قاتل جديد كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدامه في مطاردة الفلسطينيين داخل الشوارع والأزقة الضيقة لمخيم جباليا والمناطق القريبة منها خلال شهر من حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بمحافظة شمال قطاع غزة، إنها الطائرات المسيرة من نوع "كواد كابتر".

ورصدت وسائل إعلام فلسطينية وشهادات السكان أن جيش الاحتلال استخدم، على مدى أيام عمليته العسكرية المتواصلة في الشمال، تلك الطائرات لـ"أغراض التصوير وإطلاق النار والقنابل على المواطنين، إضافة لاستعمالها في توجيه أوامر للفلسطينيين بالإخلاء وتشديد الحصار".

وتسببت تلك المُسيرات باستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، وفق مصادر طبية.

وبدأ جيش الاحتلال، في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قصفا غير مسبوق على مناطق شمال القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.

جندي آلي

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسع الجيش الإسرائيلي استخدام هذه الطائرات التي حوّلها من أداة للتصوير والمراقبة إلى سلاح فتاك ومباغت يشارك في إعدام الفلسطينيين ميدانيا باستهدافهم المباشر بالرصاص الحي والقنابل المتفجرة.

ووظف الجيش هذه المسيرات -التي باتت تحلق في أجواء قطاع غزة بشكل واضح- جنودا آليين لتنفيذ الأوامر عن بعد، ويتم استخدامها في ملاحقة الفلسطينيين وإصدار أوامر لهم وإطلاق النار عليهم بأسلوب القنص والإعدام الميداني.

و"كواد كابتر" طائرات مُسيرة صغيرة الحجم يتم تسييرها إلكترونيا عن بُعد، ويستخدمها جيش الاحتلال في تنفيذ عمليات استخبارية وعسكرية متعددة.

وعن الجانب الاستخباري، لهذه المسيرات خصائص تكتيكية مختلفة، حيث تقوم بعمليات متعددة كالرصد والمتابعة وتعقب الأهداف الثابتة والمتحركة، إذ إنها تزود بكاميرات عالية الجودة.

أما فيما يتعلق بالجانب العسكري، فهذه الطائرة مزودة ببرمجيات وآليات تمكنها من إطلاق النار والقنابل صوب الأهداف، مما جعلها سلاحا فتاكا يستخدمه الجيش في إبادة الفلسطينيين.

مسيرات كواد كابتر شاركت على نحو كبير في تهجير سكان شمال غزة (الجزيرة) قتل وإصابة

عاش الشاب الفلسطيني حسني حجازي تجربة قاسية مع شقيقه محمد إثر ملاحقتهم من قبل طائرة إسرائيلية مُسيّرة "كواد كابتر" في مخيم جباليا، قبل نحو أسبوعين.

ويقول حجازي، للأناضول، إن تلك المُسيّرة رصدتهم عقب تحركهم تجاه بيت عائلتهما لتفقده في مخيم جباليا، وبدأت بإطلاق النار بكثافة صوبهم.

ويضيف أنهما حاولا الاختباء منها والاحتماء بين ركام المنازل المدمرة، لكنّها ظلت تلاحقهما حتى تمكنت إحدى رصاصتها من إصابة شقيقه محمد، مما أدى لاستشهاده على الفور.

ويشير حجازي إلى أنه لم يتمكن من انتشال جثة شقيقه وقتها ولا حتى بعدها لخطورة المكان ولسيطرة الطائرات المُسيّرة عليه بشكل كامل.

ونجا الشاب الفلسطيني بأعجوبة من تلك المُسيّرة، لافتا إلى أنه ظل محتميا في أحد المنازل المدمرة آنذاك إلى أن حلّ الليل، مما أتاح له التنقل بين الركام خلسة حتى وصل لمكان أكثر أمنا، على حد وصفه.

قنابل متنوعة

وتحدث عدد من الفلسطينيين عن شهاداتهم بخصوص إلقاء طائرات "كواد كابتر" الإسرائيلية قنابل بأنواع متعددة تجاه الشوارع والمنازل خلال العملية العسكرية في شمال غزة.

ويقول أمجد المحلاوي -الذي يسكن في حي الصفطاوي غربي جباليا- إن "الطائرات المُسيرّة لا تتوقف عن رمي قنابل الصوت والمتفجرة والدخانية صوبنا".

ويتابع "الطائرات تلقي تلك القنابل أكثر من مرة خلال اليوم، وتقتل وتصيب كل من تصل إليه".

وإضافة إلى ذلك، فإن القنابل تتسبب بدمار كبير في المكان الذي تصيبه، وأحيانا تحدث حرائق يتعذر الوصول إليها لإخمادها جراء صعوبة الأوضاع الأمنية هناك، مما يفاقم من اشتعالها.

وتروي تفاصيل التجربة ذاتها الفلسطينية تالا عودة -التي تقطن في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة– وتقول إن الطائرات الإسرائيلية المُسيّرة ألقت قبل عدة أيام قنابل حارقة على الطابق الأعلى في البناية التي يقيمون فيها.

وتتابع "تمكنا من السيطرة على الحريق قبل انتشاره آنذاك، ولولا لطف الله لامتد لكل البناية وأصبحنا في عداد الأموات".

وتصف الطائرات المسيرة بـ"السلاح الفتاك جدا"، لافتة إلى أنه استخدم "بكثرة في العملية العسكرية بجباليا لقتل الناس وترويعهم ودفعهم للنزوح والهجرة، وفق ما أبلغني أحد سكان المنطقة هناك"، كما قالت.

أوامر وإنذارات

كما عمد الجيش الإسرائيلي إلى استخدام "كواد كابتر" التي يثبت عليها مكبرات صوت، لتوجيه أوامر وإنذارات للفلسطينيين لإخلاء المنازل ومراكز الإيواء من النازحين في منطقة جباليا ومحيطها.

وأفاد الشاب الفلسطيني رؤوف موسى -الذي كان نازحا رفقة أسرته في مدينة "خليفة بن حمد" في منطقة مشروع بيت لاهيا– بأنه "أخلينا مركز الإيواء بعد وصول طائرة كواد كابتر إلينا ومطالبتنا بالخروج مهددة بقصفنا وقتلنا في حال لم نستجب للأوامر".

ويذكر، في حديث للأناضول، أن "التجربة مرعبة والصوت كان مخيفا، لأن المتحدث عبر المكبر المثبت، هو جندي إسرائيلي ويستخدم لغة لترهيب الناس ودفعهم للنزوح والهجرة قسريا".

ويصف تجاربه مع طائرات "كواد كابتر" خلال حرب الإبادة، قائلا "قاسية جدا وهي القاتل الأبرز لنا منذ بداية الحرب".

ويشير إلى أن "جيش الاحتلال يستعملها بكثافة خلال هذه العملية وما سبقها من عمليات، كونها تنفذ مهمات رصد وهجوم مشتركة، وتفتك بالمواطنين بدقة".

وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا على غزة خلّفت نحو 146 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الطائرات الم جیش الاحتلال کواد کابتر إلى أن

إقرأ أيضاً:

برلماني يدين شروط الاحتلال لصلاة الفلسطينيين بالمسجد الأقصى في رمضان

أعلن الدكتور إيهاب رمزى عضو مجلس النواب واستاذ القانون الجنائى رفضه وبشكل قاطع شروط حكومة الاحتلال الإسرائيلى لمنع الفلسطينيين الذين تم الإفراج عنهم بموجب اتفاق تبادل الأسرى من دخول المسجد الأقصى خلال شهر رمضان وتحديد عدد المصلين خلال شهر رمضان المقرر أن يبدأ من اليوم .


وتساءل " رمزى " فى بيان له أصدره اليوم قائلاً : أين المجتمع الدولى ؟ وأين منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ؟ وأين منظمات حقوق الإنسان المشبوهة من ممارسة أى إنسان فى العالم لمثل هذه الحقوق المهمة ؟ وأين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من منع الفلسطينيين فى ممارسة شعائرهم الدينية.


وأدن الدكتور إيهاب رمزى بشدة مثل هذه التصرفات البشعة من حكومة الاحتلال مطالباً من شرفاء العالم ومن الاتحاد الأوروبي ومن المنظمات الاقليمية والدولية ومن كافة دول العالم المحبة للسلام ومن المنظمات والهيئات الإسلامية والمسيحية وفى مقدمتها الأزهر الشريف والكنيسة المصرية ومن مختلف وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية شن حملات ضد مثل هذه السياسات الخطيرة من حكومة الاحتلال الإسرائيلى والتى يتم فيها انتهاك حقوق الانسان فى أبسط وأهم حقوقه لممارسة شعائره الدينية
وكانت شرطة الاحتلال قد كشفت عن أنها ستنشر 3000 عنصر أمني يوميا عند الحواجز المؤدية إلى القدس الشرقية والمسجد الأقصى خلال شهر رمضان، مشيرة إلى أن الشرطة أوصت بمنح 10,000 تصريح فقط للفلسطينيين من الضفة الغربية لدخول المسجد الأقصى خلال رمضان.
وسيتم منح التصاريح للرجال فوق سن 55 عاما والنساء فوق سن 50 عاما، بحسب ما أفادت به الهيئة.
بدورها، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن "الأمن أوصى المستوى السياسي بتحديد عدد المصلين بالأقصى خلال شهر رمضان ببضعة آلاف فقط"، مبينة أن "التوصية تمت بلورتها في أعقاب مشاورات جرت بوزارة الدفاع والشرطة والشاباك ومصلحة السجون، وستبحث حكومة بنيامين نتنياهو قريبا التوصيات الأمنية لاتخاذ قرار بشأنها".
ويواجه الفلسطينيون كل عام إجراءات إسرائيلية مشددة تحد من دخولهم إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وسط تصاعد التوترات العسكرية في الضفة الغربية.
وقد تم الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل عدد من الأسرى الإسرائيليين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي دخل حيز التنفيذ الشهر الماضي.

مقالات مشابهة

  • واشنطن تغذّي آلة الحرب الصهيونية لقتل الفلسطينيين
  • ألف قناص في السماء.. هذه هي الحرب الجديدة في أوكرانيا
  • مقتل شخص وإصابة 5 آخرين في عملية طعن بشمال الأراضي المحتلة
  • بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجع على قتل الفلسطينيين والعرب؟
  • بعد التهنئة برمضان.. ما أبرز الفتاوى اليهودية التي تشجيع على قتل الفلسطينيين والعرب؟
  • قوات الاحتلال تقتحم المسجد الأقصى وتُخرج الفلسطينيين
  • احتجاجات في ستوكهولم رفضًا لخطط تهجير الفلسطينيين قسرًا
  • نائل البرغوثي.. عميد الأسرى الفلسطينيين حراً بعد 45 عاماً
  • جرافات إسرائيلية تهدم منازلاً في مخيم بشمال الضفة الغربية
  • برلماني يدين شروط الاحتلال لصلاة الفلسطينيين بالمسجد الأقصى في رمضان