تتواصل منذ أيام معارك ضارية بين الجيش التشادي ومقاتلي جماعة "بوكو حرام"، بمنطقة بحيرة تشاد.

وأسفرت هذه المواجهات حتى الآن عن مقتل 96 عنصرا من جماعة بوكو حرام، فيما أكد الجيش التشادي مقتل 15 من جنوده وإصابة آخرين في المعارك الضارية مع بوكو حرام.

وقال المتحدث باسم الجيش التشادي، إسحق الشيخ شنان، في تصريحات صحفية، إن الجيش تمكن من القضاء على 96 من مقاتلي بوكو حرام، وأصاب آخرين، فيما تمكن من استعادة 107 قطع سلاح فردي وثلاثة أسلحة جماعية وتدمير ستة زوارق.





وأوضح أنه في المقابل فقد الجيش التشادي 15 من افراده، وأصيب 32 آخرين في المواجهات.
وأضاف أن "الوضع تحت السيطرة وأن إجراءات تعقب العناصر المتبقية مستمرة".

واستخدم الجيش التشادي المسيرات لقصف مواقع قال إنها تتبع بوكو حرام بمنطقة بحيرة تشاد.

وكان الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إتنو أطلق عملية لطرد مسلحي جماعة بوكو حرام من منطقة بحيرة تشاد، وذلك بعد عملية نفذتها الجماعة قبل أسابيع وأسفرت عن مقتل عشرات الجنود التشاديين.



هجمات مستمرة
وكانت أعنف الاشتباكات تلك وقعت يوم السبت الماضي، في جزيرة كاريا في شمال غرب كايغاكيندجيريا في إقليم بحيرة تشاد، وتمكن خلالها الجيش التشادي من قتل 96 من عناصر بوكو حرام، فيما قتل 15 جنديا تشاديا وأصيب العشرات في المعركة.

لكن تشاد تعرض على مدى الأشهر الأخيرة لهجمات من بوكو حرام، حيث شن مقاتلو الجماعة أواخر أكتوبر الماضي هجوما على قاعدة عسكرية في منطقة بحيرة تشاد أسفر عن سقوط نحو 40 قتيلا، وفق السلطات المحلية.

ما هي جماعة بوكو حرام؟
تعتبر إحدى أخطر التنظيمات المسلحة في غرب افريقيا، تأسست عام 2009، في نيجيريا، وشنت أول هجوم لها على مقرات للشرطة النيجيرية 26 يوليو 2009.

لكن هذه الحركة لم تكن معروفة قبل العام 2014 حين اختطفت 276 طالبة من إحدى المدارس في ولاية برنو كن، بنيجيريا، ثم تتالت بعد ذلك هجمات الجماعة في شمال نيجيريا.


وعام 2015 أعلنت بوكو حرام البيعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وتغيير اسمها ليصبح "ولاية غرب أفريقيا".

وخلال السنوات الأخيرة توسع نشاط هذا التنظيم ليشمل العديد من بلدان الساحل وغرب افريقيا، حيث باتت الجماعة تشن هجمات بشكل منتظم على الثكنات العسكرية بالعديد من البلدان الإفريقية.

تفاقم الوضع الأمني
ويرى عدد من المتابعين أن القتال الحالي بين بوكو حرام، والجيش التشادي سيفاقم الأوضاع الأمنية بمنطقة الساحل الإفريقي التي تنشط فيها العديد من التنظيمات التي توصف بالمتطرفة.

ويقول الصحفي المتابع لشؤون الساحل وغرب افريقيا، أحمد ولد محمد فال، إن منطقة الساحل تعاني اضطرابات أمنية خطيرة في العديد من دولها، خصوصا مالي وبوركينافساو، وتشاد، والنيجر.

ولفت في تصريح لـ"عربي21"، إلى أن تصعيد المواجهة بين بوكو حرام والجيش التشادي، سيزيد من التوتر الأمني الحاصل، ويفاقم الوضع "ما سيتسبب في المزيد من النزوح والتوتر في المنطقة".

وتوقع أن تزداد حدة الواجهات بين بوكو حرام والجيش التشادي خلال الأسابيع الماضية.

ونبه إلى أن آلاف النازحين باتوا يتفقدون بشكل مستمر نحو موريتانيا جراء التوتر الأمني بمنطقة الساحل الإفريقي، حيث يوجد في البلاد نحو 400 ألف نازح من بلدان الساحل بفعل الصراعات والتوترات الأمنية.

تأثيرات تفكك مجموعة الساحل
ورأى ولد محمد فال، أن التنظيمات المسلحة في المنطقة استعادة قوتها، بعد تفكك مجموعة الساحل الخميس (موريتانيا، مالي، تشاد، النيجر، بوركينا فاسو).

وأشار إلى أن هذه المجموعة ساهمت بشكل كبير طيلة عدة سنوات في تنسيق جهود التصدي للتنظيمات المسلحة والحد من انتشار السلاح.

وتفككت مجموعة الساحل العام الماضي إثر انسحاب ثلاث من دولها الخمسة، هي: بوركينافاسو والنيجر ومالي.

ومجموعة دول الساحل الأفريقي، تجمع إقليمي للتنسيق والتعاون، تأسس عام 2014 بنواكشوط، وكان يضم موريتانيا، وتشاد، وبوركينا فاسو، والنيجر ومالي.

وبررت الدول الثلاثة انسحابها بأن "المجموعة لم تحقق أهدافها بعد مرور حوالي 9 سنوات على تأسيسها".

ولاحقا أعلنت الدول الثلاثة عن تحالف جديد، لمواجهة التهديدات الأمنية، فيما بدت روسيا وكأنها عرابة التحالف الجديد بدلا من باريس، التي توتر علاقات الدول الثلاثة معها لدرجة طرد القوات الفرنسية منها.


ووقع قادة مالي وبوركينا فاسو والنيجر، العام الماضي، على اتفاقية تأسس هذا التحالف الذي يهدف إلى إنشاء "هيكلية للدفاع المشترك، والمساعدة (الاقتصادية) المتبادلة".

وباتت الدول الثلاثة تدرك حاجتها إلى تنسيق جهودها لملء الفراغ الذي تركه الانسحاب الفرنسي وقوات تاكوبا الأوروبية وأخيرا البعثة الأممية في مالي، بالإضافة إلى تجميد عمليات مكافحة الإرهاب الفرنسية والغربية في بوركينا فاسو والنيجر.

والأسبوع الماضي قال وزير الداخلية الموريتاني محمد أحمد ولد محمد الأمين، إن منطقة الساحل الإفريقي باتت "تشكل إحدى أخطر ِبُؤرِ الأزمات التي تختزل معظم مظاهر التهديدات العالمية".

ولفت في تصريحات صحفية إلى أن بلدان الساحل "تعاني أزمة حكامة وهشاشةٍ ونزاعاتٍ مسلحة، وتمدد الإرهاب والجريمة المنظمة، وما ينجُم عنه من تدفّق للمهاجرين واللاجئين وتدميرٍ للبُنى الاقتصادية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية التشادي بوكو حرام أفريقيا أفريقيا تشاد بوكو حرام المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة منطقة بحیرة تشاد الجیش التشادی الدول الثلاثة منطقة الساحل بوکو حرام إلى أن

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي: قواتنا تخوض معارك مع 50 ألف جندي روسي في كورسك

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الاثنين، أن القوات الأوكرانية تخوض اشتباكات مع نحو 50 ألف جندي روسي في منطقة كورسك الروسية. وأكد زيلينسكي عبر منشور على تطبيق تليغرام أن أوكرانيا ستعزز "بشكل كبير" مواقعها على جبهتي بوكروفسك وكوراخوف في الشرق، حيث تدور المعارك الأكثر احتداما.

وأدت ضربة روسية إلى إلحاق أضرار بسد خزان كوراخوف، وهذا تسبب في ارتفاع منسوب مياه نهر فوفشا بواقع 1.2 متر، ما يشكل تهديدا بحدوث فيضان في المناطق المجاورة في دونيتسك ودنيبروبتروفسك، وفق ما أفاد به مسؤول محلي.

ورغم ارتفاع منسوب مياه النهر، لم يتم الإبلاغ عن أي فيضانات حتى الآن.

وفي يونيو/حزيران 2023، تم تدمير سد قديم ضخم في منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا جزئيا، وهذا تسبب في تدفق المياه في مجرى نهر دنيبرو، وأدى إلى إغراق عشرات القرى على ضفافه. واتهمت أوكرانيا روسيا بتفجير السد في محاولة لإحباط هجومها المضاد في الصيف التالي، الذي لم يحقق نجاحا. وأسفرت الفيضانات الناتجة عن تدمير السد عن مقتل عشرات الأشخاص وتسببت في أضرار بيئية كبيرة.

هجوم روسي جديد

وفي سياق متصل، أصيب 7 أشخاص على الأقل في هجوم صاروخي روسي استهدف مبنى سكنيا متعدد الطوابق في مدينة "كريفي ريح" جنوب شرق أوكرانيا.

وأعرب زيلينسكي عن أسفه لهذه الهجمات، داعيا إلى مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا، ومؤكدا أن "كل ضربة روسية تدحض التصريحات الدبلوماسية لموسكو".

من جانبها، أفادت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قتلت أكثر من 300 عسكري أوكراني خلال الـ24 ساعة الماضية في منطقة كورسك، إلى جانب تدمير عدة مركبات قتالية ومدافع. كما أعلنت الوزارة عن صد 6 هجمات أوكرانية في المنطقة نفسها، وهذا أسفر عن مقتل وإصابة 70 جنديا أوكرانيا وتدمير عدة مركبات قتالية.

وصرح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أن الاتحاد زود أوكرانيا بأكثر من 980 ألف قذيفة، ويعتزم الوصول إلى مليون قذيفة بحلول نهاية العام.

وكان الاتحاد الأوروبي يعتزم في البداية إرسال مليون قذيفة مدفعية عيار 155 ملليمترا بحلول مارس/آذار 2024، لكن المسؤولين قالوا فيما بعد إن الطاقة الإنتاجية لا تكفي لتحقيق هذا الهدف.

كما صرح رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا أن بلاده تقود خطة منفصلة لإرسال 500 ألف صاروخ إلى أوكرانيا بحلول نهاية هذا العام.

وتعمل أوكرانيا أيضا على زيادة إنتاجها الدفاعي المحلي في محاولة للحد من اعتمادها على المساعدات العسكرية من حلفائها وضمان توفير الإمدادات في الوقت المناسب.

مقالات مشابهة

  • ما سر خلاف الجيش السوداني و«الدعم السريع» حول معبر «أدري»؟
  • الجيش الاسرائيلي: مقتل 6 عسكريين في معارك جنوبي لبنان
  • معارك ضارية بين مقاتلي حزب الله والجيش الإسرائيلي في بنت جبيل
  • تدفق الأسلحة المهربة بمنطقة الساحل الإفريقي إلى نيجيريا يزيد من تفاقم الأوضاع
  • معارك ضارية بين جيش تشاد وبوكوحرام.. هل تفاقم الوضع في منطقة الساحل؟
  • زيلينسكي: قواتنا تخوض معارك مع 50 ألف جندي روسي في كورسك
  • تفاقم الوضع في غزة يستدعي حماية المدنيين والعاملين الصحيينا
  • جيش تشاد: تحييد 96 إرهابيا ومقتل في معارك مع جماعة "بوكو حارم"
  • تشاد تعلن مقتل وإصابة العشرات من جنودها في اشتباكات مع بوكو حرام