"معركة حرق الدهون".. الحل في الساعة البيولوجية
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
توصلت دراسة حديثة إلى أن النظام المناعي يتأثر بالساعة الداخلية في جسم الإنسان، وهو ما يؤثر بدوره على عملية اختزان الدهون وضبط درجة حرارة الجسم.
ويرى باحثون أن هذا الاكتشاف ينطوي على أهمية بالغة بالنسبة لمن يعملون وفق ساعات عمل متغيرة، وعلى العادات الغذائية بشكل عام، وعلى تغيير أنماط النوم الناجمة عن متطلبات الحياة العصرية التي يعيشها الإنسان في الوقت الحالي.
وأظهرت الدراسة التي أجراها فريق بحثي في أيرلندا أن أحد جزيئات الخلايا المناعية التي تتواجد داخل الأنسجة الدهنية في الجسم، ويطلق عليها اسم "إنترلوكين – 17 إيه" (IL-17 A) تلعب دورا تنظيميا في عملية اختزان الدهون، وهو ما يفسح المجال أمام مبحث علمي جديد لعلاج مشكلات صحية مختلفة مثل السمنة، ومنع هدر المغذيات، وتخفيف آثار اضطرابات الأيض.
ويرى الباحثون أنه من الممكن من خلال استهداف جزيئات الخلايا المناعية المذكورة تطوير أدوية مجدية لعلاج مثل هذه المشكلات الصحية.
وأوضح باحثون أن النظام اليومي للجسم، الذي اصطلح على تسميته بالساعة البيولوجية، يضمن تنفيذ وظائف حيوية رئيسية داخل الجسم في أوقات معينة على مدار اليوم، ويساعد في إيجاد شكل من أشكال التزامن بين الوظائف الحيوية ومتغيرات البيئة الخارجية مثل اختلاف ساعات الليل والنهار على سبيل المثال، ولعل أهم نموذج على وظيفة هذا النظام هو دورة النوم والاستيقاظ التي تتواكب مع الحركة الطبيعية للشمس.
ويعمل النظام المناعي وفق إيقاع الساعة البيولوجية للجسم، حيث يحفز الجسم لمقاومة العدوى في أوقات معينة من النهار، وتوصلت دراسات حديثة إلى وظيفة إضافية للمناعة، وهي الحفاظ على سلامة الأنسجة ووظائفها، لاسيما في الجهاز الهضمي حيث تتلقى خلايا مناعية متخصصة إشارات الأيض وتزيد من فعالية عملية الامتصاص في أوقات التغذية.
وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية Nature، تقول الباحثة ليديا لينش من كلية الكيمياء الحيوية وعلم المناعة بجامعة ترينيتي في دبلن إن الخلايا المناعية الرئيسية التي تعرف باسم الخلايا التي تفرز جزيئات "إنترلوكين – 17 إيه" التي تتجاوب بشكل واضح مع الجينات المسؤولة عن الساعة البيولوجية، وتلعب هذه الجينات دورا رئيسيا في عملية اختزان الدهون.
وأضافت في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني "سايتيك ديلي" المتخصص في الأبحاث العلمية أن فئران التجارب التي تفتقر إلى هذه الجينات تضطرب لديها منظومة معالجة الدهون واختزانها، كما أن تحليل عملية الأيض لدى هذه الفئران اظهرت اضطرابا في النظام اليوماوي واختلالا في منظومة حفظ حرارة الجسم.
وكانت دراسات سابقة قد أثبتت زيادة في معدلات دوران جزيئات "إنترلوكين – 17 إيه" في الجسم لدى البشر والفئران بعد تناول الغذاء، وهو ما يعني أن الأنسجة الدهنية تتجاوب مع سلوكيات الغذاء حيث تتمدد في أوقات التغذية وتنكمش مع الصوم على سبيل المثال.
وقد حرص الباحثون خلال التجربة على قياس مدى تأثر الخلايا المناعية بالسلوكيات الغذائية في حالة تغيير أوقات تناول الغذاء في عكس مواعيد الساعة البيولوجية للجسم عن طريق تغذية مجموعة فئران في الفترة من السابعة صباحا للسابعة مساء وتغذية مجموعة أخرى من السابعة مساء وحتى السابعة صباحا على مدار 3 أسابيع.
وتأكد من هذه التجربة وجود صلة بين جزيئات إنترلوكين – 17 إيه وبين توقيت التغذية، وتبين أيضا أن الفئران التي تتناول الغذاء في غير الأوقات المعتادة تتناول كميات أقل بنسبة 50 بالمئة من السعرات الحرارية مقارنة بالفئران التي كانت تتغذى في الأوقات المعتادة.
وتوضح لينش، وهي أيضا أستاذ علوم الأحياء على مستوى الجزيئات في مركز لودفيج لأبحاث السرطان التابع لجامعة برينستون الأميركية أنه "في كثير من الأحيان، تؤدي الحياة العصرية إلى اضطراب أنماط النوم الطبيعية لأسباب من بينها تباين أوقات نوبات العمل أو التعرض لفترات مطولة للإضاءة الزرقاء التي تنبعث من شاشات الكمبيوتر أو الاتصال الدائم بشبكات المحمول، ورغم الشعور بالإرهاق، تجد الكثيرين يتصفحون مواقع التواصل الاجتماعي في ساعات الليل".
وأضافت: "لقد توصلنا إلى أن جزيئات الخلايا المناعية داخل الأنسجة الدهنية في الجسم والمسؤولة عن ضبط عملية اختزان الدهون تلعب دورا محوريا بصفة خاصة، ومن الممكن أن توفر وسائل علاجية لمشكلات السمنة وأمراض اضطراب الأيض، لاسيما في أوساط الأشخاص الذين يعملون بنظام نوبات المختلفة في مواعيد غير ثابتة".
وأكدت لينش أن "السمنة هي مشكلة تنتشر بشكل متزايد، ولها تأثير ضار على الصحة وسلامة الجسم، كما تشكل عبئا على أنظمة الرعاية الصحية في مختلف أنحاء العالم".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات العادات الغذائية الأنسجة الدهنية الأنسجة السعرات الحرارية الأنسجة الدهنية السمنة خطر السمنة مرض السمنة العادات الغذائية الأنسجة الدهنية الأنسجة السعرات الحرارية الأنسجة الدهنية أخبار علمية الساعة البیولوجیة الخلایا المناعیة فی أوقات
إقرأ أيضاً:
هيئة الدواء: بحث سبل تعزيز قدرات البحث والتطوير في الأورام والعلاجات البيولوجية المتقدمة
استقبل، اليوم، الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، وفدا رفيع المستوى من ممثلي شركة جلاكسو سميث كلاين الدولية برئاسة الدكتور هشام عبد الله، نائب الرئيس الأول والرئيس العالمي لقطاع الأورام والأبحاث والتطوير، وتم مناقشة سبل التعاون المشترك وتبادل الرؤى حول أحدث التطورات العلمية في مجال تطوير الأدوية وتعزيز البحث العلمي.
حضر اللقاء من جانب هيئة الدواء المصرية د. رشا زيادة، مساعد رئيس الهيئة لشئون التطوير المهني وتنمية القدرات، أ.د. حنان أمين رئيس الإدارة المركزية للمستحضرات الصيدلية، د. أماني جودت، معاون رئيس الهيئة والمشرف على الإدارة المركزية لمكتب رئيس الهيئة، د. أسامة حاتم، معاون رئيس الهيئة لشئون السياسات والتعاون الدولي والمشرف على إ.م للسياسات ودعم الأسواق ومدير عام الإدارة العامة للعلاقات العامة ودعم الأسواق، د. أسماء فؤاد، رئيس الإدارة المركزية للمستحضرات الحيوية.
ومن جانب شركة جلاكسو سميث كلاين السادة: توني إن جي، نائب رئيس الأول لقطاع أبحاث الأورام، أثينا ماتاكيدو، المدير التنفيذي لعلم الأورام واستخراج البيانات الضخمة، دانيال حسين، المدير التنفيذي لتطوير الأعمال والتكنولوجيا، سوزان جريفينج، نائب رئيس قطاع المراقبة العالمية والتفاعل في الموقع، جيمس إدوارد بيديكانو، المدير التنفيذي لقطاع التخطيط الاستراتيجي للأورام، راچيف راچا، رئيس قطاع الابتكار والشراكات الأكاديمية، يجانه أيدين، رئيس قطاع المشروعات العلمية للأورام.
تم خلال اللقاء مناقشة المبادرات التي تعتزم شركة جلاكسو سميث كلاين دعمها في السوق المصري، بما في ذلك ضخ استثمارات جديدة من خلال منشأة بحثية علمية متقدمة تهدف إلى تعزيز قدرات البحث والتطوير، خاصة في مجالات الأورام والعلاجات البيولوجية المتقدمة.
ومن جانبه أشاد رئيس هيئة الدواء المصرية بأهمية هذا التعاون في تحقيق رؤية الهيئة لتطوير صناعة الدواء في مصر ودعم الأبحاث العلمية، مشيرًا إلى أن هذا التعاون سيعزز من قدرة قطاع الرعاية الصحية في مواجهة التحديات الصحية المتزايدة.
جاء ذلك في إطار حرص هيئة الدواء المصرية على تعميق أواصر التعاون مع الشركات الدولية، وفتح المجال أمام تدفق الاستثمارات الدوائية إلى سوق الدواء المصري، والحرص على تنفيذ التوجيهات الرئاسية بأولوية مشروع توطين صناعة الدواء في مصر.