أين كل اليهود؟.. إقبال ضعيف على فعالية داعمة لإسرائيل بواشنطن
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
واشنطن – صُدمت الاتحادات اليهودية في أميركا الشمالية "جيه إف إن إيه" ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى من الانخفاض الكبير في نسبة المشاركة في الفعالية الكبيرة الداعمة لإسرائيل، والتي نظموها الأحد الماضي وتنتهي اليوم الثلاثاء، بعنوان "نقف معا" بالعاصمة واشنطن.
وخطط المنظمون لمشاركة ما بين 30 و40 ألف شخص في تجمع حاشد بملعب فريق العاصمة لرياضة البيسبول "ناشيونال بارك"، كتدشين لبدء أعمال الاجتماع السنوي الممتد على مدى 3 أيام من الندوات والخطابات في أحد فنادق واشنطن.
وأشاروا إلى أنهم لن يستطيعوا مضاهاة العدد الضخم الذي تجمع بواشنطن في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 لإظهار الدعم لإسرائيل بعد نحو شهر على هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول في العام ذاته، وشارك فيه ما لا يقل عن ربع مليون شخص.
ومع بدء هذه الفعالية، حضر أقل من ألفي شخص فقط، مما استدعى الممثلة والكوميدية تيفاني هاديش إلى السخرية -من فوق المنصة الرئيسية- بالتساؤل "أين كل اليهود؟"، خاصة وأن أغلب المقاعد البالغ عددها 41 ألفا تُركت فارغة.
في أبريل/نيسان 2023، ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابه المقرر أمام مؤتمر الجمعية العامة "جيه إف إن إيه" والذي استضافته تل أبيب، وذلك بعد أن أغلق محتجون على سياسته الخاصة بـ"الإصلاح القضائي" الطرق القريبة من مقر المؤتمر. وخلال الأعوام السابقة، شارك نتنياهو في الحدث شخصيا أو عبر الأقمار الصناعية أو فيديو مسجل.
وفي مؤشر على توترات صامتة بين جماعات يهودية أميركية حول طبيعة وحدود دعم إسرائيل، لم تتم دعوة نتنياهو للحديث هذه المرة. في المقابل يمثل إسرائيل في أكبر تجمع سنوي لقادة اليهود في أميركا الشمالية الرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ.
وقال أحد المشاركين إن "عدم دعوة نتنياهو هو علامة على مدى الانقسام الذي تشهده الولايات المتحدة حتى بين المنظمات اليهودية التي امتنعت عادة عن انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته".
ووجد استطلاع للرأي، أجري في أبريل/نيسان الماضي، أنه في حين أن اليهود الأميركيين يؤيدون إسرائيل بأغلبية ساحقة، فإن نحو 2 من كل 3 منهم غير مرتاحين للإجراءات التي اتخذتها حكومتها.
ورغم أن تظاهرة "نقف معا" تهدف إلى أن تكون عرضا للوحدة والتضامن اليهودي، فإنها شهدت مقاطعة ائتلاف من الجماعات التقدمية واليسارية اليهودية، من بينها منظمة "عمينو" و"أميركيون من أجل السلام الآن" و"هابونيم درور" و"جي ستريت" و"صندوق إسرائيل الجديد" و"الأجندة اليهودية في نيويورك" و"شركاء من أجل إسرائيل التقدمية".
وقال المقاطعون في بيان إن "الوقوف مع إسرائيل ينبغي أن يشمل التضامن مع مئات الآلاف من الإسرائيليين الذين احتجوا في الشوارع خلال الأشهر القليلة الماضية، مطالبين حكومتهم بإنهاء الحرب، وإعطاء الأولوية للإفراج عن الأسرى، وتقديم الديمقراطية على أجندة المستوطنين المتطرفة".
وكان توقيت الفعالية مهما، إذ جاء بعد 5 أيام فقط من فوز الرئيس الجديد دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في انتخابات الثلاثاء الماضي، إلى جانب سيطرة الجمهوريين على مجلسي الشيوخ والنواب. وكانت الانتخابات موضوعا بارزا في خطب عدة لعائلات الأسرى المحتجزين والسياسيين.
كما تزامنت مع خلفية انتصار ترامب المدوي في الولايات المتحدة، وتجدد الاحتجاجات في إسرائيل على تعامل الحكومة مع الحربين في غزة ولبنان، وإقالة نتنياهو وزير الدفاع يوآف غالانت.
وسلط المتحدثون الضوء على حاجة الجالية اليهودية والعالم كله لما يعتبرونها "مكافحة معاداة السامية"، والعمل على تأمين إطلاق سراح المحتجزين الـ101 الذين ما زالوا أسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وتحدث أمام الحشد أقارب 3 من المحتجزين، بالإضافة إلى عدد من أعضاء الكونغرس الداعمين لإسرائيل.
انقساموفي مقطع فيديو مسجل مسبقا، أشار زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر من نيويورك إلى وضعه التاريخي كأكبر مسؤول يهودي منتخب في تاريخ الولايات المتحدة، وقال إنه بعد الهجمات في أمستردام "هناك حاجة إلى مثل هذه التجمعات أكثر من أي وقت مضى".
في حين أشارت جريتشن ويتمر حاكمة ولاية ميشيغان، والتي يتداول اسمها كبديل ديمقراطي في السباق الرئاسي لعام 2028، إلى "ضرورة التضامن مع إسرائيل وسط تصاعد معاداة السامية في الحرم الجامعي مع انتشار الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل"، وفقما ذكرت.
في حين حذر إريك فينغرهوت الرئيس والمدير التنفيذي لاتحاد "جيه إف إن إيه" من الانقسام بعد الانتخابات في خضم عام من الأزمة المستمرة لإسرائيل والجالية اليهودية الأميركية، قال "ليس لدينا وقت لفترة ما بعد الانتخابات لزيادة انقسامنا".
تمثل "جيه إف إن إيه" قرابة 400 مؤسسة ومنظمة يهودية، وتجمع وتوزع أكثر من ملياري دولار سنويا من خلال برامج منح وهبات لبناء مجتمعات يهودية مزدهرة داخل أميركا وفي إسرائيل وحول العالم.
ويُبرز موقعها الإلكتروني عدة أهداف على رأسها:
الدفاع عن السياسات التي تكافح معاداة السامية. حماية منازل ومدارس ومعابد اليهود. دعم حلفائنا في إسرائيل وحول العالم. تمكين الجيل القادم من القادة اليهود. تعزيز ارتباط عميق بالثقافة والتراث اليهوديين.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
نتنياهو في مرمى نيران الاتهامات: فشل في تجنيب إسرائيل لرسوم ترامب الجمركية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شن قادة الأعمال واقتصاديون إسرائيليون هجوما عنيفا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث اتهموه بالفشل في تجنيب إسرائيل للرسوم الجمركية التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي شملت إسرائيل أيضا.. بحسب ما نقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية اليوم الأحد.
ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي حاليا انتقادات حادة من المسؤولين الاقتصاديين وقادة الصناعة بسبب ما يصفونه بالفشل الكبير في منع الرسوم الجمركية الأمريكية الشاملة على الصادرات الإسرائيلية، في حين تعاني الأسواق العالمية من الخطوة التجارية المفاجئة التي اتخذها ترامب.
وأثارت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها واشنطن بنسبة 17% على البضائع الإسرائيلية - ضمن حزمة أوسع من الرسوم التي فرضها ترامب الأسبوع الماضي - قلقًا في الأسواق حيث تعرضت بورصة تل أبيب لانخفاضات حادة عند افتتاح التداول اليوم.
وقال قادة الأعمال في اتهام غير مباشر لرئيس الوزراء: "لامبالاته غير مفهومة، بعد كل شيء ومن الواضح أن إسرائيل ستعاني أيضًا من ضرر كبير".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في وزارة المالية - طلب عدم الكشف عن هويته - القول بأن هذه الخطوة "نابعة من سوء فهم جوهري للتداعيات المحتملة".. مضيفا: "أن هناك تراخيا لا يمكن تفسيره، حتى مع اتضاح أن إسرائيل ستتضرر بشدة".
ومن جهته.. دعا الدكتور رون تومر رئيس اتحاد المصنّعين الإسرائيليين إلى إجراء مفاوضات فورية مع الولايات المتحدة لتخفيف آثار الرسوم الجمركية.
وصرح مستشار اقتصادي مقرب من نتنياهو بأنه كان بإمكان رئيس الوزراء تقديم حجج أقوى لترامب، وكان عليه أن يشرح أن إسرائيل في حالة حرب منذ أكثر من عام، وأن الاقتصاد يعاني، والعجز هائل، والصادرات حيوية، بدلًا من ذلك، ركز على إقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، ودفع إصلاحات قانونية مثيرة للجدل، وشرع في رحلة غير ضرورية إلى المجر في وقت طوارئ.
ويأمل المصدرون أن يستغل نتنياهو اجتماعه المقرر مع ترامب غدا /الاثنين/ لإلغاء الرسوم الجمركية أو تخفيضها مع أن التوقعات منخفضة يقول خبراء اقتصاديون إن تداعيات الرسوم الجمركية قد تكون وخيمة على الاقتصاد الاسرائيلي، فالمصانع المعتمدة على التصدير تواجه احتمال الإغلاق والإفلاس لا سيما بين صغار المصنّعين إضافة إلى فقدان الوظائف.
وقد تنقل بعض الشركات عملياتها إلى الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن ترتفع أسعار السلع الاستهلاكية بشكل حاد نتيجةً للتدابير التجارية الانتقامية التي تتخذها دول أخرى، وقد تؤدي هذه الآثار المتتالية إلى زيادة التضخم وتوسيع عجز الموازنة الإسرائيلية نتيجةً لانخفاض عائدات الضرائب من الصادرات.
كما تعرّض وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لانتقادات لعدم لقائه وزير التجارة الأمريكي، المسؤول المباشر عن الرسوم الجمركية، خلال زيارته الأخيرة لواشنطن. وأكد مكتبه أنه التقى فقط وزيرة الخزانة جانيت يلين.
في غضون ذلك، تذبذب سعر الشيكل الإسرائيلي وارتفع الدولار بنسبة 0.4% ليصل إلى 3.7200 شيكل.