معارك ضارية بين جيش تشاد وبوكو حرام.. هل تفاقم الوضع في منطقة الساحل؟
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
تتواصل منذ أيام معارك ضارية بين الجيش التشادي ومقاتلي جماعة "بوكو حرام"، بمنطقة بحيرة تشاد.
وأسفرت هذه المواجهات حتى الآن عن مقتل 96 عنصرا من جماعة بوكو حرام، فيما أكد الجيش التشادي مقتل 15 من جنوده وإصابة آخرين في المعارك الضارية مع بوكو حرام.
وقال المتحدث باسم الجيش التشادي، إسحق الشيخ شنان، في تصريحات صحفية، إن الجيش تمكن من القضاء على 96 من مقاتلي بوكو حرام، وأصاب آخرين، فيما تمكن من استعادة 107 قطع سلاح فردي وثلاثة أسلحة جماعية وتدمير ستة زوارق.
وأوضح أنه في المقابل فقد الجيش التشادي 15 من افراده، وأصيب 32 آخرين في المواجهات.
وأضاف أن "الوضع تحت السيطرة وأن إجراءات تعقب العناصر المتبقية مستمرة".
واستخدم الجيش التشادي المسيرات لقصف مواقع قال إنها تتبع بوكو حرام بمنطقة بحيرة تشاد.
وكان الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إتنو أطلق عملية لطرد مسلحي جماعة بوكو حرام من منطقة بحيرة تشاد، وذلك بعد عملية نفذتها الجماعة قبل أسابيع وأسفرت عن مقتل عشرات الجنود التشاديين.
هجمات مستمرة
وكانت أعنف الاشتباكات تلك وقعت يوم السبت الماضي، في جزيرة كاريا في شمال غرب كايغاكيندجيريا في إقليم بحيرة تشاد، وتمكن خلالها الجيش التشادي من قتل 96 من عناصر بوكو حرام، فيما قتل 15 جنديا تشاديا وأصيب العشرات في المعركة.
لكن تشاد تعرض على مدى الأشهر الأخيرة لهجمات من بوكو حرام، حيث شن مقاتلو الجماعة أواخر أكتوبر الماضي هجوما على قاعدة عسكرية في منطقة بحيرة تشاد أسفر عن سقوط نحو 40 قتيلا، وفق السلطات المحلية.
ما هي جماعة بوكو حرام؟
تعتبر إحدى أخطر التنظيمات المسلحة في غرب افريقيا، تأسست عام 2009، في نيجيريا، وشنت أول هجوم لها على مقرات للشرطة النيجيرية 26 يوليو 2009.
لكن هذه الحركة لم تكن معروفة قبل العام 2014 حين اختطفت 276 طالبة من إحدى المدارس في ولاية برنو كن، بنيجيريا، ثم تتالت بعد ذلك هجمات الجماعة في شمال نيجيريا.
وعام 2015 أعلنت بوكو حرام البيعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وتغيير اسمها ليصبح "ولاية غرب أفريقيا".
وخلال السنوات الأخيرة توسع نشاط هذا التنظيم ليشمل العديد من بلدان الساحل وغرب افريقيا، حيث باتت الجماعة تشن هجمات بشكل منتظم على الثكنات العسكرية بالعديد من البلدان الإفريقية.
تفاقم الوضع الأمني
ويرى عدد من المتابعين أن القتال الحالي بين بوكو حرام، والجيش التشادي سيفاقم الأوضاع الأمنية بمنطقة الساحل الإفريقي التي تنشط فيها العديد من التنظيمات التي توصف بالمتطرفة.
ويقول الصحفي المتابع لشؤون الساحل وغرب افريقيا، أحمد ولد محمد فال، إن منطقة الساحل تعاني اضطرابات أمنية خطيرة في العديد من دولها، خصوصا مالي وبوركينافساو، وتشاد، والنيجر.
ولفت في تصريح لـ"عربي21"، إلى أن تصعيد المواجهة بين بوكو حرام والجيش التشادي، سيزيد من التوتر الأمني الحاصل، ويفاقم الوضع "ما سيتسبب في المزيد من النزوح والتوتر في المنطقة".
وتوقع أن تزداد حدة الواجهات بين بوكو حرام والجيش التشادي خلال الأسابيع الماضية.
ونبه إلى أن آلاف النازحين باتوا يتفقدون بشكل مستمر نحو موريتانيا جراء التوتر الأمني بمنطقة الساحل الإفريقي، حيث يوجد في البلاد نحو 400 ألف نازح من بلدان الساحل بفعل الصراعات والتوترات الأمنية.
تأثيرات تفكك مجموعة الساحل
ورأى ولد محمد فال، أن التنظيمات المسلحة في المنطقة استعادة قوتها، بعد تفكك مجموعة الساحل الخميس (موريتانيا، مالي، تشاد، النيجر، بوركينا فاسو).
وأشار إلى أن هذه المجموعة ساهمت بشكل كبير طيلة عدة سنوات في تنسيق جهود التصدي للتنظيمات المسلحة والحد من انتشار السلاح.
وتفككت مجموعة الساحل العام الماضي إثر انسحاب ثلاث من دولها الخمسة، هي: بوركينافاسو والنيجر ومالي.
ومجموعة دول الساحل الأفريقي، تجمع إقليمي للتنسيق والتعاون، تأسس عام 2014 بنواكشوط، وكان يضم موريتانيا، وتشاد، وبوركينا فاسو، والنيجر ومالي.
وبررت الدول الثلاثة انسحابها بأن "المجموعة لم تحقق أهدافها بعد مرور حوالي 9 سنوات على تأسيسها".
ولاحقا أعلنت الدول الثلاثة عن تحالف جديد، لمواجهة التهديدات الأمنية، فيما بدت روسيا وكأنها عرابة التحالف الجديد بدلا من باريس، التي توتر علاقات الدول الثلاثة معها لدرجة طرد القوات الفرنسية منها.
ووقع قادة مالي وبوركينا فاسو والنيجر، العام الماضي، على اتفاقية تأسس هذا التحالف الذي يهدف إلى إنشاء "هيكلية للدفاع المشترك، والمساعدة (الاقتصادية) المتبادلة".
وباتت الدول الثلاثة تدرك حاجتها إلى تنسيق جهودها لملء الفراغ الذي تركه الانسحاب الفرنسي وقوات تاكوبا الأوروبية وأخيرا البعثة الأممية في مالي، بالإضافة إلى تجميد عمليات مكافحة الإرهاب الفرنسية والغربية في بوركينا فاسو والنيجر.
والأسبوع الماضي قال وزير الداخلية الموريتاني محمد أحمد ولد محمد الأمين، إن منطقة الساحل الإفريقي باتت "تشكل إحدى أخطر ِبُؤرِ الأزمات التي تختزل معظم مظاهر التهديدات العالمية".
ولفت في تصريحات صحفية إلى أن بلدان الساحل "تعاني أزمة حكامة وهشاشةٍ ونزاعاتٍ مسلحة، وتمدد الإرهاب والجريمة المنظمة، وما ينجُم عنه من تدفّق للمهاجرين واللاجئين وتدميرٍ للبُنى الاقتصادية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية التشادي بوكو حرام أفريقيا أفريقيا تشاد بوكو حرام المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة منطقة بحیرة تشاد الجیش التشادی الدول الثلاثة منطقة الساحل بوکو حرام إلى أن
إقرأ أيضاً:
كشف تفاصيل صفقة بين الإمارات وتشاد
متابعات تاق برس- كشف الصحفي أنيس منصور تفاصيل صفقة بين الإمارات وتشاد
وكتب منصور لعلكم تابعتم استلام الجيش التشادي لمنظومتين للدفاع الجوي FK-2000 صينية الصنع من الإمارات، في صفقة وُصفت بأنها “دعم لحليف أفريقي”.
لكن ما لم يُعلن — وأكشفه لكم اليوم — هو أن هذه الصفقة ليست دفاعية… بل موقعها الحقيقي في قلب خطة إماراتية لإعادة إنعاش ميليشيا الدعم السريع.
وفق ما وردني من داخل مجلس الأمن القومي الإماراتي، بإشراف فارس المزروعي (مساعد مستشار الأمن الوطني) وبمشاركة راشد الكتبي (مدير ملف السودان في وزارة الخارجية)،
تم الترتيب مع حكومة نجل ديبي في تشاد لتكون المنظومة الدفاعية “احتياطيًا استراتيجيًا” يُفعّل عند الحاجة، لحماية قوات حميدتي من التفوق الجوي السوداني.
التوقيت ليس صدفة:
– بعد خسارة الدعم السريع للخرطوم
– بعد دخول المسيّرات التركية المعركة
– وبعد تراجع إماراتي رسمي أمام الضغط الدولي، وازدياد قلق تل أبيب من فشل مشروع حميدتي
الرادارات ستبقى في تشاد… لكن استخداماتها مدروسة بعناية.
الإحداثيات تُدار من غرفة عمليات تجمع ضباطًا إماراتيين وتشاديين، ويُسمح بنقل المعلومات فورًا لمواقع الدعم السريع داخل دارفور.
أكثر من ذلك…
أحد أهداف الصفقة هو كبح التمدد الأمني التركي والسعودي والقطري في أفريقيا، الذي بات يتوسع في تشاد ونيجيريا والساحل الغربي.
السودان هو الساحة… لكن الخريطة أكبر.
ما يُرسم اليوم في نجامينا، يهدف لفرض واقع جديد على أي تسوية سودانية قادمة:
حميدتي شريك بالقوة،
وتشاد منصة عمليات،
وبن زايد يمسك بالخيوط من بعيد.
ولمن يشكك، فلنُراجع الحقائق:
– تشاد ليست في حالة حرب، ولا تواجه تهديدًا جويًا معروفًا
– أخطر تحدياتها داخلية وبرّية (قبائل، بوكو حرام، تهريب حدودي)
– فلماذا إذن منظومة مضادة للطائرات والصواريخ؟
– هذه المنظومة هي “مخزن احتياطي” سيوجّه نحو دارفور في الوقت المناسب، وجزء من تمركز إماراتي جديد في أفريقيا، يخدم خريطة نفوذ، لا أمن دولة.
وبالطبع لعلكم تابعتم في الأسابيع السابقة سيل المساعدات والمنح واللقاءات الدبلوماسية بين الإمارات وتشاد… وكالمعتاد، لم تكن هذه سوى مقدمات وغطاء للتدمير والتخريب والاستعباد.
الصحفي أنيس منصور