مناظير الثلاثاء 12 نوفمبر، 2024
زهير السراج
manazzeer@yahoo.com
* بينما يتحول السودان إلى (لا دولة) تسيطر عليها العصابات المسلحة والمليشيات التي تُدار من الخارج بالريموت كنترول وتتناسل كل يوم، ويعجز الجيش عن حماية المواطنين في الجزيرة المكلومة وغيرها من وحوش الجنجويد، يرتدي رئيس حكومة الامر الواقع في بورتسودان البدلة وربطة العنق ويسافر الى (الرياض) متقمصا دور رئيس الدولة السودانية للمشاركة في القمة الاسلامية العربية في الوقت الذي لا توجد فيه دولة سودانية ولا رئيس دولة ولا جيش يحمي المواطنين الذين لم يجدوا الفرصة او الامكانيات للهروب من جحيم الحرب المشتعلة منذ اكثر من عام ونصف بين وحوش شرسة للسيطرة على السلطة والمال ونهب خيرات البلاد، والمضحك في الأمر ان يدعو هذا الرئيس المزيف في (الرياض) لوقف الحرب على غزة ولبنان، ناسيا الحرب القذرة التي يشنها مع زعيم عصابة الجنجويد على اهل السودان من اجل السلطة والمال الحرام!
* اقتداءا برئيسه المزيف، يتقمص نائب وزير الخارجية المزيف (حسين عوض الحاج) الذي كان وزيرا مزيفا قبل ان يُقال من منصبه ويُعيَّن نائبا للوزير المزيف الجديد بدون أن يشعر ولو بخدش بسيط في كرامته المهنية، شخصية نائب الوزير ويسافر الى روسيا للمشاركة في المنتدى الوزاري الروسي الأفريقي، حسب الدعوة الموجهة من الدولة المضيفة، ويطلب بلا حياء أو خجل الحماية من الدولة الروسية، كما فعل من قبل الرئيس المخلوع!
* تذكرون بالطبع الفضيحة المجلجلة للرئيس المخلوع الذي سافر الى روسيا في نوفمبر عام 2017 وإلتقى بالرئيس الروسي بمدينة "سوتشي" ليطلب منه في سابقة لم يشهدها العالم من قبل، الحماية من الولايات المتحدة الامريكية، قائلا أمام الكاميرات بلا حياء او خجل: " نعتقد أن ما حصل في بلادنا من ازمات ومشاكل هو نتيجة السياسة الأميركية، واننا بحاجة للحماية من التصرفات العدائية الأميركية بما فيها منطقة البحر الأحمر، ونعتقد أن التدخل الأميركي في تلك المنطقة يمثل مشكلة أيضا، ونريد التباحث في هذا الموضوع مع روسيا من منظور استخدام القواعد العسكرية في البحر الأحمر" .
* بعد أيام من تلك الفضيحة المدوية خرجت أجهزة الاعلام الروسية متحدثة عن اتفاق بين روسيا والسودان لاقامة قاعدة عسكرية روسية على شواطئ البحر الأحمر بالقرب من مدينة بورتسودان، وهو الإتفاق الذي اسقطته ثورة ديسمبر المجيدة وشهداؤها وثوارها البواسل باسقاطها للنظام البائد ورئيسه المخلوع، وتحاول الحكومة المزيفة في بورتسودان الآن إحياءه، بغرض الحصول على الحماية الروسية والبقاء في السلطة ومواصلة السرقة والنهب!
* نفس الفضيحة تتكرر الآن بالكربون في نفس الدولة (روسيا)، وفي نفس المدينة (سوتشي)، وفي نفس الشهر (نوفمبر)، ولنفس الغرض (البقاء في السلطة واستمرار النهب)، حيث يطلب نائب وزير الخارجية المزيف للحكومة المزيفة في بورتسودان بدون حياء أو خجل، في تصريح لوكالة "ريا نوفوستي الروسية" الحماية من الدولة الروسية، قائلا : "نأمل أن تستخدم روسيا نفوذها في مجلس الأمن حتى نتمكن من تجنب سطوة الدول الغربية التي تحاول ممارسة الكثير من الضغوط علينا، بما في ذلك العقوبات"، وهى حماية لا بد أن يكون لها مقابل بالطبع، حتى لو كان بيع الارض والسيادة السودانية الذي يروج له وزير الخارجية المزيف في حوار مع (الجزيرة مباشر) متحدثا عن استعدادهم لمنح قواعد عسكرية في البحر الاحمر لكل من ترغب من القوى العظمى .. ولا عجب في ذلك، وكما يقول الشاعر: " إذا كان ربُ البيتِ للدفِ ضارباً ** فشيمةُ أهلِ البيتِ كُلِهُم الرقصُ" !
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
فضيحة... شاهدوا بالصور ما تبيعه بعض المكتبات
ضبطت مصلحة الاقتصاد والتجارة في الشمال بمؤازرة أمن الدولة كتباً دراسيّة غير مخصصة للبيع تمّ تقديمها مجاناً من منظمة دوليّة في بعض المكتبات في طرابلس. وسطّر مراقبو المصلحة محاضر ضبط بحق اصحاب المكتبات المخالفة، كما قاموا بحجز كافة الكتب.