في ذكرى ميلاد ملك الكوميديا.. ما علاقة زوجة محمود القلعاوي بقرار اعتزاله الفن؟
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
قدم الفنان محمود القلعاوي أكثر من 100 عمل فني بين المسرح والسينما والتلفزيون، وكانت الكوميديا هي الطابع المميز لأدواره، حيث لا تزال الجماهير تتذكر «إيفهاته» وأدواره التي أضفت البهجة على قلوب المشاهدين، إذ تميز بحضور طاغٍ وكاريزما فريدة، ونستعرض في السطور التالية بعض أسرار ومحطات من حياته في ذكرى ميلاده التي توافق اليوم 12 نوفمبر.
وُلد عام 1939، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1964، ثم عمل بهيئة المسرح، وبدأ مشواره في فترة السبعينيات من القرن الماضي، لحبه الشديد للفن، إذ نشأ في عائلة فنية فهو نجل الفنان عبد الحليم القلعاوي وشقيق الفنانة إحسان القلعاوي، وكان يذهب مع والده والفنان إسماعيل ياسين إلى البروفات، وبحسب حديثه مع الفنانة إسعاد يونس، في برنامجها «صاحبة السعادة»، فإنه احترف التمثيل في مسرح الطليعة في دور الراوي، إلى أن دخل مسرحية بنات العجمي بطولة أبو بكر عزت وخيرية أحمد.
سر نجومية القلعاوي على خشبة المسرحانتقل «القلعاوي» بعد ذلك إلى عالم الكوميديا، حيث عمل في هيئة المسرح سنوات طويلة، ويقول عن هذه الفترة: «بحب المسرح جدًا، وكل المسرحيات كنت بأديها من دون بروفات»، وكانت مسرحية «علي بيه مظهر» بمثابة فرصة كبيرة له، حيث حل محل الفنان سامي فهمي الذي اضطر إلى مغادرة المسرحية، فتم ترشيح «القلعاوي» للدور من قِبَل الفنانة إنعام سالوسة، ولقي الدور قبولًا كبيرًا من قبل المخرجين والجمهور.
اعتزال الفنان محمود القلعاويكان «القلعاوي» ممثلًا قادرًا على التقمص بفطرة ربانية، واستطاع أداء مختلف الأدوار بمهارة وسلاسة، وقرر بشكل مفاجئ اعتزال المسرح، وتزامن ذلك مع وفاة زوجته، أعقبه قرار اعتزال التمثيل بشكل كلي.
عانى «القلعاوي» لاحقًا من بعض الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري، إلى أن وافته المنية في 10 ديسمبر عام 2018 عن عمر يناهز 79 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا كبيرًا، وسيظل اسمه متوهجًا بأعماله التي تظل خالدة في قلوب الجماهير.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الفنان محمود القلعاوي الفنان محمد صبحي ذكرى ميلاد القلعاوي محمود القلعاوی
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاد نادية لطفي.. قصة "صفعة" عبدالحليم و"كيد النسا" مع سعاد حسني
من بين كل الممثلات الفاتنات في القرن العشرين، يبقى للفنانة نادية لطفي بريقها وسحرها الخاص عند الجمهور المصري والعربي، فقد كانت من بين ممثلات جيلها الأكثر براعة في الأداء وحضوراً أمام الكاميرا، ولا تزال أصداء حياتها وفنها تلقى اهتماماً من الجمهور، رغم اختلاف الأجيال.
وفي ذكرى ميلادها، التي توافق الثالث من يناير (كانون الأول)، نتطرق للحديث عن ثنائية "نادية لطفي وعبدالحليم حافظ" التي لاقت قبولاً ونجاحاً واسعاً في السينما المصرية، من خلال فيلمي "الخطايا" و"أبي فوق الشجرة"، وامتدت أصداء تلك العلاقة بسبب الصداقة القوية التي جمعتهما خلف الكواليس.
لكن هذه العلاقة لم تكن جيدة طوال الوقت، بل شابها بعض الخلافات، التي وصلت إلى درجة صفعها على وجهها أمام الكاميرا، وهو ما تم الكشف عن تفاصيله في مذكراتها الصادرة عام 2021 بعنوان "اسمي بولا.. نادية لطفي تحكي"، كما روت تفاصيل صداقتها بسعاد حسني، التي كانت أكبر من المنافسة التي فرضتها عليهما الصحافة.
بدأت نادية حديثها في المذكرات عن اللقاء الأول الذي جمعها بعبدالحليم حافظ، قائلة إنه حدث عام 1960 على ظهر مركب في طريقهما إلى سوريا. حينها كانت ضمن وفد فني برعاية الإذاعي جلال معوض للمشاركة في حفل كبير بمناسبة زيارة الرئيس المصري جمال عبدالناصر إلى سوريا. وبالرغم من شهرتها المتزايدة آنذاك بعد نجاح فيلم "عمالقة البحار"، أبدت نادية خوفها من الرحلة، وحاولت الاعتذار باستخدام حيلة ارتداء ملابس الحداد مدعية وفاة والدتها، لكنها فشلت في التهرب، بعدما كشف جلال معوض خدعتها وأصر على مشاركتها في الرحلة.
على ظهر المركب، كانت نادية منشغلة بالتقاط الصور مع النجوم، خاصة صباح، التي كانت مطربتها المفضلة آنذاك، بينما لم تكن تهتم كثيراً بعبدالحليم الذي لم يكن ضمن قائمة مطربيها المفضلين في تلك الفترة، حيث كانت تفضل أغاني محمود شكوكو، وتحتفظ بدفاتر مليئة بكلمات أغانيه.
ورغم بداية التعارف الفاترة بينهما، تطورت علاقة نادية لطفي بعبدالحليم وأصبحا صديقين مقربين. وتشير نادية إلى أن جلساتهما في بيت الشاعر كامل الشناوي كانت من أبرز ذكريات تلك المرحلة. ووصفت تلك الجلسات بـ"الجامعة"، حيث اعتاد عبدالحليم الجلوس مع كبار المثقفين مثل مصطفى أمين ومحمد حسنين هيكل وإحسان عبد القدوس، وكانت تلك اللقاءات تساهم في إثراء معارفه الثقافية.
وجاء التعاون السينمائي الأول بين نادية والعندليب في فيلم "الخطايا" عام 1962، وقد رشح المخرج حسن الإمام نادية لدور البطولة أمام عبدالحليم، وكانت وقتها نجمة صاعدة شاركت في 8 أفلام خلال 4 سنوات فقط.
جاء اللقاء الثاني بينهما بعد سنوات في فيلم "أبي فوق الشجرة" عام 1969، ورغم النجاح الأسطوري للفيلم الذي حقق أرقاماً قياسية في شباك التذاكر واستمر عرضه 36 أسبوعاً، لم يكن تصوير الفيلم سهلاً على الإطلاق بسبب خلافات عديدة بين نادية وعبدالحليم، خاصةً مع تعطلها عن المشاركة في أفلام أخرى بسبب طول مدة التصوير. ووصلت الخلافات بينهما إلى ذروتها عندما قاطع كل منهما الآخر خارج أوقات التصوير، إلا أن ذلك لم يمنعهما من تقديم أداء غرامي مُقنع للجمهور أمام الكاميرا.
وروت نادية تفاصيل المشهد الشهير، الذي شهد صفعها من عبدالحليم قائلة إنها فوجئت أثناء التصوير بأن الصفعة كانت حقيقية وقوية، لدرجة أفقدتها الوعي، وظل وجهها متورماً لأيام. وتعجبت لاحقاً من القوة التي امتلكها عبدالحليم أثناء تلك الواقعة، رغم معاناته من المرض آنذاك.
وحقق فيلم "أبي فوق الشجرة" نجاحاً استثنائياً، واعتبرته نادية لطفي نقلة كبيرة في مسيرتها الفنية. وأشارت إلى أن العلاقة بينها وبين عبدالحليم عادت إلى طبيعتها بعد الانتهاء من الفيلم، بل منحها عبدالحليم لقب "العندليبة الشقراء"، وهو لقب اعتزت به كثيراً.
في مارس عام 1959، أطلت سعاد حسني على شاشة السينما لأول مرة من خلال فيلمها الأول "حسن ونعيمة"، بعد نحو 5 أشهر فقط من عرض فيلم نادية لطفي الأول "سلطان". هذا التزامن جعل بداية مشوارهما السينمائي متشابهة إلى حد كبير؛ فكما اكتشف المنتج رمسيس نجيب موهبة نادية ومنحها بطولة أولى من البداية، كان عبد الرحمن الخميسي هو من اكتشف سعاد، وأصر على أن يمنحها فرصة البطولة الأولى في فيلمه، لتبدأ كل منهما مسيرتها بخطوة جريئة وأداء لافت لبطولة أولى.
كذلك، تنتمي نادية وسعاد إلى جيل جديد من نجمات السينما ظهر بالتزامن مع ثورة يوليو وتأثيراتها الاجتماعية والسياسية، حيث كانت السينما تبحث آنذاك عن وجوه نسائية تعبر عن التغيرات التي طرأت على المجتمع بعد الثورة، فكانت نادية وسعاد نموذجين للمرأة الجديدة، الجريئة والواعية والمتمردة.
تكللت هذه البداية الواعدة بنجاح سريع ومبهر لكلتيهما، مما دفع المنتجين إلى استثمار هذا النجاح وجمعهما معاً في عدة أفلام، بدأها فيلم "السبع بنات" عام 1961 للمخرج عاطف سالم، الذي كان الفيلم الخامس في مسيرة نادية. وفي العام التالي، عادت التجربة مجدداً في فيلم "من غير ميعاد" للمخرج أحمد ضياء الدين، وشاركهما البطولة المطرب محرم فؤاد.
لكن المحطة الأبرز في تعاونهما كانت عام 1964 مع فيلم "للرجال فقط"، حيث أصبحت كل من نادية وسعاد أكثر نضجاً فنيّاً. وقدمتا في الفيلم شخصيتي فتاتين تضطران إلى التنكر في هيئة رجلين للعمل في حقل بترول، وهي الفكرة التي أتاحت لهما إظهار موهبتهما الكوميدية والتنافس في تقديم مواقف طريفة ومؤثرة. أخرج الفيلم محمود ذو الفقار، وشاركهما البطولة حسن يوسف وإيهاب نافع، وحقق نجاحاً لافتاً على المستوى الجماهيري والنقدي.
ومع توالي نجاحاتهما، حاولت الصحافة الفنية حينها، بدعم من شركات الإنتاج، خلق منافسة ساخنة بين نادية وسعاد، وصورهما الإعلام كأنهما "فرستا الرهان" الجديدتان في السينما، كما سبق أن فعل مع عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش، أو فاتن حمامة وماجدة الصباحي. لكن هذه المحاولات لم تجد صدى بين النجمتين، حيث كانت كل واحدة منهما مشغولة بمشوارها الفني.
وبالنسبة لنادية، لم يكن لديها الوقت لمتابعة هذه "المنافسة الوهمية" على حد اعترافها في مذكراتها، فقد انشغلت بأعمالها السينمائية، إذ قدمت في عام 1963 وحده 7 أفلام دفعة واحدة، من بينها "الناصر صلاح الدين", "النظارة السوداء", و"حب لا أنساه"، لذلك لم تعر أي اهتمام لما تردد في الصحافة عن وجود منافسة بينها وبين سعاد.
وأكدت نادية أنها لم تشعر قط بأن سعاد كانت منافسة لها، فلكل منهما لون فني مختلف ومسار خاص. وقد برز هذا التمايز بوضوح في فيلم "للرجال فقط"، حيث قدمت كل واحدة منهما شخصية الرجل بشكل فريد، ولم يكن بينهما غيرة أو كراهية، مهما أشيع عن خلافات أو "كيد نسا".
رغم قلة الأفلام التي جمعتهما، إلا أن نادية حكت عن تجربة شخصية قربتها كثيراً من سعاد، وهي رحلة قادتهما إلى مدينة العريش في أوائل الثمانينيات بصحبة عدد من الفنانين، بهدف تخصيص قطعة أرض لإقامة مجمع فني. استمرت الرحلة 12 يوماً بدلاً من يوم واحد كما كان مخططاً، بسبب حب الجميع لأجواء العريش وهدوئها، وهناك عاشت نادية مع سعاد أوقاتاً لا تُنسى تقاسمتا فيها الضحكات والأسرار، لتخرج من تلك التجربة صداقة حقيقية ظلت مستمرة حتى رحيل سعاد.
واستمرت علاقة الود بينهما حتى آخر أيام حياة السندريلا، حيث كانت سعاد تحرص دائماً على التواصل مع نادية، حتى أثناء وجودها في لندن للعلاج. وكانت ترسل لها الهدايا والورود في المناسبات المختلفة، ولم تنسَ أبداً عيد ميلاد نادية، الذي كانت تحتفل به بطريقتها الخاصة.
وظلت نادية لطفي حتى رحيلها واحدة من الذين شككوا في رواية انتحار سعاد حسني، ورأت أن هناك العديد من الشبهات حول الحادث، خاصة مع عدم إغلاق الشرطة الإنجليزية لملف القضية بشكل نهائي. واستبعدت نادية فكرة الانتحار تماماً، لأن سعاد كانت في حالة معنوية جيدة، وتخطط للعودة إلى مصر، والعمل مجدداً في السينما، بل وكانت متحمسة لمشروع تسجيل رباعيات صلاح جاهين.
أما قصة الحب التي قيل إنها جمعت سعاد حسني بعبدالحليم حافظ، فأكدت نادية لطفي في مذكراتها أنها كانت قصة حقيقية وصادقة، إلا أن إتمام الزواج كان مستحيلاً بسبب اختلاف ظروف حياتهما وطموحاتهما. ورأت نادية أن ما جمع بين سعاد وحليم كان أكبر من مجرد حب أو زواج، فقد كان ارتباطاً روحياً عميقاً تخللته صعوبات حالت دون تتويجه بالزواج الرسمي.