#سواليف

#شهادات_مزورة و #مناصب_عليا: تجارة وهمية تهدد مستقبل العقول في العالم

كتب ا.د #هاني_الضمور

في وقت يتسابق فيه العالم نحو المعرفة والعلم، تبرز ظاهرة خطيرة تهدد مستقبل التعليم والمجتمع على الصعيدين العربي والدولي: انتشار الشهادات المزورة الصادرة عن #مؤسسات_تعليمية_وهمية لا تملك من المصداقية شيئاً.

لقد تحولت هذه الشهادات إلى تجارة سوداء، تُباع فيها الأوراق المزيفة تحت مسميات أكاديمية، ويصل أصحابها إلى مناصب عليا، مع أنهم يفتقرون إلى أي مؤهلات حقيقية. لقد أصبحت هذه التجارة الوهمية سلاحاً مدمراً يُفرغ العلم من محتواه، ويغلق الأبواب أمام من يستحقون بالفعل تلك المناصب، بينما يحولها إلى صفقات تجارية لمن يستطيع الدفع.

مقالات ذات صلة صور وفيديوهات جديدة من حريق سوق البالة في اربد / شاهد 2024/11/12

ليست المشكلة مجرد أوراق زائفة تُباع وتشترى، بل في الأثر المدمر لهذه الشهادات على المجتمعات وسوق العمل وكفاءة المؤسسات. في ظل هذا الفساد الأكاديمي، نجد أن شخصيات تتبوأ مناصب حساسة وحيوية، وهي تفتقر لأبسط أسس الكفاءة. تتسرب هذه الشهادات إلى المؤسسات الحكومية والخاصة، وتضعف الأداء المهني، وتخلق بيئة من الفوضى والإحباط لدى الكفاءات الحقيقية التي تجد نفسها محاطة بأشخاص وصلوا إلى قمة الهرم بلا جهد أو علم.

من يقف وراء هذه التجارة القذرة؟ وهل هي مجرد أعمال فردية أم شبكة واسعة تتربح على حساب مستقبل الأجيال؟ هناك حديث يتردد عن متنفذين في بعض الدول يدعمون هذا الفساد الأكاديمي، ويستغلون نفوذهم لإخفاء حقيقة هذه الشهادات وتمريرها داخل مؤسسات التعليم وسوق العمل. هؤلاء يسعون إلى تحويل التعليم العالي إلى أداة للربح والمصالح الخاصة، دون أدنى مراعاة لتأثير ذلك على المجتمعات.

إن التصدي لهذه الظاهرة لم يعد خياراً، بل واجباً يفرضه الواقع الملحّ. نحتاج إلى يقظة مجتمعية عالمية وعربية تدرك خطورة هذه الشهادات المزورة، وتعي تأثيرها المدمر. على الحكومات العربية والدولية أن تضع قوانين صارمة، وأن تتعاون لإنشاء أنظمة تحقق موثوقة تتعقب أصل الشهادات وصحتها، مثل استخدام تقنيات متقدمة كالبلاكشين. يجب أن نقف صفاً واحداً لكشف المؤسسات الوهمية ومعاقبة المتورطين فيها.

آن الأوان لتحرك عالمي وعربي يحمي التعليم من أن يتحول إلى مجرد تجارة، ويحفظ قيمته كوسيلة للتطوير والإبداع. لنرفع أصواتنا ضد هذا التزوير، ولنطالب بحماية مستقبل العقول من العابثين بأحلام أبنائنا وبناتنا، لأن التعليم لم يكن يوماً سلعة تُباع على أرفف الأسواق، ولن يكون.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف مناصب عليا هاني الضمور هذه الشهادات

إقرأ أيضاً:

تهدد أمريكا قبل دول العالم الأخرى..الرسوم الجمركية سلاح خطير غير مجدٍ

الرسوم الجمركية التي أقرها دونالد ترامب على دول العالم لا تشكل سابقة، إذ عمدت الولايات المتحدة بانتظام عبر تاريخها إلى فرض رسوم مشددة، حققت نتائج غير مقنعة في غالب الأحيان، وكارثية أحياناً

وقال دوغلاس إروين أستاذ الاقتصاد في جامعة دارتموث عبر إكس: "لدينا رئيس من القرن العشرين في اقتصاد من القرن الواحد والعشرين، يريد أن يعيدنا إلى القرن التاسع عشر". وسجل القرن التاسع عشر العصر الذهبي للرسوم الجمركية في الولايات المتحدة، مع اقتراب معدل النسبة المفروضة مراراً من 50%.

بسبب رسوم ترامب..صناديق التحوط والاستثمار تتخلى عن أسهم بـ 40 مليار دولار - موقع 24كشفت مذكرات مصرفية أُرسلت إلى العملاء، الجمعة، تخلي صناديق تحوط عالمية وصناديق الاستثمار المتداولة ذات الرافعة المالية عن أسهم بأكثر من 40 مليار دولار بوتيرة سريعة جداً.

وكانت الولايات المتحدة في تلك الحقبة تتبع عقيدة اعتمدت منذ نشأة البلد، تدعو إلى حماية الاقتصاد الأمريكي إلى حين انتظامه خلال مرحلة التصنيع.

وأوضح كيث ماسكوس الأستاذ في جامعة كولورادو أن "الدراسات المعمقة لتلك الفترة تظهر أن الرسوم الجمركية ساعدت إلى حد ما في حماية تطور الصناعة". لكنه أضاف أن "العاملين الأهم في ذلك كانا الوصول إلى اليد العاملة الدولية ورؤوس الأموال، التي كانت تتدفق إلى الولايات المتحدة في تلك الفترة".

وإلى جانب هذه العناصر، قال كريستوفر ميسنر الأستاذ في جامعة كاليفورنيا في ديفيس إن "سبب ظهور قطاع صناعي مزدهر في الولايات المتحدة كان وصولنا بصورة واسعة إلى الموارد  الطبيعية" مثل الفحم، والنفط، وخام الحديد، والنحاس، والخشب.

وأعلن دونالد ترامب عند توليه الرئاسة في يناير (كانون الثاني) "كنا في ذروة ثروتنا بين 1870 و 1913".

وغالباً ما يستشهد الرئيس الجمهوري، بالرئيس الأسبق وليام ماكيني، الذي كان خلف أشد قانون على صعيد الرسوم الجمركية في 1890. غير أن هذا القانون لم يمنع الواردات من مواصلة نموها خلال السنوات التالية. وحتى بعد تخفيض الرسوم الجمركية في 1894 بقي حجم  المنتجات المستوردة من الخارج أدنى من المستويات العليا المسجلة سابقاً.

رسمياً..رسوم ترامب التجارية بـ 10% تدخيل حيز التنفيذ - موقع 24شرع موظفو الجمارك الأمريكية، اليوم السبت، في تحصيل الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب بـ 10% على جميع الواردات من العديد من الدول، على أن يبدأ تحصيل رسوم أعلى على سلع من 57 شريكاً تجارياً أكبر خلال الأيام المقبلة.

الكساد الكبير

وكتب الأستاذ في جامعة هارفارد جورج رورباك في 1929 "منذ نهاية الحرب الأهلية، 1865، التي كانت الولايات المتحدة خاضعة خلالها بشكل شبه متواصل إن لم يكن متواصلاً لنظام حماية، توسعت تجارتنا الاستيرادية بشكل هائل".

وتابع أنه خلال تلك الفترة التي امتدت أكثر من 60 عاماً "تبدو التقلبات المسجلة في الواردات ناتجة بشكل رئيسي عن عوامل أخرى غير الارتفاع والانخفاض في مستوى الرسوم الجمركية".

وبعد عام في 1930، عادت الولايات المتحدة وشددت الرسوم الجمركية في عهد الرئيس الجمهوري هربرت هوفر بموجب قانون "سموت هاولي" الذي "يرتبط بنشوب حرب تجارية عالمية وبتفاقم الكساد الكبير"، حسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

وقال كيث ماسكوس إن "ما تسبب في الكساد الكبير وزاد حدّته وجعله يستمر لهذه الفترة كان مجموعة من العناصر المتداخلة، لكن زيادة الرسوم الجمركية من بينها".

ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأت حقبة جديدة بإبرام 23 دولة بينها الولايات المتحدة في 1947 الاتفاقية العامة للتجارة والتعريفات الجمركية "غات" التي أوجدت الظروف الملائمة لنمو التجارة الدولية بفضل رسوم جمركية معتدلة.

ترامب يطالب بخفض الفائدة.. وباول يرد: التضخم قد يرتفع أكثر - موقع 24دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) جيروم باول إلى خفض أسعار الفائدة، قائلاً إن هذا هو "الوقت الأمثل" للقيام بذلك.

واستمر هذا التوجه في التجارة مع توقيع اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "نافتا" مع المكسيك، وكندا والتي دخلت حيز التنفيذ في 1994، تلاها إنشاء منظمة التجارة العالمية في 1995، وتوقيع اتفاقية تجارة حرة بين الولايات المتحدة وعدد من دول أمريكا الوسطى في 2004.

وخلال ولايته الأولى، أعاد ترامب تفعيل سلاح الرسوم الجمركية، ففرض إجراءات مشددة على الصين، أبقى خلفه الديموقراطي جو بايدن على القسم الأكبر منها.

لكن العجز التجاري الأمريكي، وواردات المنتجات الصينية واصلا التنامي حتى  2022، قبل أن تسجل الصين تباطؤاً شديداً في اقتصادها غير مرتبط بالرسوم الجمركية.

وقال كيث ماسكوس: "هذا يثبت أن الرسوم قلما كان لها تأثير على الواردات"من الصين.

مقالات مشابهة

  • قوة الردع الأمريكي.. مجرد فزاعة كشف حقيقتها اليمن
  • الإمارات تقود العالم لمستقبل الاستثمار
  • من بهلا إلى أوساكا.. عُمان تسكب ذاكرة الحضارة في مستقبل العالم
  • من بهلاء إلى أوساكا.. عُمان تسكب ذاكرة الحضارة في مستقبل العالم
  • ارسم حلمك .. "محمد فضة" طفل استثنائي يجمع العالم العربي في لوحة فنية
  • شهادات مزورة في مجلس محافظة نينوى تكشف وجه السلطة القبيح
  • بتوجيهات عليا .. مستقبل المنطقة والإعلام والدراما على طاولة الحوار الوطني
  • تهدد أمريكا قبل دول العالم الأخرى..الرسوم الجمركية سلاح خطير غير مجدٍ
  • قيادي بمستقبل وطن: العربدة الإسرائيلية تهدد استقرار الشرق الأوسط
  • أكثر 10 دول متضررة في العالم من رسوم ترامب الجمركية