كواد كابتر.. قناص إسرائيلي طائر يطارد الفلسطينيين بشمال غزة
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
قاتل جديد كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدامه في مطاردة الفلسطينيين داخل الشوارع والأزقة الضيقة لمخيم جباليا والمناطق القريبة منها خلال شهر من حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بمحافظة شمال قطاع غزة، إنها الطائرات المسيرة من نوع "كواد كابتر".
ورصدت وسائل إعلام فلسطينية وشهادات السكان أن جيش الاحتلال استخدم، على مدى أيام عمليته العسكرية المتواصلة في الشمال، تلك الطائرات لـ"أغراض التصوير وإطلاق النار والقنابل على المواطنين، إضافة لاستعمالها في توجيه أوامر للفلسطينيين بالإخلاء وتشديد الحصار".
وتسببت تلك المُسيرات باستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، وفق مصادر طبية.
وبدأ جيش الاحتلال، في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قصفا غير مسبوق على مناطق شمال القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها"، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
جندي آليومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسع الجيش الإسرائيلي استخدام هذه الطائرات التي حوّلها من أداة للتصوير والمراقبة إلى سلاح فتاك ومباغت يشارك في إعدام الفلسطينيين ميدانيا باستهدافهم المباشر بالرصاص الحي والقنابل المتفجرة.
ووظف الجيش هذه المسيرات -التي باتت تحلق في أجواء قطاع غزة بشكل واضح- جنودا آليين لتنفيذ الأوامر عن بعد، ويتم استخدامها في ملاحقة الفلسطينيين وإصدار أوامر لهم وإطلاق النار عليهم بأسلوب القنص والإعدام الميداني.
و"كواد كابتر" طائرات مُسيرة صغيرة الحجم يتم تسييرها إلكترونيا عن بُعد، ويستخدمها جيش الاحتلال في تنفيذ عمليات استخبارية وعسكرية متعددة.
وعن الجانب الاستخباري، لهذه المسيرات خصائص تكتيكية مختلفة، حيث تقوم بعمليات متعددة كالرصد والمتابعة وتعقب الأهداف الثابتة والمتحركة، إذ إنها تزود بكاميرات عالية الجودة.
أما فيما يتعلق بالجانب العسكري، فهذه الطائرة مزودة ببرمجيات وآليات تمكنها من إطلاق النار والقنابل صوب الأهداف، مما جعلها سلاحا فتاكا يستخدمه الجيش في إبادة الفلسطينيين.
مسيرات كواد كابتر شاركت على نحو كبير في تهجير سكان شمال غزة (الجزيرة) قتل وإصابةعاش الشاب الفلسطيني حسني حجازي تجربة قاسية مع شقيقه محمد إثر ملاحقتهم من قبل طائرة إسرائيلية مُسيّرة "كواد كابتر" في مخيم جباليا، قبل نحو أسبوعين.
ويقول حجازي، للأناضول، إن تلك المُسيّرة رصدتهم عقب تحركهم تجاه بيت عائلتهما لتفقده في مخيم جباليا، وبدأت بإطلاق النار بكثافة صوبهم.
ويضيف أنهما حاولا الاختباء منها والاحتماء بين ركام المنازل المدمرة، لكنّها ظلت تلاحقهما حتى تمكنت إحدى رصاصتها من إصابة شقيقه محمد، مما أدى لاستشهاده على الفور.
ويشير حجازي إلى أنه لم يتمكن من انتشال جثة شقيقه وقتها ولا حتى بعدها لخطورة المكان ولسيطرة الطائرات المُسيّرة عليه بشكل كامل.
ونجا الشاب الفلسطيني بأعجوبة من تلك المُسيّرة، لافتا إلى أنه ظل محتميا في أحد المنازل المدمرة آنذاك إلى أن حلّ الليل، مما أتاح له التنقل بين الركام خلسة حتى وصل لمكان أكثر أمنا، على حد وصفه.
قنابل متنوعةوتحدث عدد من الفلسطينيين عن شهاداتهم بخصوص إلقاء طائرات "كواد كابتر" الإسرائيلية قنابل بأنواع متعددة تجاه الشوارع والمنازل خلال العملية العسكرية في شمال غزة.
ويقول أمجد المحلاوي -الذي يسكن في حي الصفطاوي غربي جباليا- إن "الطائرات المُسيرّة لا تتوقف عن رمي قنابل الصوت والمتفجرة والدخانية صوبنا".
ويتابع "الطائرات تلقي تلك القنابل أكثر من مرة خلال اليوم، وتقتل وتصيب كل من تصل إليه".
وإضافة إلى ذلك، فإن القنابل تتسبب بدمار كبير في المكان الذي تصيبه، وأحيانا تحدث حرائق يتعذر الوصول إليها لإخمادها جراء صعوبة الأوضاع الأمنية هناك، مما يفاقم من اشتعالها.
وتروي تفاصيل التجربة ذاتها الفلسطينية تالا عودة -التي تقطن في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة– وتقول إن الطائرات الإسرائيلية المُسيّرة ألقت قبل عدة أيام قنابل حارقة على الطابق الأعلى في البناية التي يقيمون فيها.
وتتابع "تمكنا من السيطرة على الحريق قبل انتشاره آنذاك، ولولا لطف الله لامتد لكل البناية وأصبحنا في عداد الأموات".
وتصف الطائرات المسيرة بـ"السلاح الفتاك جدا"، لافتة إلى أنه استخدم "بكثرة في العملية العسكرية بجباليا لقتل الناس وترويعهم ودفعهم للنزوح والهجرة، وفق ما أبلغني أحد سكان المنطقة هناك"، كما قالت.
أوامر وإنذاراتكما عمد الجيش الإسرائيلي إلى استخدام "كواد كابتر" التي يثبت عليها مكبرات صوت، لتوجيه أوامر وإنذارات للفلسطينيين لإخلاء المنازل ومراكز الإيواء من النازحين في منطقة جباليا ومحيطها.
وأفاد الشاب الفلسطيني رؤوف موسى -الذي كان نازحا رفقة أسرته في مدينة "خليفة بن حمد" في منطقة مشروع بيت لاهيا– بأنه "أخلينا مركز الإيواء بعد وصول طائرة كواد كابتر إلينا ومطالبتنا بالخروج مهددة بقصفنا وقتلنا في حال لم نستجب للأوامر".
ويذكر، في حديث للأناضول، أن "التجربة مرعبة والصوت كان مخيفا، لأن المتحدث عبر المكبر المثبت، هو جندي إسرائيلي ويستخدم لغة لترهيب الناس ودفعهم للنزوح والهجرة قسريا".
ويصف تجاربه مع طائرات "كواد كابتر" خلال حرب الإبادة، قائلا "قاسية جدا وهي القاتل الأبرز لنا منذ بداية الحرب".
ويشير إلى أن "جيش الاحتلال يستعملها بكثافة خلال هذه العملية وما سبقها من عمليات، كونها تنفذ مهمات رصد وهجوم مشتركة، وتفتك بالمواطنين بدقة".
وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا على غزة خلّفت نحو 146 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الطائرات الم جیش الاحتلال کواد کابتر إلى أن
إقرأ أيضاً:
أبو عبيدة يحذر: أي انتهاك إسرائيلي للهدنة سيعرض الأسرى للخطر
قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الأحد، إن معركة “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل غيّرت المعادلات، مؤكدة التزامها باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ صباح الأحد.
جاء ذلك في كلمة مصورة لأبو عبيدة، المتحدث باسم “القسام”، وهي الأولى له منذ 7 أكتوبر الماضي، وأول خطاب له بالتزامن مع بدء وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وقال أبو عبيدة: “نعلن نحن وفصائل المقاومة، التزامنا باتفاق وقف إطلاق النار واستعدادنا لتنفيذ بنوده والالتزام بشروطه، من حيث وقف القتال، والالتزام بالجدول الزمني لعملية التبادل، وتأمين أسرى العدو وصولا لتسليمهم مقابل أسرى شعبنا في كافة مراحل الصفقة”.
وأضاف: “كل ذلك مرهون بالتزام من قبل العدو”.
وتابع أبو عبيدة: “إننا نضع الجميع أمام مسؤولياتهم بشأن انتهاكات قد يرتكبها الاحتلال للاتفاق، والتي قد تعرض العملية للمخاطر من حيث التزاماتنا وقدرتنا على تنفيذ التبادل وتأثير مباشر على سلامة وحياة أسرى العدو في مراحل الصفقة وتفاصيلها وتوقيتاتها”.
وقال: “471 يوما على معركة طوفان الأقصى التاريخية التي دقعت المسمار الأخير بنعش الاحتلال الزائل دون شك”، مشددا على أنّ “التضحيات والدماء العظيمة التي بذلها شعبنا لن تذهب سدى”.
وتابع قائلا: “شعبنا قدم من أجل حريته ومقدساته تضحيات غير مسبوقة على مدى 471 يوما (..)، ربح البيع يا شهداءنا ويا شعبنا المرابط، وهذه التضحيات لها ما بعدها ولن تضيع هدرا، وطاب سعيكم أيها المقاومون الصابرون في ظل الظروف المستحيلة القاهرة”.
ملحمة تاريخية
وذكر أن “المقاومة والشعب في غزة قدموا نموذجا فريدا في قدرة أصحاب الأرض على الفعل المؤثر والصمود”، مضيفا أننا “صنعنا ملحمة تاريخية ليس لها مثيل في العالم، تحية لكم يا شعبنا في غزة يا تيجان الرؤوس، يا من نهضتم نهضة المعتصم لأجل القدس والأرض”.
ولفت إلى أن “معركة طوفان الأقصى بدأت من تخوم غزة، لكنها غيرت وجه المنطقة وأدخلت معادلات جديدة في الصراع مع الكيان”، مؤكدا أن المعركة أدت إلى فتح جبهات قتال جديدة، وأجبرت الكيان على اللجوء إلى قوى دولية لمساندته.
وأردف قائلا: “معركة طوفان الأقصى أوصلت رسالة للعالم، أن هذا الاحتلال كذبة كبيرة وستكون له آثار كبيرة على المنطقة”.
وأشار إلى أننا “قاتلنا مع كافة فصائل المقاومة صفا واحدا في كل مكان من قطاع غزة، ووجهنا ضربات قاتلة للعدو”، منوها إلى أن “مجاهدينا قاتلوا ببسالة شديدة وشجاعة كبيرة حتى آخر ساعات المعركة، ونحن نقاتل في ظروف تبدو مستحيلة”.
واستكمل بقوله: “كنا أمام مواجهة غير متكافئة، لا من حيث القدرات القتالية، ولا من حيث أخلاقيات القتال (..)، بينما نوجه ضرباتنا إلى قوات العدو إلا أنه ارتكب بكل قبح أساليب جديدة من الوحشية والبشاعة ضد شعبنا”.
عظمة هذه المعركة
وأوضح أبو عبيدة أن “مظاهر عظمة هذه المعركة تتجلى في تقدم قادتها لقوافل الشهداء، وعلى رأسهم هنية والعاروري والسنوار”، مشددا على أن “هذا العدو المجرم هو أس البلاء في هذه المنطقة، وكل الجهود والخطط يجب أن تنصب على كيفية تحجيمه”.
وذكر أن “كل محاولات دمج هذا الكيان في المنطقة ستواجه بطوفان الوعي، ومقاومة الشعوب الحرة”، متابعا: “تتعاظم اليوم المسؤولية على أهلنا في الضفة، وتحية خاصة لجنين شقيقة الروح لغزة في البطولة والصمود”.
ونوه إلى أن “التوصل لاتفاق لوقف العدوان الصهيوني على شعبنا، كان هدفا لنا منذ شهور طويلة بل ومنذ بدء العدوان”، معربا عن تقديره لوقوف “أبطال الضفة وقفة عز وشرف رغم كل محاولات التصفية”.
وتابع: “كل التحية والإكبار لأبطال الضفة الغربية العزيزة الذين يقاتلون رغم محاولات التصفية، وندعوهم لتصعيد مواجهة الاحتلال والتوحد على ذلك ونبذ كل محاولات الفتنة وتجميل التعاون مع الاحتلال، وهذا أملنا في كل أبناء فصائل المقاومة الفلسطينية”.
وجدد الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ كل بنوده، مستدركا: “مع تأكيدنا أن كل ذلك مرهونٌ بالالتزام من قبل العدو”.
ووجه الناطق باسم القسام التحية لليمنيين، وقال: “نخص بالتحية إخواننا في اليمن، الذين شعرنا كم يشبهون غزة وتشبههم في العظمة والكرامة، طوبى لليمن توأم الشام في وصية رسول الله”.
وأردف قائلا: “نحيي حزب الله والشعب اللبناني، والإخوة بالمقاومة العراقية الباسلة، والجمهورية الإيرانية، وأحرار الأردن وكل شعوب الأمة”.
وأشار إلى أننا “تلقينا وما زلنا نتلقى للملايين من رسائل الدعم والتأييد من كل شعوب الأمة بلا استثناء، بما فيها الاستعداد للتجند في القسام، نشكرهم ونشكر كل أحرار العالم على وقفاتهم مع المقاومة والقضية الفلسطينية”.