الجدل حول فيديوهات الطبيبة وسام شعيب: توعية مجتمعية أم انتهاك للخصوصية؟
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
أثارت الدكتورة وسام شعيب، أخصائية النساء والتوليد بمستشفى كفر الدوار، موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشرها لمقاطع فيديو تناقش فيها قضايا تتعلق بحالات حمل غير شرعي بين المريضات.
جاء الفيديو تحت عنوان "التوعية الاجتماعية" واعتبرته الطبيبة وسيلة للتنبيه على ظواهر تزايدت في المجتمع، حسب قولها، وأرادت من خلاله تحذير الأهل حول المخاطر الاجتماعية الناجمة عن غياب التوعية الأسرية.
أوضحت وسام شعيب أن غرضها من الفيديو لم يكن السعي وراء الشهرة أو جذب المتابعين، بل دق ناقوس الخطر بشأن قصص تراها متكررة، وأشارت إلى رفضها عروضًا إعلامية وصحفية عديدة بعد انتشار الفيديو، إذ فضلت توجيه رسالتها مباشرة إلى الأهل.
رغم الانتقادات، أكدت الطبيبة أن هناك ردود فعل إيجابية، حيث أبدى بعض المتابعين استعدادهم للمساهمة في رعاية الأطفال الذين ولدوا في ظروف غير شرعية.
الاتهامات بانتهاك الخصوصية وأخلاقيات المهنةورغم دفاعها عن هدفها في التوعية، واجهت وسام اتهامات عدة بانتهاك خصوصية مرضاها، حيث قال معارضوها إنها استخدمت معلومات حساسة لأغراض اجتماعية عامة.
في حين أكدت الطبيبة أنها لم تكشف عن أي معلومات شخصية تحدد هوية الحالات، وأنها تحدثت عن أمثلة عامة كالمعروض في البرامج الطبية القانونية.
التحرك الأمني والتحقيقات الرسميةفيما تصاعدت حدة الجدل، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على الدكتورة وسام شعيب ووجهت إليها اتهامات بنشر محتوى قد يشكل انتهاكًا للخصوصية الطبية وإثارة الرأي العام.
من جهتها، أصدرت النيابة الإدارية بيانًا أكدت فيه أنها بصدد التحقيق مع الطبيبة، مشيرة إلى ضرورة التأكد من الالتزام بأخلاقيات مهنة الطب وحفظ حقوق المريضات.
دور نقابة الأطباء في القضيةاستجابة للجدل، أعلنت نقابة الأطباء تلقيها شكاوى من جهات متعددة تتهم الطبيبة بالتشهير بالمريضات، وأكدت النقابة أنها ستقوم بتحقيق رسمي عبر لجنة آداب المهنة، مؤكدة أن أي تجاوز لأخلاقيات مهنة الطب سيواجه بإجراءات صارمة، قد تصل إلى شطب الطبيبة من النقابة.
ردود دينية واجتماعيةأثارت الواقعة ردود فعل من بعض رجال الدين، حيث علقت الدكتورة هبة عوف، أستاذة التفسير بجامعة الأزهر، محذرة من استغلال القضايا الشخصية لتحقيق الشهرة.
من جانبها، ردت وسام شعيب على الانتقادات الدينية بتأكيدها على التزامها بتعاليم الإسلام، موضحة أن هدفها هو حماية الأطفال الذين قد يجدون أنفسهم في ظروف قاسية نتيجة هذه القضايا.
حذف الفيديو والقرارات المستقبليةفي ظل تصاعد الانتقادات، قررت الطبيبة حذف الفيديو من حسابها على "فيسبوك"، موضحة أن رسالتها وصلت وأن هدفها كان رفع الوعي المجتمعي.
ورغم اعتقادها بأن الفيديو يخدم المجتمع، فقد استجابت لموجة الانتقادات وأعادت النظر في طريقة إيصال رسالتها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وسام شعيب فيديو الطبيبة وسام توعية مجتمعية الخصوصية الطبية أخلاقيات مهنة الطب الحمل غير الشرعي نيابة ادارية نقابة الأطباء التوعية الأسرية وسام شعیب
إقرأ أيضاً:
كيف تمزّق فيديوهات حماس للأسرى المجتمع الإسرائيلي وتزيد الضغط على دولة الاحتلال؟
نشرت "القناة 12" العبرية، مقالا، لمقدم برامج بودكاست، روتيم سيلاع، أبرز فيه أنه: "مع كل أسبوع تصدر المقاومة في غزة، شريط فيديو حول أحد الأسرى الإسرائيليين لديها، ما يزيد من الضغوط الممارسة على قيادة الاحتلال السياسية والعسكرية".
وأوضح المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّه: "في الوقت ذاته يخدمها لأغراض دعائية، ما دفع أصواتا لدى الاحتلال للمطالبة بإعادة النظر في كيفية التعامل مع هذه الرسائل الإعلامية".
وتابع أنه: "مع بداية الحرب، اعتمدت وسائل الإعلام الإسرائيلية نهجاً يتعلق بمقاطع الفيديو التي تنشرها حماس، وأعلنت أنها لن تنشرها، واكتفت بالحديث عن وجودها، مستخدمة في بعض الأحيان صورا ثابتة، أو أوصافا عامة".
وأردف: "عندما أعادت بعض الصحف نشر مقاطع فيديو لحماس، تمت إزالتها بسرعة، واعتذرت عما قالت إنه خطأ، لكن تغييرا حصل قبل عام، في أبريل 2024، حين اعتقدت قيادة عائلات الأسرى وبعض العائلات أن نشر الفيديوهات قد يساعد في ممارسة الضغط الشعبي للترويج للإفراج عنهم".
"لذلك طلبوا من وسائل الإعلام بثّها، وكان الفيديو الأخير أحد أوائل الفيديوهات التي تم نشرها جزئيا تحت ضغط من العائلات، لأن مشاعرها مفهومة" وفقا للمقال نفسه الذي ترجمته "عربي21".
واسترسل بأنه "بعد أكثر من 200 يوم من الحرب دون تحقيق تقدم يذكر، شعروا أن الجمهور بدأ يعتاد على الوضع، وأن الحكومة لم تتخذ إجراءات عاجلة، لكن هذا التغيير يثير تساؤلات جدية حول عواقب نشر فيديوهات حماس، التي تهدف للإضرار بمعنويات الجمهور الإسرائيلي، والضغط على صناع القرار".
وأوضح أنّ: "حماس تعتقد أن الأسرى يشكلون رصيدا استراتيجيا، تزداد قيمته على وجه التحديد عندما يمزق المجتمع الإسرائيلي من الداخل"، فيما زعمت أنها: "ليست مقاطع فيديو تعكس رسالة حقيقية منهم، بل يؤدّي لترسيخ صورة للأسرى في الذاكرة الجماعية، حيث يتم التعرف عليهم من خلال الكلمات والمطالبات".
وأشار إلى أنّ: "نشر هذه الفيديوهات يؤدي لتفاقم التحدي في الوضع الإسرائيلي الحالي، فضلا عن كونها إحدى الأدوات لدى حماس لممارسة الضغط النفسي على الاحتلال".
وختم المقال بالقول: "إنّ نشرها، حتى ولو كان بقصد مساعدة العائلات، قد يعزز موقف الحركة، التي تستخدم هذه الأداة لتعميق الشرخ في المجتمع الإسرائيلي، وبالتالي تعزيز مكانتها".