فوز ترامب يرفع البيتكوين إلى قمة جديدة قرب 90 ألف دولار
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
قفزت العملة المشفرة الأبرز البيتكوين فوق 89 ألف دولار اليوم للمرة الأولى على الإطلاق، وسط توقعات بملامستها حاجز 90 ألف دولار في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، مستفيدة من فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية.
وأظهرت بيانات منصة التداول كوين بيس، أن بيتكوين ارتفعت بنسبة 11% في التعاملات المبكرة اليوم، لتسجل 89956.
وبفضل ارتفاع بيتكوين، بلغت قيمة سوق العملات المشفرة أعلى مستوى لها على الإطلاق عند حوالي 3.1 تريليون دولار، وهو رقم يفوق الناتج المحلي لقارة أفريقيا.
ووفق مسح الأناضول، استنادا لبيانات منصة كوين بيس، قفزت بيتكوين بنحو 32% منذ الانتخابات الأميركية في 5 نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق اليوم.
واستحوذت العملات المشفرة على مكانة بارزة في السياسة، في وقت ينظر إلى بيتكوين على أنها من بين "تداولات ترامب"، الذي تبنى الأصول الرقمية خلال حملته الانتخابية.
بيتكوين مستمررة في تسجيل الأرقام القياسية بعد فوز ترامب (غيتي)وتداولات ترامب تعني شراء الأصول المرجح ارتفاعها وفق السياسات التي أفصح عنها الرئيس المنتخب.
ورسّخ ترامب مكانته باعتباره الرئيس الأكثر قبولًا لصناعة العملات المشفرة، من خلال التعهد بجعل الولايات المتحدة عاصمة العملات المشفرة على مستوى العالم، وتعيين منظمين يرغبون في تطوير الأصول الرقمية إذا عاد إلى البيت الأبيض.
وتعهد ترامب بوضع قواعد أكثر قبولا للعملات المشفرة، في وقت يحكم حزبه الجمهوري قبضته على الكونغرس، ما يعزز فرصه في دفع أجندته.
وتشمل تعهدات ترامب الأخرى إنشاء مخزون استراتيجي من البيتكوين، وتعزيز التعدين المحلي للعملة لجعل الولايات المتحدة عاصمة العملات المشفرة.
ونقلت وكالة رويترز عن كايل رودا كبير محللي الأسواق المالية في كابيتال دوت كوم "إذا نظرنا إلى المؤشرات، فإن بيتكوين قد تنهي العام بسهولة عند حوالي 100 ألف دولار".
وخلال حملته الانتخابية الأخيرة تعهد ترامب بأنه سيسعى لدعم مستقبل البيتكوين في الولايات المتحدة وسيعمل على توفير بيئة تنظيمية مشجعة لهذه الأصول.
كما وعد باتخاذ إجراءات مثل تخفيف اللوائح الصارمة التي أعاقت قطاع العملات الرقمية تحت الإدارة الحالية، إلى جانب مساع لإصدار تشريعات تدعم حقوق حاملي العملات الرقمية للاحتفاظ بأصولهم بأنفسهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العملات المشفرة ألف دولار فی وقت
إقرأ أيضاً:
العملات الرقمية والتسويق العاطفي
تشهد العملات الرقمية ارتفاعات كبيرة في أسعارها خلال الفترة الحالية، مما يجعلها موضوعًا رئيسًا في نقاشات المجالس، وتثير اهتمامًا واسعًا بين المستثمرين والمضاربين وحتى الشركات والحكومات حول العالم، هذا الارتفاع قد يكون نتيجة لندرة بعضها وزيادة الثقة فيها، والذي أدى إلى زيادة عدد مُلاكها، كما أن طبيعتها المرتبطة بتقنية سلاسل الكتل “blockchain”، التي تحتفظ بسجل معاملات لامركزي (لا يمكن انتهاكه من الناحية النظرية) جعلتها أكثر جاذبية ومتاحة للجميع، مما قد يفتح فرصًا جديدة لقبولها كوسيلة معتمدة للدفع حول العالم، وربما تعزز من تجربة التسوق الإلكتروني عبر تقديم خيارات دفع متنوعة وسهلة.
الارتفاع السريع في أسعار العملات الرقمية ولّد شعورًا لدى المستثمرين بالخوف من فقدان فرصة الربح، مما يشجعهم على اتخاذ قرارات شراء متسرعة، فالخوف والطمع هما عاملان مؤثران في قرارات الاستثمار: الأول يتعلق بالقلق من خسارة الأموال، والثاني يتمثل في السعي لتحقيق مزيد من المكاسب.
في سياق التسويق العاطفي، يمثل الخوف من فوات الفرصة أو ما يُعرف اختصارًا بـ”FOMO” (Fear Of Missing Out) شعورًا لا يقتصر على الشراء فحسب، بل يعكس قلق الإنسان من تفويت أي أمر قد يستمتع به الآخرون، وقد كتب عنه “دان هيرمان” المختص بالتسويق الاستراتيجي عام 1996، حيث لاحظ أن المستهلكين يخشون تفويت فرص شراء منتجات جديدة، ويفرحون عند اغتنامها، هذا النوع من التسويق يخلق حالة من الهوس الجماعي تدفع المشترين إلى ضخ أموالهم بسرعة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.
قد يحقق الخوف من فوات الفرصة مكاسب كبيرة لبعض المستثمرين إذا نجحوا في الشراء مبكرًا والخروج قبل بداية التراجع في الأسعار. ومع ذلك، لنا في “فقاعة الدوت كوم” عِبرة ودرس، ففي تسعينيات القرن الماضي تدافع المستثمرون لشراء أسهم شركات التقنية خوفًا من تفويت فرصة تحقيق أرباح طائلة، ولكن عند بدء هبوطها، دفعهم أيضًا خوفهم من الخسارة إلى عمليات بيع كبيرة أدت إلى انهيار الأسعار، فكما يُقال في الاقتصاد “رأس المال جبان”.
ولكن قد تكون الظروف اليوم مختلفة، خصوصًا مع عزم الرئيس المُعاد انتخابه في بلاد العم سام، على القيام بتنظيم وتشريع العملات الرقمية، وتعيينه “ديفيد ساكس” في منصب “قيصر الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة”، بالإضافة إلى استمرار الحديث عنها في الأخبار، عزز ذلك التسويق غير المباشر لها وساهم في ترويجها عبر زيادة الثقة فيها.
رغم ذلك، تواجه العملات الرقمية تحديات كبيرة، مثل: التقلبات الحادة في الأسعار، وغياب التشريعات واللوائح التنظيمية، والمنافسة الشرسة بين عشرات العملات الرقمية التي تظهر لنا كل فتره نوع جديد منها بشكل متكرر، كذلك معاناتها من السمعة السيئة بسبب تعرض بعض مستخدميها لعمليات احتيال، وإمكانية استخدامها أيضًا في عمليات شراء مشبوهة وغير قانونية التي تجعل منها مخاطرة عالية. بالتالي ينبغي دراسة الاستثمار فيها بعناية فائقة، خاصة في العملات الرقمية التي تشهد صعودًا كبيرًا وتزاحماً من المستثمرين في وقت قصير، كما من الضروري تحديد أهداف استثمارية واضحة واختيار استراتيجيات تدعمها مع التركيز على المدى البعيد.
التسويق يلعب دورًا محوريًا في ارتفاع أسعار العملات الرقمية، سواء من خلال تعزيز الثقة، التأثير النفسي، أو خلق الزخم الإعلامي، ولكن في الجانب الآخر ينبغي على المستثمرين توخي الحذر وفهم الأسس التقنية والاقتصادية لأي عملة رقمية قبل اتخاذ قرارات الاستثمار، أو أن يتم الاتبعاد عنها (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك).
علي محمد الغامدي – جريدة الرياض
إنضم لقناة النيلين على واتساب