجموعة بريكس BRICS (الصين، روسيا، الهند، البرازيل، جنوب افريقيا) لأول مرة عن دول مجموعة السبع الأكثر تقدما في العالم (فرنسا، اميركا، بريطانيا، وألمانيا، واليابان، وإيطاليا، وكندا)، بعد أن وصلت مساهمة "بريكس" إلى 31.5 بالمئة في الاقتصاد العالمي، مقابل 30.7 بالمئة للقوى السبع الصناعية.
التقديرات الجديدة لحجم الاقتصادات في المجموعتين حملت دلالات مهمة مع اقتراب موعد انعقاد قمة دول بريكس في جوهانسبرغ عاصمة جنوب افريقيا في 22 أغسطس الجاري لمناقشة عدد من الملفات أبرزها التبادل التجاري بالعملات المحلية لدول المجموعة الى جانب النظر في طلبات 40 دولة ترغب في الانضمام لمجموعة بريكس.
ما يعني التوسع في النظام المالي الجديد واعطاء قوة دفع لبنك التنمية الجديد التابع للمجموعة الذي يفترِض انضمام الدول اليه مسبقا قبل المضي في اجراءات الانضمام والعضوية للمجموعة وهو ما قامت به مصر مؤخرا .
دلالات مهمة اكتسبها اجتماع دول بريكس الذي أعقب الاشتباك التجاري القصير بين ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترمب والصين نهاية حقبته الرئاسية 2020؛ ومن ثم التوتر الكبير الذي تبع الحرب الاوكرانية 2022؛ والقيود التجارية والمتبادلة بين الصين والولايات المتحدة في عهد ادارة الرئيس جو بايدن التي كان آخرها يوم الخميس الفائت، فرض فيه قيودا أمريكية على الاستثمار في قطاع أشباه الموصلات الصيني مقابل فرض الصين قيودا على تصدير معدني (الغاليوم والجرمانيوم) اللذين يُعدان مفتاحا لتصنيع الإلكترونيات وأشباه الموصلات، علما ان الصين تبلغ حصتها من انتاج الجرمانيوم 60% ومن الغاليوم 80% من حجم الانتاج العالمي.
العالم اشد استقطابا مما كان عليه قبيل الحرب الاوكرانية والعقوبات على روسيا والقيود التجارية على الصين؛ وهو استقطاب يدفع نحو تشكل نظامين اقتصاديين متوازيين ومتداخلين: الاول تسيطر عليه مجموعة السبع والثاني تسيطر عليه مجموعة بريكس.
ما يوفر خيارات جديدة للدول النامية والصاعدة والراغبة في التحرر من القيود الموجودة في النظام الذي تفردت الولايات المتحدة في قيادته عقب انتهاء الحرب الباردة والذي بات مثقلاً بالعقوبات والقيود التي افرطت اميركا في استخدامها.
النظام الجديد الذي تطرحه دول بريكس الموازي لمجموعة السبع لن يناقش عملة جديدة ولكنه سيناقش التوسع في التعامل التجاري بالعملات المحلية وعلى رأسها اليوان الصيني والروبل الروسي والروبية الهندية والريال البرازيلي ومناقشة نظم تحويل مالي جديدة تكسر الاحتكارات الامريكية والاوروبية في دول مجموعة السبع .
قمة جوهانسبرغ تتميز بإقبال شديد من الدول الطامحة والصاعدة بالانفتاح على الخيارات التي تقدمها مجموعة بريكس بثقلها الاقتصادي لتضيف بذلك قوة دفع مهمة خصوصا ان السعودية والجزائر وايران وتركيا وكازخستان من ضمن الدول المهتمة بالمجموعة ونشاطها .
العالم ما بعد الاشتباك التجاري الصيني الامريكي وما بعد وباء كورونا وحرب اوكرانيا اكثر انفتاحا على التعددية الاقتصادية التي تفتح الباب لخيارات جديدة لسلاسل التوريد وللنظم المالية وخصوصا التحويلات وللاسواق كالطاقة والغذاء فالصين تملك ربع انتاج العالم من الحبوب وهي الى جانب روسيا والبرزايل والهند تتحكم بما يقارب نصف الانتاج العالمي.
مجموعة البريكس ليست مجموعة هامشية يمكن تجاهلها؛ وما ستناقشه في جوهانسبرغ وما ستقرره في أغسطس الجاري سيكون له انعكاسات مهمة على الاقتصاد الدولي وتوزيع القوة فيه وهي قمة يترقبها العالم باهتمام شديد، فإما ان تكون عنوانا لنجاح وكسر الاحتكار الأمريكي العالمي او عنوانا لفشل لن تقبل به او تستطيع تحمل عواقبه الصين وروسيا ومن ورائهما الهند والبرازيل وجنوب افريقيا.
*حازم عياد كاتب صحفي وباحث سياسي
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: بريكس جوهانسبرغ الصين روسيا الهند البرازيل جنوب أفريقيا استقطاب الاقتصاد العالمي مجموعة السبع قمة بريكس فی جوهانسبرغ مجموعة السبع مجموعة بریکس دول بریکس
إقرأ أيضاً:
علاج مكثف لكنو قبل مواجهة الصين
ماجد محمد
يخضع محمد كنو، لاعب المنتخب الوطني، لعلاج مكثف تحت إشراف الجزائري جمال خليفة، طبيب الأخضر، في العيادة الطبية بفندق نوفوتيل بحي الصحافة شمال الرياض، مقر المعسكر الداخلي.
وذكرت صحيفة الرياضية أن كنو “30 عامًا” خضع لجلسات علاجية مكثفة لتجهيزه للعودة إلى التدريبات قبل مواجهة الصين التي ستجرى الخميس على ملعب الأول بارك في الرياض ضمن الجولة السابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.
وغاب كنو عن المشاركة في التدريب الثاني الإعدادي للأخضر قبل مواجهة “التنين” بعد شعوره بالألم في عضلة الفخذ. سيتحدد الثلاثاء إمكانية مشاركته في التدريبات الجماعية. ومن جهة أخرى، سافرت بعثة المنتخب الوطني عبر طائرة خاصة إلى طوكيو، العاصمة اليابانية، فجر الجمعة الماضية عقب الانتهاء من مباراة الصين، استعدادًا لمواجهة منتخب «الساموراي» ضمن الجولة الثامنة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
يذكر أن اليابان تتصدر المجموعة الثالثة برصيد 16 نقطة، وتأتي أستراليا في المركز الثاني بسبع نقاط، بينما تملك السعودية وإندونيسيا والبحرين والصين ست نقاط لكل منها.