الدويري: المقاومة لم تنته في غزة وهي بين الأنقاض وفي الأنفاق
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن عمليات المقاومة في قطاع غزة تراجعت بسبب عدم توغل جيش الاحتلال في كثير من المناطق، بينما يتمركز المقاتلون في الأنفاق وبين الأنقاض.
وأضاف أن المقاومة تقاتل بإمكانات محدودة جدا بعد أكثر من 400 يوم من الحرب، لكنها لا تزال موجودة ولم تنته، لكنها تتمترس في أماكنها انتظارا لمواجهة من المسافة صفر، بدليل أنها استهدفت وحدة خاصة من 15 فردا في بيت لاهيا أول أمس الأحد.
وأمس الاثنين، أعلنت مصادر إسرائيلية مقتل 5 جنود في حادثين منفصلين بالقطاع، في حين قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها استهدفوا بقذيفة تاندوم دبابة ميركافا إسرائيلية في منطقة التوبة وسط مخيم جباليا.
وأشار الدويري إلى أن قوات الاحتلال لم تتوغل إلى عمق مخيم جباليا إلا في مرات محدودة جدا وباتجاه المستشفيات، حيث كانت "ترتكب جرائمها ثم تنسحب"، مشيرا إلى أن الاحتلال يعمل في مساحة لا تتجاوز 2 كيلومتر مربع ببيت لاهيا.
وأشار إلى أن المقاومة تقاتل حاليا بالإمكانيات المتاحة، التي تنحصر تقريبا في قذائف التاندوم والشواظ، وهو ما جعل العمليات تتراجع عما كانت عليه في فترات سابقة.
وعن تكثيف الغارات في المواصي بخان يونس جنوبي القطاع، قال الدويري إنه يأتي مع خضوع إسرائيل لمطالب إدخال المساعدات للشمال وتلويح دول أوروبية بفرض عقوبات عليها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
صفقة القرن بعد خمس سنوات.. فشل أمريكي وخذلان عربي وانتصار للمقاومة
تمر خمس سنوات على إعلان الولايات المتحدة ما سُمي بـ”صفقة القرن”، الخطة التي ادعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها تهدف لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. لكن تلك الخطة، التي روجت لها واشنطن باعتبارها “الفرصة الأخيرة للسلام”، لم تؤد إلا إلى تفاقم الصراع، وإبراز انحياز الإدارة الأمريكية الكامل لإسرائيل. كما كشفت الصفقة خذلان بعض الأنظمة العربية للقضية الفلسطينية، بينما أظهرت قوة وصمود محور المقاومة، الذي بات أكثر حضوراً وتأثيراً. وجاءت معركة “طوفان الأقصى” لتؤكد أن المقاومة لا تزال قادرة على فرض معادلات جديدة في مواجهة الاحتلال.
كانت صفقة القرن محاولة أمريكية لفرض حلول أحادية الجانب لتصفية القضية الفلسطينية، حيث تضمنت الخطة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتكريس شرعية المستوطنات في الضفة الغربية، إضافة إلى إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين. إلا أن الفلسطينيين رفضوا هذه البنود رفضاً قاطعاً، واعتبروا أن الصفقة تهدف إلى تصفية حقوقهم التاريخية، لم تتمكن واشنطن، رغم الدعم الإسرائيلي القوي، من تحقيق أهدافها الأساسية، وذلك بفضل رفض الشعب الفلسطيني ووقوف محور المقاومة في أكتوبر 2023، مثلت معركة “طوفان الأقصى” نقطة تحول كبيرة في الصراع، حيث أطلقت المقاومة الفلسطينية هذه العملية استجابة لتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومحاولات تهويده، وجاءت العملية لتؤكد تطور قدرات المقاومة العسكرية والتنظيمية، حيث شنت هجمات برية وجوية نوعية وصلت إلى العمق الإسرائيلي أي العمق المحتل، مما أربك الاحتلال وأحدث تحولاً نوعياً في ميزان القوة. عززت “طوفان الأقصى” الإيمان الشعبي بقدرة المقاومة على التصدي للمشروع الصهيوني وتحقيق الانتصارات، رغم التحديات الكبرى.
على الجانب الآخر، لعبت بعض الأنظمة العربية دوراً متواطئاً من خلال انخراطها في تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، تحت مظلة اتفاقيات “إبراهيم”. قدمت هذه الدول تنازلات كبيرة، مبررة ذلك بالوعود الاقتصادية والأمنية التي طرحتها واشنطن، في خطوة مثّلت خذلاناً واضحاً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. بينما واصلت الشعوب العربية التعبير عن غضبها من تلك السياسات، حيث اعتبرت أن التطبيع يمثل تخلياً عن المواقف التاريخية الداعمة لفلسطين.
اليوم، وبعد مرور خمس سنوات، يمكن القول إن “صفقة القرن” قد فشلت فشلاً ذريعاً، حيث لم تتمكن واشنطن وتل أبيب من تحقيق أهدافهما الكبرى، بل كشفت الصفقة عن واقع مؤلم، شعوب تدعم فلسطين بلا هوادة، مقابل أنظمة عربية تخلت عن القضية، مما أدى إلى خذلان تاريخي، ومع ذلك، أثبت الشعب الفلسطيني، بدعم محور المقاومة والشعوب الحرة، أنه قادر على الصمود والتصدي لمحاولات تصفية قضيته.
ومع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في مساعيه لإعادة تشكيل المنطقة لصالحه، يبقى محور المقاومة والشعوب الحرة الحصن المنيع أمام هذه المشاريع.
إن صمود محور المقاومة، ودعم الشعوب، وخاصة الشعب اليمني، يعكس إرادة راسخة لا تقبل التفريط في الحقوق، وسيظل هذا الصمود نموذجاً يُحتذى به في النضال ضد كافة مشاريع التآمر والخيانة،