إلباييس: فوز ترامب يعكس أزمة هوية بأميركا ويلهم المستبدين
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
يرى الكاتب الإسباني خوان غابرييل فاسكيز أن فوز دونالد ترامب بالرئاسة يعكس أزمة هوية في الولايات المتحدة، ويُعطي أملا للمستبدين في أنحاء العالم بأنه يمكنهم الوصول إلى السلطة إذا نجحوا في خداع شعوبهم واللعب على وتر مخاوفهم وتطلعاتهم.
وقال الكاتب في مقاله الذي نشرته صحيفة "إلباييس" الإسبانية، إن جميع الدول تستند في جوهر وجودها إلى نوع من الخيال، وقد يكون عبارة عن هوية موحدة متجاوزة للانقسامات مثل "الحرية والمساواة والأخوة"، أو قصة صعود إمبراطورية ثم أفولها، أو حلما طموحا لم يتحقق على أرض الواقع.
وحسب تعبيره، فمن بين جميع الخيالات الغربية يبقى الخيال الأميركي هو الأكثر جموحا، إذ سعت الولايات المتحدة منذ تأسيسها إلى بناء هوية موحدة في أحد أكثر المجتمعات الإنسانية تنوعا، وروّجت لتجربتها من خلال شعارات مثل "الحلم الأميركي" و"ملتقى الثقافات" و"أعظم أمة على وجه الأرض".
وأضاف أن جميع السياسيين الأميركيين يرددون هذه العبارات بشكل متكرر، بل إن ترديدها أصبح شرطا أساسيا للوصول إلى أي منصب عام، معتبرا أن الهوية الأميركية -على عكس غيرها من الهويات- تتشكل وتتجدد باستمرار وتعتمد على تصور الأميركيين عن أنفسهم.
أزمة هوية
وفي سياق تنافس مرشحي الرئاسة في خضم الانتخابات الأخيرة على أي منهما يعبّر عن الهوية الأميركية، تحدثت المرشحة الديمقراطية التي خسرت الانتخابات كامالا هاريس في أحد خطاباتها عن الفرق بين رؤيتها ورؤية ترامب، وقالت إن خصمها يسعى إلى تقسيم المواطنين ونشر الخوف، وإنها جاءت لتؤكد لـ"أميركا أن هذا لا يمثل حقيقتنا".
وأشار الكاتب إلى أن الرد جاء بعد أيام بـ73 مليون صوت لفائدة ترامب، وانتصار جمهوري في مجلس الشيوخ وحتى في مجلس النواب، لتصل رسالة واضحة إلى هاريس بأن ترامب هو من يعبر عن الهوية الأميركية في الوقت الراهن.
ويرى الكاتب أن فوز ترامب يعكس أزمة هوية في الولايات المتحدة، وقد يستغرق الأمر سنوات طويلة لفهم الأسباب التي أوصلت ترامب إلى الرئاسة مجددا، معتبرا أن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن ترامب نجح في صياغة رؤية قائمة على الاستياء والانتقام والكراهية، وقد وجدت هذه الرواية صدى واسعا لدى ملايين الناخبين.
ترامب نجح في صياغة رؤية قائمة على الاستياء والانتقام والكراهية، وقد وجدت هذه الرواية صدى واسعا لدى ملايين الناخبين.
وتابع قائلا إن الرؤية الخيالية التي روّج لها ترامب لم تكن تقوم على استعادة مجد أميركا السابق، بل حول حماية الواقع البائس، وفكرة أن هناك "عدوا داخليا" يهدد حريات الأميركيين، وأن "الغرباء" يمثّلون خطرا على قيم المجتمع.
كما أكد الكاتب أن فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة يبعث برسالة إلى المستبدين الطامحين إلى اعتلاء سدة الحكم في مختلف أنحاء العالم بأن المجتمعات الهشة قابلة لتصديق أي كذبة كبيرة، بشرط أن يكون قائلها بلا ضمير.
صورة لترامب خلال حملته الانتخابية (رويترز) مخاوف من رئاسة ترامبووفقا للكاتب، فإن ترامب كان يرى في عودته إلى السلطة ضرورة ملحة لإنقاذ نفسه من الملاحقات القضائية واحتمال دخول السجن، لذلك من المنتظر أن يكون أحد أول قراراته عند استلام المنصب أن يصدر عفوا عن نفسه، وهو ما عبّر عنه في تصريح سابق قائلا إنه "سيكون دكتاتورا ليوم واحد".
وأضاف الكاتب أن تجاوزات ترامب متعددة ومتنوعة لدرجة غير مسبوقة في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة، ولم يصل أي رئيس أميركي آخر إلى هذا المستوى من السلوكيات المثيرة للجدل، مضيفا أن معارضيه أعلنوا مرارا مع كل فضيحة جديدة أن نهايته السياسية اقتربت، لكنهم كانوا مخطئين في كل مرة.
والأخطر -من وجهة نظره- هو أن ترامب ينوي الاستمرار في ألاعيبه السياسية، فبعد أن نجح في تسويق روايته المرعبة لجذب أصوات من يشعرون بالقلق جراء التحولات الاقتصادية والاجتماعية، يبدو أنه بحاجة لمواصلة هذا النهج ليتمكن من تثبيت سلطته خلال الفترة الرئاسية الثانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الولایات المتحدة أزمة هویة
إقرأ أيضاً:
مع فوز ترامب.. ما هي العاصمة السياسية والتجارية وعاصمة المشاهير الجديدة في الولايات المتحدة؟
الولايات المتحدة – مع انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية، أشارت مصادر مطلعة إلى العاصمة السياسية والتجارية وعاصمة المشاهير الجديدة المتوقعة في الولايات المتحدة.
وحسب “نيويورك بوست”، ترى المصادر المطلعة أن فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب التاريخي عزز من مكانة جنوب فلوريدا كعاصمة سياسية وتجارية وعاصمة مشاهير جديدة في الولايات المتحدة.
وقال مصدر رفيع المستوى في مجال الأعمال: “كان الناس يرغبون في التقاعد هنا أو الحصول على منزل ثان، لكنها لم تعد ميامي التي كانت تسكنها فتيات “غولدن غيرلز”، فجنوب فلوريدا مكان حقيقي لعيش رجال الأعمال. معلوم أنه بعد الأزمة المالية في عام 2008، لم تكن ثمة صناعة هنا. والآن لدينا بنوك ووظائف تنافس بعض أكبر مناطق المقاطعات الثلاث”.
وتعد مقاطعة ميامي دايد – حيث أصبح ترامب أول مرشح رئاسي للحزب الجمهوري يفوز منذ أكثر من 30 عاما – موطنا لمجموعة من المشاهير من توم برادي وجيزيل بوندشين إلى ديفيد وفيكتوريا بيكهام، إلى جانب بعض أكبر سماسرة السلطة في البلاد.
وقد سارع عمالقة الصناعة مثل جيف بيزوس ومايكل ديل – وكلاهما يعتبر جنوب فلوريدا موطنه – إلى تهنئة ترامب، الذي من المقرر أن يصبح قصره الوردي، مار إيه لاغو، في بالم بيتش، مرة أخرى البيت الأبيض الشتوي بعد توليه منصبه.
وكتب بيزوس على منصة “X” بعد ساعات من الانتخابات: “تهانينا الحارة لرئيسنا الخامس والأربعين والسابع والأربعين على عودته السياسية غير العادية ونصره الحاسم. لا توجد دولة لديها فرص أكبر من فرص دولتنا. أتمنى لدونالد ترامب كل النجاح في قيادة وتوحيد أمريكا التي نحبها جميعًا”.
وقال ديل، الذي اشترى منتجع بوكا راتون مقابل 875 مليون دولار في عام 2019: “تهانينا للرئيس ترامب على حملته الناجحة وفوزه في الانتخابات”.
بالطبع، جاء منشور بيزوس بعد أيام من الاضطرابات في صحيفته “واشنطن بوست”، حيث كان الموظفون غاضبين من أنه منع المنفذ الشهير من تأييد مرشح رئاسي رسميا، واستقال الصحفيون احتجاجا، زاعمين أنهم مُنعوا من الترويج لكامالا هاريس.
وغادر مؤسس أمازون وخطيبته لورين سانشيز الساحل الغربي – حيث بنى إمبراطوريته – إلى ميامي في نوفمبر 2023.
وأعلن في منشور على إنستغرام: “أريد أن أكون قريبا من والدي، ولورين وأنا نحب ميامي”.
وسارع بيزوس إلى شراء ثلاثة منازل في جزيرة إنديان كريك، الملقبة بـ “مخبأ المليارديرات” – وهي مكان حصري للغاية لدرجة أنه يحتوي على قوة شرطة خاصة به – مقابل 237 مليون دولار إجمالا.
وأصبح هو وسانشيز الآن جارين وصديقين حميمين لابنة ترامب، إيفانكا، وزوجها جاريد كوشنر، اللذين انتقلا إلى ميامي في عام 2021 مع أطفالهما الثلاثة بعد مغادرتهم واشنطن العاصمة إثر فترة صعبة في إدارة ترامب الأخيرة، وكانا سعيدين ببداية جديدة بعد فقدان أصدقاء أكثر ليبرالية خلال فترة وجودهما في البيت الأبيض.
وكانت خطوتهما، كما قال كوشنر لصحيفة “نيويورك تايمز” الشهر الماضي، نتيجة أيضا لإغلاق مدارس مدينة نيويورك بسبب “الكوفيد” وحقيقة أن ميامي “مدينة صاعدة”، و”إنها أكثر أمانا بكثير من التواجد في نيويورك الآن”.
وأوضح مصدر مجتمعي في ميامي لـ”Page Six” أن إيفانكا – التي وصفت إدانة والدها في محاكمة أموال الإسكات في مايو بأنها “مؤلمة” – “محبوبة” في المدينة. وبينما لن تعود هي أو زوجها إلى البيت الأبيض، فلن يمنعها ذلك من إحداث تأثير في الحياة العامة.
وأضاف المصدر: “أتوقع أن نرى إيفانكا تعمل مع قادة التكنولوجيا وتتحدث عن سلامة الأطفال على الإنترنت، فضلا عن مخاوفها بشأن الاتجار بالأطفال.. أعتقد أننا سنراها تستخدم قوتها بهذه الطريقة”.
كما أن لاعب كرة القدم الأميركي برادي، الذي أراد ترامب ذات يوم أن يواعد إيفانكا حتى يتمكنا من تشكيل “سلالة قوية”، يقيم الآن في ميامي، بعد انتقاله إلى هناك بعد فترة وجيزة من توقيعه عقدا مع فريق “تامبا باي بوكانيرز” في عام 2020.
كما اشترى منزلا في جزيرة إنديان كريك مع زوجته آنذاك بوندشين، هدمه الزوجان لبناء منزلهما الصديق للبيئة.
هذا وانتقل مؤسس شركة “WeWork” آدم نيومان، الذي تعرض للانتقاد، مع زوجته ريبيكا وأطفالهما إلى منزل بقيمة 30 مليون دولار على جزيرة شديدة الحراسة في ميامي بعد طرده من شركته وسط طرح عام أولي فاشل في سبتمبر 2019. كما يعتبرون إيفانكا وجاريد صديقين.
المصدر: “نيويورك بوست”