قصف مدن دارفور بالطيران انتقام جهوي
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
لقد قالها قائد جيش الفلول في مجلس عزاء الجنرال شاع الدين، الذي قضى في مواجهة عسكرية مع قوات الدعم السريع في معركة تمبول، قال لأهل الجنرال الهالك: سوف أأخذ بثأركم من مدن الجنينة ونيالا وزالنجي، جاء قوله ذلك باعتبارأن هذه المدن حواضن اجتماعية لقوات الدعم السريع، ورافد أساسي بالجند الأشاوس، فبعد أن ارتكب الاخوان خطيئتهم الكبرى بإشعال حرب المدن المكتظة بالسكان، دون أن يضعوا ما نسبته واحد بالمائة من احتمالية فشل خطتهم الحمقاء، ولمّا لم يشأ المولى عز وجل إنجاح تدبيرهم، وبعد أن تعرضوا للإزاحة من اكثر الحاميات والفرق والمقرات العسكرية، لجأوا لحشد المواطنين في الجزيرة وتمبول جهوياً، رغم أن عدوهم مؤسسة وليس قبيلة أو جهة، لكن فشل الكتائب الاخوانية المتدثرة برداء الجيش دفع كبار مخططي مشروعهم الفاشل لأن يشعلوها حرباً قبلية وجهوية، ولمّا لم يستجب المواطنون الاستجابة الكبيرة لحملات الاستنفار، استعان أشرار الاخوان بطيران جارة السوء في الانتقام من سكان الإقليم الذي ظل يرفد السودان بالرجال، وهو حال العاجز والجبان المنهزم في ميدان الحرب، الذي لجأ للانتقام من المدنيين المحسوبين على عدوه الشرس الصعب المراس، الضغائن الجهوية والعرقية كامنة في أنفس جنرالات الجيش المختطف بيد الاخوان، وقد قالوها صراحة وظلوا يرددونها على رؤوس الأشهاد، كما قالها "خاسر العصا" سنلاحقهم في حواضنهم وفرقانهم، عاكساً التركيبة العرقية لقيادة الجيش، التي أسهمت بشكل أساسي في استمرار الحروب الأهلية في السودان، فجيش الفلول لم يخض حرباً ضد عدو خارجي طيلة سنين تأسيسه، على العكس تماماً قد صار رهيناً لأجندة الجارة مصر، وقد كشفت هذه الجارة الشريرة عن وجهها القبيح في هذه الحرب، فجيش بمثل هذه المواقف ليس جدير بأن يذهب للثكنات، بل الأجدى أن يحاكم قادته بجريمة الخيانة العظمى والعمالة لدولة أجنبية.
إن استهداف جنرالات جيش الاخوان لمدن دارفور، دفع بالقيادات الأهلية لأن تعلنها دواية بأنها تقف مع قوات الدعم السريع في حربها الوجودية، وفي حقيقة أمر مشروع جيش الاخوان العميل أنه وتحت قيادة ضباط يتبعون للتنظيم، تربوا تحت منهجية أجهزة أمنية تنظر للمجتمعات السودانية من باب التفرقة العنصرية، وتفعل في سبيل ذلك كل ما يستحي عنه إبليس من تمزيق النسيج الاجتماعي، من أجل الحفاظ على الكرسي الموضوع على جماجم السودانيين لأكثر من ثمانية وستين سنة، مؤسسة عسكرية بهذه المواصفات مصيرها أن تسحقها عجلات قطار المقهورين، الذين تجرعوا سمها الزعاف على مدار تاريخ دويلة ستة وخمسين، فكما يقول حكماء المجتمعات التي قصفها طيران الجهويين العنصريين الأغبياء، إنّ الموت على تخوم المدن التي أتى منها جنرالات الجيش المختطف، أعز من انتظار البراميل الحارقة الواقعة على الرؤوس بأوامر "كباتن" مرتزقة أجانب شديدي بياض البشرة، انكشف حالهم عندما تمكنت قوات الدعم السريع من اسقاطهم وطائرة موتهم المشؤومة، قبل بضعة أسابيع، فهذه الحرب كلما أراد لها مخططوها أن تنتقل لمرحلة أعقد كلما تكيفت قوات الدعم السريع مع المرحلة الجديدة، وكلما خسرت قيادة جيش الفلول المعركة، فمع إثارة خطاب الفصل العنصري الصارخ من فيه "خاسر العصا"، تزداد الحشود القادمة من غرب البلاد لمناصرة جيش التحرير الوطني – قوات الدعم السريع، وهذا بدوره سيساعد على تمدد قوات التحرير لتلتهم ولايات شرق وشمال السودان، وبذلك تكون الحرب قد لحقت بيوت جنرالات الجيش الجهوي، وطالما أن شعارهم المرفوع سنلاحقهم في حواضنهم، يكون الشعار المقابل سنلحق الهزائم بهم في عقر دارهم وداخل مدنهم (الحصينة).
لقد أعاد التاريخ نفسه، فكما حرر أنصار الثورة المهدية السودان من دنس المستعمر والعملاء والخونة والجواسيس، في كرري وشيكان وام دبيكرات والجزيرة أبا والخرطوم، سيفعلها أحفاد كل من الخليفة عبد الله وعثمان دقنا ومحمد احمد المهدي، فعلى مدى فترات حكم دولة ست وخمسين، لم يتعافى السودان من أمراض العمالة المتوارثة من الأجداد الذين قدموا مع كتشنر باشا على ذات الباخرة الشهيرة، فالقوم هم القوم، والحر لا ينجب الا حراً مثله، والعميل لا يلد الا جاسوساً فاجراً كفارا، يجيد فنون بيع الوطن ورهنه للغزاة، في المزادات العالمية دون أن ترتعد له شعرة، واليوم يقاتل الشرفاء قتال الرجال للرجال، بينما ينحو أبناء العملاء ليفتكوا بتماسك الكيانات الاجتماعية، فجيش التحرير الوطني – قوات الدعم السريع سيصل حلفا وحلايب والقلابات وطوكر وبورتسودان، وسوف يبسط الأمن والأمان في ربوع الوطن الحبيب، وهنالك أمر فاصل في حتمية نصر هذه القوات، وهو التأييد السماوي والإنساني، فكل المؤشرات الروحية والمنطقية تؤكد على هذه الحقيقة، وما هيستيريا الفلول التي يثير غبارها العملاء والمرتزقة، إلّا فرفرة مذبوح يكابد انسلاخ الروح من الجسد السقيم، ومن الفوارق الكبيرة بين جيش التحرير الوطني ومليشيا الاخوان، ذلك المورد البشري العظيم الذي يغذي هذا الجيش الوطني، بينما تستجدي مليشيا الاخوان المواطنين لينضموا الى صفها المهزوم، ولا تجد الأذن الصاغية، لانعدام المسوغ الأخلاقي لحربهم ضد رفاق الأمس، فالنصر لا يتأتى للمعتدي مهما دلس وكذب وخان وتآمر، وإن النصر المؤزر قادم وسوف يقتلع اخوان الشيطان وتوابعهم من أرض السودان اقتلاعا.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
عمليات قتل تطال العشرات في ود عشيب السودانية.. واتهامات للدعم السريع بالوقوف وراءها
اتهمت تقارير سودانية، الأربعاء، قوات الدعم السريع بارتكاب "مجزرة" بحق المواطنين في قرية "ود عشيب" بولاية الجزيرة وسط السودان، مما أسفر عن مقتل 42 شخصا وإصابة العشرات.
وقال بيان لـ"مؤتمر الجزيرة"، وهو كيان مدني تشكل بعد سيطرة قوات الدعم على ولاية الجزيرة في ديسمبر الماضي، إن الأخيرة ارتكبت "مجزرة مروعة بحق المواطنين"، الثلاثاء.
وأضاف البيان أن أهالي القرية يعانون من "حصار" قوات الدعم السريع ومن "تعدياتها المستمرة التي تسببت في كارثة إنسانية لا تقل أبداً عن تلك التي تسببت بها في مدينة الهلالية، وراح ضحيتها 26 مواطنا جراء الجوع والمرض".
وتواصلت "الحرة" مع متحدث باسم قوات الدعم السريع للحصول على تعليق، الذي لم يرد حتى موعد نشر الخبر.
اتهامات جديدة لـ"الدعم السريع" بقتل مدنيين في الجزيرة السودانية كشفت تقارير سودانية محلية، السبت، مقتل 23 مواطنا بإحدى قرى ولاية الجزيرة على يد قوات الدعم السريع، في استمرار للاتهامات التي تواجهها المجموعة التي دخلت في حرب مع الجيش منذ أبريل 2023.وطالما تنفي قوات الدعم السريع استهداف المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، وتقول إنها تستهدف "مجموعات مسلحة موالية للجيش".
يذكر أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وافق، الإثنين، على مقترحات قدمها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، بشأن الأزمة، وذلك خلال لقاء جرى بينهما في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية.
من جانبه، عبّر المبعوث الأميركي الخاص للسودان عن سعادته بزيارة السودان، مبيناً أنها (الزيارة) "تحمل رسالة واضحة من الولايات المتحدة بأنها تقف بجانب الشعب السوداني، مثلما كان يحدث دائماً خلال العقود الماضية".
البرهان يوافق على مقترحات المبعوث الأميركي لحل الأزمة السودانية وافق رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، على مقترحات قدمها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، بشأن الأزمة السودانية، خلال لقاء جرى بينهما، الإثنين في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية.وأوضح أنه عقد اجتماعات "مثمرة" مع البرهان، وقادة المجتمع المدني وفريق الأمم المتحدة الإنساني.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد دان في الأول من نوفمبر الجاري، الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، داعيا إلى وقف إطلاق النار لحماية المدنيين.
وأصدر غوتيريش بيانا، أعرب فيه عن استيائه الشديد بشأن التقارير التي أفادت بأن "أعدادا كبيرة من المدنيين قُتلوا واحتجزوا وشُردوا، وبأن أعمال العنف الجنسي ارتكبت ضد النساء والفتيات، كما نُهبت المنازل والأسواق وأُحرقت المزارع".